الغرفة مظلمة ومخيفة مجدداً رغماً عن أنفي، تمنيت لنفسي ليلة سعيدة وقررت أن أتجاهل كل مخاوفي وإلا لن أنام الليلة، اِلتحفت جيداً منتظرة مجيء الغفوة إلى أن تمكنت من النوم أخيراً.
لم يمر وقت طويل حتى شعرت ببرودة شديدة، أنا واثقة أني أغلقت النوافذ، قررت فتح عيني فلا بد أني رميت الغِطاء عن نفسي فأنا لا أريد أن أمرض وأقضي بضعة أيام في سريري كالعادة.
وأخيراً تمكنت من الإستيقاظ لأجد نفسي واقفة على حافة سطح منزلنا الشاهق ليجف الدم في عروقي، اعتقدت أني لن أسير في نومي بعد الآن!
بدأت ذراعي بالتلويح بالهواء لإختلال توازني وقلبي يرتكض في صدري، هل هذه النهاية! سأسقط وأموت وتنتهي قصتي.سحبتني يد ما للخلف ومازال وجهي مقابلاً للحافة المخيفة، أعاد هذا مسير الدم في أوردتي وتمسّكت بتلك الأذرع التي تقيّد خصري، كانت أنفاسي ثقيلة، أدرت رأسي نحو منقذي وكان إيڤار، كان يكزّ على أسنانه.
سمعت صوت شخص غريب يتحدث من خلفنا "لا!... إيڤار"
إلتفّ بي نحو المتحدث، كان رجل يقف قرب باب النزول بوجه شاحب وأعين فارغة اللون وهالة سوداء ضبابية تنبعث منه كأنه روح شريرة.
تصنمت مكاني باِرتعاب بأنفاس ونبضات سريعة وإيڤار مازال متمسك بي بقوة فتحدث بصوته الرخيم بسخط "أنت مَن جلبت هذا لنفسك!"
أفلتني من بين ذراعيه لأتهالك وأسقط، كنت أراقب ما يحدث بجسد مرتجف، تخطاني إيڤار متجهاً ببطء نحو الرجل الذي أخذ يبتعد للخلف بخطوات قليلة، صرخة مدوية خرجت منه تصلّب جسده ما جعلني أجفل وأزحف للخلف ونبضاتي لم تُبطئ.
تبسم إيڤار بجانبية لتسودّ مقلتيه وتبرز الشرايين الحالكة حول عينيه فأسرع بمسيره نحو الرجل الذي يكتم آلامه ليمسك برأسه هامساً "قُل وداعاً..." صرخ متابعاً دون أن يتحرك عن وضعيته "أغمضي عينيكِ جين... لن يعجبكِ المنظر"
أطبقت جفني بقوة، لا أريد رؤية شيء أفظع من هذا، أخذت الرياح تهب حولي مخترقة ببردها ثيابي، لحظات ولت واختفى صراخ ذلك الغريب لأفتح عيني بحذر فوجدت إيڤار واقف مكانه والرجل مرمي على الأرض بجانبه كأن لا روح فيه.
اِستدار إيڤار إلي، وجهه المخيف ظهر ليطلق قلبي خفقة قوية، نهضت أتتقهقر بخوف فأخذ هو يسير إلي، اصطدم ظهري بالحافة حيث لا مهرب أبعد من هنا ولكن تلك الحافة ليست مرتفعة ما جعلني ألتوي للخلف وكدت أسقط للهلاك لولا أن إيڤار بسرعة مريبة لف ذراعيه حولي واِندفع بي بعيداً عن تلك الهاوية.
أوشك قلبي على الخروج من صدري وفقط صوت أنفاسي يطغى على المكان، حركت نفسي محاولة الإفلات منه لكنه متسمّر فتبسم بشكل مريب قائلاً "خذي خوفكِ بعيداً عن هنا" أمال برأسه متابعاً "كل ما عليكِ معرفته أنكِ بأمان"
أنت تقرأ
|| ألميترا || متوقفة
Paranormal(سيتم إكمال الرواية بعد وقت بعيد) ألميترا... ألميترا... صغيرة الوحش... اصعدي بخطواتكِ المتكسرة بقلبكِ الهَش... حيث حافة الظلام... ستجدين حُطام... وتذكري أنه كلام... ضائع من أغنية سمعتِها في المنام... كابوسي الأكبر ظهر في العالم الواقعي الآن... تحت س...