السير والسلوك في اصطلاح العرفاء
وفي هذا الخضم قد يلاطفه نسيم علیل باسم الجذبة، ويجد وكأنَّ هذا النسيم العطوف الودود يسحبه جانباً ويسوقه إلی مقصد ما، إلاّ أنَّ هذا النسيم لا يدوم هبوبه، فهويهبّ من حين إلی آخر.
وَإنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ أَلاَ فَتَعَرَّضُوا لَهَا وَلاَ تُعْرِضُوا عَنْهَا. [11]
في هذه الحال يهمّ السالك بالسفر إلی الله، ويقرّر تبعاً لتأثير هذه الجذبة الإلهيّة أن يعبر عالم الكثرة، ويشدّ بكلّ ما يمكنه عنان السفر ليخلّص نفسه من هذه الغوغائيّة المليئة بالآلام والاضطرابات، ويُسمّي هذا السفر في اصطلاح العارفين وعرفهم بالسير والسلوك.
فالسلوك هوطيّ الطريق، والسير هومشاهدة آثار وخصائص المنازل والمراحل أثناء ذلك الطريق.
وزادُ هذا السفر الروحانيّ هوالمجاهدة والرياضة النفسانيّة ولانَّ قطع علائق المادّة صعب جدّاً، يتمّ التخلّص من وشائج عالم الكثرة بالتدريج حتّي يتمّ السفر من عالم الطبع