نفي‌ الخواطر بسيف‌ الذكر

9 0 0
                                    

نفي‌ الخواطر بسيف‌ الذكر

 أمّا نفي‌ الخواطر : فهوعبارة‌ عن‌ تسخير القلب‌ والسيطرة‌ علیه‌ حتّي‌ لا يقول‌ قولاً أويعمل‌ عملاً أويرد علیه‌ خاطر أوتصوّر إلاّ بإذن‌ صاحبه‌ واختياره‌، وتحصيل‌ هذه‌ الحالة‌ صعب‌ جدّاً، ولهذا قالوا إنَّ نفي‌ الخواطر من‌ أعظم‌ مُطَهِّرات‌ السِرِّ. فالسالك‌ عندما يسير في‌ مقام‌ نفي‌ الخواطر يلتفت‌ فجأة‌ إلی‌ أنَّ سيلاً جارفاً من‌ الخواطر والاوهام‌ والخيالات‌ قد أحاط‌ به‌، وحتّي‌ تلك‌ الخواطر التي‌ لم‌ يكن‌ يتصوّر أن‌ تخطر علی‌ باله‌، من‌ وقائع‌ الماضي‌ المختبي‌ أوالخيالات‌ المستحيلة‌ الوقوع‌، فإنَّها تجد طريقاً إلیه‌ لتشغله‌ بنفسها دائماً. ينبغي‌ للسالك‌ في‌ هذا المقام‌ أن‌ يبقي‌ ثابتاً كالجبال‌ الرواسي‌ بوجه‌ كلّ خاطرة‌ تظهر لتزاحمه‌، فيهلكها ويقطّعها بسيف‌ الذكر، والمراد بالذكر هنا هوالاسماء الإلهيّة‌ التي‌ يجب‌ أن‌ يتوجّه‌ السالك‌ إلی‌ أحدها حين‌ بروز الخواطر ويديم‌ التوجّه‌ إلیها مراقباً بالعين‌ والقلب‌ حتّي‌ تغادر تلك‌ الخواطر فناء القلب‌.

 وهذا الطريق‌ صحيح‌ جدّاً، إذ يجب‌ أن‌ تُطرد الخواطر وتُبعد بالذكر فقط‌، ذلك‌ الذكر الذي‌ يعني‌ التوجّه‌ إلی‌ أحد أسماء الله‌، قال‌ تعالي‌ :

 إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُمْ طَـ'´ئِفٌ مِنَ الشَّيْطَـ'نِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم‌ مُبْصِرُونَ. [17]

رسالة‌ لُبّ اللباب‌ في‌ سير وسلوك‌ أُولي‌ الالباب‌  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن