الجوع وقلّة الأکل

13 3 0
                                    

الجوع وقلّة الأکل

 الرابع‌ عشر : الجوع‌ وقلّة‌ الاكل‌

 وهوما لا يؤدّي‌ إلی‌ الضعف‌ واضطراب‌ الحال‌. قال‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ :

 الجُوعُ إدَامُ المُؤْمِنِ، وَغِذَاءُ الرُّوحِ، وَطَعَامُ القَلْبِ.

 ذلك‌ أنَّ الجوع‌ موجب‌ لخفّة‌ الروح‌ ونورانيّة‌ النفس‌، ويمكن‌ للفكر في‌ حال‌ الجوع‌ أن‌ يحلِّق‌ إلی‌ الاعلی‌. أمّا كثرة‌ الاكل‌ والشبع‌ فإنَّه‌ يُتعب‌ النفس‌ ويُملّها ويثقلها ويمنعها من‌ السير في‌ سماء المعرفة‌. والصوم‌ من‌ العبادات‌ الممدوحة‌ جدّاً، وفي‌ الروايات‌ الخاصّة‌ بالمعراج‌ التي‌ يخاطب‌ الله‌ تعالي‌ فيها حبيبه‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ ب «يا أحمد» والمذكورة‌ في‌ «إرشاد الديلميّ» والجزء السابع‌ عشر من‌ «بحار الانوار» يوجد تفاصيل‌ عجيبة‌ بشأن‌ الجوع‌، تبيّن‌ خصائصه‌ في‌ السير والسلوك‌ بشكل‌ مدهش‌. وينقل‌ المرحوم‌ الاُستاذ القاضي‌ رضوان‌ الله‌ علیه‌ رواية‌ غريبة‌ بشأن‌ الجوع‌، وهي‌ :

 «كان‌ في‌ زمان‌ الانبياء الماضين‌ ثلاثة‌ رجال‌ قد تصاحبوا في‌ سفر، وعندما حان‌ الليل‌ تفرّق‌ كلّ واحد منهم‌ للاستراحة‌، واتّفقوا علی‌ الالتقاء في‌ اليوم‌ التالي‌ في‌ وقت‌ محدّد، فنزل‌ أحدهم‌ ضيفاً عند معارفه‌، والآخر نزل‌ في‌ أحد المضايف‌، وأمّا الثالث‌ فلم‌ يكن‌ لديه‌ مكان‌، فقال‌ في‌ نفسه‌ : فلاذهب‌ إلی‌ المسجد وأكون‌ ضيفاً عندالله‌، وبقي‌ هناك‌ جائعاً إلی‌ الصباح‌. وفي‌ اليوم‌ التالي‌ التقوا في‌ الموعد المحدّد، وأخذ كلّ واحد منهم‌ يروي‌ ما حصل‌ له‌ في‌ الامس‌، فأوحي‌ الله‌ تعالي‌ إلی‌ نبيّ ذلك‌ الزمان‌ أن‌ قل‌ لضيفنا : إنّنا قبلنا ضيافته‌، وقد أردنا أن‌ نحضر له‌ أفضل‌ غذاء، لكن‌ عندما بحثنا في‌ خزائن‌ الغيب‌ لم‌ نجد له‌ أفضل‌ من‌ الجوع‌ غذاءً».

رسالة‌ لُبّ اللباب‌ في‌ سير وسلوك‌ أُولي‌ الالباب‌  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن