نفي‌ الخواطر، والذكر، والفكر

12 1 0
                                    

نفي‌ الخواطر، والذكر، والفكر

 الثالث‌ والعشرون‌، والرابع‌ والعشرون‌، والخامس‌ والعشرون‌ : نفي‌ الخواطر، والذكر، والفكر

 وهذه‌ المراحل‌ الثلاث‌ من‌ مهمّات‌ الوصول‌ إلی‌ المقصد، وأكثر الذين‌ انقطعوا في‌ الطريق‌ ولم‌ يتمكّنوا من‌ الوصول‌ إلی‌ المقصد كان‌ توقّفهم‌ عند إحدي‌ هذه‌ الثلاث‌، فتوقّفوا عندها أوأصبحوا عرضة‌ للهلاك‌ والبوار. وأخطار هذه‌ المنازل‌ عبارة‌ عن‌ عبادة‌ الاصنام‌ والاوثان‌ والكواكب‌ والنار والبقر والزندقة‌ والفرعونيّة‌ وادّعاء الحلول‌ والاتّحاد ونفي‌ التكليف‌ والإباحة‌ وأمثالها، وسوف‌ يُشار إلی‌ جميعها، ولكنّنا الآن‌ نبيّن‌ بشكل‌ مجمل‌ الحلول‌ والاتّحاد اللذين‌ هما من‌ الاخطار المهمّة‌ التي‌ تظهر للسالك‌ من‌ خلال‌ تصفية‌ الذهن‌ بواسطة‌ نفي‌ الخواطر.

 فالسالك‌ لانـّه‌ لم‌ يكن‌ قد خرج‌ من‌ وادي‌ الاسم‌ والرسم‌، لهذا والعياذ بالله‌ من‌ الممكن‌ وعلی‌ أثر التجلّي‌ الصفاتي‌ّ أوالاسمائيّ يمكن‌ أن‌ يتخيّل‌ أنَّ الله‌ متّحد مع‌ شخصيّته‌، وهذا هومعني‌ الحلول‌ والاتّحاد وهوكفر وشرك‌. والحال‌ أنَّ معني‌ وحدة‌ الوجود ينفي‌ كلّيّاً معني‌ التعدّد والتغاير، ويعدّ تمام‌ الوجود المتصوّر مقابل‌ الوجود المقدّس‌ للحضرة‌ الالهيّة‌ من‌ الوهميّات‌، ويعتبره‌ ظلاّ له‌، والسالك‌ بواسطة‌ الارتقاء إلی‌ هذا المقام‌ يفقد تمام‌ وجوده‌، ويُضيّع‌ ذاته‌، ويصير فانياً، ولا يدرك‌ ذا وجود غير الذات‌ المقدّسة‌ في‌ عالم‌ الوجود وَلَيْسَ فِي‌ الدَّارِ غَيْرُهُ دَيَّارٌ، فأين‌ هذا من‌ الحلول‌ والاتّحاد ؟!

رسالة‌ لُبّ اللباب‌ في‌ سير وسلوك‌ أُولي‌ الالباب‌  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن