ما هو الحب ؟ أهو ذلك الشعور الغريب من أول نظرة ؟ أ هو القلق الدائم على من نحب و التفكير فيه ؟ أم هو السعادة التي نشعر بها معه ؟ أو الأمان و الراحة و الثقة في وجوده ؟ أهو كل هذه الأشياء !
كانت هذه الأفكار تدور في رأسي بينما كنت أشاهد ملك تودع حبيبها الذي أوصلها إلى منزلها و قد كانا مغرمان ببعضهما كالعشاق في القصص الخيالية ، كان إسمه حبيب و كان شابا وسيما طويلا و كانا يمثلان الثنائي المثالي ، فكنت كلما أراهما أحس بفراغ داخلي لكن هذه المرة أحسست بجمال علاقتهما و قد قفز إلى ذهني مباشرة إلياس وكنت أعرف أن هناك شيء بداخلي يريده !
- ليلى التافهة ، لماذا تتعبيني دائما *قالت ملك و هي تفتح باب غرفتي*
- لقد كنت تتسكعين مع حبيب القلب ، فلا داع للتذمر !
- أجل أعترف ، لكننا كنا ذاهبين لزيارتك و لم نجدك !
- ملك ؟
- ماذا ؟
- بماذا تحسين و أنت مع حبيب !
- أحس و كأنني طفلة ذات عشر سنوات في ديزني لاند !
كان جواب ملك مضحكا و جميلا ثم إبتسمت و كأنها فهمت ما كان يدور في رأسي ثم قالت : لما لا نذهب غدا إلى مدينة الملاهي و ندعو إلياس و حبيب !
قلت : سنرى ماذا سيحصل غدا !
قالت : حسنا !
ثم سمعنا أمي تنادي ، إنه وقت الغداء !
قررت ملك أن تختار ملابسي بعد الغداء من أجل جلسة اليوم و قد إرتديت جينز أسود و قميصا أحمرا مزركشا و معطف جلد مع حذاء من نوع فانس أحمر و كان شعري مجعدا ... !
أول ما دخلت إلى القاعة ، توجهت بنظري إلى مقعد إلياس لكنه كان فارغا ...
إمتلأت القاعة وهاهو جسيم يدخل لكن إلياس لم يحضر ، كنت ألتفت كلما دخل أحدهم ، إلا أن قال خليل : إنه قادم ، لن يتأخر كثيرا !
قلت بتجاهل : من ؟
قال بإبتسامة ماكرة : الذي تبحثين عنه !
إبتسم كلانا ثم قال جسيم : إذن كيف حال الجميع ؟
دخل إلياس يحمل باقة ورد كبيرة ، دهشت عندما لمحته يتوجه نحوي ، وقف أمامي و إنحنى على ركبتيه و قال: أريدك أن تكوني أميرتي !
أحسست بهبوط في الدورة الدموية و كان قلبي يصفق و إحمر وجهي و لم أعرف ما أجيب ، إحساس رائع و مريب في نفس الوقت بالنسبة لفتاة مصابة بالسرطان ، لم أتوقع يوما بأن أحظى بحب من أمثال هذا الشاب ، لم أتوقع أن يطلب مني مثل هذا الطلب أمام كل هذه الناس !
نظرت في عينيه و قد رأيت لمعة رائعة ، كنت خائفة من إجابتي ، لم أشأ أن أضيع له وقته فمهما كان قد أموت غدا أو بعد لكن في نفس الوقت كنت أريده فلم يسبق لي أن فكرت في أحد بهذه الطريقة من قبل ، و أخيرا إستجمعت قواي و قلت :......