الفصل 17

290 18 8
                                    

ما هو الحب ؟ أهو ذلك الشعور الغريب من أول نظرة ؟ أ هو القلق الدائم على من نحب و التفكير فيه ؟ أم هو السعادة التي نشعر بها معه ؟ أو الأمان و الراحة و الثقة في وجوده ؟ أهو كل هذه الأشياء !

كانت هذه الأفكار تدور في رأسي بينما كنت أشاهد ملك تودع حبيبها الذي أوصلها إلى منزلها و قد كانا مغرمان ببعضهما كالعشاق في القصص الخيالية ، كان إسمه حبيب و كان شابا وسيما طويلا و كانا يمثلان الثنائي المثالي ، فكنت كلما أراهما أحس بفراغ داخلي لكن هذه المرة أحسست بجمال علاقتهما و قد قفز إلى ذهني مباشرة إلياس وكنت أعرف أن هناك شيء بداخلي يريده !

- ليلى التافهة ، لماذا تتعبيني دائما *قالت ملك و هي تفتح باب غرفتي*

- لقد كنت تتسكعين مع حبيب القلب ، فلا داع للتذمر !

- أجل أعترف ، لكننا كنا ذاهبين لزيارتك و لم نجدك !

- ملك ؟

- ماذا ؟

- بماذا تحسين و أنت مع حبيب !

- أحس و كأنني طفلة ذات عشر سنوات في ديزني لاند !

كان جواب ملك مضحكا و جميلا ثم إبتسمت و كأنها فهمت ما كان يدور في رأسي ثم قالت : لما لا نذهب غدا إلى مدينة الملاهي  و ندعو إلياس و حبيب !

قلت : سنرى ماذا سيحصل غدا !

قالت : حسنا !

ثم سمعنا أمي تنادي ، إنه وقت الغداء !

قررت ملك أن تختار ملابسي بعد الغداء من أجل جلسة اليوم و قد إرتديت جينز أسود و قميصا أحمرا مزركشا و معطف جلد مع حذاء من نوع فانس أحمر و كان شعري مجعدا ... !

أول ما دخلت إلى القاعة ، توجهت بنظري إلى مقعد إلياس لكنه كان فارغا ... 

إمتلأت القاعة وهاهو جسيم يدخل لكن إلياس لم يحضر ، كنت ألتفت كلما دخل أحدهم ، إلا أن قال خليل : إنه قادم ، لن يتأخر كثيرا !

قلت بتجاهل : من ؟

قال بإبتسامة ماكرة : الذي تبحثين عنه !

إبتسم كلانا ثم قال جسيم : إذن كيف حال الجميع ؟

دخل إلياس يحمل باقة ورد كبيرة ، دهشت عندما لمحته يتوجه نحوي ، وقف أمامي و إنحنى على ركبتيه و قال: أريدك أن تكوني أميرتي !

أحسست بهبوط في الدورة الدموية و كان قلبي يصفق و إحمر وجهي و لم أعرف ما أجيب ، إحساس رائع و مريب في نفس الوقت بالنسبة لفتاة مصابة بالسرطان ، لم أتوقع يوما بأن أحظى بحب من أمثال هذا الشاب ، لم أتوقع أن يطلب مني مثل هذا الطلب أمام كل هذه الناس !

نظرت في عينيه و قد رأيت لمعة رائعة ، كنت خائفة من إجابتي ، لم أشأ أن أضيع له وقته فمهما كان قد أموت غدا أو بعد لكن في نفس الوقت كنت أريده فلم يسبق لي أن فكرت في أحد بهذه الطريقة من قبل ، و أخيرا إستجمعت قواي و قلت :......

A december to remember ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن