فتحت عيناي و رأيت أبي يمسك يدي و الممرضة إلى جانبه تطلب منه الانصراف ففهمت حينها أنني في المستشفى و كنت أحس ثقلا شديدا في رأسي أغمضت عيناي و رحت أغط في نوم عميق ، إستفقت بعده على صوت شجار أمي و أبي و كنت أستطيع تمييز بعد عبارات أمي التى منها * أخرج أيها السافل لقد حطمت حياتنا * * ألم يكفك ما سببته لنا من ألم ، أليس لك قلب * * أغرب عن وجهي و لاتعد * ، * ألا تخجل من نظرة إبنتك إليك بعد أن رأتك تتسكع مع العاهرات ...*
أظن أن آدم قد أخبر أمي ، يا له من أبله لقد زاد الطين بلة !
و كان أبي يقول * أنتِ من دمر حياتنا بسوء فهمك ، أنتِ من زرع الكره في إبنتي تجاهي و أنا بسببك اليوم أتسكع مع العاهرات *
كنت أقول أنا بصوت خافت و لم يكن يسمعه أحد * لا بأس ، لا بأس * ، إلا أن دخلت عمتي و لاحظت ذلك و قامت بإخراج أمي و أبي لإتمام الشجار في ردهة المستشفى و لم يكن ذلك بالغريب أبدا بالنسبة إلي ... و عدت أنا أغط في النوم اللاإرادي !
إنه أبي يبدو وسيما جدا في هذه البدلة ، إنه حفل زفاف ، حفل زفاف أمي و أبي ، فهاهي أمي تبدو جميلة جدا و سعيدة ترتدي الفستان الأبيض ، إنها تنظرإلي و لكن لماذا إختفت سعادتها ، لماذا تبكي ،لماذا يبكي أبي أيضا ، أنا أيضا أرتدي شيئا أبيض ، إنه كفن !
عمتي : ليلى ، ليلى ،إستفيقي ، لا تخافي ، أنا بجانبك !
كنت أتصبب عرقا و كنت مذهولة ، يا إلاهي ما هذا الحلم الغريب !
كنت جد متعبة و قد قال الطبيب أنه يجب أن آخد قسطا كبيرا من الراحة و يجب تكثيف الزيارات الطبية و يجب أن أعود إلى الجلسات النفسية بعد أسبوع على الأقل ، إنصرف الكل بأمر من الطبيب و بقيت أنا وحيدة تلك الليلة إلا أن إتصلت ملك :
ليلى : من الجيد أنكِ إتصلتي ، يقتلني الضجر هنا !
ملك : حبيبتي ، كيف حالك ؟ ، أين أنت ؟ أصحيح أنك في المستشفى !
ليلى : أجل ،أكره كوني ضعيفة ،غيري الموضوع من فضلك !
ملك : حسنا سأزورك غدا صباحا على أي حال !
ليلى : إذن أ من جديد ؟
ملك : لاشيء مهم ، هيا تعافي و أخرجي سريعا من المستشفى لنذهب في عطلة شتوية و نأخد معنا قيس !
ليلى : حسنا حسنا ، لا أحب أحلام اليقظة ، إن حالتي يا عزيزتي لا تسمح لي بالعطل !
ملك : آه ، كفاك تشائم ، ستغلبين المرض عزيزتي و ستعيشين و تحققين كل أحلامك !
ليلى : شكرا لوجودك في حياتي !
ملك : بل شكرا لك لوجودك في حياتي ... ما هذه الرومانسية ، أحس كأنن خطيبك ، هيا نامي الآن و أول ما سوف تفتحي عينيك في الصباح تجدينني مزروعة أمامك !
ليلى ( ضاحكة ) : حسنا ، إلى الغد إذن ،باي !
ملك :باي .
لم أستطع النوم بعد المكالمة و رحت أفكر فيما حصل لي اليوم ، وقد تذكرت إلياس و ذاك الموقف السخيف و قررت أن أتصل للإعتذار، لكن للأسف دخلت الممرضة لتقول أنه يجب أن أرتاح و أعطتني حقنة النوم ، و عدت إلى النوم اللاإرادي !
إنها السابعة صباحا ، إستيقظت على صوت آهات مريض يمر بجانب الغرفة ، وفجأة لمحت قفل الباب يتحرك ، توقعت أنها ملك لكنها لم تكن هي ...
(من تتوقعون ؟ )