كانت تلك أول ليلة أقضيها في التفكير في شيء مختلف عن المرض، أو عن أمي و أبي، كنت افكر في يومي او بالاحرى في الفتى الذي زين يومي وفي نفس الوقت كنت غاضبة جدا من فكرة انني لا استطيع توقيف تفكيري فيه و كنت انتظريوم الاربعاء بفارغ الصبر ٠
صباح الاثنين تلقيت رسالة من ملك * سأمر عليك بعد قليل للذهاب الى التسوق *
فأجبتها : * حسنا :) *
و قمت للاستحمام و بعدما انتهيت سمعت دقا خفيفا على الباب ؛ اول مرة لا تتأخرفيها ملك ؛ نزلت الدرج و فتحت الباب؛ ليست ملك ٠
-ليلى ! انظري إلى نفسك ! تبدين في أفضل حال ! ( انها عمتي اسماء التي تقطن في أمريكا ؛ تاتي كل سنة هي و ابنها اسامة لقضاء عيد السنة معنا )
- أهلا عمتي ؛ كيف حالك ! ( وقمت باحتضانها)
-بخير ؛ بخير و أنت ؟
- بخير ؛ تفضلي ! أين أسامة ؟
- إنه يقاضي صاحب الأجرة في الشارع الآخر... ( و لم تتم جملتها حتى أقبل علينا و قام باحتضاني قائلا ) : هاي! اشتقت لك ايتها التافهة القصيرة !
- أنا أكثر أيها التافه الطويل ؛ تفضلا !
قالت عمتي : أمك في العمل ؟
رديت بايماءة بهز رأسي فقط ؛ و قامت هي تتفقد البيت بينما كان أسامة يروي مغامرته ؛ ثم سألتني عن ابي و أخبرتها عن آخر مرة رأيته فيها و قالت هي أنني يجب ان أزوره معها في الأيام المقبلة و كأنها لا تعرف أن أمي ترفض الفكرة من أساسها و في هذه الأثناء جاءت ملك وقد نسيت تماما انني وعدتها بمرافقتها و الآن لا استطيع ؛ دخلت ملك و سلمت على عمتي و اسامة و تاسفت لها وتفهمت ؛ ثم قامت لتساعدني في تحضير الغداء ! و قد مرت تلك العشية بشكل رائع فبعد الغداء راحت عمتي تغط في نوم عميق ؛ كنت اناو ملك و اسامة نتسلى و نثرثر في الحديقة الخلفية ؛ ثم ارسلت لامي رسالة نصية مخبرة اياها ان لا تتاخر في العودة لان عمتي وصلت
و قد أمضينا نحن الثلاثة يوم الثلاثاء سويا أيضا وقد تسلينا كثيرا ٠
حاولت عمتي صباح يوم الاربعاء إقناع أمي بالذهاب إلى حفل زفاف عائلي كان أبي موجودا فيه لكن أمي لم تقل شيئا و اعتقد ان هذا ايجابي فقد اعتادت امي ان ترفض دون مناقشة اذا تعلق الامر بابي ؛ لكنها لم تفعل هذه المرة و قد فتح ذلك شهيتي على فطور الصباح لا بل على كل وجبات اليوم ...!
إنها الخامسة مساءا و يجب أن أتحضر لجلسات جسيم المريحة ؛ قمت بالاستحمام ثم بتنشيف شعري و قد كان شعري طويلا و داكنا يتناسب مع لون عيناي البني و قد قيل انني كنت اشبه المغنية" ديمي لافاتو " ؛ ربطت شعري وإرتديت تنورة سوداء و سترة بيضاء و حذائي من نوع" تمبرلاند" ثم نزلت لانتظار الحافلة و لسوء الحظ تهاطلت الامطار ووصلت الى القاعة بمنظرمزري ؛ ألقيت التحية على كل من إلياس و خليل و جلست في مكاني ؛ وماهي إلاثواني حتى أقبل المعالج جسيم الوسيم وكان أنيقا جدا ، و قد كنت أحدق به وأصفه في ذهني إلا أن قال إلياس بتهكم : - أ يعجبك ؟
أجبته بنفس طريقة التهكم : جدا !
فقال و هو يبتسم : إنه متزوج على أي حال ، حظك سيء !
أجبته بصوت خافت و قد أبعدت نظري عنه : إن لم يكن سيئا ، لم أكن لأجلس هنا اليوم !
وجه لي نظرة حزينة ثم قال بصوت جد خافت : كنت مثلك أظن أن حظي سيء إلا أن جلست في هذا المكان إلى جانبك ..
أدهشتني كلماته و قد كان مطأطأ الراس ثم رفعه فجأة و قال : إذن : الشاعر للمنفولوطي ؟
- أجل ، أتريد إستعراته ؟
-أجل ، سأكون ممنونا لك
- لكن أعرني كتابك المفضل بالمقابل ،إتفقنا ؟
ـ إتفقنا !
و مرت ساعة من المناقشات التي تحمل حزنا و فرحا على قلوب أموات جالسين و كانت ملامحهم تدل على تعبهم و حزنهم و على ان الحزن قد ذبحهم قبل الموت ، مكسوين قد ذلهم المرض !
وبينما أنا أنتظر أمي على باب المركز ، وقف إلياس بجانبي و لم يقل شيئا ، و كان الجو غريبا بيننا ثم قلت : أ من شي تريد أن تقوله لي ؟!
- لا ..في الحقيقة نعم ( و قد إبتسم كلانا في نفس الوقت الذي إلتقت فيه أعيننا ) ، أردت أن أقول هل أستطيع موافاتك لشرب القهوة فأنا لا أستطيع أن أنتظر إلى يوم الأحد.. ( قلبي يصفق من جديد ، ما هذا المخلوق الذي يصفق له قلبي من أجل أتفه الكلمات ) متشوق أنا لقراءة كتابك المفضل ( آه حسنا فهمت الامر بشكل خاطئ )
- حسنا ! إبتسم إبتسامة عريضة و خطف الهاتف من يدي و سجل رقمه ثم رن لنفسه ليسجل رقمي عنده ثم أعاده إلي و قال سأتصل بك و اِبتعد !