الفصل العاشر

350 18 4
                                    

إتجهت إلى المقهي و أول ما دخلت كان المقهى شبه خال و رحت أجول بنظري و إذا بي أراه يلوح لي بيده و قد كان في أحسن حالاته ، كان يبدو وسيما جدا , كان يرتدي قميصا أسود وأبيضا مزركشا بشكل جميل و كانت مزررا كليا حتى إلى عنقه و كان ذلك يظهر جمال عضلاته مع سروال قصير أسود و كان يسرح شعره بطريقة *زين مليك * توجهت نحوه ، وألقيت التحية قائلة : هاي !

فقال : واو ، تبدين رائعة ! ( هل أنت متؤكد أنني أنا من أبدو رائعة )

قلت : شكرا لك ! ( وأنا أبتسم )

ثم قال : تفضلي !جلسنا و أخدنا الحديث في مواضيع شتى . و قد كانت طريقة كلامه تشعرني بالراحة، فكنت معه على طبيعتي ؛ و بدون تكلف و كأني أعرفه منذ زمن بعيد . و قد تعرفنا على بعضنا جيدا.

 عرفت أنه يعيش مع والديه في الجو الذي كنت أتمناه ،و أنه يكره اللون البرتقالي و الكاتشب ! و أنه كان خجولا و إنطوائيا في صغره ، و هكذا الى أن جاءت النادلة و قد طلبنا *هوت شوكلت *. و إكتشفنا انه كان المشروب المفضل لكلانا و اسمرينا في الثرثرة الجميلة إلا أن وقع نظري على النافدة و انتبهت أن الليل قد فرش حلته ؛ و أنا لم أحس بشيء فكانت الساعات معه تمضي كالثواني ، و كانت نظرته جد مريحة و كأني أنتمي إليها ، و تمنيت لو بقيت على ذلك الحال للأبد .

أصر على إيصالي إلى بيت ملك و قد تمشينا في جو دافئ تحت ضوء القمر و كان خفيف الظل يجيد حس الدعابة ، كان يجعلني أضحك من قلبي .

و بينما كان يودعني رأتنا ملك من نافذة غرفتها و نزلت لتستقبلني ، دقيت الباب و فتحت أم ليلى ، إنها ألطف مخلوق على وجه الأرض ...

- مساء الخير سيدتي !

- عزيزتي الجميلة ، يا لها من مفاجأة ، تفضلي !

-شكرا خالة ،كيف الحال ؟

- أصبحت أحسن برؤيتك عزيزتي ، كيف حالك و حال أمك ؟

- بخير ... (قبل أن أتم جملتي قفزت ملك من الدرج و سحبتني إلى فوق قائلة ): - ستخبرك لاحقا أمي !

دخلنا إلى الغرفة و قالت ملك : ليلى من قيس الذي رافقك تحت ضوء القمر ؟

- just friends ! توقفي عن هذا !

- لم تحبي هذه العبارة قط ، ما الجديد ؟

- لا شيء، لا شيء ، أحظري لي ماءا ، إنه وقت شرب الدواء !

- تعرفين أين المطبخ !

-أجل ، لكنني متعبة ، هيا عزيزتي من فضلك !

- تصبحين لطيفة و مؤدبة عندما تحتاجين لشيء، حسنا لكن أريد سماع كل تفاصيل قصة  قيس و ليلى !

-إلياس ، اِسمه إلياس !

- whatever !

غيرت ملابسي في إنتظار ملك ، تفقدت هاتفي و إذا بي أجد رسالة من إلياس : * لقد نسينا هدف اللقاء ! *

فأجبته : *ماذا ؟*

رد قائلا : *الكتب *

يا إلاهي ، لقد نسيت تماما الكتاب ، ماذا حصل لي ، لم أعرف ماذا أرد و فجأة رن الهاتف  ، لا أعرف هذا الرقم !

و أول ما أجبت كان صوت شاب يقول: هاي ليلى ، كيف الحال ؟

- بخير، شكرا ،من المتصل ؟

-أنا آدم !

-آه ،كيف حالك آدم ؟

- أنا أفضل بسماع صوتك !

- أنا متؤسفة جدا على آخر موقف ... ( كنت أقصد ما حدث ليلة عيد ميلادي )

-آه ليلى ، لا داعي للتأسف ، إنها أمور عائلية تحصل في أغلب الأوقات  ( دخلت ملك في تلك اللحظة وأخدت تهمس لي قائلة : أهو قيس ، أ هو قيس ؟ و أنا أشير لها أن تصمت ثم قال آدم ) : ليلى ، في الحقيقة اِتصلت بك لعزيمتك لتناول الغداء معا غدا ، فكنت أتساؤل إن كنت تستطيعين فعل ذلك ؟!

- لا أدري إن كنت أستطيع لكنني سأحاول (كنت مجبرة لزيارة الطبيب ككل أسبوع و لم أستطع إخباره فهو لا يعلم مرضي كما أنني لم أرد رفض دعوته فآدم صديق مخلص )

- بلى تستطيعين ، سأمر لاِصطحابك غدا من البيت !

- حسنا ، باي !

- باي !

ملك : أ يريد قيس موعدا آخر ؟!

ليلى : أ أنت من أعطيت رقمي لآدم ؟

ملك : أجل ، لقد أصر ثم إنه شيء عادي ، ماذا قال ؟

ليلى : دعاني لتناول الغذاء غدا !

ملك : إنه مهتم بك !

ليلى : لا أعتقد ذلك ، ثم إنه لا يعرف اِصابتي بالسرطان !

ملك : سيعرف على أي حال !

ليلى : مؤكد ،لكنني أعجز عن إخبار الناس بذلك ، أحس و كأنني أطلب الشفقة !

ملك : إذن أ قبلت الموعد ؟

ليلى : أظن ذلك !

ثم سمعنا صوت الخالة أم ليلى تنادينا لتناول العشاء ، نزلنا و قد كانت الطاولة مجهزة بأشهى الأطباق فلطالما كانت ماهرة في إعداد الطعام و لا أستطيع إنكار أنها تفوقت على أمي في ذلك ، لكن ربما لأن كل عملها كان ربة بيت أما أمي فقد كانت مديرة متحف و ربة بيت و أما و أبا و طبيبا ، كم أنت رائعة يا أمي !

A december to remember ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن