عدت إلى الطاولة و كنت مجبرة على إصطناع الإبتسامة ، فرحت جدا لرؤية أمي تبتسم ، فمهما حصل أحمد الله على وجود والداي إلى جانبي ، حاولت قدر المستطاع حبس دموعي في الحفل ، كنت أحس أنني أحتضر لكن مشهد أمي و أبي أمامي كان يرجعني للحياة !
غادر أمي و أبي و عمتي الحفل و طلبت مني عمتي البقاء مع أسامة كي لا يتأخر في العودة !
كنت أحس بإختناق في نفسي فخرجت لأتمشى قليلا أو ربما لأبكي بعيدا عن الضوضاء !
أول ما خرجت رأيته يقف بجانب سيارته و يحدق بي !
لا يزال واقفا ، ماذا يريد ، ينتظر أن أذرف دموع الحريق الذي بداخلي أم ينتظر سماع صوت قلبي يتمزق ، كنت أرغب في ضربه أو تدمير سيارته لكنني أكملت طريقي في صمت بائس .
قائلة في نفسي : لا بأس ، فالأشياء الجميلة لا تدوم ، وداعا حبيبي ، لطالما كنت في نظري كالحلم .. لكنني عندما إقتربت إكتشفت أنك كابوس .
وجدت أنك صغير جدا وغير مهم ،كانت عيناي تراك بصورة غير صورتك ،لم يحبك شخص مثلي ولن يكرهك شخص مثلي .
أهنئك يا حبيبي فلقد رسمت خطتك ببراعة ، أهنئك على خداعي ، أهنئك على تحطيمي ، لكنني أعدك أن أحفظ الدرس و أشكرك على تعليمي كيف تكسر القلوب ، أهنئك على جعلي أندم لطيبتي لأول مرة في حياتي ، لكنني لو كنت منك لما لأقول حتى نصف الذي قلته ،فما قمت به كان كافيا جدا !
كيف إستطعت مخاطبتي بتلك القسوة ، كيف قللت من قيمتي إلى تلك الدرجة ، كيف إستطعت الإطاحة بكرامتي !
لكن لا بأس ، أعدك أن هذه آخر غلطة .
بالأمس وعدتك بأنني لن أتركك و اليوم أعدك بأنني سأنساك ، فلست أننا من يجرح قلبها و تضيع روحها في أنانيتك و غرورك ، وداعا حبيبي ، فرصة سعيدة أنني تعرفت عليك !
.
.
.
.
.
مقطع إلياس :
أصعب إحساس أن تبصر حبيبتك تبتعد عنك و أنت واقف في مكانك لا تستطيع فعل شيء ، لكن ليس كل ما نفقده تركناه بإرادتنا ، و أحيانا حلمنا لا يحلم بنا ، فنضطر لتركه و يمشي كل منا في طريقه ، وليست كل الأحلام حقيقة و لا كل العيون الجميلة عيون بريئة ، أعرف أنني لن أنساها فلقد بدأت أشتاق إليها من الآن ، لكنني سأحاول أن أعيش بدون روحي ، سأكون كالميت بدون حبيبتي لأنها قتلتني بمسدس خيانتها ، آآه يا إلاهي ، كم كنت أتمنى أراك في حضني الآن كم كنت أتمنى ألا تصغري في نظري ، كم كنت أتمنى أن أكمل أيامي معك لكنك أنانية ، أنانية يا ليلى !
.
.
.
مرت الأيام و كانت حالتي تزيد سوءا يوما عن يوم ، لم أرى حبيبتي و لم أسمع عنها شيء حتى ، لم تكن تأتي للجلسات و كنت أنا نادراما أذهب ، على الرغم من أنني إشتقت لكل شيء فيها إلا أنني لا أريد رؤيتها لأنني في حالة مزرية و أكره أن أظهر ضعفي بعدها ، خسرت الحب و لا أريد أن أكسب الشفقة ، فالحياة ستستمر رغم كل شيء !
.
.
.
.
مقطع ليلى :
كانت الأيام تمر علي كسنين الجفاف في بعد حبيبي ، كنت أحتضر بدونه ، لكنني قاومت و صبرت بينما كنت أرى والداي كالعشاق الجدد وكنت أفرح لذلك لكن كنت أحس دائما أن هناك قطعة ناقصة في لعبة مكعبات حياتي ، فراغ داخلي يجعلني أحبس الدموع طوال اليوم و أرسم إبتسامة زائفة