الفصل 24

227 17 3
                                    

عدت إلى الطاولة و كنت مجبرة على إصطناع الإبتسامة ، فرحت جدا لرؤية أمي تبتسم ، فمهما حصل أحمد الله على وجود والداي إلى جانبي ، حاولت قدر المستطاع حبس دموعي في الحفل ، كنت أحس أنني أحتضر لكن مشهد أمي و أبي أمامي كان يرجعني للحياة ! 

غادر أمي و أبي و عمتي الحفل و طلبت مني عمتي البقاء مع أسامة كي لا يتأخر في العودة !

 كنت أحس بإختناق في نفسي فخرجت  لأتمشى قليلا أو ربما لأبكي بعيدا عن الضوضاء ! 

أول ما خرجت رأيته يقف بجانب سيارته و يحدق بي !

لا يزال واقفا ، ماذا يريد ، ينتظر أن أذرف دموع الحريق الذي بداخلي أم ينتظر سماع صوت قلبي يتمزق ، كنت أرغب في ضربه أو تدمير سيارته لكنني أكملت طريقي في صمت بائس .

قائلة في نفسي : لا بأس ، فالأشياء الجميلة لا تدوم ، وداعا حبيبي ، لطالما كنت في نظري كالحلم .. لكنني عندما إقتربت  إكتشفت أنك كابوس .

 وجدت أنك صغير جدا وغير مهم  ،كانت عيناي  تراك بصورة غير صورتك  ،لم يحبك شخص مثلي ولن يكرهك شخص مثلي .

  أهنئك يا حبيبي فلقد رسمت خطتك ببراعة ، أهنئك على خداعي ، أهنئك على تحطيمي  ، لكنني أعدك أن أحفظ الدرس   و أشكرك على تعليمي  كيف تكسر القلوب ، أهنئك على جعلي أندم  لطيبتي لأول مرة في حياتي ، لكنني لو كنت منك لما لأقول حتى نصف الذي قلته ،فما قمت به كان كافيا جدا  !

 كيف  إستطعت مخاطبتي بتلك القسوة ، كيف قللت من قيمتي إلى تلك الدرجة  ، كيف إستطعت الإطاحة بكرامتي  !

 لكن لا بأس ، أعدك أن هذه آخر غلطة .

بالأمس وعدتك بأنني لن أتركك و اليوم أعدك بأنني سأنساك ، فلست أننا من يجرح قلبها و تضيع روحها في أنانيتك و غرورك ، وداعا حبيبي ، فرصة سعيدة أنني تعرفت عليك !

.

.

.

.

.

مقطع إلياس :

أصعب إحساس أن تبصر حبيبتك تبتعد عنك و أنت واقف في مكانك لا تستطيع فعل شيء ، لكن ليس كل ما نفقده تركناه بإرادتنا ، و أحيانا حلمنا لا يحلم بنا ، فنضطر لتركه و يمشي كل منا في طريقه ، وليست كل الأحلام حقيقة و لا كل العيون الجميلة عيون بريئة ، أعرف أنني لن أنساها فلقد بدأت أشتاق إليها من الآن ، لكنني سأحاول أن أعيش بدون روحي ، سأكون كالميت بدون حبيبتي لأنها قتلتني بمسدس خيانتها ، آآه يا إلاهي ، كم كنت أتمنى أراك في حضني الآن كم كنت أتمنى ألا تصغري في نظري ، كم كنت أتمنى أن أكمل أيامي معك لكنك أنانية ، أنانية يا ليلى !

.

.

.

مرت الأيام و كانت حالتي تزيد سوءا يوما عن يوم ، لم أرى حبيبتي و لم أسمع عنها شيء حتى ، لم تكن تأتي للجلسات و كنت أنا نادراما  أذهب ، على الرغم من أنني إشتقت لكل شيء فيها إلا أنني لا أريد رؤيتها  لأنني في حالة مزرية و أكره أن أظهر ضعفي بعدها ، خسرت الحب و لا أريد أن أكسب الشفقة ، فالحياة ستستمر رغم كل شيء !

.

.

.

.

مقطع ليلى :

كانت الأيام تمر علي كسنين الجفاف في بعد حبيبي ، كنت أحتضر بدونه ، لكنني قاومت و صبرت بينما كنت أرى والداي كالعشاق الجدد وكنت أفرح لذلك لكن كنت  أحس دائما أن هناك قطعة ناقصة في لعبة مكعبات حياتي ،  فراغ داخلي يجعلني أحبس الدموع طوال اليوم  و أرسم إبتسامة زائفة 

A december to remember ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن