أغمضت عيني

220 20 8
                                    

هكذا أموت كل مرة .. أتعذب أشعر بالألم أنزف
لكنني عندما أغمض عيني .. فأنا أفتحهما في مكان آخر .. حيث أعيش ذلك اليوم .. الذكرى الوحيدة الجميلة .. الذكرى التي تجمع حولها كل الذكريات البالية
استيقظ علي سريري في السكن .. في يوم ما كان الأمل يملأ كل كياني ، كان النشاط لا يتركني أنظم ضربات قلبي
لأنني كنت أنتظر أي شيء يجمعني إليها حتي وجدتها تسأل علي جروب الدفعة علي الفيس بوك .. تسأل عن كتاب لها فقدته فأخبرتها أنه معي
بحثت في الليلة عمن وجد الكتاب .. كيف قمت بتلك المجازفة ، كان يمكن أن يرد أي شخص في الكومنتس و يقول أنه معه الكتاب و وقتها كنت لأبدو شخص حقير .. لكن الأمر مضي كما تمنيته لحسن حظي ، كلمني أحد أصدقائي ليلتها عن ذلك الأمر .. أنه يملك الكتاب ، وكان سيجيب لولا أنه وجد تعليقي
حُلت المعضلة .. و كانت تلك الليلة التي أتذكرها الآن كذكرى بعيدة جداً ، كانت أكثر الليالي التي عشتها إثارة و تشويقاً ، و في النهار سأقابل حبيبتي .. و سأعترف لها بحبي
ذلك كان ليكون من أجمل أيامي في الحياة .. لكن ذلك عندما كنت أعيشه في أول مرة .. لكن بعد كل تلك السنين التي عشتها في لعنتي تلك المشئومة تلك
كل تلك السنين في لعنة لا تنتهي ولا تريد أن تنتهي حتي بموتي
أستيقظ متأثراً بذلك الألم الشديد .. فقد كنت أموت
أم هل أنا في الحقيقة روح ميت تتعذب في لعنة أبدية ؟!

أستيقظ بملل و كآبة لا يملكهما أحد غيري في الحياة و تلوح في ذاكرتي ذكرى إستيقاظي بسعادة أول مرة .. عندما أقف علي قدمي و الكل نائمون .. كنت فقط نائم بالشورت تحت ذلك الغطاء كان هناك منذ سنين حلماً لاح لي تلك الليلة عن زواجي بها ..
إنني في أقصى درجة إنهيار أواجهها و العلم يقول أن المُدمَرون هم الأكثر خطراً .. إنهم خطر يهدد السلام العالمي .. أنا الآن لا أخشي الموت ولا أنتظر من الحياة شيء فأنا أعلم أنه فقط يلاعبني بتلك الذكرى الواضحة
عندما تعيش نفس اليوم الذي عشته بالأمس مئات و مئات المرات .. عندما يصبح ذلك اليوم مجموعة من السنين التي لا تنتهي .. ما الذي سيدفعك لتعيشه مجدداً بكل تفاصيله .. ولكنه اليوم الوحيد الذي املكه .. فكيف تجعله مختلفاً قبل أن ينتهي و أعود للغرفة الملعونة من جديد
جربت كل شيء حتي صرت مجنوناً .. مجنوناً بمعني الكلمة ، فكيف تتوقعون تصرفات مجنون ملعون
لكنني أحافظ علي نجاتي كل مرة .. لا أندفع لأموت ، مع أنني لا أعلم يقيناً هل هذا هو الواقع الحقيقي الذي أعيشه كل يوم .. أم هي خدعة أخرى إبتدعها ملك الخدع معي ليعطيني رهان أخير
لكنني سأعيش اليوم كما عشته كل تلك السنين سأكمله حتى أراها مثل كل مرة

أنا فقط أستيقظ لأرتدي ملابسي و أمشط شعري و لا أرد علي أحد ولا أكلم أحد و أعود إلي سريري لأنتظر أن تأتي الساعة الواحدة لأقابل زينب
أتذكر كيف ذهبت في أول مرة للكلية بكل إشراق و أمل ، كيف حضرت سيكشن الميديسن و بعدها البيدو ، خرجت و عيني تدور في كل ركن في الكلية تبحث عن زينب
حتي ذهبت وجدتها هي و صديقتها آية يأتيان إلي .. أعطيتها الكتاب
_ سيف " دكتورة زينب .. ممكن بعد إذنك لحظة بس ، كلمة علي إنفراد " نظرت إلي آية فتحركت آية صديقتها و ذهبت
فأكملت " أنا معجب بيكي جداً و منذ فترة بعيدة جداً .. منذ أول لحظة قابلتك فيها .... لكنني لا أستطيع أن أصل إليك .. لم تكن لي سوى فرصة وحيدة فإنتهزتها ..
.... لم يكن معي الكتاب و بحثت عنه حتي أحضره أنا إليكِ .. حتى أصارحكِ ..
لقد استغرقني الأمر الكثير من الشجاعة و التفكير لأخبرك بذلك "

فقاطعتني و هي تضحك في خجل و إبتسام " لكنه ليس الوقت المناسب لأفكر في هذا الأمر .. أمامي إختبارات و دراسة و أشياء كثيرة جداً ........ "

فقاطعتها " أنا لا أريدك أن تخبريني برأيك الآن .. أنا أريدك أن تفكري في الأمر كثيراً .. ولكن إذا كان هناك رفض فأرجوكِ إجعليه سريعاً لأنني لم أعد أتحمل .. أنا قد وصلت لدرجة تجعلني لا أستطيع التفكير في أي شيء غيرك .. و كلما طال الأمر طال عذابي معه
فقط إذا كان هناك رفض فإجعليه سريعاً
و يمكنك أن تخبريني علي رسالة علي صفحتي "

البرزخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن