#سلسلة_حكايات_وبنعيشها.
#الحكاية_الثانية.
#الجميلة_والشهم {الحلقة الأولى}
_يعلن مطار شرم الشيخ الدولي عن وصول رحله الخاصه رقم 2001 القادمه من روما برجاء التوجه الي صاله كبار الزوار...
*هكذا اعلنت مضيفه شركة مصر للطيران عن قدوم طائرة رجل الأعمال المصري رأفت علم الدين ليتوجه مساعدينه بستقباله بصاله كبار الزوار: *وبخطوات بطيئه متكئ فيها علي عصاه ورغم كبر سنه ومرضه الا انه من اكبر رجال الاعمال في المنطقه العربية.... استقبله ثلاثه من رجاله ومديرينه بفرع المجموعه القابضة علم الدين جروب مصر نورت.
_الله يسلمك يا مازن إن... ايه الاخبار كله تمام.
*انحني مساعده له برأسه بكل فخر وتقدير لرجل الأب الحنون لكل العاملين ثم هتف وهو يخطوا بجانبه متوجهين الي سيارته المرسيدس المخصصه له:
_كله تمام يافندم....الكل مبسوط بتشريف سيادتك
المجموعه.
*اشار رافت براسه مبتسم له وهو يتقدم امامهم حتي يستقل سيارته.... وبداخل السيارة تحدث احمد احدي مديرينه والمتحدث الرسمي باسم المجموعه وهو يمد يده باحدي الأوراق الهامة:
_ دي الأوراق والبنود الهامة اللي حيتنقشوا فيها في مؤتمر دول شمال أفريقيا بكرة يافندم أن شاء الله.
*بدء يتفقد كافه الاوراق ليقل بصوت حازم كعادته:
_كويس جدا المهم بعد المؤتمر أن شاء الله عاوز انزل على اسكندريه وحشتني ووحشني الناس الا فيها والبحر.
*ضحك مازن وأحمد معا....ثم اردف مازن الجالس بجانبه يتابع حركة الأسهم في البورصة:
_أسهم شركات الانشاءات ارتفع يافندم وصل 5000 سعر السهم الواحد ابيع...
*هز رأفت راسه قليلا في تمعن بالتفكير ثم دمدم قائلا بخبرة السنين :
_لا استنى شويه لسه على بكره سعر السهم هيزيد الضعف....بالمناسبة يامازن طلع شيك بمليون دولار دعم مني لمستشفى السرطان....
*اوما مازن برأسه يقل:
_جزاك الله خيرا يا رأفت بيه وجعله في ميزان حسناتك.
*نظر رأفت من النافذه الزجاجية لسيارة وهمس وهو يرفع راسه لسماء القاهرة:
_اللهم آمين.
*وبيد ترتجف فتح زجاج سيارته يتامل بلده عشقه الاول بعد غياب عدة سنوات عنها ليغمض عينه يستنشق بقوة هوائها:
_ياااااااه وحشتني مصر قوي...الدنيا اتغيرت ليه كده ليه.
*ابتسم الجميع....لقل أحمد مساعده المخلص:
_حضرتك مجبتيش مصر من 2011 يا فندم.
*خلع رأفت نظارته الشمسية وقال بانفاس لاهثة:
_بعد المؤتمر بليل أن شاء الله هنسافر على طول يا سعيد باليل على اسكندرية..
_طيب يا رأفت بيه نحجز على طيران داخلي على طول ملوش لازمه عربية علشان حضرتك متتعبش.
*دمدم مازن سريعا...ولكن رأفت رفع يده يؤشر:
_لا لا يا مازن انا عايز اسافر بالعربية عايز سعيد ياخدني على بحري أعقد هناك شويه ع البحر وبعد كده اطلع على سوق العطارين...منطقتي.
*ربت على كتفه سائقه يقل:
_هه جاهز يا سعيد معايا ولا بيقت راجل عجوز زي كده.
*ضحك سائقه الخاص له وهو يناظره فالمراة الأمامية قائلا بترحيب:
_حاضر يافندم اوامرك.....يارافت بيه اروح معاك المريخ مش اسكندرية.
* قاطعه صوت مازن بخوف يغمغم:
_بس يا فندم لازم ترتاح شويه لان اكيد الرحله تعبتك...حضرتك ممكن تسافر كمان يومين اسكندريه....الدكتور قال اهم شيء الراحه يا رأفت بيه.
_ماااازن وبعدين....هو انا اخلص من الدكاتره تطلعي انت اتكلم يا احمد.
*صاح رأفت بتعب وهو يستجند بأحمد الذي تنحنح وقال بجدية :
_مازن و كلنا خايفين على حضرتك يا رأفت بيه علشان صحتك.
*هز براسه وهو مازال ينظر للخارج ويخبط فوق فخده:
_ياريتني ما طلبت منك الكلام....مش مهم انا عاوز اروح اسكندرية اشوف كل مكان عشت فيه في طفولتي وشبابي ياعالم ارجع تاني هنا تاني امتي
العمر مش مضمون.
*...............................*
*مع حلول شروق صباح جديد انتهي الحاج صالح من صلاه الفجر بالمسجد كعادته اليومية ودخل من باب شقتهم يتقدم يجلس بجانب زوجته الحاجه هدي يسبح بمسبحته العاجية:
_حرما يا ام محمد.
_جمعا أن شاء الله عند رسول الله يا حاج..
*رددت الحجه هدى وهي تخلع إسدال صلاتها من فوق جسدها....نظر الحاج صالح حوله وقال بصوت هادي وهو يرفع ساقه فوق الاريكة والأخرى تلمس السجادة العجمية الأنيقة:
_ امال فين محمد هو قام يصلي ولا لسه نايم..
* وقفت الحجة هدى لتذهب إلى المطبخ وتعد قهوتهم الصباحيه بعد ان انتهت هي ايضا من الدعاء وقراءة القراءن الكريم بالمصحف الشريف لتقل له بنبرة حنونه:
_محمد نايم مش حاسس بحاجه تعبان ياروح قلبي طول اليوم وجه متأخر بليل قولت اسيبه نايم لحد الساعه عشره كده.
*اشار لها الحاج صالح براسه يوافقها الحديث قائلا الله يسعده ويفتحها في وشه يارب.
_يارب يا صالح يارب نفسي افرح بيه واشوف عياله بيتنططوا حولينا هنا في البيت مع مريم
والبيت يتملا عيال علينا.
*وقبل أن تذهب هدى إلى المطبخ....جلست مره اخري بجانب زوجها الذي ابتسم وقالت وهي تضغط فوق ركبته قليلا:
_صالح اتكلم معاه يعني هو خلاص مش عايز يتجوز هو إلا خلق مها بت سميحة اختك مخلفش
غيرها....خلاص مفيش نصيب هي إلا خسرت ابني
مش هو إلا خسرها قال ايه عصبي وخلقه في مناخيره وكسه...
*هز الحاج صالح راسه وقال بهدوئه المعتاد:
_ وبعدين ياهدى كل يوم نفس الموال...انتي مش عارفه ابنك ولا ايه هو ولا كان بيحبها ولا يحزنون وماصدق قراية الفاتحة تتفك....اما مسألة الجواز انا مليش دعوة بيها ده راجل يختار هو وقت مايحب...
*وهي متذمره هتفت هدى :
_ايو عليك راجل محديش ياخد معاك حق ولا باطل زي ابنك اما اروح اعمل القهوة احسن.
*........................................... *
*آفاق محمد او البشمهندس كما يطلقون عليه كل اهل حي العطارين حيث مكان عمله الذي فضل ان يكون بين اهالي حيه الذي ولد فيه ابيه وهو أيضا برغم ثراء الحاج صالح عبد الدايم و كثرة امواله و انتقلهم للسكن بارقي مناطق الاسكندريه واعرقها بمنطقة رشدي على كورنيش البحر مباشرة....
*الا انه لم يرد ترك ورشه الميكانيكا الخاصه به والكائنة بجانب أكبر محلات العطارة والأعشاب بحي العطارين.....فاجميع أهالي الحي يحبون ويقدرون الحاج صالح صاحب الكرم والجود وابنه صاحب الأخلاق والتدين والاحترام الجميع يشهد علي ذلك ويقدره.
_صباح الفل يا عليكم.
*اقترب محمد من امه يقبل جبهتها كعادته اليومية
وهو مبتسم بوسامة....لتبادله أمه ابتسامته بابتسامتها الحنونه....ليلتفت ويفعل المثل مع والده يقبل جبهته ثم يده وهو يقل:
_صباحك فل يا حجوج.
*جلس بالمقعد المجاور لوالده وهو يتثأب و يفرك عينيه الزرقاء كالون السماء في محاولة لاستعادة نشاطه.... ملست والدته فوق ذقنه النامية وهمست
له:
_صباح الخير يا قلب امك....يلا قوم اغسل وشك علي مااقوم احضر الفطار بسرعه علشان تفطر انت وابوك قبل ماتنزلوا.... لما اروح اصحى البت كلثوم تساعدني.....اه يا حاج انا هزود شهرية كلثوم عشان امها غلبانه واختها الكبيرة هتتجوز الشهر الجاي.
*اعتدل الحاج صلاح في جلسته واخرج من جيب قفطانه الناصع البياض مبلغ مالي كبير يضع في كف زوجته قائلا:
_اديها دول وشهرية كلثوم كمان انا هتكلف بيها ديه زي مريم.
_ربنا يخليك لينا يارب.
*تمتمت هدى وهي تذهب إلى المطبخ في حين كان يخرج محمد من دورة المياه*اعزكم الله* ليقل وهو ينظر لساعه الحائط التي وجدها قد تعدت التاسعه والنصف:
_ياااه الساعة دخله علي عشرة... ليه سبتيني كل ده نايم ياحجه انتي عارفه اني مش بحب اتأخر عن الورشة.
*وقف يفرك شعره المبلل فاصحت أمه وهي تغلق النوافذ المطلة على البحر:
_محمد قولتلك متخرجيش وراسك ساخنه كده يابني وتقف قدام الهواء احنا لسه في الشتاء يلا
يا كلثوم اعملي الفول بسرعه يابنتي.
_متخافيش يا هدهد اخدت دش بارد تلج...
*هتف وهو يجلس فوق مائده الإفطار....لتضرب والدته فوق صدرها بفزع:
_يالهوووتي يابني خاف على شبابك وصحتك...في
كده ياناس....ياكلثوم فين الخيار المخلل يابت.
_اهو يا أمي الحجه كله جهز....
*غنغمت كلثوم الفتاة الصغيره التي لم تتعد عهدها الثاني فهي مازالت في السابعة عشر من عمرها تربت وترعرت في منزل الحاج صالح وزوجته
والجميع يعتبرها فرد من العائلة....ربت الحاج صالح
فوق كتف الشابة الصغيرة يقل لها :
_اعقدي يلا يابنتي افطري جنب الحجه وانتي ياهدي يلا تعالي..
_حالا اهو اصل كنت بعمل الشاي ابو لبن...
*نظر له والده وهو يحتسي كوب الشاي بالحليب وتمتم:
_متقلقش يابشمهندس انا اتصلت بالواد دقدق وهو فتح مع عم مصطفي الورشه في معادها زي كل يوم....الدنيا مش هطير يابني ارتحلك كام ساعة.
*جلست الحاجه هدي بجانبه ثم ربتت علي كتفه بحنو وهتفت:
_افطر ياحبيبي كويس عملتلك البيض المقلي بسمنه الفلاحي....كل يا قلب امك.
*التفت براسه يمينا ويسارا ثم ابتلع طعامه الذي يمضغه بفمه وقال مستغرب :
_هي حنين لسه نايمه ولا ايه؟ وةمش سامع صوت القردة الصغيرة.
*ابتسمت كل من هدي والحج صالح له وقالت :
_حنين قامت من بدري ولبست مريم عشان توديها الحضانه عشان طلبوها امبارح في التليفون.
*قطب حاجبيه وهو يرفع راسه ينظر لها متسائل
بقلق:
_خير في حاجه ولا ايه يا أمي....طب ليه راحت لوحدها مصحتنيش ليه يا ماما اروح معاها او أوصلها ع الاقل.
*تحدث الحج صالح سريعا وهو يضع مابيده علي الطاوله أمامه.
_يابني متقلقش كل الحكايه انه اجتماع اولياء الامور.....وبعدين هي راحت مع عمك دسوقي السواق وانا قولتله هروح مع محمد اهو نتكلم انا وانت مع بعض حبه.
*ابتسمت هدى إلى زوجها...فلاحظ محمد ابتسامتها فاوقف مستقيم يقل لامه الذي يحفظها عن ظهر قلب:
_هدهد الضحكة ديه وراها حاجه؟
*انحني يقبلها وأكمل :
_ريحي نفسك ياست الكل مش هتجوز...ولا هخطب ولا هحب تمام...صباح لبن حليب هستناك تحت يا حاج.
*ضحكت كلثوم بخفوت بعد أن جذب محمد ذيل فرسها الناعم بمرحه المعتاد...وشهقت هدى بفم متسع تنظر إلى زوجها الذي وقف هو الآخر يضع عباءته فوق أكتافه وقالت بغضب:
_شايف كلام ابنك يا صالح....هتسكت على كده.
*تنحنح الحاج صالح وهو يتقدم من باب الشقه ليخرج...وقبل أن يغلق الباب خلفه قال لها بصوت
مستكين:
_هدى رايحي راسك شويه الا فيه خير هيعمله رب العالمين....السلام عليكم.
*لتردد الحجه هدي بوجه مقحن بالدماء :
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....لا يامحمد مش هسكتلك على كده ورحمه ابويا وامي...استغفر الله العظيم....هو ناقصه يارب مش كفايه عليا حنين يبقا الواد كمان.
*.....................*...................*
*بنفس الصباح ولكن بفارق توقيت بين البلدان وبداخل غرفه نومها فتحت مربيتها سناء ستائر غرفتها لتقل لها بابتسامه:
_بنوتي الجميله مش ناويه تصحي بقي احنا بقينا الظهر تقريبا يادودي.
*رفعت وسيادتها التي تغطي وجهها الجميل وصاحت وهي تتافف:
_اقفلي الستاير دي ياسوني وسبيني انام بقي اوووف....كل يوم تعملي الحركة ديه وكل يوم اقولك نفس الكلام.
*جلست مودامزيل سناء بجانبها على طرف فراشها المخملي وملست فوق شعرها بحب رغم معاملتها الجافه لها لكنها اعتادت علي ذلك الامر فهي تعلم جيدا ان بداخل ذلك القلب الملئ بالغرور والتكبر يوجد فتاه رقيقه القلب ضعيفة الشخصية بريئة الطباع لولا هؤلاء الأصدقاء الفاسدين حولها:
_درة كفايه نوم في جامعه على فكره مش ممكن كده انتي سهر طول الليل و نوم طول نهار.
*رفعت الاخري راسها من تحت وسيادتها واعتدلت من نومها تجلس وهتفت بصياح:
_خير عاوزة مني ايه يا سوني....اديني قومت ومش رايحة الجامعه ومش هذاكر وهسهر لوش الصبح وهرقص وهشرب وهصاحب خلاص انا قولت الا عندي ممكن انام...
*ابتسمت لها تلك المرة بتعقل شديد وملست فوق وجهها الناعم برفق يجب أن تتعامل معاها بحذر درة مازالت صغيرة لم تتعدى العشرون طفلتها المدللة وابنة قلبها التي قامت بتربيتها بعد وفاه والدتها السيدة ماريان التي تركتها وهي في سن السادسه:
_درة حبيبتي متنسيش انك مسلمة عربية يعني كل الكلام ده لو في مصر مستحيل يحصل لازم تفهمي كده:
_ياربي سناء انتي مملة ممل بشع.
*رددت درة وهي تفتح حقيبة يدها تخرج منها سيجارة وتشعلها....وقفت مودامزيل سناء مفجوعة وهتفت بعينان تبرق :
_انتي بدخني كمان وليه السيجارة ديه شكلها غريب وكبير كده ليه هاتي السيجارة ديه درة.
*ابعدت يدها بقوة وقالت بغرور قاسي وهي تؤشر في وجهها :
_انتي اتجنتي ولا ايه انتي ناسيه انتي مين؟ اياك تقربي مني ولا من أي حاجه هنا في اوضتي وعلى
فكره انسى موضوع عربية ولب لاااا الا انتي بتقوليه انتي و دادي....ده كلام قديم وممل وبايخ
وانا مش بنتمي لبلدكم المتخلفة ديه الا كلها إرهاب
وبطالة وشحاتين انا ايطاليه زي مامي فاهمة.
*تدلي فك سناء السفلي ببلاهة وسالتها وهي تنظر لها باستغراب :
_السجاير ديه فيها ايه؟ ديه مش سجاير عاديه..
*خلف برافان الملابس خلعت درة قميص نومها القصير وارتدت ثوب السباحة المكون من قطعتين
وقالت وهي تفتح الباب الزجاجي الذي يفصل غرفتها عن المسبح...
_قولتلك سجاير....بالمارجوانا خلاص عرفتي.
*ضحكت ببرود ثم قفزت في المسبح دون أن تعاير اي اهتمام لمودامزيل سناء الواقفة تنظر لها بصدمة.
*ظلت سناء تجول ببهو القصر وهي تكاد تجن من التفكير الفتاه تضيع وتنحدر إلى الاسوا ووالدها فقد السيطرة التامة عليها لقد فسادها دلاله لها
حتى أصبحت متمردة عنيدة لاتهاب أحدا...سمعت خطواتها تدب فوق الدرج فوقفت أمامها تسالها:
_على فين يا درة؟ اتفضلي اتصلي برافت بيه
اطمني عليه!
*رفعت رأسها بعلياء وتفاخر وهتفت بالامبالاه :
_انتي مصحياني وعاملة كل الدوشة ديه عشان اشوف بابي وصل ولاء....ايه في لاف ولا ايه؟
_دره عيب من فضلك الكلام ده...
*صاحت عليها مودامزيل سناء بغضب....فضحكت الأخرى ترفع يدها قائله :
_اوك اسفه...اسفه طيب متتصلي بيه انتي وتطمني عليه يا سوني اللي فيها يعني....بلاش تبقى درامية اوي كده.
*وقفت امامها سناء وقطبت حاجبيها....وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها...
_علي فكرة باباكي اتصل فعلا امبارح وللاسف عرف انك بره البيت وكان زعلان جدا من تاخيرك ولسه لم يعرف القرف الا بتشربيه.
*صرخت بقوة ووجه متهجم برغم من جمال ملامحه :
_مودامزيل انا مش بتهدد على فكره ممكن تقولي لدادي عادي جدا معنديش مشكله....بلاش تلعبي
معايا اللعبه الغبية ديه....وبعدين انا متأكده انك بتوصلي كل اخباري لدادي مش انتي عينو الساهرة
اووف بجد بيقت عايشة ملل.
*هزت سناء راسها برفض ثم رفعتها مرة اخري تنظر لها بقسوة :
_انتي بيقتي غريبة واسلوبك فظ جدا من يوم ما عرفتي شلة الجامعه الفاسدة ديه....درة ياحبيتي انا خايفة عليكي وانا لما اتصل رأفت بيه كنت نايمة اتفجئت وهو بيقولي انتي نايمة ودرة لسه بره......انتي متعرفيش باباكي مفيش حاجه تقدر تستخبي عنه مابالك بقي بتحركات بنته الجميلة.
*تمتمت بخفوت :
_اكيد حد من الجواسيس بتاعوا... َاوك داد مفيش مشكله.
*تأففت مرة اخري ثم التقطت هاتفها تنظر به للحظات والقته مرة اخري علي الاريكة وصرخت بجنون:
_ وبعدين دي مش معامله انا مش صغيرة انا عندي 19 سنه وحرة اعمل اللي انا عايزه اعمله انا مش عيشه في سجن ولا في بلد متخلفة لسه عايشين في عصر الفراعنة....مش قادرة افهم ليه دادي مصمم يروح البلد دي كل فترة ينسي بقا البلد المتخلفه ويفك منها..
*اقتربت منها سناء بعد رؤيه الاشمئزاز الظاهرة علي وجه درة لتقل لها بحدة:
_البلد الغبيه اللي بتتكلمي عنها دي بلدك واصلك واصل والدك و اجدادك مولودين فيها اوعي تفكري عشان انتي اتولدتي في إيطاليا يبقي تنسى جنسيتك الأصلية وبلدك وعاداتها فوقي يابنتي بلاش غرورك ده يعميكي عن الحقيقة.
*لم تعيرها درة اي اهميه ضحكت بسخرية ولا مبالاه وقالت وهي تزرع كفيها في خصرها ببرود:
_اوك خلصتي محاضرات التاريخ والانتماء بتاعتك عن اذنك بقا هطلع اوضتي اخذ شور.
*دلفت حمامها الخاص وبعد عدة دقائق خرجت تحاوط جسدها بمنشفه كبيرة وفوق راسها مثلها صغيرة.....نظرت لغرفتها التي وجدت سناء قد قامت بترتيبها لتتجه لخزانتها تخرج منها هوت شورت قصير وفوقه تيشيرت بدون اكمان ثم رفعت شعرها بطريقه عشوائيه فوق راسها و
خرجت من غرفتها وهبطت الدرج لتجد احدي خادمات القصر لديهم لتصرخ فيها بتسلط تؤمرها:
_عاوزة الكوفي بتاعي فورا انتي مش شيفاني صحيت من بدري اووف اغبياء.
*توقفت الخادمه امامها ولم تتحرك لتهتف عليها بصراخ قوي:
_انتي وقفه متنحالي ليه كدة بقولك عاوزة الكوفي بتاعي يلا غوري:
*غادرت الخدمه تركض لتجد سناء تخرج مسرعه من المطبخ تحمل بيدها قدح قهوتها صباحية وتضعه أمامها ثم رمقتها بغيظ شديد وهتفت فيها
بتعب:
_في ايه يادرة صوتك عالي ليه كدة عملتلك ايه كريستين عشان تصرخي عليها بشكل ده البنت بتعيط جوه.
*تمددت فوق الاريكه ومدت ساقيها علي الطاوله الاماميه تقل بلا مبالاة وغرور ملعون:
_تعيط ولا تتحرق ايه المطلوب مني اروح امسحلها دموعها واقولها سوري انا حدخل المطبخ مكانك دول شوية خادمين حثالة بيشتغلوا عندي فاهمه يا مودامزيل.
*لم تندهش سناء من تعاملها مع الخدم ولا اسلوبها الحقير في الحديث فكل حين واخر تقوم بطرد احد العاملين بالمنزل بدون اي سبب....زمت سناء شفتيها لقد تجاوزت درة كل الحدود ويجب أن تتوقف عند حدها بسرعة قبل أن تدهس الجميع بحذائها :
*وضعت سناء القدح امامها ثم جلست علي المقعد المجاور لها وسالتها:
_اتصلتي برافت بيه يادرة ولا لسه.
*لم تجيبها وظلت تحدق بالتلفاز وهي تحتسي قهوتها لتعيد عليها سناء السؤال مرة أخرى ولكن تلك المرة بغضب أشد:
_درة ردي عليا حصلك ايه يا بنتي انطقي.
*وجدتها تقل بنبرة قاسيه جعلت قلبها ينقبض من قسوة برودها:
_لا متصلتش انا مش فاهمه ايه يعني حيحصل لما اتصل بيه مش هو وصل واتاكد بنفسه اني امبارح برة البيت يبقي هو ياستي كويس ممكن تفكك مني بقا عايزه اتابع الTv.