الفصل الثامن

38.4K 779 15
                                    

.
#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكاية_الثانية
#الجميلة_والشهم {الفصل الثامن}
*بعد مرور أسبوعان:
*وعودتهم من ايام شهر العسل المختصرة الذي قضوها معا كالأحلام رغم انه لم يخلي من بعض المناقرات والمنغشات بين القط والفار "محمد و درة" الا انهم بالأخير.....كانوا باخر كل ليله يتمددان بأحضان بعضهما البعض في تناغم روحي وجسدي
لا يفترقان كان يشعر انها قطته المدللة صغيرته الثانية بعد مريم وليست زوجته المرأة التي تشعله بخبرتها القليلة وقبلاتها الناعمة كل ليلة:
*زفرت درة انفاسها بحنق وهي تغلق باب شقتهم خلفها....فالتفت إليها وسألها بحاجبان معقودان:
_مالك ياردتي بتنفخي ليه.....كل ده عشان قولتلك غيري فستانك المكشوف ده.
*هزت رأسها نافيا........وهي تلوي فمها وتقطب حاجبيها كالأطفال وتتقدم تقف بجانبه قائله بامتعاض قبل ان ينزلا سويا لشقه حمويها:
_لا مش بسبب الفستان.....بسبب حاجه تانية حضرتك.
*انشقت شفتاه بضحكة مسلية يقل:
_حضرتي....طيب حضرتك مالك ممكن افهم؟
*وضعت ذراعيها في خصرها المنحوت وقالت متذمرة:
_هو مش المفروض انه شهر عسل مسمعتيش انه اسمه عشره عسل والله......حتي في دي رفضت وقولت نرجع....كل حاجه تقولي عليها لاء اوووف.
*ارتسمت ابتسامه هادئه بجانب فمه بعد ان اقترب منها وحاوطها من خصرها.....ليهمس بصوته الاجش المثير:
_اولا مينفعش تتأففي في وشي كل شوية حرام عند ربنا.....ثانيا وده الأهم يابنت الناس الطيبة انا سالتك انتي عوزانا نعقد عملتي فيه الست المناضلة وقولتي لا علشان شغلك اعمل ايه انا بقا....ابوسك دلوقتي ع السلالم وتنفضح احنا الاتنين .
*شعرت باشتعال وجنتيها بالاحمرار فكيف تجعله يعلم بانها قد وقعت بشباك حبه نعم لقد احبته بل عشقت طيبه قلبه ونيته.....رغم غضبه عليها معظم الاوقات الا انها اصبحت حتي تتعمد اشعال غضبه حتى يرضيها بموجه عشقه الجارف.......وجدته يقترب منها يحتضنها من خصرها أكثر و يرفع راسها بطرف أصابعه......ويلثم شفتيها بنعومة.
_اوعدك بس اخلص شغلي كله اللي عندي و حاخدك المرادي اجازة شهر كامل ومش في مصر ياستي في أي مكان تختاريه بنفسك انشالله حتى اسكندرية.
*ضحكت تكلمه في صدره الصلب برقة....ثم تفاجي بها تلف ذراعيها حول رقبته وتقف فوق اطراف أصابعها فهو يفوقها طولاً وصاحت بفرحة:
_بجد يامحمد......يعني انت عايز نعمل شهر عسل تاني في أي مكان اختاره.
*حرك راسه لها بنعم وابتسامه وسيمة تعتلي طرف فمه.......ليقترب أكثر فأصبحوا جسد واحد لا ينفصل.....حتى كادت ان تلتصق شفاهم ببعضها وتمتم:
_يا الله يا ولي الصابرين.....بلاش دلع وحياة ابوكي يا درة لأحسن افتح باب شقتنا تاني.
*ابتعدت عنه تلهث قليلا وهي تبتسم بمكر أنثوي وترتب فستانها الأخضر المنسدل فوق جسدها كالستان:
_لا انا بقول ننزل احسن.
*************************
*بداخل منزل حمويها وبعد أن تناول الجميع طعام الغداء التي أعدته  هدى احتفالاً بعودة ابنها وزوجته الجميلة ودعت رأفت و مودمازيل سناء.......جلس الجميع يتحدثون والضحكات الصاخبة تملأ المكان وظلت هي من وقت رؤيه والدها متعلقة به كالطفلة البريئة لم تترك والدها للحظة جلست بجانبه علي طاوله الطعام.......و بجانبه فوق الأريكة ظلت محتضنه ذراعه بشدة تضع راسها فوق كتفه تارة وصدره تارة أخرى تتمسح به كقطة صغيرة ناعمة :
*ربت رافت علي ظهرها بحنو وهمس وهو يقبل راسها :
_ردة حبييتي ممكن اشرب قهوتي بعد اذنك.
*ابتعدت عنه قليلا وابتسمت تهمس:
_ممكن حبيبي.
*في حين ان عينين غاضبة مشتعلة بالغيرة تتقد بالنيران لم تفارقها......هتف امام الجميع حتى تعايره بعض الاهتمام:
_درة ممكن تجبيلي كوبأيه ميه.
*اوقفتها هدي وهي تقف سريعا بدلا عنها:
_خليكي انتي ياقلب امك.....انا هجيب المية.
*اوقفها سريعا محمد وهو يزغر الأخرى بنظرة غاضبة:
_ارتاحي انتي ياماما هي مش صغيرة تقوم تجبلي المية اتفضلي ياهانم.
*تحت نظرات الجميع التي التفتت إليهم......شعرت درة بالأحراج من طريقته الجافة فمنذ قليل كان يداعبها ويحتضنها امام باب شقتهم ويطلب منها الدخول مرة أخرى ليكملا قصة عشقهم الملتهبة والان يفرض سيطرته بغضب:
*ابتسم رأفت بارتياح وغمز إلى صالح الذي كان يرمق ابنه بصلابة:
*دلفت لغرفه المطبخ الواسعة والتفتت تدمدم:
_هي الكوبيات بتتحط فين؟
*اوقفتها ربته علي كتفها من الخلف جعلتها تلتفت لتجد كلثوم تمد يدها بكاس الماء:
_اتفضلي ياست درة.....الميه ايه نص سأقعه ونص ساخنه زي مابيشربها البشمهندس.
*بادلتها ابتسامه حنونه واقتربت منها تقبلها علي وجنتها وهي تهمس بصوت خافت:
_شكرا يا ثومة حبيبتي.
*خرجت من المطبخ ترفع رأسها بعلو وهي تمد يدها بكاس الماء بعد ان انحنت قليلا وهمست له:
_اتفضل يأسي سيد.
*غمز لها غمزة اخجلتها و التقط كاس الماء يرتشف القليل منه بكل جدية:
*دار حديث طويل بين رأفت ومحمد وصالح أيضا عن العمل.....وعمل محمد ومصنعه الصغير الذي افتتحه منذ أيام في المدينة الصناعية الجديدة وظل الحديث قائم بينهم على صوت طرقعت زهر الطاولة.....
*بينما كانت هدى تجالس مودامزيل سناء وتتحدث معاها.....وحنين تجلس في إحدى الزوايا تحمل هاتفها وتتحدث معه من خلال الواتس اب....
*لقد تطورت العلاقة قليلا بين اسلام وحنين حتى أنه الح عليها بالخروج قليلا في إحدى الأماكن ورفضت بالأول وتحججت انها لا تخرج بمفردها ولكنه لن يستسلم وعرض الأمر أكثر من مرة وبالاخير استجابت إلى طلبه.....وخرجت معه منذ يومان إلى مكان هادي يطل على شاطي البحر.
*كان هذا اليوم اصعب أيامها حينما اضطرت إلى الكذب وقالت إنها ستقوم بزيارة إحدى صديقاتها لم يتردد والدها في الموافقة.....ولكن والدتها بدت في التحقيق معاها خاصة أنها كانت متأنقة بشكل ملحوظ....
*ابتسمت قليلا عندما كتب لها:
_مستني يوم الثلاثاء بفارغ الصبر...
إجابته بكلمة وحدة:
_ليه؟
*ارسل إليها إحدى الاستكيرز المعبر بتقطيبت حاجب....وكتب:
_علشان مالك....وحشته مريم.
*لا تنكر بأن الوضع بينهم في تطور مستمر ولكن لم يبوح احد منهم إلى الآخر بشعوره ناحيه الاخر.....ولكن الشعور مكشوف إلى كلأيهما ولا يحتاج إلى البوح:
*ابتسمت هدى قليلا وسألت سناء الجالسة في مكانها وعيناها لا تتزحزح عن رأفت المشغول بالعبة الطاولة:
_الا قوليلي يا سناء هو انتي يعني انسة مسبقش لكي الجواز قبل كده.
*ابتلعت سناء ريقها وقالت بحزن:
_لا متجوزتيش....بس كنت مخطوبة لابن عمي ومات في حادثة ومن وقتها وانا مضربة عن الجواز اهتميت بدراستي وشغلي والعمر سرقني.
*هزت هدى رأسها وهمهمت:
_لا حول الله يارب.....النصيب غلاب بس ولا سرقك العمر ولا حاجه انتي زي الفل اهو قمر وفي الف من يتمناكي.
*كان حديث الحاجه هدى واضح كبزوغ القمر في السماء وهي تؤشر إلى رأفت بطريقة غير مباشرة جعلت سناء تحمر خجلاً....وحنين التي انتبهت إلى الحديت تكتم ضحكتها:
*مر الوقت والساعات سريعا.....ووقف محمد يبحث بعينيه عنها وغمغم لشقيقته التي كانت مازلت تجلس في مكانها تمسك بالهاتف وابتسامة رقيقه فوق شفتيها لاحظها محمد.....حنين تبدو مختلفة هذه الأيام متوهجة البشرة....متسعة الابتسامة شارده في بعض الأحيان..... لقد رفضت عريس تقدم إلى الزواج منها....شاب اربعيني يقال انه ابن أكبر احد التجار بمدينة الإسكندرية ولكنها رفضت كالعادة ولكنها لم تقل لا يريد الزواج كعادتها انما قالت:
_لسه النصيب مجاش.
_حنين......حنين فين درة.
*شهقت وهي ترفع رأسها....لتجد اخيها ينظر لها بتمعن وابتسامة هادئة فوق شفتاه بادلته حنين ابتسامته وهي تشير علي غرفه ابنتها قائله:
_درة كانت من  ساعتين تقريبا بتلعب مع مريم وكلثوم ومبطلوش ضحك من الصبح....دخلت عليهم من شوية لاقيتهم نايمين ع السرير هما الثلاثة.
*اتسعت ابتسامته وجثم فوق ركبتيه أمامه شقيقته جميلة الابتسامة....متألقة العينان وقال بصدق:
_حنيني انا عارف اني مأثر معاكي اليومين دول ومش بنتكلم مع بعض زي الاول بس المصنع الجديد اخد وقتي....ده غير.
*مررت اناملها فوق وجهها الوسيم وانحنت تقبل جبهته وقالت بحنو:
_انت اخويا روح قلبي وبعدين انت عريس لسه بقالك أقل من شهر متجوز.....ده غير انك اتجوزت ياقلب اختك طفله زيها زي مريم تماما يعني انت جوز و أب.
*ضحك كل منهم بصوت رنان وضمها إلى صدره يقل:
_انا موجود في أي وقت تحبي نتكلم فيه....قلبي بيقولي انك متغيرة بس للأحسن.
*توهجت وجنتيها وكانت مثل البندورة الطازجة وتمتمت قائله بتلبك أكد لمحمد بأن احساسه في محله:
_ادخل صحي مراتك اقولك كلمة السر قولها بس المسلسل...
*ردد محمد بدهشة:
_المسلسل....
*************************
*بالمساء وبعد صعودهم إلى منزلهم جلست درة امام التلفاز تضع طبق من الفاكهة فوق ساقيها وهي تشاهد مسلسل الحاج متولي والتي شاهدت منه بعض الحلقات مع حنين أثناء تواجد محمد بعمله وقد لفت انتباها زواج البطل من أربعة نساء وكل منهم تعشقه حد جنون:
*دلف إلى الداخل بعد أن دخن سيجارته بالشرفة كما تعود في منزلهم.......ليجدها تجلس شاردة فوق الاريكة أمام التلفاز و ساقيها الملفوفتان مستريحتان تحتها بأناقة وإثارة فقد كانت عاريه تماما.......
*اندهش مما يراه والتفت ليجدها تشاهد المسلسل بأهمية شديده قال وهو يجلس ويضع ساق فوق الآخري:
_للدرجة ديه عجبك المسلسل.....مشوفتهوش قبل كده؟
*التفتت براسها له وهي مازالت مشغولة ثم وضعت ما بيدها فوق الطاولة وغمغمت له:
_محمد هو انت ممكن تتجوز عليا؟ وتعمل زي الحاج متولي كده.
*تمتم بصوت ساخر وهو يلتقط ثمرة تفاح من الطبق أمامه:
_كل رجالة مصر تتمني تبقي الحاج متولي بصراحه
ده كان متجوز اكتر اثنين وحوش في مصر سمية الخشاب وغاده عبد........
*لم يكمل حديثه الا وتفاجي بوسادة قد التصقت بوجهه وصوتها الرفيع يصرصع بصياح..........وهي تقف امامه تلف يدها حول خصرها:
_يعني ايه ؟؟ انت عاوز تتجوز تاني؟ لا يابشمهندس انا لو كنت عديت موضوع انك تكون سي سيد وانك احرجتني النهارده قدام الكل فامش هسكت على الموضوع ده انت مفكرني ايه.
*غضبها هذا اشعل رغبته بها وهي تقف امامه بذلك القميص الاسود القصير الذي جعله يشتهي التقاط تلك الشفاه الغاضبة التي تثرثر بها دون توقف....شعر بقشعريرة غريبة تسري بجسده عندما تفاجي انها تغار.....نعم دره تغار:
*توقف بجانبها ودمدم بلامبالاة وكن حديثها لم يكن:
_دره الصبح عندي شغل كتير....روحي اعمليلي شاي وهاتي لي حاجه لصداع وبلاش صرصعه.
*قطبت حاجبيها بغضب وجلست مرة اخري عاقدة يدها حول صدرها وصاحت بتحدي:
_مش عملالك حاجه....هه.
*مرر أصابعه بين خصلات شعره وجلس بجانبها وبلمح البصر كان يقرب شفتاه من رقبتها بقبلة ناعمة ذاتها اشتياق.....قبض على نحرها الأبيض بشراسة مثيرة فقد اشتاق إلى رائحه العطر من عليه:
_طب ممكن اعرف انتي زعلانه ليه دلوقتي كل ده عشان المسلسل.....ياستي متخفيش مش حجوز زي الحاج متولي انا قادر عليكي لما اقدر علي ثلاثه غيرك.
*التفتت ببطء لتواجه وجهه الوسيم وتنظر بعينيه
بتلك الحجرين الكريمين المحاطين ببركتين حمراوتين من البكاء.....وهمست بباحة ناعمة لتلقي بتعويذة سحرها عليه:
_محمد.....انت لسه شايفني البنت المستهترة اللي اتربيت في أروبا او بلاد برة زي ماكنت بتقولي اول  ما شوفتي وضربتني قلم.....فاكر.
*ابتعد بشق الأنفس عن تلك اللعنتين عيناها وتنحنح بقوة وهو يعتدل في جلسته متحكمًا في شعوره بصلابة...... وقال وهو يقلب التلفاز:
_قومي يادرة عاوز اشرب شاي ولا عوزاني انزل اشربه عند امي ووقتها بقي حتزعل علي ابنها ومش بعيد تجوزني زي الحاج متولي.
*شهقت وهي تقف سريعا وتركض لغرفة المطبخ مماجعله يكتم ضحكاته ويهمس بصوت خافت:
_انتي لسه مش عارفة انتي عندي ايه يا درة....  عيونك دي بيقت تميمة حظي وسعادتي يابت رافت علم دين.
**************************
*كان يشعر بأنفاسها المنتظمة بجانبه النوم أصبح يجافيه من وقت ما رآها اول مره.....وقد أصبح شاب مراهق في سن العشرينات يا الله:
*ظل ينظر إليها وهو يشعر بمشاعر غير ملائمة فلو كان يشعر بالإغواء فقط فهذا شيء طبيعي وهي تتمدد بجانبه هكذا بقميص أقل ما يقال عنه فاضح يظهر أكثر ما يخفى.....لكن هناك شعور أخرى يسري داخله شعور الاهتمام....الخوف....القلق....الغيرة القاتلة:
*لم ينسى ايام شهر عسلهم الغير مكتمل عندما رآها ترتدي ثوب السباحة الشرعي الذي يخفي جسدها كاملاً وبرغم هذا كانت نظرات الرجال تلاحقها وهذا ماجعله يغضب بقوة.....وقتها التفتت هي براسها ووجهها تعتليه ابتسامه مشرقه:
_الجو جميل جدا......يلا ننزل البحر.
_مليش مزاج دلوقتي.
*قال بغضب مكتوم وهو يرتشف من عصير الكوكتيل أمامه......بينما هي وقفت بكل بساطة دون أن تعايره اهتمام ورفعت اكتافها تقل:
_اوك.....براحتك انا هنزل.
*اوقفها سريعا قبل ان تخطوا خطوة من جانبه وتمتم بصوت محتد قليلا:
_انتي رايحه فين وحدك......ايه عجبتك قوي نظرات الرجالة ليكي..... تعرفي تعدي جنبي ولما اقرر امتي ننزل حبقي اقولك.
*اهتزت حدقتاها للحظة ثم صاحت غاضبه:
_ايه عجبني نظرات الرجالة ديه انت شايفني لبسه ايه مش ده المايوه اللي اخترته بنفسك ولا هو لازم تحكمات وبس اووف.... ماكنا فضلنا في الاوضه احسن.
*تمتم من بين اسنانه المصتكه وهمس لها بغضب:
_درة اتكلمي عدل معايا احسنلك.....ولا تحبي اعدل لسانك هنا قدام ناس.
*شعرت بالاحمرار يغزو وجهها وتذكرت لمساته التي جعلتها تذوب بين ذراعيه.....فهم محمد  ما يدور براسها لكنه همس بعد ان اقترب منها يغمغم بصوته المثير بعد ان القي غمزة بطرف عينيه لها:
_متقلقيش مش حقدر اعمل اللي بيدور في دماغك دلوقتي عشان الناس.....بس لو انتي حبه انا نطلع اوضتنا معنديش مانع.....وبعدين انا مش متعود اعمل حاجه قدام الناس كده عيب:
*شعرت بالأحراج مما يقوله لكنها توقفت عند هذه النقطة قائله بوجه متهجم:
_يعني ايه بقي انت مش متعود ديه.....ليه هو انت كنت بتجيب بنات هنا؟
*شعر محمد بالانتصار بعد ان ابعد فكرة نزولها البحر عن رأسها.....وتمدد فوق شازلونج البحر واضعا يده تحت راسه وقال بغيظ وهو ينظر لها من أسفل نظراته الشمسية:
_مش كتير بصراحه يعني كام واحدة:
*اتسع فمها بدهشه وبدون اي شعور منها التقطت زجاجه المياه التي وضعها منذ قليل بجانبهم النادل لتلقي بها فوق جسده وهي تقول:
_انت قليل الادب على فكرة و زوج خاين....طالما كدة خليهم ينفعوك بقا.
*وأثناء ضحكه واهتزاز عضلات جسده الضخمة التي كانت تلمع باحمرار قاني بسبب أشعة الشمس الملتهبة...لمحت بعض الفتيات الاجنبيات ينظرون ناحية هذا الضخم باهتمام....فما كان منها إلا أنها وقفت أمامه وقذفت كنزته القطنية فوق صدره
الممتلئ بحديقة من الشعر البنى:
_قوم البس ديه....عايزه اطلع الاوضه.
*للحظات لم يعيرها اي اهتمام شعرت انه غاضب من حركة الماء.....خاصة وهي تضحك بصخب عليه وفي غفلة منها.....التقط هو الآخر الزجاجة مرة أخرى يحاول أن يقذفها عليها كما فعلت منذ قليل....
*الا انها ركضت باتجاه البحر وهو خلفها وسريعا كان يحملها بين يده ينزل بها لداخل المياه الصافية مما جعلها تشهق من بروده الماء علي جسدها لتلتف ذراعيها حول رقبته لتجده يهمس لها:
_لو كنت اعرف ان نزول البحر حلو بشكل ده..... كنت نزلت من بدري.
*انتبه من شارده على أذان الفجر كالعاده فاستقام بجسده وهو يتمتم بالاستغفار.....حتى ادهشه  شيء آخر وهو صوت رنين منبه هاتف درة ببطء أمدت يدها أغلقت صوت التنبيه....وهي تقاوم النعاس بقوة وهو يراقبها هل ما يفكر به صحيح مستحيل
درة.....لقد انقطعت عن الصلاة لأيام قليلا بسبب دورتها الشهرية التي أتت بتعب مزمن بعد الزواج وكان تفسير الحاجه هدى العلمي عندما علمت بالأمر:
_متقلقش يابني انا فهمتها.....عشان ديه اول مرة بعد الجواز مش جسمها اتغير.
*تفاجي بها تتململ وهي تحارب النوم وتهمس:
_محمد... من... فضلك اقرصني... عشان افوق.....عايزه اصلي.
*وما كان منه إلا أنه حملها فوق كتفه بسعادة جعلتها تصرخ وتحرك ساقيها بالهواء وقد افاقت تماما:
************************
*جلس يتأفف وهو ينتظرها لقد وعدته بالمجيء اليوم ولم تأتي حتى الآن الساعة تعدت الثانية ظهرا أين ذهبت كل هذا الوقت لقد هاتفها الثانية عشره ظهرا وقالت له انها تستعد لنزول.....اين هي؟
*تأكلت أحشائه من الغيرة المفرطة هل  عشقها إلى هذا الحد....طلب فنجان آخر من القهوة وجلس يرتشفه بهدوء يعكس غضبه الثائر وقبل أن يرفع الهاتف ويتصل بها.....تفاجي بها تدخل من باب الكافية برافقة شابة أخرى وعندما تمعن النظر قليلا
في الشابة الجميلة التي ترافقها تفاجي انها زوجة شقيقها محمد:
_مساء الخير....اسفه اتخرت عليك.
*استقام واقفاً وهو متوتر قليلا ورحب بها وبدرة التي نظرت له بخجل وابتسمت....فهمست حنين تقل :
_اسلام...انت طبعا عارف دره مرات اخويا محمد شفتها في فرحهم.
*رسم ابتسامة خجولة على شفتاه يدمدم :
_ايوه طبعا.... اهلا وسهلا مبروك يامدام درة.
*هزت درة رأسها قليلا وردت التحية بهمس:
_اهلا بحضرتك....
_اتفضلوا واقفين ليه.....الاول تشربوا ايه الجو حر جدا النهارده.
*هتف اسلام وهو يجلس مقابلهم وعيناه تتمعن النظر في جميلته صحبت الخدود الخوخيه المتوهجة.....سال حاله هل توهج وجنتيها من أثر الحرارة المرتفعة ام من خجلها....واثناء شروده بها صاحت درة بعفوية رقيقه:
_تحفه المكان ده اسمة ايه....
*هتفت حنين و اسلام في وقت واحد معاً:
_اسمة اتنيوس ......"اتنيوس مقهي قديم شهير بمدينة الإسكندرية بميدان محطة الرمل"
*حركة درة حاجبيها إلى حنين المرتبكة وهمست لها:
_هايل جدا....
*وبعد فترة من الصمت طالت قليلا طلب اسلام من النادل كأس من عصير الفراولة إلى درة الفتاة الجميلة مرحة الوجه.....و فنجان من النسكافيه إلى حنين التي كانت في أشد الخجل لقد اقترحت على شقيقها اصطحاب درة إلى مقر الجامعة لتقديم أوراقها في كلية الفنون الجميلة التي كانت رغبتها الأولى في التقديم وبعد ذلك سوف يمران على بعض المحلات للتسوق......لم يتردد اخيها ووفق على الفور درة في الأيام القليلة أصبحت صديقة مقربة من شقيقته وأصبحوا يتقسمان الأسرار معا:
*أحست درة بأن وجودها عائق وسطهم خاصه بعد أن اباحت لها حنين عن بوادر انسجام عاطفي بينها وبين اسلام.....وسعدت درة كثيرا لهذا الخبر المفرح
فهي تحب حنين وتعتبرها صديقتها واختها المفضلة....
*نظرت لكليهما وقالت بعد تفكير وهي تقفز من مكانها:
_نوني انا هروح اتفرج ع المحلات القريبة من هنا شوفت كام حاجه لفتت نظري واحنا في التاكسي هروح بسرعة.
*انتفضت حنين هي الأخرى كالملسوعة من مكانها وهتفت بقلق:
_لا يادرة اعملي معروف لأحسن تتأوهي ومحمد يعمل مشكلة.....انا جايه معاكي..
*زفر اسلام بضيق.....لتلمحه درة وبطرف عيناه أشارت إليه وهي تؤكد للحنين بخفوت:
*متخافيش عليا ولو حصل معرفتيش ارجع أو محمد كلمني هكلمك على طول واقولك انا فين متخافيش اهدي انتي بس.
*وبالفعل صممت درة على رأيها وخرجت تركا مساحة من الوقت اليهما ليتحدثان سويا على انفراد......رمقها بشوق فائق الحدود وقال لائمًا عليها:
_انتي لسه قلقانه من الخروج معايا علشان كده جبتي مرات اخوكي معاكي.
*ابتلعت ريقها قليلا وارتشفت من كأس الماء الذي أمامها وهمست بارتباك وخجل:
_لا ابدا والله.....بس درة كانت بتقدم أوراقها في الجامعة وانا كنت معاها.
_بس؟
*سألها بمكر وهو يبتسم واصابعه ترسم دوائر واهمية فوق كأس الماء الذي ارتشفت منه....نظرت إلى أصابعه الطويلة واخفضت رأسها تهمس:
_لا مش بس كده وكمان علشان اقدر اخرج وحدي و....و اشوفك لأني مش بخرج من البيت غير ومعايا مريم.
*بجرأة لم يتخيلها أن تصدر منه قرب أصابعه ببطء من أصابعها المرتجفة وملس عليها برقة قائلا:
_تتجوزيني يا حنين؟
*اتسعت عيناها بذهول وظلت تسعل بشدة حتى التفتت إليها رؤوس بعض المتواجدين ومنهم شيري إحدى صديقات جيهان والتي كانت تجلس في طاوله قريبة منهم......تفاجئت الأخرى بوجود اسلام طليق صديقتها جيهان فهي علمت منذ أيام بأن اسلام طلق جيهان طالق بين لا رجوع فيه وفرحت بهذا الخبر على أمل ينبع في صدرها:
*وعلي الفور أخرجت هاتفها واتصلت على جيهان وعندما اجابتها قالت لها شيري سريعا:
_جيهان الحقي جوزك....اقصد طليقك اقاعد مع وحده في اتنيوس وماسك ايدها.
*ظلت حنين مصدومة لا تقوي على الرد أو حتى النظر إلى اسلام.....الذي ابتسم بثقل شديد وهمس لها:
_حنين....ع الاقل بصيلي قد كده عرضي كان سخيف.
*هزت حنين رأسها لتهتز معاها خصلات شعرها الناعمة وهتفت بخجل:
_لا ابدا.....بس....بس احنا منعرفش بعض غير من وقت قريب جدا....و....
*قطعها بهدوء وهو يستلقي بظهره إلى الخلف:
_الوقت ده كان كفاية فيه اني اعرفك كويس واعرف اننا مناسبين لبعض جدا.....خاصة أن كل واحد فينا ظروفه تشبه التاني وغير كده مالك متعلق بيكي واللي لاحظته مريم اتعلقت بيا انا كمان....
*رفعت عيناها بركتين العسل المصفى إليه وكأنها تسأله في صمت:
_هي ديه بس الأسباب.
*ابتسم وكأنه احس بسؤالها الصامت فاكمل بجدية:
_ده غير ان والدك شخص محترم وانا حبيته جدا وهو كمان.....والاهم من ده كله انا معجب بيكي يا حنين جدااا....وفي نظري الإعجاب هو أول خطوات الحب......ولا ايه رائيك؟
_مش عارفه.....انا....انا.
*همهمت بهمس.....عندها قطب حاجبيه بشدة وتهجم وجهه قليلا وهو يقل:
_هو الإعجاب مش متبادل يا حنين.... ولا في حد تاني في حياتك......ولا....ولا لسه بتحبني ابو مريم الله يرحمه ومش عايزه ترتبطي بحد غيره.
*قالت بحدة....وهي تضم شفتيها بغضب:
_ازاي يكون في حد تاني في حياتي وابقي اعقده معاك دلوقتي وبخرج وياك من ورا اهلي.....منكرش اني لسه في ذكرى في قلبي لطارق ذكرى قوية وكفأيه مريم تفكرني بيه كل دقيقة....زي ما اكيد مالك بيفكرك بمامته الله يرحمها.....
*استمر الصمت بينهما للحظات مشحونة وعيناهما غير قادرة على التحرر من أسر بعضهما البعض...كان يتقد من الغيرة خاصة عندما قالت وبكل وضوح انها لازالت تحمل لزوجها ذكرى بداخلها.....اراد ان يصرخ فيها ويهزها بقوة وبعضها يضمها إلى صدره ويستمتع بلمسها وهو يقول:
_انتي الوحيدة اللي في قلبي الذكرى الوحيدة في قلبه لزوجته الأولى هي الكره والغضب منها وبس ولكنه التزم الصمت قليلا.....وبعدها قطعه بسؤال مباشر لا جدال فيه:
_افهم من كده اني الإعجاب متبادل بينا يا حنين من فضلك جوبيني بكل صراحة.
*اغمضت عيناها برقه وتحركت شفتيها المكتنزة الجميلة بنعومة هامسا:
_ايوه فيه......
*بأقصى سرعة في مكبح سيارتها قادت جيهان وهي تسب وتلعن تلك العاهرة التي اختطفت منها اسلام حبيبها.....كانت تنفث دخان سيجارتها بشراسة كانت تشعر بأن هناك أخرى خاصه بعد اتمامه لطلاق بهذه السرعة.....وعندما وصلت إلى المكان كان صديقتها شيري في انتظارها عند مدخل الكافية....صرخت جيهان بجنون:
_سبيني عليها ياشيري اجبها من شعرها الحقيرة الواطية اللي عايزه تاخده مني.
*امسكتها صديقتها بقوة وصاحت عليها بخفوت ومكر أنثوي شرير:
_انتي غبية عايزه يكرهك اكتر ويحرق دمك بطلي غباء شوفيها الأول مين؟ ع العموم انا شوفتها قبل كده الست ديه عندها بنت بتروح مع مالك مركز التأهيل.
*انصدمت جيهان وظلت تراقبهم من بعيد كانوا يتحدثان بهيام ورقة.....والسيدة شديدة الجمال التي تجلس مع طليقها تبتسم بنعومة وهو يلتهمها بنظرات عاشق......سالتها وهي تلهث من الغيظ والعنف أيضا:
_انتي تعرفي منين أن بنتها مع مالك؟
*بللت شيري ريقها بتوتر.....فهي الأخرى تنتقم من اسلام لأنه رفضها ونعتها بالحقيرة فقد استغلت انفصاله عن صديقتها وأبدت إعجابها به وعندما رفضها حولت أن تقوم بدور المشفقة على مالك للفت انتبه لأنها تعلم جيدا بأن مالك اهتمامه الأول والأخير وعندما أرادت أن تظهر هذا الاهتمام:
*ذهبت خلفه ذات مرة بسيارتها وقررت أن تراقب تحركاته وهناك بالمركز....... تفاجئت بإسلام يجالس هذه المرأة ويداعب طفلتها.....وعندما راءتهم صدفة هذه المرة بدون الطفلين قررت الانتقام منه من خلال صديقتها وأظهرت نفسها أمام جيهان بأنها تهتم لأمرها:
_لا ابدا اصل صحبتي عندها ابن في نفس المركز ومره شوفت اسلام هناك وانا معاها......كان واقف معاها بس عشان كده عرفت وقولت اقولك....احسن حل انك تبعديه عنها وتروحي جلسات مالك وتقوللها انك مراته وأنه لسه بيحبك وكده هتبعد عنه.....
*هرست جيهان عقب سيجارتها في المطفائة الزجاجية بغضب وهي تدمدم من بين أسنانها:
_انتي صح عندك حق....لازم ابعدها عنه الحقيرة ديه.
*ابتسمت شيري بشر لقد استطعت بشرها أن تضرب عصفورين بحجر واحد تبعد هذه المرأة عن اسلام....وتزيد من كره أسلام لجيهان وبكل الحالات هي بالتأكيد الفائزة:
**************************
*وبعد يومان من تلك الوقعة....
*و بداخل المركز التأهيلي كانت تجلس حنين وبجانبها مريم التي كانت تحتضن عروستها الباربي بينما هي تجلس بتأهب عينيها لم تبتعد عن باب المركز......شعرت بيد ابنتها فوق يدها و تتمتم بصوتها الطفولي:
_ماما انتي مش قولتيلي ان مالك جاي النهارده
*التفتت براسها لابنتها وهمست لها بقلق:
_هاااا. مش عارفه يامريم ...بس عمو اسلام قالي ان مالك هيجي جلسه النهارده مش عارفه اتخروا كده ليه.
*تأففت مريم وهي تسدل شفتيها بطريقتها الطفولية وجلست صامته بجانب امها....التي لا تقل عنها اشتياق إلى الطفل ووالده:

الجميله والشهم  (بقلم.. واماني رامي)فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن