الفصل الثاني

36.4K 846 14
                                    

#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكايه_الثانيه
#الجميلة_والشهم {الفصل الثاني}
*بشرفه غرفته كان اللواء متقاعد حسن سلامه يجلس بداخلها يقراء الجريدة الصباحيه واخبار الرياضه كعادته حتي سمع صوت انفاس هادئه حوله ابعد الجريده  ليجد حفيده وقرة عينه مالك الصغير يقف بجانبه منطوي صامت لا يتكلم بسبب مرضه بالتوحد الذي جعله بعيدآ عن الجميع.
*ابتسم الحج حسن له وحمله يضعه بين ساقيه قائلا:
_اهلا اهلا  ياصباح الفل علي سيادة الرائد مالك اللي جي بنفسه يصبح على جده حبيبه.
*بسبب حالته مالك التي تجعله شارداً بملكوته هو فقط لم يجب علي جده بقا على حاله ولم يتحدث عينان بريئة فقط تنظر في صمت.....ليتحدث الجد اليه مرة اخري:
_وبعدين ياسيادة الرائد انت مش كان نفسك في لعبه القطر اللي بالكهربا اللي شفتها في مدينه الأحلام...
*التفت الجد الحنون ينظر خارج الغرفة يتفقد ابنه الذي يعد مائدة الإفطار ولقد مانع ابنه كثيرا من احضار تلك اللعبه باهظه الثمن لكنه لم يستمع كالعادة له وابتاعها لحفيده حتى يستمتع بها:
_جبتلك القطر ياسيدي موجود جوه علي سريرك لما ينزل بابا لمكتبه اعد انا وانت ونركبها سوا ونلعب بيها مع بعض.
*اقترب مالك بهدوء من جده الحنون يضع راسه فوق صدره ثم رفعها ووضع قبله علي ثغر جده الذي بادله القبلة فوق جبهته بحنو:
*بعد قليل أعد اسلام طعام الإفطار ودلف إلى غرفة والده ليجده يحتضن صغيره بين ذراعاه.....
*زفر انفاسه بقوة وهو شارد بذلك الصبي الصغير الذي لم يتعدي الثامن سنوات ابنه الذي اكتشف من ثلاث سنوات تقريبا هو وامه بانه لديه حاله من الانطواء لكنه لم يتخيل بان ابنه الوحيد وفلذة كبده يعاني من متلازمة التوحد لايتحدث ويلعب مثل الأطفال في سنه. 
*وبعد ذهابه لافضل مراكز التأهيل وإعداد الأطفال  بهذه الحالات وبعد ان شعر بان طفله يستعيد نشاطه كاي طفل بسنه تم نكسته مرة اخري لكن للاسوء بسبب اقرب شخص له وهي أمه:
*الام التي تقوم بالتضحية وافناء الذات من اجل أطفالها لا تتركهم في أصعب وأشد الأوقات احتياجاً لها.... لقد ملت الزوجه والأم من طفلها وتركته بحجه انها لن تتحمل ذلك الوضع:
*اغمض اسلام عينيه وهو يتذكر حديث له مع زوجته القاسية:
*قبل ثلاث سنوات.
_انتي اكيد اتجننتي يا جيهان انتي ازاي بتكلمي كدة ده ابنك يامدام.
*ابتسمت بطرف فمها ووقفت أمامه تعقد ذراعيها فوق صدرها تهتف:
_اسلام خلينا نتكلم بالقعل انا تعبت وانت كمان مالك حالته مش بتتحسن انت مسمعتش الدكتور اخر مرة قال ايه قال ان حاله التوحد الا عند مالك نادره جدا يعني ممكن يفضل كدة لحد مايكبر وبصراحه انا شايفه اننا نحطه في مركز التأهيل
احسن ليك وليا....انت محامي ناجح وانا عندي
شغلي في الاتليه ولازم افضله.
*تأملها بجمود قبل أن يقول بهدوء لايعكس النيران
المضطرمة في جوفه:
_انتي استحاله تكوني ام....ده لو مرات ابوه مش هتقول زيك كده عايزه ابنك يعقد في مركز تأهيل
وابوه وأمه عايشين مش ممكن.
*غضب عارم استعار داخله عندما تفاجي بها تقترب منه تضع يدها علي صدره باغواءها المعروف له:
_ياحبيبي مفهاش اي حاجه لما يعقد في مركز التأهيل  ومتقلقش دي احسن وأفضل مركز في مصر وفي حالات كتير من الاطفال المريضه اللي زي مالك......ولو حتقولي انا مش حسيب ابني متقلقش ياسيدي هو حيجي يزورنا كل خميس وجمعه بس باقي الأسبوع هيكون في المركز.
*رمقها بنظر غاضبه جعلتها ترتد خطوة للخلف مرة اخري:
_انتي ام انتي يااااه وانا اللي صدقت حبك ومشاعرك زي الاهبل فكرتك زوجة وأم صالحه بس للاسف اللي تفكر تتخلى عن  حته منها ابنها ممكن جدا تتخلى عن  قلبها وحبها.
انا بقا مش حسيب ابني ياهانم ولو مش عجبك حال مالك براحتك انا هكون مسئول عنه وعمري ماحسيبه يتربى بعيد عني وانتي بقي عايزه تشوفي شغلك وموديلاتك وتسافري وتروحي وتيجي براحتك ه بس انا وابني لا:
*كل ذلك الشجار كان يستمع له مالك من خلف باب غرفته التي فتحها بعد ان انهي طعامه بها لكن الصغير استمع بما تتفوه به أمه....أمه التي لا تهتم به أو بوجوده من الأساس:
*ظل الصغير على حاله يستمع إلى مشاجرة والديه
وهو يرتجف من الخوف عندما تعالت اصواتهم:
*خرج اسلام من شروده وابتسم لابيه ليجد ابنه  يقفز من بين أحضان جده ويهرول إلى ابيه بسعادة وابتسامه انفرجت علي وجهه الجميل فور رؤيته لأبيه....تمتم اسلام وهو يعانقه ويداعب خصلات
شعره الناعمه:
_صباح الخير يا سياده اللواء يلا الفطار جاهز عملتك طبق الفول بتاعك....ثم انحني يقبل راسه ابنه قائلا وانت ياسياده الرائد عملتلك البيض الا بتحبه يلا قبل الفطار مايبرد واضطر اسخنه تاني.
*ابتسم والده وهو يقف قائلا بجديه عسكريه:
_بحسبك هدلعه بس التزمت بالقواعد.
*وضع اسلام كفه بكف الصغير الصامت وهو يغمغم
ضاحكاً:
_لا مانا قولت بلاش ادلعك احسن جدوا بيزعل ويقولنا الراجل ميدلعش وخصوصا لو حيكون ظابط.
* وبعد تناول الإفطار جلس اسلام امام ابيه بشرفه شقتهم المطله علي احدي الحدائق بحي جليم بالإسكندرية ليجد والده يسأله باهتمام:
_امتي جلسه مالك يااسلام أن شاء الله.
*فرك الاخر وجه بيده بعد ان ابتعد مالك عنه وجلس بالبهو يشاهد كرتونه المفضل:
_كمان يومين باذن الله يا بابا حضرتك بتسأل ليه؟
*اشار الجد براسه وبتردد حاول اخراج ما بحلقه لكنه يعلم مدي غضب ابنه من معرفه ماسيقوله ولكن نظرات اسلام له اجبرته أن يتكلم:
_في ايه يا بابا حاسس انك عاوز تقول حاجه.
*ابتسم له ثم ابعد وجه عنه وصاح بصوت هادي:
_ولا حاجه ياحبيبي كنت بقول ارتاح انت وانا اروح مع مالك المره ديه.
*مط اسلام شفتيه يهز راسه وهمس له:
_مش هو ده الا حضرتك عايز تتكلم فيه يا بابا من
فضلك اتكلم معايا بصراحه.
*التفت السيد حسن لابنه مرة اخري ليجده يسند قبضه يد أسفل راسه و ينظر له منتظر اجابه والده عليه والذي يعلم بل ييقن ما سيقوله:
*لحظات من صمت مرة بينهم حتي تفوه بالاخير يقل بتردد.
_جيهان اتصلت بيا امبارح يابني.
*زفر اسلام انفاسه بحنق وغضب شديد....ليلتفت ينظر لابنه الذي يجلس ويشاهد التلفاز بكل اهتمام ثم حول نظره لأبيه و تحدث بصوت خافت حتي لا يسمعه مالك فهو ليس علي استعداد لانتكاسه اخري يكفي ماهو به:
_خير عايزه ايه؟ اكيد مكلفتش نفسها واتصلت عشان تسال علي ابنها.
_وماله يابني لو سالت انت قولت ده ابنها وتشوفه وقت ماتحب....انت بتعمل كل ده علشان مالك متنساش يا اسلام.
*قال الأب بنفس الخفوت:
*انحني اسلام بجسده يتكئ بمرفقيه علي ساقيه:
_لا ياحج مش ابنها اللي تسيب ابنها في عز شدته متبقاش ام...تشوفه وقت انا ماحدد واحب وانا دلوقتي مش حابب انها تشوفه ابدا.
*اقترب ابيه منه وربت فوق ساقه بعطافة ابويه:
_يابني بلاش اللي بتعمله ده هي غلطت انها قالت كدة سامحها بقي ورجعها لعصمتك تاني خ....
*قاطعه ابنه وهو ينظر له بحدة لأول مره:
_اسامحها انت اللي بتقول كدة ياسياده اللواء اسامحها بعد ما صدقت اقولها نطلق.... اسامحها بعد ماجريت تلم شنطة هدومها وبعد كده اكتشف انها كانت مجهزه ورق سفرها لدبي وكانها عارفه نويه تعمل ايه وبعد ماخلص عقدها في دبي وفكرت ترجع....3سنين مهانش عليها حتي ترن رنه تليفون عشان تطمن على مالك ونسأل عنه وحضرتك بتطلب مني تقولي اسامحها بكل سهوله لا يابابا مش ممكن نجوم السماء أقرب ليها.
*التوت شفتاه بابتسامه حزينه وهمهم وهو يمسح وجهه المتعرق برغم نسمات هواء البحر الخفيفة:
_مكنتش متخيل أن دموع الخداع بتاعت جيهان ممكن تخدعك... عرفت تضحك علي اللواء حسن سلامه اللي كانت ومازلت بتتهزله اطخن شنبات فيكي يامصر.
* وقف ابيه منتصب بعد حديث ابنه الذي جعله يشعر بالغضب:
_اسمعني كويس يااسلام انا عارف انك لسه مجروح منها ومن كلامها بس حاول تفتكر ان دي امه برضوا....ومالك محتاج أمه مش هتفضل انت مهتم بيه كده طول العمر انت حتى رافض شغاله
تدخل البيت لمجرد انها ست.
*جذبه من ذراعه بقوه وهتف فيه:
_هتفضل طول عمرك كده تقوم بكل حاجه في البيت لازم يابني يكون في البيت ده ست تقوم
بكل الحاجات الا انت بتعملها ديه وانت تتفرغ لحياتك وشبابك.
*قاطعه اسلام وهو يرفع يدة امام وجه:
_لا يابابا جيهان مش امه ولا حتكون امه الام عمرها ماتسيب ابنها عشان اهدافها الشخصيه انا
مستعد اعمل كل حاجه بنفسي بس مفيش ست
تدخل البيت ده....وبعدين انا مأثر في حاجه معاك
أو مع مالك وأم جبر البوابه بتطلع تنضف الشقه
وتساعدني يعني انا مش محتاج لست إذا كانت
جيهان أو غيرها تدخل حياتي مره تانيه وتبوضها.
*اقترب منه ابيه حتي يهدئه قليلا وربت علي اكتافه بهدوء :
_طب اهدي يااسلام انا عارف ان الموضوع ده بيزعل ويعصبك... بس انت عايز تقنعني انك خلاص نسيت حبك ليها.
*ابتسم اسلام ساخرا علي حديث ابيه:
_حب....الحب ده مات من زمان يابابا زي ماهي ماتت وموتت قلبي معاها انا جوة قلبي لجيهان دلوقتي كره كره وبس.
_ارجوك يابابا اقفل على الموضوع  ده اما عن اتصالها بيك انا حعرف اوقفه ازاي.
*طرق السيد حسن يد فوق الاخري وهو يستغفر ربه علي ما يحدث واوما برأسه :
_حاضر يابني اللي تشوفه .المهم يلا انت كدة حتتاخر علي شغلك والا فيه الخير ان شاء الله يقدمه ربنا....انا هنزل انا ومالك سوق السمك اشتري أكله سمك وجمبري من الا قلبك يحبها.
*هز راسه بتعب :
_لا يابابا مليش نفس انا لازم انزل عشان عندي قضيه مهمه في المحكمه ادعيلي...واسف لو غضبي
إثر على كلامي مع حضرتك.
*انحني يقبل يد والده الذي ملس فوق رأسه يقل:
_انت ابني وحبيبي ونفسي اشوفك فرحان وسعيد
وفى راحه بال أن شاء الله خير ياحبيبي يلا توكل
على الله وتعالى بسرعة أكلة السمك هتكون في
انتظارك.
*حمل حقيبته واتجه ناحيه الباب وقبل أن يخرج رمق صغير المبتسم وقال لوالده بلهفة:
_بابا من فضلك خد بالك كويس من مالك انت عارف لو تاه منك ممكن يحصل ايه.
*أومأ الأب برأسه :
_متخفش يا حبيبي جوه عيوني.
           *.....................*.................*
*ارتسمت ابتسامتها على ثغرها عندما لمحت حنين اخيها الوسيم يقترب منها والفتيات من حوله تتطلع فيه بإعجاب شديد وعندما انحني عليها يقبلها همست له :
_كل البنات الا اعقده هيفكروا انك حبيبي.
*ضحك يغمز لها بمرح:
_طيب مانا حبيبك....مش اخوكي.
*نظر محمد إلى الطاوله أمامه وسالها بفضول:
_ايه شربتي ايه؟
_مستنياك!
*همهمت حنين بصوتها الخافت الرقيق...أشار محمد
إلى النادل وقام بعمل الاردار وبعدها التفت بجسده
إلى شقيقته الجالسه تنظر بحزن شاردة ومهمومه يدها تحت راسها عينيها تترقرق بها دموع تسأل نفسها:
_ايه الا بيحصل معاها؟
_حنين! مالك في حد مزعلك من الناس ديه في حاجه حصلت في مدرسه مريم.
*افاقت من شرودها على صوت شقيقها وقالت بحزن:
_وبعدين يامحمد ايه الا بيحصل معايا ده ومع بنتي.... مش كفايه اهل ابوها اللي اخدين حقها وحرموها منه.
*اعتلت شفتيها ضحكة ساخرا يتخللها الحزن والألم:
_كل ده عشان طارق الله يرحمه اختارتني عن ومخدتش بنت عمه....يكون جزائه بنته تتحرم من حقها فيه.
*امسك محمد بيد شقيقته يضغط عليها بقوة تقويها وتمنحها الأمان:
_انسى يا حنين احنا مش عايزين منهم اي حاجه ولا مريم محتاجه....الناس ديه ميستهلوش دمعه
واحده منك.
_محمد المشكله ان المواضيع ديه كلها أثرت على
نفسية مريم وسلوكياتها في الحضانه....تصور انها
بتضرب أصحابها مريم بيقت عنيفة بنتي انا.
*اخفت حنين وجهها بين كفيها وزفرت أنفاسها بضيق تشعر بالاختناق والهموم تحاوطها من كل
الاتجاهات شابه في عمرها تمتلك شطر كبير من الجمال والحسن....من عائله كبيره عريقة الأصول
أرملة رجل أعمال كبير كل هذا الكم الهائل من الجمال والثراء يحاوطها ومع ذلك تبدو تعيسة
مهمومة:
*هتفت شقيقها بهدوء ورزانه يحسد عليها:
_ده الطبيعي مريم عاشت مشاكل كتير بعد وفاة
طارق الله يرحمه البنت شافت وسمعت الا عملوه
فيكي شويه الأغبياء دول والخناقات الا كانت بينا
لازم تتأثر يا حنين.
*لم تتزحزح عين محمد عن شقيقته الدامعة ليجدها تلتفت براسها له مرة اخري بعينين دامعه تهدد بهطول سيول من الدموع :
_اديني قدامك يامحمد قولي اعمل ايه ياخويا بنتي بتضيع مني وانا مش عارفه اعمل اي حاجه.
*انسابت دموعها بغزارة امامه جعلت قلبه ينقبض حزنا علي شقيقته الوحيدة.... ليمد يده يخرج محرمه ورقيه من جيب سترته يعطيها اياها ودمدم
بنبرة حزينة :
_امسحي دموعك ياحنين حبيبتي اللي انتي فيه ده اختبار من ربنا ليكي انتي عارفه ان مريم مفهاش اي حاجه بس البنت اتاثرت بموت ابوها وبالكلام والمشاكل اللي حصلت بعد كده من اهل ابوها والبنت لازم تتعب.
*احتضن يدها بين يده وربت بخفه عليها:
_مش معني ان اتقالك تعرضيها علي دكتور نفسي يبقي البنت ضاعت منك او البنت اتجننت بعد الشر لا ياحنين انتي ست متعلمه وفهمه ان المريض النفسي عمره ماكان مجنون ديه ضغوط بتأثر عليه من كتر المشاكل اللي حواليه.
مريومه حبيبتي بخير البنت كل اللي فيها محتاجه حد يسمعها ويتكلم معاها.
*قاطعته شقيقته سريعا وهي تمسح عينيها من الدموع:
_ماانت شايف يامحمد انا من بعد موت طارق الله يرحمه وانا بخرج من مشكله لمشكله مكنتش اتخيل في حياتي ان بعد موته يحصلي كل ده و من اخواته اللي دبروها سوا واخدوا حقي وحق بنتي.
*اشار برأسه وهمهم لها :
_عارفه ياحنين كل اللي عاوزة تقوليه بس برضوا البنت محتاجه حد يفهمها ويتكلم وياها ومش انتي أو انا أو حتى بابا وماما لا محتاجه فعلا دكتور نفسي ياحنين.
*شهقت حنين تضع يدها فوق ثغرها بخوف :
_أخص عليك يا محمد هان عليك تقولها....لا مش
ممكن مش هعرض بنتي للموقف ده ابدا.
_حنين بلاش عناد بنتك هتضيع منك بشكل ده.
قال محمد بتشدد.
قالت حنين برقتها المعهوده وشفتيها ترتجف:
_ياريتني كان انا اللي حصلي كده وهي لا يامحمد قلبي بيوجعني عليها كل مااشوفها حزينة ومكسوره وابقا مش عارفه اعملها حاجه.
*ربت علي يدها مرة اخري وهو يبتسم ثم التقط قدحه وارتشف منه رشفه سريعه:
_يبقي خلاص ياحنين توكلي على الله وسيبي موضوع الدكتور ده عليا ان شاء الله هعرف أسماء دكاتره واحسن واحد متخصص....
*رفع أسفل ذقنها ونظر لها بحنو شديد يقل:
_مريم مش بنت اختي مريم بنتي انا مش هسبها ولا اسيبك عمري لحد ما اطمن عليكي في بيتك مع ابن الحلال.
_ابن الحلال لااااا خلاص كفايه عليا كده.
*تمتمت حنين مصممه....وأكملت بحزن:
_انا عارفه ان جوزي من طارق كان تقليدي إلى أبعد الحدود بس بعد جوزنا حبيته جدا وهو كمان كان
انسان عظيم وزوج رقيق وطيب....ماعتقديش ممكن اتقبل غيره في حياتي.
*ضحكت وهي تضع خصله شارده من خصلاتها الناعمه خلف اذنها وتنظر إليه :
_الدور عليك انت الحاجه هدى مصممه تجوزك ومش هتعرف تفلت منها يا حلو.
_اااه طالما دخلتي في موضوع الجواز يبقا فوقتي
وبقيتي فله.
*ضحكت بخفة وهي تضربه فوق كف يده :
_والله بتكلم بجد ماما بدورلك على عروسه ومش هتسكت انت عارف هدهد....ولا انت لسه بتفكر في
مها.
*حك ذقنه بمكر شديد وهو يرمقها واجابها بعد تفكير عميق:
_انتي تعرفي عن اخوكي انه بتاع تفكير وحب وكلام فارغ وكده....مها مين بس ياحنين هي
شافت اني مش مناسب ليها وانا شوفت انها هيفا
وتفكيرها سطحي وخلصنا.
_مها اساسا مكنتش تليق بيك بالمره بس ده كان اختيارك يا محمد المهم الدنيا مش بتقف على حد
ولا مها ولا غيرها.
*تمتمت وهي تطرف بعينيها مع ابتسامة جميله...فاخرج محمد لسانه قائلا لها :
_قولي لنفسك.
            *..................... *................. *
_ياست بقولك مفيش حاجه ب3 جنيه ياحول ولا قوة الا بالله.
*صاح صبحي العامل في محلات الحاج صالح للعطاره إلى السيده التي تقف أمامه:
_اسمع ياحاج صالح بصراحه طيبتك مع الناس بتركبهم عليك لازم تتصرف مع الناس ديه انت هتسيب أرضك تضيع..
*ضحك الحاج صالح وهو يسحب أنفاس الارجيله قائلا:
_انا مش عايز مشاكل يا استاذ فوزي انت عرفني كويس.....أرض برج العرب ديه انا عايز اخلص منها باي شكل من الأشكال مش عايز ادخل مشاكل مع العرب دول لازم اشوف محامي كويس.
*أشار استاذ فوزي المحاسب على نفسه يقل:
_عندي استاذ ولا يعلى عليه.....راجل محترم وكل قضيه يمسكها يكسبها بأمر الله.
_استغفر الله العظيم بقولك ياست مفيش حاجه ب3 جنيه.
*صاح البائع مره اخري....فالتفت الحاج صالح إلى بائعه صبحي الذي يعمل لديه وهتف بصوت هادي:
_ياصبحي اديها الا عايزاه.
*اقترب البائع من الحاج صالح وقال بضيق :
_ديه من الصبح عايزه تاخد ب3 جنيه فلفل اسمر واقولها أقل حاجه عندنا ب5 جنيه تقولي مش معايا غير دول.
*هز الحاج صالح راسه بطيبه وهمس له وهو يمسك ذراعه ويضغط عليه:
_اديها يا صبحي أن شاء الله بجنيه بس.
الناس غلابه ياصبحي وكل واحد ميعلمش بيه الا ربنا..
_بس ياحاج.
*قال صبحي باعتراض....ولكن الحاج صالح اوقفه باشاره من يده :
_صبحي روح يا بني راضي الناس الغلابه.
_ربنا يكرمك ياحاج....ربنا يباركلك في عيالك وأهل بيتك ويسترها معاك.
*ظلت السيده العجوز تدمدم بالدعاء والشكر للحاج صالح الرجل الصالح.
التفت مره اخري إلى استاذ فوزي المحاسب يسأله:
_هاه قولتلي مين المحامي ده يا استاذ فوزي.
*ارتشف فوزي من كوب الشاي أمامه وقال بتأكيد:
_استاذ اسلام سلامه....ابن اللواء حسن سلامه محامي كبير مكتبنا بيتعامل معاه على طول والراجل ابن حلال وذوق هو في سن البشمهندس
كده ويمكن أكبر شويه بس محامي شاطر جدا
ياحاج صالح.
*ربت الحاج صالح فوق ساقه وهو يستعد للوقوف
يقل:
_توكلنا على الله ابقى عدي عليا اي وقت نروحله مكتبه أن شاء الله.
اوما الرجل برأسه قائلا :
_أن شاء الله ياحاج صالح.
          *......................*.....................*
*استيقظ رأفت علي رنين هاتفه نظر إلى الهاتف ليجدها سناء مربية ابنته التقط هاتفه علي فور يجيبها وهو يشعر بالقلق من اتصالها هذا:
_صباح الخير يا سناء....طمنيني درة بخير. متصلتيش بيا امبارح ليه؟
*لم تعلم سناء بما ستجيب سيدها فهو ائتمنها منذ سفرة علي ابنته ليس ذلك فقط بل ائتمنها ايضا عليها منذ أن كانت صغيره......زفرت انفاسها تحاول استعادة قوتها لتقرر ان تقل له بالنهايه عما تفعله ابنته:
_انا اسفه يارافت بيه اني متصلتش بيك باليل بس للاسف درة مجتش الا من ساعه وهي دلوقتي في اوضتها نايمه.
*اتسعت عينان رأفت ليعتدل في جلسته ويبعد الغطاء عن جسد وهو يقل بصوت صارم:
_اااايه....البنت رجعت البيت كده على وش الصبح تاني ياسناء وبعدين مع البنت دي انا مبقتش عارف ايه اللي بيدور في دماغها وبتعمل ايه:
*بسرعه اجابته سناء قائله:
_والله يارافت بيه انا كمان مبقتش فهمه درة تصرفاتها بيقت غريبه جدا دي اتغيرت خالص تخيل انها.....
*اوقفت حديثها فجاءة فهي لن تستطيع أن تبوح له بما تفعله لكن عقلها يطرق بقوة يطلب منها الحديث فهو يجب ان يعلم بكل شي عنها.....قطع تفكيرها صوته الحازم:
_اتخيل انها ايه ياسناء كملي في ايه بيحصل من ورا ضهري.
*شعرت بان ساقيها كالهلام من صرخته الغاضبة عليها لتقرر بالاخير البوح له:
_للاسف يارافت بيه درة زي ماانت عارف من بعد دخولها الجامعه ومعرفتها بالشله دي وهي اتغيرت  مبقتش البنت الرقيقه اللي ربتها بايدي واللي كنت ديما تقولي ربنا يباركلك ياسناء على تربيتك لدرة انا حاسه باني قصرت معاها.
*انسابت دموع سناء لترتمي بجسدها علي مقعد بداخل غرفتها ثم اكملت:
_يارافت بيه درة من شويه دخله البيت سكرانه ومش كدة وبس دي مسكه بايدها سجارة فيها...فيها.
_فيها ايه ياسناء اتكلمي على طول دره بتشرب مخدرات.
*شهقت ببكاء تهتف:
_ايوه يارافت بيه مرجوانا ولما زعقتلها وقولتلها مينفعش الا بتعمله في نفسها....زعقت فيا وطردتني من اوضتها تخيل البنت بضيع لازم نعمل حاجه.
*وقف رأفت أمام الشرفه وهو يشعر بالقلق القاتل واضع يده علي راسه يفكر بحال ابنته يعاتب نفسه علي مافعله بها بسبب دلاله وخوفه الزائد عليها جعل منها شخص اناني مغرور مستهتر لكن ماذا سيفعل معها لقد انتهي كل شي وابنته ساتضيع من بين يده كيف سيستطيع ان ينتشلها ويرجعها عماتفعله:
*صوت سناء قطع تفكيره:
_رافت بيه انت بخير ارجوك رد عليا.
*شعر رأفت بقلقها وابتسم بسخريه وهو يغمغم لحاله:
_كل اللي حوليا خايف عليك من اصغر عامل عندك لاكبر موظف لكن بنتك يارافت عملت ايه راحت تسكر مع شباب واخرتها بتشرب مخدرات:
*اغمض عينيه بوجع وقهر مما تفعله ابنته الوحيدة ليتحدث بالاخير:
_انا بخير ياسناء.....بس مش عارف اعمل ايه مع البنت ديه حاسس انها بضيع مننا.
_لا يارافت بيه درة مضعتيش ولا حاجه....
درة محتاجه ايد قويه تنشلها من اللي هي فيه.
*بطرف فمه تحدث.
_وهو كل اللي بعمله دي ولسه بتقوليلي ايد قويه ماهي للاسف مش عاوزة تمد ايدها ليا ياسناء
دلعي ليها خلها تفتكر اني اب ضعيف.
*هتفت سناء سريعا وهي تجفف دموعها المنهمرة:
_لا يارافت بيه  اللي لازم ينشلها من اللي هي فيه حد اقوي منك ومني حد لازم يوريها العين حمرا
زي مابيقولوا.
*اندهش راقت من حديثها ليقل سريعا:
_تقصدي ايه ياسناء عوزاني أجر بلطجيه يضربوا بنتي.
_لا مش ده قصدي بس لازم ترجع بلدها وسط اهلها وناسها....درة لازم ترجع لاصلها يعني بمعني اوضح لازم تنزل مصر وتعيش هناك وتبعد عن الشله ديه وكل أصحابها دول.
*بدء رأفت ينتبه إلى سناء و ماتقوله ليجدها تكمل بعدها مماجعل جسده يتشنج مما قالته:
_انا من المنصوره يارافت بيه متولديش مودامزيل سناء خريجة مدارس الفرنساه والراهبات في الأول والآخر انا فلاحة مصريه....دره لازم تتجوز.
_تتجوز...انتي بتقولي ايه ياسناء.
*تمتم رأفت بذهول:
             *................... *............... *
*بالمساء دلف محمد بصحبة والده الي منزل بعد ان ذهب ليجلس معه قليلا بمكان عمله....استنشق الحاج صالح رائحه الطعام الشهي التي تفوح بارجاء المنزل يقل :
_شامم روايح اكل امك يامحمد اتمتع بيها عشان لما تتجوز حتفتقد الروايح الحلوه دي.
_اطمئن يا حجوج مش هتجوز.
_اه قول الكلمه ديه قدام امك ومش هناكل انا وانت واحتمال كمان نروح مطرح ماجينا.
*هتف الحاج صالح بخفوت....فابتسم محمد وهنا خرجت مريم ابنه حنين تركض على جدها وهي
تفتح ذراعيها:
_جدو حبيبي..
*فتح الحاج صلاح هو الآخر ذراعاه يستقبلها بلهفة
وهو يقبلها ويربت فوق خصلاتها الناعمه:
_روح وقلب جدو شوفتي حزري فزري جدو جاب ايه لمريومه وهو جاي:
_سوكلاته...جدو حبيبي.
*صاحت الصغيره وهي تصفق بيدها....ابتسم الحاج صالح وهو يخرج من جيب قفطانه الكتان لوح كبير من الشوكولاته فتعلقت الصغيره في عنقه
تهمهم بفرحه :
_حبك قد البحر جدو حبيبي.
_وانا محديش بيحبني هنا...
_لا مريومه حب خالو.
*قالت الصغيره بفرحه وهي ترتمي بين أحضان خالها التي تحبه كثيرا...
*اقتربت حنين من والدها تقبله وهي تقل :
_حبيبي يابابا ربنا يخليكي لينا....مريم مفيش شوكولاته دلوقتي غير بعد العشاء اوك...
_اوك مامي..
*تناولت حنين عن والدها عبائته وهي ترمق اخيها وتبتسم بمرح وتغمز له:
_استعد يابطل في عروسه جديده ماما جاهزه بيها.
*تمتم محمد وهو يقف سريعا:
_انا نازل بقا انفد بجلدي.
_على فين يا محمد العشاء جاهز....مفيش نزول دلوقتي عايزاك.
*صاحت الحاجه هدى وهي تضع أطباق الطعام فوق طاوله الطعام..        
*تعالت ضحكات الحاج صالح وهو يتقدم ابنه إلى غرفة الطعام :
_وقعت يا بشَمهندس انا ماليش دعوه انا جعان ومش مستعد اخسر أكله الملوخية بالارانب الا ريحتها وصله رشدي بحالها....تسلم ايدك يا هدهد
ياحبيبتي...
*تعالت صيحات محمد وحنين بمرح :
_قدمنا كده....هات الكمنجات يامحمد بسرعه.
*هتفت حنين وهي تعانق اخيها من خصره:
*ابتسم محمد وهو يقبل يد أمه بحب شديد:
_قولي يا حاج صالح مين هتعرف تعمل طبق ملوخيه بالارانب زي ست الحبايب كده....عشان
كده انا رافض الجواز.
*أشارت له حنين باصابعها.....لتقول والدته بسخرية:
_مش هتعرف تضحك عليا المرادي ابدا يابن صالح هتشوف العروسه يعني هتشوفها اسمها ورد وبنت
زي القمر وبنت حلال خالتك عزيزه هي إلا جابتها جارتها في محربك.
نفسي تتجوز وتجبلي احفاد يملوا عليا البيت انا وابوك ياحبيبي.
*داعب محمد شعر مريم الصغيره التي جلست بجانب امها لتناول الطعام:
_مريومه ايه حبيبتي منوره البيت كله....ولا ورد ولا فل يا أمي أنا كده كويس.
_شايف ابنك ياصالح.
*دمدمت هدى وهي تقوم بغرف الطعام....فقال صالح وهو يرفع أكمام قفطانه ليستعد للطعام:
_لا مش شايف...مش عايز وجع دماغ عايز اتعشي
في هدوء.
*لم يعجب هدى حديث زوجها ورفض ابنها الزواج الدائما ولكنها جلست بجانبهم  جميعا لتناول الطعام.....الا ان محمد ظل صامت يرمق والدته و والده لا يريد التحدث بذلك الموضوع مره اخري.
فكل ما يحلم به في الفتاه التي يتمناها ان تجعل ضحكه والديه لا تنتهي و ان تحبه وتعشقه إلى حد الجنون لانه يعلم جيدا بانه سيفعل المثل بل و أكثر.
*رفع  راسه ينظر لشقيقته التي تجلس امامه شاردة مره اخري وبالكاد قد لمست طعامها:
_حبيبه خالو انا زعلان منها.
*رفعت مريم راسها ورسمت ابتسامه عذبه وبريئه كوجهها تقل:
_انت زعلان ليه ياخالو مني عملت ايه.
*التفت بجسدة والتقط يدها الصغيرة بين يده ماجعل الجميع ينتبه لهم:
_ ازاي الصبح تنزلي من غير ما تديني بوستي الحلوة اللي اتعودت عليها من ساعتها وانا حاسس اني تعبان جدا.
*وقفت مريم واتجهت له ثم ارتمت بين ذراعيه مما جعل حنين ووالديها تترقرق عيونهم بالدموع من اجل تلك الطفله الصغيرة جميله الملامح..... رفعت الصغيره راسها و طبعت قبله رقيقه مثلها علي وجنته وهمست له:
_اسفه ياخالو مش هعمل كده تاني.
*ابتسم محمد لها  واقترب من اذنها وهمس:
_في حاجه جيبهالك علي الكرسي اللي جنب الباب روحي شوفيها بسرعه.
*ركضت مريم وتركته يبتسم علي تصرفها ليلتفت بعد ذلك لشقيقته التي وجد دمعه من عينيها هربت منها لتغمغم بصوت مختنق:
_ربنا يخليك ليا يامحمد انت وبابا حبيبي انت بتعمل كثير قوي علشان مريم.
*مد يده يربت علي يدها بعاطفه اخويه:
_اوعي اسمع كلامك ده تاني انتي عارفه مريم مش بس بنتك لوحدك دي بنتي انا كمان.
_صحيح اللي قال الخال والد ربنا ميحرمكم من بعض ياولاد.
*هكذا هتفت الحاجه هدي وهي تنظر لهم بسعاده وراحه بال:
               *...................*................*
*بدءت قطرات الدموع تنساب من عين حنين وهي بجانب ابنتها التي خلدت إلى النوم وراحت في ثبات عميق.
تذكرت ما حدث معاها بعد وفاه زوجها بحادث سيارة وشقيقه الاكبر عندما استولى علي ميراثه حقها هي وابنتها بحجه انها ليست امينه ويمكن أن تتزوج....لم تنسى عندما خيرها هذا الشقيق الأكبر حازم بين أن تتزوج منه أو تخرج من منزل العائلة بحقيبة ملابسها بدون اي حقوق لها أو مريم ابنتها تبقى بينهم وتتركها:
*هزت رأسها ومازلت دموعها تنهمر كشلال ماء واحتضنت طفلتها النائمه كالملأك صغير و اسندت رأسها للخلف تفكر...طارق زوجها كان يملك شركه استيراد وتصدير و حالته المادية متيسرة جدا وبرغم ذلك لم يترك لهم شئ....فكرت بعقل على وشك أن تفقده وهي تسأل نفسها ماذا حدث مع طارق وهي لاتعرفه.
*برغم ان عائلتها تمتلك المال الذي يجعل عائله زوجها تنحني لهم الا انها شعرت بانها اضاعت حق ابنتها بيدها....بسبب خوفها أن يحرموها من صغيرتها قطعه من قلبها.
*طرقت كلثوم فرق باب غرفتها و طلت برأسها لتمسح حنين دموعها وتجلس منتفضه:
_في حاجه يا كلثوم:
*تنحنت كلثوم تقل:
_الحاجه دهب بتقولك تعالى اشربي الشاي ياست حنين.
*أومأت حنين رأسها ووقفت أمام المرأه تضع القليل من حمرة الخدود وملمع شفاه حتى لا يلاحظ احد من عائلتها بكائها وعيناها المتورمه:
                *................... *................ *
*واثناء انشغالهم بالحديث وهم يتناولون الشاي
الساخن بالنعناع دق جرس الباب أكثر من مره
نظر الحاج صالح إلى الوقت وهو يقل:
خير يارب الساعه 10 قوم يامحمد شوف مين وبالفعل ذهب محمد ليفتح باب الشقه وهنا تفاجي
برجل وقور ذات هيبه وكريزما خاصه ملامح الرجل ليست غريب عليه حاول أن يعتصر راسه أين رآه
من قبل وهو يستقبله:
_اهلا وسهلا مين حضرتك.
*ابتسم الرجل بإعجاب شديد وهمهم:
_انت محمد مظبوط؟
_ايوه انا.... حضرتك مين.
_أجاب الرجل مبتسم:
_انا رأفت....رافت رستم صديق والدك وأخوه.
*ومن خلف محمد شهق صالح وهو لايصدق عيناه
وصاح يهتف بلهفة :
_مش ممكن.....انا مش مصدق نفسي رأفت....رافت
صحبي واخويا اخيرا....
*ترقرت عينان رأفت وهو يفتح ذراعاه ويستقبل صديق عمره وأخيه ورفيق دربه وهو يقل :
_اخيرا يا صالح.
                *.................. *............... *
إلى اللقاء مع الفصل الثالث.

الجميله والشهم  (بقلم.. واماني رامي)فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن