#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكاية_الثانية
#الجميلة_والشهم{الفصل الرابع}
*بعد مرور يومان من وقت حديث درة مع والدها والذي شعرت بتعبه ووهنه.....ازداد قلقها وتلك الايام مرت عليها هي الأخرى بتعب شديد الوهم كان يسيطر عليها لدرجه انها امتنعت عن النوم او حتي تناول الطعام.....
*واخيرا وصلت درة الي بلدها الأول مصر وبالتحديد مدينة الإسكندرية...
*خرجت من السياره تركض وخلفها كانت مربيتها مودمازيل سناء والتي كانت تخبر السيد رأفت بكل ماهو جديد من أخبار عن دره......
*استغرب بشدة و رق قلبه حينما علم من مودمازيل سناء عن بكائها وخوفها الشديد....حتي انها امتنعت عن رؤية أصدقائها والسهر حتى طلوع الصباح خلال تلك الأيام التي قضتها مكتئبه بغرفتها:
*خرج صوتها حزين مختنق بالبكاء وهي تبحث بعيناها الممتلئة بالدموع عن والدها وظلت تهتف
_دادددي....دادي حبيبي انت فين؟
*وقفت امامها سيده بعمر الثلاثين مبتسمة ويبدو أنها من الأرياف....وهمست لها وهي ترحب بها:
_اهلا وسهلا ياست هانم.....اسكندريه نورت....حضرتك الست هانم الصغيره....عرفتك من الصور.
*صاحت دره بالهفة دون حتى أن تلقي التحية على السيده والتي يبدو عليها انها تعمل بالفيلا:
_فين دادي....اقصد بابا....هو كويس؟
_ايوه يا ست هانم الحمد لله بخير....رافت بيه فوق
في اوضته...
*ركضت سريعا فوق الدرج الحلزوني والسيده تنظر إليها بانبهار حتى اتاها صوت مودمازيل سناء والتي
قالت بجديه:
_ازيك يا احلام......طمنيني رأفت بيه بخير....كل حاجه تمام.
*التفتت احلام إلى مودمازيل سناء والتي لم تتقابل معاها من قبل....فقط مايجمع بينهم الحديث ع الهاتف فقط لا غير:
_الست سناء يااهلا وسهلا....الدنيا كلها نورت.
********************
*توقفت في مكانها عندما وجدت والدها يجلس فوق احدي المقاعد شاردا....وفجاة انتفض يستدير حينما همس من خلفه صوتها الناعم ببكاء وهي تهتف:
_دادي حبيبي.....انا اسفه....اسفه.
*تعالت شهقاتها وانتفضت وهي ترتمي فوق صدره والدها و تدفن راسها بداخله ترتجف من قوه دموعها.....ادمعت عينان رافت وأخذ يربت بحنان فوق راسها.....
_اهدي حبيبتي....اهدي بابا انا بخير....وحشاني درتي الغاليه....وحشاني روح قلبي.
*تعلقت بعنقه وكأنها مازالت الصغيره الشقيه التي تعشق والدها.....تشبث اناملها بكنزته القطنية و رجفة جسدها الصغير وصوتها الباكي.....كل هذا كان كافي بان يجعل قلبه ينقبض خوفا بما فعله بها وهو يسمعها تردد:
_داددي انا اسفه.....سامحني ارجوك انا مش حعمل اي حاجه تزعلك بس ارجوك ابقي كويس....خليك معايا.....متسبنيش يادادي.
*جلس رافت وهو يساعدها علي الجلوس فوق ساقه مثلما كانت تجلس وهي صغير.... وهمس لها وهو يمرر أصابعه ويزيل دموعها التي تنساب من عينيها الفيروزيه:
_طول عمرك من وانتي صغيرة لما تعملي حاجه غلط كنتي تيجي و تجري....علشان تعيطي في حضني وتقوليلي سامحني يادادي ....روح دادي حبيبت ابوها.....انا عمري مازعل منك ابدا يا درتي
انتي عمري وقلب ابوكي.....وبعدين في حد عاقل يكون عنده بنت حلوه كده ويمشي ويسبها ده يبقا
اكيد مغفل.
*ضحكت قليلا باختناق و رفعت راسها وهي تحاول مسح دموعها بظهر يدها ثم همست:
_لا دادي حبيبي مش كده....وعمره ما هيسبني ابدا
عشان انا روحه.
*وقفت بسرعه وأطلقت شهقة عاليه....وقالت بغضب:
_دادي انت ازاي مش نايم في سريرك.....حضرتك لازم ترتاح ارجوك يادادي.
*تنحنح رافت ثم تحدث بصوت واثق:
_انا بقيت كويس يادره حبيبتي....الحمد لله كفايه اني شيفك قدامي دلوقتي......وبعدين انا زهقت من النوم طول النهار والليل.....تعالي هنا وطمنيني عنك و لفي كده قدام عيني عشان اشوف جمالك.
_دادي....
*دمدمت بخجل وهي تخفي وجهها في عنقه ثم لفت ذراعيها حول خصره ورددت:
_وحشتني جدا يادادي اول مرة تغيب عني المدة دي كلها....بس على فكره مصر جميله جدا والبحر يجنن نفسي البس المايوه وانزل بسرعه....
*ضحك رأفت بعلو وهو يورجحها فوق ساقه كما كان يفعل معاها وهي صغيره:
_لا هنا مفيش مايوهات وشورتات والكلام ده هنا بلد مسلمين وعرب في تقاليد وعادات مقيدين بيها حبيبتي احنا هنعيش وسط مجتمع شرقي.
*زفرت بتذمر:
_دادي....اوف.
*هز رأفت راسه ووقف وهي تقف أيضا أمامه وقال لها بصوته الحنون:
_دلوقتي تعالى معايا علشان تشوفي اوضتك وتشوفي الفيلا كلها يارب تعجبك....علي فكره في ملحق في اوضتك في جاكوزي وسونا....وكمان اشتركتلك في أكبر نادي رياضي هنا المهم عندي
انك تكوني مبسوطه.
*قفزت كالأطفال تقبله....وهتفت:
_واااو متحمسة جدا اني اشوف كل الآثار هنا وتصور في كل مكان عشان لما ارجع روما....اغيظ
جاكلين صحبتي أصلها بتدرس آثار مصريه.
*ابتسم رأفت عليها برتجاف وهز راسه قليلا لها:
********************
*بعد عدة ساعات مرت وبعد تناول طعام الغدا جلس رأفت بغرفه مكتبه وأمامه جلست الأخرى مودمازيل سناء.... بعدما غفيت دره علي الاريكه امام التلفاز بعد تناول الطعام المصري الذي جعلها تتناوله بشراهه لم يعتادها منها...
_اتفضل يارافت بيه....انا بسمعك.
*همست سناء برقة وهي تجلس بالمقعد المقابل لمكتبه.....زفر رأفت أنفاسه وأخذ يدق باصابعه فوق طاولة مكتبه ثم قال بوجه مشرق.....اسعد سناء التي تعشقه ولكن في خيالها الوحيد:
_درة جالها عريس ياسناء.....اسمه محمد.
*اتسعت عين المودمازيل بندهاش وتمتمت لحالها هل يمزح معها فمن عدة ايام كان يشتكي من تصرف ابنته المستهتره.....حتي انها اقترحت عليه تلك الفكرة ورفض بغضب:
*انتبهت على صوته الذي اخرجها من شرودها:
_اكيد مش مصدقه.....انا كمان والله ياسناء مش مصدق وخصوصا ان عريس شاب ممتاز جدا جدا اي اب يتمناه لابنته.
*تمتمت سناء سريعا:
_حضرتك تعرفه يعني يارافت بيه... اقصد واثق ان الشاب ده ميكونش طمعان أو أخلاقه.....
*قاطعها رافت سريعا وهو يؤشر لها بكفه:
_متقلقيش ياسناء الشاب ده.....اخر شي ممكن يفكر فيه هو فلوسي لأنه شاب متيسر جدا وغير كده......هو ابن صديق عمري الا بعتبره اخويا انا واثق فيه زي ماكون واثق في نفسي تمام.
*وبدء رافت يروي لها ما حدث خلال الأيام الماضية.....وعن طلب زوجه صديقه التي هي الأخرى بمثابة اخت له.....واخذ يمدح في محمد بفخر شديد.
*حتى أن سناء جلست تستمع له بكل تشويق وانصات تام.....وهي تبتسم فهي تعرف بأن رأفت بيه لا يخطي ابدا في تقديره للأشخاص:
*********************
*في صباح يوم جديد.... تحدثت حنين لابنتها التي كانت تجلس بجانبها تحتسي كاس الحليب بالشكولاته الخاص بها:
_مريومتي خلصي حبيبتي فطارك بسرعه عشان منتاخرش علي دكتورة ابتسام....
*هزت الصغيره رأسها سريعا وهي تبتسم....مررت حنين اناملها بين خصلات غرتها الناعمه وهي تسألها:
_حبيتي دكتوره ابتسامة....
*اجابت الصغيره:
_جدا يا ماما....وكمان نفسي اروح علشان العب مع مالك.
_مالك مين يامريومه.
*تمت الحاج صالح وهو يقترب منهم....فانهضت الصغيره مندفعه إليه وهي ترتمي بين ذراعاه:
_جدووووو حبيبي.
_مالك ولد جميل جدا يا بابا بيحضر مع مريم الجلسات.
*تمتمت حنين وهي تقف أمام والدها.....ولكن صغيرتها التي تحدثت سريعا وهتفت:
_وباباه اسمه اسلام.
*تلبكت حنين قليلا ونظرت إلى طفلتها متفاجئة
واكملت:
_الدكتوره قررت انها تجمع الأطفال مع بعض يعني علشان يتعرفوا على بعضهم اكتر....تقريبا كلهم حالات متشابه.
*صاح محمد من خلفها وهو يجفف راسه بالمنشفه
ويضحك:
_انا شايف ان الكام جلسة اللي حضرتهم مريم خليتها تتعرف على الأطفال الا معاها واهلهم كمان
عظيم البنت طلعت اجتماعيه و زي الفل.
*ابتسمت حنين بسعادة مما قاله شقيقها لتشير برأسها وهي توافقه الرأي....ثم هتفت في صغيرتها التي تعبث بذقن جدها:
_مريم لو خلصتي قومي هاتي الشنطه بتاعتك عشان ننزل....بسرعه.
*وبعد ذهاب مريم إلى الغرفه....قالت حنين مبتسمة بارتياح:
_فعلا يامحمد فرقت جدا البنت بقت بتسالني علي حاجات وبدءت تفتح معايا مواضيع يمكن مش كبيرة بس الحمد لله بقت غير الأول....الحمد لله.
*اجاب الجميع بصوت واحد:
_الحمد لله.....
*لتكمل مرة اخري:
_وبعدين صديقها الا اسمه مالك يمكن حالته اصعب بكتير من حاله مريم....الله يكون في عون ابوه بس هو كمان بدء يختلف عن اول مرة شفته فيها.
*قاطعتها امها وهي تجلس في زوايه بعيدا تقطف أعواد الملوخية:
_وهو ابوه اللي بيروح بيه.....امال امه فين ياحنين؟
*هزت حنين اكتافها بحيره وهمست:
_الله اعلم....معرفش يا ماما.....مجتيش معاه ولا مره.
_أمه ماتت.
*اجابت مريم بعفويه الصغار....لتقطب حنين حاجبيها باستغراب وتنحني تسأل صغيرتها:
_وانتي عرفتي منين يا مفعوصه هانم أن شاء الله.
*بنفس العفويه اجابت الصغيره وهي تلتفت إلى خالها المتكي بجسده على يد المقعد حتى يساعدها في حمل حقيبتها البينك فوق ظهرها:
_هو قالي كده وكان بيعيط....
*خيم الحزن على ملامح حنين....بينما همست الحاجه هدى بقلب مفطور:
_ياقلب امك يا حبيبي.....والنبي ياحنين خدي بالك منه هو كمان ده يتيم....وشكل ابوه مش متجوز يعني حاله زي حالك.
_ماما....
*همست حنين وهي تؤشر برأسها على ابنتها حتى لاتحزن هي الأخرى.
*صاح محمد وهو يهرول إلى غرفته:
_استني ياحنين انا حوصلكم..... واهو نتكلم سوا واحنا في سكه.....بقالنا فتره مجبناش في سيره الناس.
*اخرج لسانه وهو يحدق في أمه التي رفعت رأسها وقالت بغضب:
_براحتك يا محمد بس والله هيحصل الا انا عايزاه فاهم ولا لاه يابن صالح.
*رمقها الحاج صالح من خلف زجاج نظارته الطبيه
وهو يقرأ الجريده....وقال لها بنبرة خشنة:
_وبعدهلك يابت الناس سيبي الولد في حاله....اسمعي ياهدي انا عديت موضوع رأفت ده بمزاجي.....ومردتش اتكلم معاكي كفايه انك اتكلمتي معاه في الموضوع ده من ورايا.....وعديت الموضوع عشان مش عايز اعمل معاكي مشكله بس
سيبي الولد يختار براحته.
*نفخت هدى بتذمر وقالت من بين أسنانها:
_مش هيتنيل يختار.....بقولك ايه يا صالح ابنك عينه منها وانا شوفت بنفسي وقلبي دليلي بس هو إلا راسه ناشفة زيك.....وبعدين فيها ايه لم اتكلم مع رأفت....هو انا اتكلمت مع حد غريب....بلاش تكبر الموضوع.
*رفع الحاج صالح الجريدة مره اخري وهو ينفضها بغل وتمتم:
_لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم....الصبر يارب.
*************************
*استيقظت درة من نومها وهي بغرفه والدها بعد أن اصرت بالأمس.....ان تنام بجواره بعد شعورها بالخوف والرهبه نزلت لتتناول افطارها مع والدها والذي فضل ان يكون الافطار من تراث بلدها وهو الفول والطعميه....وبعد الإفطار جلس رأفت مع مودمازيل سناء بحديقة المنزل يحتسوا القهوة الصباحيه وهو ينظر لدرة ويبتسم.....ابنته المدلله التي كانت منذ قليل تشمئز من طعام الإفطار وتعترض عليه......وهي تصرخ:
_ايه ده يادادي مش ممكن ده فطار.....فين الكورن فليكس بتاعي انا مش حفطر من الاكل ده ابدا نوو
واي.
* تذكر حديثه عندما اشار لها برأسه وهو يرفض هذا الكورن فليكس.....ثم مد يده ليضع أمامها بقطعة من الطعميه الساخنه وهو يقل بتصميم:
_انا طلبت انهم يعملوا كل حاجه مصريه عشان تحبي اكل بلدك....وتبقي زي ناسها.....دوقي انتي الطعميه وبعد كده مش هكون مسئول لو ادمنتيها.
*وبالفعل قضمت قطعه وهي على وشك القيء وبعد قليل كانت قد التهمت الطبق كله وهي تتلذذ
ثم خطفت بسرعه من أمام مربيتها نصف القطعه المتبقيه وهي تهمس لها:
_اسفه مودمازيل شكلي فعلا ادمنتها.
_ممم بجد وحشتني قوي قوي يارافت بيه .وبعدين يادرة ماانتي امبارح باليل كنتي معجبه بالاكل المصري لدرجه ان صينيه الرقاق اللي عجبتك قمتي باليل تسالي عنها .
*وقف رأفت وهو مازال يضحك واقترب من دره المضجعه بجوار المسبح بشورت قصير جينز و كنزه حمالات بيضاء....تضع سماعات الأذن وتستمع إلى الموسيقى.....وهي ترتشف من كأس العصير أمامها....
*وقف رأفت أمامها وهو يضع كفيه في جيوب بنطاله الرياضي وسألها بصوت مرتفع:
_حبيبة دادي بتسمع ايه؟
*ابتسمت له واعتدلت بجلستها وهي تنزع سماعات اذنيها....
_مفيش يادادي.كنت بسمع اغاني كالعاده وبكلم اصحابي علي سكاي...وبسالهم عن الهدايا الا نفسهم فيها.
*امتضع وجه رافت بالغضب.....بعد سماعه لكلمة اصحابها....امتضع وجهه لدرجه انه تمتم لحاله:
_هو احنا مش حنخلص من الشله دي بقي.....انا لازم اجوزها بسرعه قبل ما يملوا دماغها ويقنعوها
ترجع بسرعة.
*افاق من شروده علي صوت درة وهي تسأله:
_دادي انا زهقت.... عايزه اروح ديسكو أو أي مكان
في رقص....بليز دادي.
*تقطيبه حاجبيه كادت ان تلتصق ببعضهم وهو يقول بصرامة:
_مفيش حاجه هنا اسمها ديسكوهات والكلام الفارغ ده يا دره.....قولتلك ميت مره احنا في بلد شرقيه.
_وبعدين جهزي نفسك شويه وخارجين.
*وقفت تقفز بسعاده:
_بجد دادي....وااااو اخير هنروح فين.
*اتسعت ابتسامة والدها فور رؤيتها هكذا....جميله ناعمة بدون ألوان المكياج التي تلطخ بها وجهها:
_هنروح عند جماعه قريبنا نفسهم يتعرفوا عليكي جدا.
_دادي قرايب ايه....عايزه اخرج مش اروح عند قرايب انا.
*قالت بجمود وهي تلوي شفتيها بغضب:
*ظل رأفت ينظر لها وقال بتشدد:
_بابا حبيبتي....الناس منتظرنا علي العشا....عيب ياقلبي ميصحيش وبعدين في هناك بنتين زي القمر حنين أكبر منك بكام سنه وعندها بنتها مريم جميله كده زيك....وهتنبسطي وياها جدااا......يلا درتي وكمان لازم نفوت على محل العاب علشان تشتري هديه جميله لمريم....يلا بابا قومي.
*نفضت ذراعيها باستسلام قائله:
_اوك دادي....حروح احضر نفسي ومش حتاخر.
*وقبل أن تذهب هتف عليها والدها وهو يشدد:
_دره من فضلك التزمي في لبسك شويه حبيبتي....
بلاش هدوم مكشوفه وقصيره.
********************
*بداخل سيارته وبعد ان قام بشراء بعد الهدايا كانت دره تجلس بجانبه تتناول كاس من الايس كريم......بعيون قلقه كان رافت يلقي عليها نظره خاطفه....من نظراته القلقه....صغيرته دره طفله جميله في جسد شابه فارة.... يخشى عليها مما حولها.....يشعر بقلبه ينقسم إلى شقين حينما يفكر بانه يمكن أن يغادر الحياه ويتركها وحيده تعاني في زمن أصبحت فيه الناس كالوحوش تلتهم ما حولها.....يجب أن يخبرها عن ما يود فعله حتي
لا تتفاجي وتغضب منه:
*ملس فوق رأسها بهدوء يغمغم:
_انا بحبك جدا يا دره انتي حياتي....عمري يابنتي خايف....خايف عليكي وقلقان.
*تركت الايس كريم من يدها والتفتت له قائله بوجه متهجم:
_دادي انت بخير....
_بخير حبيبتي....بخير.
*همس وهو يهز راسه ثم قال مبتسم:
_هه ايه رائيك اسكندريه جميله.
_جدا دادي جدا....بس زحمه شويه....لكن في إماكن تجنن خاصه المكان الا روحنا عليه من شويه اسمه ايه.
*قال بارتياح...
_بحري والقلعة....ولسه حتشوفي اماكن تانيه كتير ياحبيتي....وهتسافري أماكن أجمل... بس مش معايا انا....عشان بابا بقا راجل عجوز زي مانتي شايفه.
*قالت بالا مبالاه وهي مازالت تلعق من الأيس كريم:
_اوووه امال مع مين؟ إياك تقولي مودمازيل سناء لا دادي مش ممكن.
_لا متقلقيش مش معاها....مع حد تاني.
*حركت اهدابها كعادتها عندما تتوتر....وسالته بحيرة:
_دادي انا ليه حسه انك مخبي عني حاجه....في ايه
رأفت بيه انا عارفاك كويس لما تكون عايز تتكلم في حاجه ومتردد.
*صمت لبرهة من الوقت وبعد تفكير عميق دمدم:
_انا فعلا مخبي عنك حاجه....ولازم اقولك عليها.
*ضمت نفسها بذراعيها وغامت عيناها بالدموع وقالت له وهي تهتف:
_دادي انت تعبان عندك ايه....من فضلك بقا كفايه قلق....دادي انا خايفه لأحسن ت....
_اموت....انا كمان خايف يا دره....خايف اموت واسيبك وحدك حبيبتي في الدنيا ديه عشان كده
قررت اني....اني.
*هدرت بقلق وهي تبكي:
_انك ايه يا دادي....دادي بليز عشان خاطري.
*أوقف سيارته قليلا بجانب البحر والتفت إليها
يمسح دموعها وهمس لها بدون مقدمات:
_دره حبيبتي.....انتي متقدملك عريس....شاب ممتاز مهندس وابن ناس ووسيم جدا....بصراحه انا شايف انه مناسب جدا....وهو الشخص الوحيد بعدي الا ممكن يحافظ عليكي.
*كان يتحدث بكل وضوح و بساطة حتى لاتتعقد الأمور وتعاند.....ولكنها ظلت صامته جاحظه العينان....متسعة الفم وجهها شاحب...جسدها يرتجف وحينما امتصت الصدمة وقررت أن تجيبه
كان هو يكمل:
_محمد هو ابن الحاج صالح صديق عمري وأمه الحاجه هدى ست جميله وطيبه وانا بعتبرها اخت
ليا.....اخته حنين هتحبيها ومريم بنتها هما.....
*هزت رأسها وقالت بهمس:
_مستحيل.....مستحيل.
***********************
*بقا عالقاً في الازدحام المروري زفر أنفاسه بغضب وهو يضرب على إطار السياره بقلق....الازدحام اليوم غير طبيعي بسبب ماتشات كأس العالم
حك ذقنه وهو ينظر إلى ساعه يده وقت جلسة مالك انتهت من ساعه ونصف تقريبا.....ليته ماترك
ابنه وحيدا وذهب....صرخ بغضب:
_محروق الشغل على الدنيا كلها.....الولد وحده في المركز....ابني.
*وقد وصل إلى أقصى درجات الغضب عندما وجد هاتفه مغلق وقد نفذ شاحنه ولسوء حظه شحن السياره لا يعمل...كاد أن يفقد أعصابه وهو يخرج من السياره وينظر حوله كل الطرق مسدوده....
*مرر انامله الطويله بين خصلات شعره يهتف:
_مهمل...مهمل يا اسلام وغبي.
*وبحديقة المركز كانت هي تجلس فوق العشب ببنطالها الأسود الجينز الضيق والذي يبرز جمال وركيها.... وقميصها الأسود المقلم بخطوط بيضاء رفيعة ترفع شعرها في ذيل فرس يتدلي فوق اكتافها بنعومة وجهها الناعم خالي من مساحيق التجميل....فقط احمرار وجهها وانتفخ شفتيها دليل قوي على جمالها ورقتها.....عندما خرجت مريم من الجلسة واستعدت حنين لرحيل وجدت مالك الصغير يمسك بكف صغيرتها ويبكي بكلمة وحده
يرددها:
_بابا.....
*تذكرت حديث امها في الصباح وهي تطلب منها أن ترق على هذا الصغير اليتيم....وجدت نفسها تجلس بجانبه وتترك ابنتها تلهو معه حتى يصل هذا الأب المهمل والذي ترك طفله وحيداً يبكي.
وبعد فتره....شعر الطفلين بالجوع والعطش بعد
أن اجهدهم اللعب.....أخرجت من حقيبتها لفة من
الشطيرات المنزليه مع زجاجتين من العصير المنزلي الخالي من الألوان الصناعيه فهي تحرص دائما على سلامة طفلتها والان تجلس بهم فوق العشب وتقوم
باطعامهم بكل حنان امومي تتمتع به:
*دخل ملهوف يركض إلى داخل المركز ولكنه للأسف لم يجد ابنه.....كاد أن يجن جنونه ويصرخ
في السكرتيره التي قالت بتعنف:
_احنا اسفين يا استاذ مش مسؤليئتنا حضرتك المفروض تيجي في المعاد وقبله كمان....
*كتم صرخه السيده محقة هو المهمل في حق طفله المريض....وعندما تهدلت اكتافه وقرر الخروج
للبحث عن الصغير وجد إحدى مساعدات الطبيبة بابتسامة تهتف باسمه قائله:
_استاذ اسلام متقلقش على مالك هو بره في الجنينه مع مامت مريم.
*اخذ نفسه بصعوبة وشعر بروحه عادت إلى جسده وركض للخارج يركض ولكنه توقف عندما رأى مشهد لم يقابله من قبل.....طفله يضحك ويركض مع الطفله مريم الناعمة حولها....وهي تضحك باستماع كأنها طفلة صغيره تعبث معاهم وتركض خلفهم....ومع كل وقفه يتوقفها الطفلين كانت تمد يدها بالطعام لكلايهم....والغريب بالأمر مالك الذي
يتذمر دائما ولا يريد أن يأكل الا بالعنف.....يقضم الشطيرة بشهية ويأتي إليها مره اخري حتى يرتشف من العصير الذي بيدها الصغيره....
*امتد شروده إلى ابتسامتها وجمالها المبهر وجسدها المتحرك وكأنها تتراقص بخفة.....ولكن صرخه مالك وهو يركض عليه يحتضنه جعلته يفيق من هذا الشرود ويحمله بين ذراعيه:
*وبعد قليل كانت تجلس بجانبه في السياره والطفلين في الخلف ينظرون من نافذه السياره على الاحتفالات والإعلام وهي ترفرف من السيارات
ويصفقون باستمتاع:
*وبعد فتره طويله من الصمت همت بارتباك وهي تزيح خصلة شارده تضعها خلف اذنها:
_والله مكنش له لزوم التعب انا كنت هاخد تاكسي
البيت هنا قريب:
*دون أن ينظر إليها متلاشي النظر إلى عمق عيناها الواسعة والتي تغطيها اهدابها الطويله قال بخشونه
وكأنه يتعمد ذلك:
_مفيش تعب ولا حاجه.....كفايه ان حضرتك فضلتي مع مالك واخدتي بالك منه مش عارف اشكرك ازاي.
_مالك زي مريم....حضرتك ممكن تسيب مريم وحدها وتمشي.
*سألته برقة جامده هي الأخرى....فهتف سريعا:
_لا طبعا...
*هزت اكتافها وقالت بنبرة عاديه:
_وانا كمان....مريم من فضلك ممكن تدخلي انتي ومالك جوه عشان الهواء حبايبي...
*صاحت بهدوء على الطفلين عندما شعرت بسرعه السياره وبهواء البحر الذي يتسلل من النافذه...
*بطرف عيناه حدق بالحلقة الذهبيه التي ترتديها ودمدم بصوت خافت لعن نفسه بخروجه هكذا:
_والد مريم مش بيجي معاها ليه....اقصد بدل زحمه المواصلات و.....
*قاطعته تهمس:
_الله يرحمه...
*قال بصوت متباعد وبارد لعله يوقف نفسه عن أسئلته السخيفة....اعمي هو فهي دائما ترتدي الأسود الذي ينطق فوق جسدها بالجمال الاخاذ ابتلعت هي الأخرى ريقها وهمست له:
_مامت مالك عرفت انها كمان.....
*التفت إليها يسالها بعنف:
_عرفتي ايه ؟
*إجابته بهدوء برغم ذهولها من رده فعله العنيفة:
_عرفت انها متوفيه....الله يرحمها.
*نظر لطفله الذي يبتسم واستناج من أين علمت منذ أيام وعندما بكى مالك في حضنه وسأله عن امه قال له بوجه جامد قاسي:
_ماتت....ماما ماتت.
*تسارعت أنفاسه في محاولة للعثور على بعض الهواء وقال مجددا وهو يلوي شفتيه:
_الله يرحم الجميع....
*تساءلت بينها وبين حالها وهي ترمقه هي الأخرى بطرف عيناها:
_اووف اكيد ربنا ريحها منك....شخص غريب وكئيب...
*وعندما شعرت بقربها من المنزل هتفت سريعا فيه حتى أنه انتفض في مكانه:
_من فضلك أقف هنا....خلاص احنا وصلنا.....يلا يا مريم....
*هتف مالك وهو يؤشر بيده من نافذه السياره:
_مريم بااااااي.....ماما حنين بأي.
*تجمدت أصابعه فوق إطار السياره وظل ساكناً في مكانه بينما هي قبلت الصغير بنهم وهي تقول له:
_بأي يا حبيبي.....
***********************
*كانت تغلى وتفور كالدلو الماء المغلي ابنها تخلف عن الغداء ولن يأتي.....انه يعاندها ويتعمد عدم حضوره.....لقد كادت أن تطير من فرحتها بدره الجميله صاحبه العينان الفيروزيه رشيقة القوام
صهباء البشره.....انها جميله وناعمه وارق من البسكويت:
*كان رأفت ينظر إلى دره المنشغله بالحديث مع حنين ومريم وضحكاتها تملأ المكان يبدو أنها أعجبت بهم ولكن صمتها في السياره بعد أن رددت
كلمتان فقط:
_مستحيل.....مستحيل.
*وبعدها التزمت الصمت الرهيب حتى بعد دخولهم إلى المنزل وبرغم الترحيب الحار بها من الجميع إلا أنها بقت صامته عيناها حائره تبحث عن شيء.
*وبعد مأدبة الغداء التي أعدتها هدى على شرفها
وحديثها مع حنين والصغيرة مريم....بدءت في الضحك و الكلام بحرية مطلقة......ولكنه مازال يشعر بالقلق دره على غير طبيعتها المتمرده.
*وبعد وقت فتح محمد باب الشقه ودلف وهو يتحدث بالهاتف ويتحدث بصوته الخشن العالي:
_خلاص يادوقدق كله كده تمام بكره اجازه فاهم
خلاص قولت مفيش كلام.
*شهقت هدى وهي ترمق ابنها القادم بملابس عمله
والشحم والزيت يغطي وجهه ويده وكأنه متعمد همست لحنين:
_اخوكي هيشلني....
*رفعت الأخرى الجالسة بجانب مريم تلعب معاها بالألعاب الكثيره عيناها....الي هذا الشخص المنقوع في سواد برغم بشرته البيضاء.....ثم تسللت عيناها إلى ملابسه الملطخه وهزت رأسها تنظر إلى والدها المبتسم عادي وكانه يرى....براد بيت مثلا:
*ولكن عندما هتف بصوته الاجش قائلا:
_السلام عليكم...
*رجفة قويه مرت بجسدها جعلتها ترتبك بشده.
*هو الأخرى لاحظ وجودها.... وعيناه الماكره مرت سريعا تفقدها في فستانها الكحلي المنقرش الذي يصل حتى ركبتيها وحذائها الرياضي الأبيض وشعرها المرفوع بعشوائية وخصلات منه تتدلي فوق عنقها الظاهر بوضوح.....اما عيناها فكانت خير دليل على استسلامه الخفي.....اه من عيناها حجر كريم تفنن الخالق سبحانه وتعالى في صنعه.
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
*ردد الجميع في نفس واحد الا هي....وكالعاده هرولت عليه مريم وقبل أن تحضنه صاح فيها:
_لا مريومه خالو هدومه مش نظيفه بوسه بس ع الماشي....
*انحني لتقبله الصغيره وهو ينظر لها من أسفل اهدابه الناعمة....
*وبعد وقت ليس بكثير تحمم وبدل ملابسه بسروال جينز عصري ممزق من فوق ركبتيه وقميص قطني اسود مفتوح يبرز عضلات صدره القويه من أسفله.....حتي رائحة عطره إصابتها في الصميم فقد تحول من شاب مشحم ملطخ بالسواد إلى آخر وسيم....وسيم إلى حد الجنون ولكنه بالاخير ميكانيكي هكذا وصفته:
*ألقى عليها السلام بغير اهتمام حتى أن الجميع المتراقبين لهذا الحدث تفاجو من خشونة تعامله الا
رأفت والذي كان مراقب جيدا لنظراته القويه المتفحصة لابنته....لذلك لم يتفاجي وشعر بالارتياح
الشديد....
*دار الحديث بينهم وكان حديث ممتع ومشوق للغايه سرد فيه كل من صالح ورافت عن مغامراتهم العاطفيه أثناء الشباب مع بعض تعليقات هدى.....
حتى دره كانت تشترك بالضحك والتعليقات مع حنين وظهرت في أقصى برودها مما زاد الشك في قلب رأفت.....
_دره بتخطط لحاجه...
*همس لحاله.....كعادتها تدخلت خطط هدى الجهنميه والتي يكتشفها الجميع وصاحت مبتسمة:
_قومي يادره شوفي البحر من هنا....الجو دلوقتي جميل قوم يا محمد معاها....قوم يابني.
*لم تعترض وقفت وخرجت إلى الشرفه الواسعه المطلة على شاطي البحر مباشره وقبل أن تركض خلفها مريم....قالت هدى لها وهي تهتف عليها:
_تعالى مريومه مع تيته نحط بسبوسه وانتي حنين قومي معايا اعملي الشاي....
*حرك محمد راسه يمينا ويسارا معترض....عندها أراد رأفت إنهاء الموقف حتى يعطي ابنته فرصه
لتعرف على محمد فقال وهو يضحك في وجه صالح :
_ايه رائيك لو اغلبك في عشرتين طاوله جامدين.
*دمدم صالح معترض:
_كان غيرك أشطر....
*كانت تداعب عصافير الكناريا الخاصه بمريم وهي تبتسم ببراءة ولكن تحولت هذه الابتسامة إلى غاضبة عندما دلف هو الآخر إلى الشرفه....يلعن ويسب في سره والدته تضعه أمام الأمر الواقع
اخرج سيجارة يشعلها وينفث دخانها بقوة......
*ومائل بجسده على جدار الشرفة ينظر إلى البحر
وهو يتجاهلها.....بكل جراءة لم يتوقعها منها وقفت بجانبه وسحبت السيجارة من بين أصابعه....واخذت نفسا طويلا ثم اخرجته من فتحات انفها ببراعة وهمست وهي تلوي شفتيها
بابتسامة بارده:
_بما اننا هنتجوز فالازم تعرف اني هشاركك السيجارة دايما....و يستحسن لو محشية....
_محشية...
*ردد بذهول وهو يرمقها ولا يصدق....من أين اتت فتاه في عمرها بتلك الكلمة والجرأة أيضا...رفعت دره حواجبها العريضه وهي تقول:
_ايه اتفجئت....تبقي متخلف....انا عايشه في روما دادي رجل أعمال كبير....عندي أصدقاء ولاد ناس من طبقة راقيه جدا....وانا زيهم فلازم تتقبل مراتك بشكل ده....والا هتكون....
_تيس....هكون تيس ومش راجل بالمرة.....انتي حقيرة ومش متربية.
*لقد نجحت في استفزازه هكذا فكرت وهي تضع يدها على خصرها وتتحده قائله:
_وانت ميكانيكي مشحم....وجاهل وبصراحة مش الاستايل بتاعي الا ممكن اتنازل عنه........
*نظر لها باستغراب وبخبرته الا محدوده علم بأنها تتعمد استفزازه وبالفعل قد نجحت ولكنه لم يعطيها الفرصه لتتلذذ:
_وانتي كمان مش الاستايل بتاعي.... انتي بارده جمالك جمال بارد ومقرف اخرك صوره في المحافظه عشان اي راجل يتباهى بيها ويقول مراتي.....بس اعتقد....
*اقترب منها جدا ونظر إلى وجهها الذي غضب واصبح شاحب يحاكي الأموات.....فهمست بنبرة مهزوزه خرجت منها بغير قصد:
_تعتقد ايه.....
*تعمد القرب أكثر حتى كادت شفتيه أن تلمس شفتيها....رائحة عطره الممزوجه برائحة جسده كانت كفيله بضيعها....شفتيه التي تحركت وبالفعل لمسة شفتيها جعلتها ترتبك وتهتز.....نظرته الصاخبة إلى عيناها بقوة جعلت قلبها يئن بين ضلوعها....أجابها بوقحة شديده وهو يبتسم:
_اعتقد انك بارده في السرير....مقوماتك ضعيفة
جدا....وانا عايز الا اتجوزها تكون شعلة نار احس معاها برجولتي وبكمية المشاعر الا عندي.....
*نعم هي فتاه عصريه متحرره....لها الكثير من المغامرات الا في الحب ولغة الجسد لم تسمح لأحد من قبل بلمسها او تقبيلها....وعندما كان يحاول أحدا هذا الأمر معاها....كانت تنقلب إلى قطة شرسة
حامية المخالب.....لم تعرف هذا الارتجاف الا بقربه
ولم تمسع هذه الإهانات الا منه....لذلك لمعت عيناها بالدموع وتخصب وجهها وارتجفت شفتيها وقالت
بتلبك:
_انت وقح...وقليل الأدب.....وانا مستحيل اتجوز واحد متخلف زيك....تبقي بتحلم يا ميكانيكي يابن
العطار.....
*لم يشعر بحاله الا وهو يصفعها فوق وجهها بكل قوته صفعة لوت وجهها إلى الاتجاه الآخر وجعلتها تنصدم بقوة وتصرخ.....وهنا تدخل كل من صالح ورافت اللذان استمع إلى نصف حديث دره تقريبا
لأن محمد حديثه كان بخفوت قاسي.....صرخ رأفت عليها دره....
*فركضت تبكي بقوه وهي تتعلق فيه:
_دادي من فضلك انا عايزه امشي من هنا....
*رمق صالح ابنه وقال من بين أسنانه :
_انت اتجننت يا محمد....اتجننت.
*تدخل رأفت سريعا قبل أن يتهور صالح على ابنه الشاب فقد سمع دره وهي تنعته بالميكانيكي مرتان ولكن ابن العطار.... هي من جعلت محمد يبدو أكثر غضباً ليس كعار من مهنة والده....ولكن شرف واعتزاز واحترام لوالده:
_صالح بس ارجوك....
*ركضت هدى وخلفها حنين متفاجئين بينما خرج محمد مشتعل غاضب يهشم ما يقابله....حتي خرج
من البيت كله....صرخ صالح في زوجته:
_انتي تخرسي خالص انتي السبب....دادي ارجوك عايزه امشي من هنا...
*صرخت درة وهي تخرج هي الأخرى وتركض إلى باب الشقه....هز رأفت راسه بخجل وصالح هو أيضا
و ردد كل منهما في صوت واحد....
_انا اسف يا خويا.......
**********************
#انتهي_الفصل
#قراءة_ممتعة
إلى اللقاء مع الفصل الخامس