الفصل العاشر (جزء2)

34K 734 3
                                    

#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكاية_الثانية
#الجميلة_والشهم (الفصل العاشر والأخير)
*الجزء التاني من الفصل....
*التدقيق اللغوي للفصل Zizi Galhom شكرا حبيبتي ❤️
*بالمساء اصرت الحاجه هدي على محمد ودرة بالمكوث لتناول العشاء معهم وقد بدأ الجميع يلاحظ عدم تناول درة  طعامها بشهية كما تعودوا وعندما سألها محمد عن السبب تحججت بانها تناولت بعض اصابع ورق العنب وهي تقوم بتحضير الطاوله مع كلثوم وحنين.....ربت على كفها البارد وهمس بخوف من شحوب وجهها:
"درة تحبي نطلع البيت عشان ترتاحي"
*اؤمات رأسها بالموافقة قائلة بصوت متعب حقا:
"ياريت حاسه اني مرهقة وعايزه انام"
*جلست امام مراءتها تقم بتمشيط شعرها وهي شاردة بما قالته لها حماتها وامها الثانيه أيضا.....وظلت تهمهم بلسان حالها:
"انا حامل ...يعني دلوقتي جوايا بيبي من محمد حبيبي"
افاقت من شرودها على شفتيه وهو يطبع قبله علي نحرها هامساً:
"درتي حبيبتي سرحانه في ايه ياترى"
*استدارت بجسدها بعد ان وضعت مابيدها وغمغمت له بنبرة متردده:
"مفي....م مفيش حبيبي ولا حاجه.....هاسرح في  ايه يعني"
*لاحت ابتسامة صغيرة على  زاويه فمه وهو يرفع غطاء فراشه ليتمدد اسفله وهو يراها تقف امامه متوترة كطفلة خائفة من عقاب والدها.......واشار باصبعه لها بان تقترب منه وما ان فعلت وجلست مقابله حتى غمغم لها ويده تزيح خصلات شعرها خلف اذنها:
"وانا اللي افتكرت انك سرحانه فيا.....درتي مالك من قبل العشا وحاسس ان فيكي حاجه متغيرة.....انتي كويسه"
*لم تستطع التفوه بكلمة خوفاً أن تبكي أمامه.....شعور بالقلق انتابه ولكنه تجاهله مؤقتا حينما وجدها تلتفت وتتمدد بجواره. وضعت رأسها فوق صدره وتمتمت:
"انا دايما بفكر فيك حبيبي...بس يمكن عشان صحيت الصبح بدري وكان عندي محاضرات كتير تعبت  شويه اكيد ده السبب بس"
*ابتعدت عنه قليلا فنظر لها وهو يستلقي بجسده للخلف وقبل أن تتدثر بالغطاء كان هو يحتويها بذراعيه حتي تغفو علي صدره كعادتها وملس فوق شعرها بحنان وهو يقول:
"طيب نامي حبيبتي وارتاحي ولو حاسه انك تعبانه احنا ممكن ننزل نروح لدكتور........."
*لم يكمل كلمته الا وقد انتفضت من جانبه كالملسوعه تقل
"لا لا دكتور ايه انا كويسه انا بس عاوزة انام وان شاء الله اصحى كويسة"
*نظر لها وهو مقطب الجبين يفكر ماذا دهاها وما الذى يحدث معها......وجدها تنحني مرة اخري بصمت تنام فوق صدره بعد ان لفت ذراعيها حوله وبعد لحظات كانت قد راحت فى سبات عميق وصوت انفاسها المنتظم جعله يعلم بانها غفيت تماما:
- - - - - - - - - - - - - - - - -
*في صباح يوم جديد.....ارتدت حنين ملابسها علي عجاله وخرجت من غرفتها تقف امام امها
"ماما انا خارجه"
"رايحه على فين يابنتي علي وش الصبح كده ؟"
*تسالت هدى وهي ترمق ابنتها.....وقفت حنين امامها ترتدي حذائها لتهمس لأمها بنبرة متوترة قليلا:
_عندي مشوار مهم ياماما كان لازم اعمله من فترة وخلاص مبقتش قادرة استنى اكتر من كده........كان عندك حق ياامي لما قولتيلي اللي غلط لازم يتحمل نتيجه غلطه وانا غلطت ولازم اصلح غلطتي"
*ابتسمت الحاجه هدي لها وادركت الي اين ستذهب ابنتها وهزت رأسها لها بالموافقة وقبل أن تخرج حنين هتفت خلفها:
"حنين خدي بالك من نفسك حبيبتي.....وخدي الأمور بالعقل"
"حاضر ياماما....سلام ياحبيبتي"
*غمغمت حنين وهي تخرج وتغلق الباب خلفها.....ابتسمت هدى بارتياح ورددت بالدعاء لها:
"ربنا يهدي سرك يابنتي ويكتبلك الخير يارب.......ويهدي اخوكي علي مراته المجنونه دي كمان.....استرها معانا يا ستار"
*وبداخل المكتب الخاص باسلام كانت تجلس تفرك كفيها بتوتر..... وامامها يجلس بعض الموكلين لدى اسلام....انتبهت على صوت السكرتير الخاص عندما قال:
"اتفضلي يامدام تقدري تدخلي.....استاذ اسلام في انتظارك
*لقد ادعت انها موكلة ترغب في رفع قضية ولم تبح باسمها خوفا من أن يرفض أن مقابلتها......حملت حقيبة يدها وتقدمت نحو غرفة مكتبه برغم توترها ورجفه جسدها الا انها كان يجب ان تتحلي بالشجاعة وتتخذ تلك الخطوة المهمة:
*طرقت فوق باب مكتبه الخاص بخفة جعلته يرفع راسه و يزيح نظارته الطبيه من فوق عينيه ليغمغم بصوته الاجش الرجولي:
"اتفضل"
*توقفت أنفاسه للحظه واتسعت عيناه باندهاش وهو يراها امامه كامله الانوثه بثوبها الاسود المنقوش بزهور بيضاء وشعرها الأسودالحالك........كلون الايام التي شعر فيها بانه فقدها ينساب خلف ظهرها كذيل فرس بنعومة...وقف اسلام لا يستوعب هل هي حقا أمامه....بداخل مكتبه الخاص تقف مثل وردة جميلة ناعمة ردد بهمس تسلل لاذنيها:
"حنين...مش معقول....بجد انتي هنا"
*صوتها الانثوي المثير اخرجه من شروده وهي تبتلع ريقها الجاف بصعوبة
"صباح الخير استاذ اسلام......انا اسفه اضطريت اقول للسكرتير اني جايه ارفع قضية.....خفت اقول اسمي ترفض تقابلني"
*ابتعد من خلف مكتبه واقترب منها يمد يده مصافحا اياها وهو يحاول ان يتحلي ببعض القوة والصرامه امامها:
"صباح النور يامدام حنين.......اتفضلي ولا طبعا كنت هرفض اقابلك ليه......ده مكانك تتفضلي اي وقت"
*دعها للجلوس على الاريكة الجلدية بعيدا وجلس أمامها  شاردا بها لم يستطع ابعاد نظراته عنها وهي بدورها شعرت بان نظراته تخترق كل حصونها وظلت تحني راسها بخجل:
"مريم أخبارها ايه.....والحاج صالح والحاجه يارب يكونوا بخير"
*سالها بجدية صارمة....لترفع راسها حتي تلاقت اعينهم سويا للحظات.....صمت نظراتهم  من كان يتحدث هو بدوره يعاتبها عما فعلته به وبقلبه العاشق......وهي تترجاه بان يسامحها ابتعدت حنين بنظراتها عنه بعد ان شعرت بان الدموع تترقرق داخل عينيها بل وخانتها وهي تنساب بهدوء علي وجنتيها الشاحبتين.....دموعها أثرت به جعلته ينتفض من مقعده ويركع امامها ويمسك كفيها بيد وبالاخري يجفف دموعها لأول مرة يلمسها انها ناعمة وندية مثل أوراق الورد تكاد تزهق روحه وتقتله برقة شفتيها التي تتلبك وترتجف
كم يود الان ان يلتهمهما ويلعقهما بشفتيه.....نفض تلك الأفكار الوقحة عن راسه وسالها بنبرة حنونه:
"حنين ممكن افهم انتي بتعيطي ليه.......انا أساءت لكي في كلامي بأي حاجه"
*هزت رأسها نفيا لتهتز خصلاتها الحريرية المناسبة على جانبي وجهها......َوتمتمت متشدقة:
"بعيط عشان حاسه انك مش عاوز تشوفني وبقيت تكره....."
*اوقف باقي كلماتها عندما وضع اصابعه فوق ثغرها الناعم يهمس لها:
_لو حصل ايه منك ياحنين عمري ماقلبي اللي حبك حيقدر يكرهك ابدا......لكن انا اتقبلت قرارك انتي حره
في اختيارك بسهولة صدقتي كلامها ومجتيش سألتيني....لكن ده ميمنعش انك وحشاني"
"يعني انت لسه...."
*توقفت عن حديثها بخجل وقد توردت وجنتيها بالاحمرار ليقول هو بنبرة مسيطرة:
" ايوه ياحنين لسه عايزك....برغم ان اللي حصللي منك وجع كرامتي جدا وخليتني احس اني اتسرعت في قراري بس اعمل ايه في قلبي اللي اتعلق بيكي.....ومالك اللي بقا شايفك أمه"
" انا اسفه....عارفه اني جرحتك واتسببتلك في ألم لكن كان غصب عني يا اسلام.....اي واحده مكاني كانت هتعمل كده خاصه انك قولتللي انها ماتت"
*اخذت حنين نفسا عميقاً قبل أن تقول بشجاعة وجراة تحلت بها لثواني معدودة:
"انا....انا موافقة على الجواز منك"
*توقف اسلام في مكانه وقد اختفت الأصوات من حولهم الا صوتها الذي يرن في أذناه كنغمات موسيقية حالمة....امعن النظر في وجهها الخجول ليجدها تهمس بنعومة:
"لو عرضك انتهى صدقني مش هزعل منك لاني فعلا جرحتك بس كمان جرحت نفسي زيك تمام"
*احنت راسها مرة اخري وبدات عيناها تذرف الدموع وقد أصابتها حاله من الخوف أن يرفضها ويتركها وهي قد تعلقت به واحبته:
*تناول كفها الصغير بين يديه الكبيرتين وهو يوقفها أمامه....رفعت عيناها نحوه  للحظات ليغمره دفء شمسها الذهبي وهي تسأله بتماسك هش:
"مش زعلان مني"?
"انا نسيت كل حاجة اصلا من لما شفتك داخله مكتبي يا حنين مفتكرتش غير حاجه واحده بس.....اني لسه بحبك ومحتاجك جنبي"
*دمدم وهو يضغط على كفيها اللذين اصبحا كتلة من النيران
ابتسمت بخجل ولم تشعر بحالها  الا وهي ترتمي فوق صدره وتتعلق بعنقه كطفلة صغيرة حصلت على الحلوى:
" بجد يااسلام يعني مش زعلان مني خلاص.....انا فرحانه جدا....حاسه اني اسعد واحدة في الدنيا"
*كاد لا يصدق حاله من هول المفاجأة.....حنين بين ذراعيه رأسها تقبع فوق صدره ذراعاها يلتفان حول عنقه.....حنين معه سيتزوجها وتصبح ملكه خاصته هو تفجرت ينابيع الراحه في أعماقه الثائرة المولعه بها.......لف هو الآخر ذراعاه حول خصرها وهمهم براحة:
"بحبك يا حنين.....متبعديش تاني عني.....مش هتحمل بعد تاني صدقيني.....انا ماصدقت لاقيتك"
*ابتعدت عنه وقد شعرت بخجل شديد مما فعلت للتو لقد احتضنته......حملت حقيبتها سريعا دون أن تنظر إليه وقد تلبكت مشاعرها وتخبطت وقالت وهي تهم بالخروج وقد كادت أن تتعثر:
"كلم بابا.....ولو سالني ايه رايك....هقوله موافقة جدا"
*برقت مقلتيه بالسعادة وابتسم على خجلها وتعثرها وقال لها بصوت متحشرج من السعادة:
"هكلمه حالا.....بس لازم اسمعها منك قبل ما تخرجي من هنا
قوليها يا حنين.....خللي فرحتي تكمل"
*ادارت رأسها فتحرك ذيل فرسها بنعومة حول وجهها وقالت مبتسمة:
"هتسمعها مني بس بعد ما تكلم بابا وتيجي البيت تتقدملي
هستناك"
*خرجت سريعا وأغلقت باب مكتبه خلفها.....ليظل هو واقفا في مكانه ينظر في أثرها....ثم قال بسعادة لاتوصف:
"مش هتاخر عليكي حبيبتي"
- - - - - - - - -
*علي رنين منبه هاتفه استيقظ محمد كعادته  وقت اذان الفجر التفت براسه واندهش بان درته لم توقظه كعادتها ووجدها نائمه بسبات عميق انحني عليها وهمس بقرب اذنها:
"حبيبتي.....درة اصحى الفجر إذن"
*لم تجبه وظلت مستغرقه بنومها العميق لا تتحرك فقط صدرها يعلو وينخفض بانفاس منتظمة شعور بالقلق انتابه للحظات عليها الا انه اطمئن حينما رآها تتململ في الفراش وهي ناعسة.....برر نومها العميق بالارهاق ربما من المذاكرة وعمل
واجباتها المنزلية التي أصبحت ماهره بها
غمغم :
"عادي يامحمد ايه المشكله سيبها نايمه ممكن تكون مرهقه عادي"
*ابتعد عنها ودلف لاخذ حمامه الصباحي وتوضا لإقامة الصلاة....وبعد نصف ساعه خرج بشعر مبتل تنساب قطراته علي جسدة العاري يزفر انفاسه وهمس بصوت مسموع:
"درة انتي كل ده مش سمعاني انا بنادي عليكي تيجي تجيبلي فوطه قلتلك كذا مرة خلي كل شئ في مكانه"
*تململت بفراشها تمط ذراعيها ثم دست رأسها فى وسادتها دون أي رد:
*هز راسه وفتح باب الخزانة الخاص بالمناشف حتي يخرج منشفة......اخرج واحدة وأثناء ذلك استرق سمعه ارتطام شيء ما خفيف فوق أرضية الغرفة....انحني عليه ليلتقطه وكانت تلك المفاجاه التي جعلته يتوقف عن الحركه حينما تطلع إلي قطعة بيضاء توجد بها علامات حمراء وحين امعن النظر اكتشف انه اختبار حمل ومؤكد عليه بإشارات إيجابية.....ضيق عيناه قليلا وتمتم بملامح مبهمة و مشاعرمرتبكه وهو يلتفت وينظر لتلك النائمه في سكون:
"درة انتي حامل.....معقول"
*اتسعت ابتسامته بفرحه وانحني ينظر للاختبار بين يديه ليتاكد وهمس مرة أخرى وتلك المرة كانت ملامحه تحمل سعادة لا توصف:
_درتي حامل.....الحمد لله يارب....الف حمد وشكر على نعمتك.....هبقى اب"
*شعر وكاْن سعادة الدنيا بين يديه كم اراد ان يقترب منها يوقظها بقبلاته التي تجعلها تنصهر بين احضانه واقترب منها بهدوء وقبل ان ينحني عليها كي يوقظها توقف فجاء بعد ان تذكر شيء ما جعله يستقيم مرة أخرى قائلا بشرود:
"طيب ليه مقلتليش وخبت عني خير زي ده"
*صوت المسجد القريب وإقامة الصلاة جعلته يخرج عن شروده ويرتدي ملابسه سريعا للحاق بصلاة الجماعة بالمسجد:
*عاد من الصلاة بعد وقت ليس بقصير حيث تقابل مع والده وذهبا معا للصلاة.....وفي طريق العودة إلى المنزل زف إليه والده الحاج صالح بوجه بشوش خبر زواج حنين....لقد هاتفه اسلام وحدد معه موعد يوم الجمعة القادم اي بعد يومين لزيارتهم برفقة والده السيد حسن لخطبة حنين.....انتعش قلب محمد وانفرجت اساريره لهذا الخبر المفرح وقبل أن يفتح فمه ليزف إلى والده هو الأخر بأنه سيصبح جد عن قريب.....تراجع وامتنع عن الحديث حتى يفهم لما اخفت درة عنه هذا الخبر السعيد اولا:?
*غاب النوم عن مضجعه فظل جالساً بالشرفة رغم برودة الجو يفكر لعله يفهم السبب الذي ترجمه عقله باوهام لا صحة لها:
"ممكن تكون عملالي مفاجاة يعني وناويه تقولي النهاردة.....ولا....."
*تجهمت ملامحه وبدا الغضب عليه حينما قال من بين أسنانه المطبقة:
"ممكن تكون مش عايزه تقوللي عشان مش عايزاه معقول درة تعمل كده"
*غلبه النعاس بعد تفكير عميق فوق الاريكة بغرفة المعيشة أمام التلفاز وبعد ساعتين من النوم استيقظ على صوتها بالحمام تتقيا بشدة وتتاؤه بالم شديد انتفض واقفا يفرك عينيه الناعستين  حتى يذهب إليها.......ليفاجا بها أمامه تترنح وهي على وشك السقوط وقد أصبح وجهها شاحباً ابيض بلون القطن وشفتيها زرقاء ترتجف....أسرع إليها يحملها قبل أن تقع وتتاذى ووضعها علي احد المقاعد يفرك كفيها شديدا البرودة وهو يسالها بقلق:
"درة انتي كويسه"?
*اشارت براسها له أن يطمئن.....ولكنه قال علي الفور بصوت عصبى من القلق:
"درة ردي عليا حاسه بايه.....انا هطلب دكتور"
*ابتسامه رقيقه اعتلت ثغرها وهي تشعر بلهفته وخوفه عليها الظاهر في مقلتيه التي تلمعان بشغف العشق ولكنها شهقت علي الفور وهي تتذكر حملها لتقل له سريعاً:
"ايوه حبيبي انا بخير الظاهر اني اخدت برد في معدتي و دوخت من قلة الأكل"
*اندهش محمد من إصرارها على كتمان حملها عنه  لكنه تحمل ولم يصدر أي تصرف يوحي لها بانه علم بما تخفيه عنه حتى اختبار الحمل وضعه في مكانه وكاْن شيئا لم يكن....سينتظر حتى تبوح له وتسعد قلبه الذي يقفز بداخله من شدة السعادة بقدوم طفله عن قريب لن يسمح باوهام عقله أن تتمكن منه.....درة تحبه وابدا لن تتخلى عن طفلهم:
بعد ارتدائه لملابسه اقترب منها وطبع قبله سريعه علي جبهتها وقبل ان يغادر قال بجدية:
"درة مفيش نزول من البيت النهاردة اتفقنا ولا حتى تحت عند ماما انتي دايخة وممكن تقعي.....انا هعدي على حنين أو كلثوم يطلعوا يقعدوا معاكي هنا"
"محمد انا كويسة"
*همهمت باعتراض ولكن صوته حاد النبرة أكد عليها بغضب ضئيل:
"درة مش عايز نقاش مش ناقص ابقا قاعد في شغلي وعقلي مش معايا"
*امالت رأسها بدلال ووقفت أمامه علي أطراف أصابعها تقبل عينيه ثم وجنتيه نزولاً إلى شفتيه
فانصهر هو.....وثقلت أنفاسه وهو يطوق خصرها في عناق ناعم وهمس أمام شفتيها:
"بالشكل ده مش هنزل من البيت يابنت الناس الطيبين وبعدهالك"
"بحبك قوي....حمودي"
*غمغمت واناملها تجول فوق عضلات بطنه السداسية من أسفل قميصه القطني الأنيق تبا لها ماذا تفعل.....اتريده الان ماذا يحدث معاها رددت بصوت مسموع داخلها:
"مالك يادرة....انتي بتعملي ايه"
*ابتسم لها ويديه تتحسسان خصرها نزولا إلى ردفيها حتى استقرت فوق مؤخرتها ليضربها ضربة خفيفة جعلتها تتورد خجلاً وتبتعد عنه بسلام:
*ضحك قائلا:
"انتي ابتديتي والبادي أظلم.....لسه بتتكسفي"
*قلبت شفتيها كالأطفال وهمست باعتراض متدلل:
"من الحركة ديه بس....عشان بحسك فيها قليل الادب"
"طيب ما انا قليل الادب ومش متربي كمان"
*أقر واعترف بجدية وهو يكرر الضربة مرة أخرى فاطلقت من بين شفتيها ضحكة رنانة.....جعلت جسده يتصلب ويطالب بها وقبل أن يخلع قميصه
ليبقى معها.....كان جرس باب الشقة يدق بإلحاح ابعدته قليلا عنها وقالت متلبكة:
"محمد....الجرس.....محمد في حد ع الباب"
"سيبك منهم"
*دمدم وشفتيه تجولا فوق عنقها الظاهر من فتحة قميصها......ابتلعت ريقها وقد ارتخت ساقاها واستجابت له.....ولكن إلحاح الطارق وصوت هدى الذي صدح من الخارج جعل محمد يبتعد عنها ليفتح وهو يقول بنزق:
"اعملي حسابك احنا هنسيب البيت ده قريب ونسكن لوحدنا"
*عندما فتح باب الشقه ابتسم لوالدته التي كانت تتشدق بشفتيها يمينا ويسارا تنظر إلى شعره المبعثر وقميصه المكرمش وهتفت وهي تبعده عن الباب لتدخل:
"صباح الخير ياروح امك.....مش عوايدك تبقى في البيت لحد دلوقتي"
*وتجلي نظرها إلى دره التي كانت ترتدي مئزرها الحريري الخاص بقميص نومها وبأناملها تحول أن تخفي العلامات التي تركها محمد فوق جيدها:
"صباح الخير يا ماما.....اتفضلي"
"انا قلت اطلع اطمن عليكي اشوف البرد عامل فيكي ايه.....طمنيني"
*تلبكت درة واقتربت من هدي تغمزها.....فتطلع محمد إلى كليهما بمكر وردد بلسان حاله:
"اااه عاملين عليا مفتحين....انتي كمان عارفه يا هدهد لا الموضوع كده كبير.....ماشي لما نشوف"
- - - - - - - - - - - -
*مرت الايام سريعا واليوم الجمعة موعد اسلام الذي حدده مع الحاج صالح.....المنزل كان على اهبة الاستعداد وفي غرفتها وقفت حنين أمام مراتها تلقى نظرة أخيرة على مظهرها....ثوبها الحريري الفيروزي الذي ينسدل لبعد ركبتيها وشعرها المنساب على جانب واحد يصل إلى خصرها....و زينتها الخفيفة الناعمة كانت جميلة رقيقة ابتسمت برقة لطفلتها التي وقفت بجانبها تتطلع عليها مبتسمة وقالت الصغيرة بفرح:
"يعني عمو اسلام هيبقى بابا ومالك هيبقى اخويا"
*هزت حنين رأسها وهي تمرر احمر الشفاه الوردى فوق شفتيها......فاكملت مريم بفرحة:
"وهنعيش مع بعضينا هنا"
*جلست حنين القرفصاء أمام طفلتها الجميله ثم داعبت خدها المتورد وهمست لها:
"هنعيش مع بعض في بيت عمو اسلام....عشان هنا بيت جدو"
"درة و كلثوم جايين معانا"
*صاحت الصغيرة بتساؤل.....فضحكت حنين وقالت لها بصوت مرح:
"كلثوم تيتا تقتلنا لو اخدناها عشان هي بتحبها ومش بتقدر تستغني عنها.....اما بقا درة مع خالو
ازاي تيجي معانا وتسيبه"
"امممممممممم بس مش هنسيب جدو وتيتا وحديهم يا حنين"
*دمدمت الصغيره بدموع جعلت حنين تضمها إلى صدرها وتقل لها بهمس:
"لا طبعا مش هنسبهم يا قلبي ابدا"
"يلا يا حنين اخلصي الضيوف على وصول حتى اخوكي منزلش لحد دلوقتي.....والنبي انا قلبي مش
مطمن م اللي بتعمله الهبلة مراته"
*دلفت هدى إلى غرفة ابنتها وجلست تدمدم بحيرة وهي تفكر في وضع درة التي ينتابها الرعب من خبر حملها.....قالت حنين باعتراض:
"انا مش فاهمه ازاي انتي موافقها يا ماما محمد كان المفروض اول واحد يعرف....احنا كلنا عارفين ماعدا بابا ومحمد وعمو رأفت محمد لو عرف هتكون ردة فعله غير طبيعية وبعدين العبيطة ديه
خايفه من ايه هو هيقولها نزليه"
*أشارت هدي بيدها أن تصمت ووقفت تقل لها بتأكيد:
"اسكتي دلوقتي وخلي اليوم يعدي على خير وانا الصبح بأمر الله هقول لاخوكي بنفسى يلا بسرعة خلصي"
*هزت حنين رأسها قائله بهمس:
"ربنا يستر"
- - - - - - - - - - - - - - -
*انتهى محمد من ارتداء ملابسه سروال رمادي فاتح مع قميص اسود وكان يبدو في غاية الوسامة و عطره النفاذ يتغلل الي مسامها.....وتغيرات الحمل تداعب حواسها....جلس يرتدي حذائه الأسود وهو يراقبها عندما بدلت حذائها الذهبي العالي بآخر اسود أرضى.....فرمقها جيدا بداية من بلوزتها الذهبية الضيقة وسروالها الأسود كانت تحفة فنية رائعة وهي تجمع شعرها في ذيل فرس ناعم وفقط
كحل اسود عربي يظهر فيروزيه عينيها فقال بمكر وهو يقترب منها:
"الذهبي العالي كان أجمل غيرتيه ليه ؟"
*تنحنحت وغمغمت بتعب واضح من نبرة صوتها:
"عادي مش عايزه البسه.....انا جاهزه خلاص"
*مط شفتيه بغيظ يكبحه بداخله درة تعدت الأصول وبدت تثير أعصابه ولن يمرر فعلتها مرور الكرام....فقط تنتهي ليلة حنين وبعدها لا تلومن الا حالها حتى والدته هو غاضب منها كثيرا لأنها أيضا اخفت عنه....والله اعلم ببقية العائلة:
"محمد سرحت في ايه"?
*سألته متلبكة.....فهز راسه وهو يشير لها أن تتقدمه ومن خلفها ضيق عيناه يقل:
"ولا حاجه يادرة....خير ان شاء الله"
- - - - - - - - - - - - -
انتهى الجزء الثاني  من الفصل الأخير
إلى اللقاء يوم الجمعة مع الجزء الثالث من الفصل الأخير والخاتمه..

الجميله والشهم  (بقلم.. واماني رامي)فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن