الفصل الثالث

29.8K 935 15
                                    

مش حتكلم علي التفاعل ياخوانا ..انا وسوسو نتمني فصل يعجبكم وده طبعا حنشوفه ونحسه من تفاعلكم enjoy 😉

#سلسلة_حكايات_وبنعيشها.
#الحكاية_الثانيه.
#الجميلة_والشهم {الفصل الثالث}
*بعد ترحيب حار من الحاج صالح لصديقه وعشرة عمرة ورفيق طفولته وشبابه جلس رافت وصالح وبجانبهم محمد الذي ظل يستمع لذكرياتهم سويا بابتسامه اشرقت وجه الوسيم ليجد رافت يلتفت و ينظر له ثم وجه اليه الحديث قائلا ببشاشه:
_والله وكبرت يامحمد وبقيت راجل ماشاء الله آخر مره شوفتك فيها كنت لسه صغير جدا يااه ع الزمن
الايام بتعدي بسرعه.
*تمتم صالح وهو يبتسم يجيبه:
_كان وقتها محمد في آخر سنه في الإعدادي....كانت آخر اجازه وبعدها غبت وقولت عدولي.
*همهم رأفت بحزن:
_الدنيا مشاغل يا صالح.
*ثم اقترب من محمد يربت علي ساقه بخفه بعد ان شعر بان هذا الشاب يذكره بشبابه وقوته...برغم وسامه وجهه الا انه احس بان تلك الوسامه تخفي شهامه شاب مصري قوي:
_ربنا يباركلك فيه ياصالح وتشوفه عريس....ولا انت متجوز يامحمد؟
*قاطعهم حديث الحاجه هدي وهي تدلف لداخل الغرفه وهي تحمل بين يدها اكواب الشاي بالنعناع  وابتسامه ترحيب تعتلي وجهها الصافي.....فهي أيضا على معرفة وثيقة برافت منذ طفولتها بحكم الجيرة التي تجمعهم جميعا....و رأفت كان سبب رئيسي في تقرب صالح من جارته وحبيبته هدى
دمدمت هدى بدعاء:
_يسمع منك ربنا يارافت ده انا بتمني اشوفه عريس....بس هو مش عايز يتجوز ابدا.
*التفت رافت ينظر لمحمد المحمر الوجه قليلا:
_ليه يامحمد مش عايز تتجوز ديه سنه الحياه يابني...
*ثم همس له بخفوت مسموع :
_في وحده تانيه وهدى مش موافقه عليها ولا ايه اصل انا عارف أمك....
*فرك محمد ذقنه مبتسم :
_لا والله ولا وحده ولا اتنين.
*شهقت هدى تقل بعتاب مرح :
_أخص عليك يا رأفت....لسه بتظلمني.
*تعالت ضحكاتهم وشعر رأفت بأنه وسط عائلته الحقيقة:
*جلست هدى بجانب زوجها وضربت ابنها بنظرة لوم عميقة وقالت لرافت المبتسم:
_هو ده بتاع وحده ولا حتى نص وحده ده مدوخني السبع دوخات والله يا رأفت:
*هتف الحاج صالح لزوجته :
_وبعدين ياهدي....خفي على البشمهندس شويه.
*ابتسم محمد يقل:
_والله ياعمي رافت مفيش نصيب لحد دلوقتي بس هي الحاجه اللي زهقت شكلها مني وعايزه  تدبسني وخلاص هو ده كل الموضوع.
*تكشيرة ظهرت علي وجه هدى وغمغت بصوت يملئه غضب لكنه هادي:
_بقا انا عايزه اخلص منك يامحمد امك برضوا تخلص من نور عينيها بعد شر عنك ياحبيبي بس انا اللي نفسي فيه.....افرح بيك واشوف عيالك واشيلهم قبل مااقابل وجه كريم....واطمن على اختك.
*التفت رأفت حوله وسأل عن حنين المختفيه داخل غرفتها:
_حنين فين امال....سلمت عليا واختفت.
*أومأ صالح برأسه يقل بحزن شديد:
_هي كده يدوب تعقد معانا شويه وبعدها تدخل على اوضتها مع مريم....دلوقتي تيجي بس مريم
تنام.
*ضيق رأفت عينيه قليلا وقال بهدوء :
_انا فعلا انصدمت لما عرفت ان جوزها مات في حادثه....الله يرحمه....بس لازم حنين تشوف حياتها ياصالح ديه لسه صغيره....انا فاكر ان حنين أكبر من دره بأربع سنين تقريبا.
*ترقرقت الدموع بمقلتي هدي التي صاحت بحسرة :
_مش عايزه ابدا هي كمان كل مانجيب سيره الجواز تزعل مننا....وتقول مش عايزه اتجوز.
*احني صالح راسه قليلا يسبح ثم همس باستغراب
وهو ينظر إلى رأفت:
_ايوه صحيح هي فين دره....انا بقا الا نفسي اشوفها....زمانها كبرت وبيقت عروسه.
*شهقت هدى تهتف :
_هي مجتيش معاك ليه يا رأفت؟
*ضحك رأفت بحزن يرتسم على ملامحه:
_لا هي في روما....مجتيش معايا عشان عندها جامعه.
*حدق محمد في أمه وسالها بقلق:
_ماما اخدتي دواء الضغط بتاعك.
*ضربت خدي فوق رأسها قائله :
_يوووو ناسيت.
_ازاي بس يا أمي ديه حاجه تتنسي....خليكي مرتاحة هروح اجيبه.
*أشرق وجه خدي بابتسامة في وجه ابنها البار....مما جعل رافت يشرد بهذا الشاب وخوفه علي أمه.....حينها تذكر حديث لوالدته من زمن عندما قالت:
_الولد سند لابوه اما البنت فهي الصدر الحنين. *ابتسم بطرف شفتاه بسخريه وتمتم من بين اسنانه بينه وبين حاله:
_قال حنينه....دي حتي مهنش عليها تطمن علي ابوها من وقت مسافر تيجي تشوف الولد احن منها علي امه.
*ايقظه من شروده صوت صالح وهو يربت علي ساقه.
_ايه يارافت سرحت في ايه....ياخويا.
*هز رأفت راسه يقل:
_ولا حاجه يا صالح.
*ثم هم بالوقوف استعدادا للرحيل:
_انا لازم امشي دلوقتي عشان الوقت اتأخر ولازم اطمئن على دره.
*شهقت هدى تضرب فوق صدرها بخفة
وغمغمت:
_تمشي....لا طبعا يا رافت انت حتتعشي معانا حنين زمانها بتحضر العشا....وكلثوم بتحضر اوضه
الضيوف علشان تبيت عندنا.
*حاول رافت الاعتراض الا ان صالح وقف قصاده بقوة يقسم:
_مفيش اعتراض....ده بيت اخوك واختك أعقد معانا لسه الطاولة مستنيه في البلكونه بره ولا ناسيت.
*جلس الجميع علي طاوله الطعام بعد اعداد حنين اشهي الوجبات المصريه التي جعلت رافت يتناول دون توقف ليتمتم للجميع.
_ مش قادر الحمد لله....تسلم ايدك ياحنين مشاء الله نفسك زي نفس امك....انا ياما اكلت من ايديها زمان هي و الحاجه اةكبيرة جدتك الله يرحمها
*تمتم جميع بصوت واحد.
_الله يرحمها.
*ليكمل رافت وهو يوجه حديثه لمحمد الذي منذ رؤيته وهو يشعر معه براحه كبيرة.
_الا قولي بقي يابشمهندس انت درست هندسه ومعاك ماجيستير كمان ليه مفكرتش تسافر برة رغم ان شهادتك دي بره ممكن تعينك في أحسن مصانع السيارات.....او ممكن تفتح وكاله صغيره لتصنيع السيارات بعد ما تستورد الهيكل....اينعم هي هتكون محتاجه رأس مال كبير بس الحاج صالح موجود
ولا الراجل ده بخيل معاك.
*ابتسم محمد له بعد ان توقف عن تناول الطعام يقل:
_في حقيقه الحاج نفسه يعمل معايا حاجات كتير بابا عرض عليه اني اعمل الا حضرتك بتقول عليه وجالي عرض في مصانع سيارت كتير بس انا رفضت....
_ليه يامحمد؟
*سأله رأفت باستفسار وهو يعقد حاجبيه:
*اجابه محمد بامتنان:
_مقدرتيش ابعد عن الحاج والحاجة وحنين وبعدين هنا في بلدي ممكن اعمل حاجات كويسه طالما ممكن اقدر.
*هز رأفت راسه بفخر شديد....اعجابه يزداد بقوه بهذا الشاب القوى الناضج....قال وهو يتنهد:
_حتى المنطقة القديمه الا ابوك وامك نشاؤا فيها اخترتها لشغلك....قد ايه انت مثال رائع يا محمد.
*ابتسم محمد يشكره....ليقل صالح:
_محمد عنده مصنع صغير في منطقة الحرفيين في برج العرب.....وفيها عامل كتير بس حبيبي الله يباركله متمسك بأهل حي العطارين أهل منقطه ابوه وأمه.
*اندهش رافت من ذلك الشاب الذي جعل كل شعيرة من جسده تنتفض بالفخر والإعجاب الشديد.
             ***********************
بالتراس الواسع المطل على شاطي البحر جلس
كان صوت نارد الطاوله يتعالي مع صياح رأفت
واعتراضه على محمد الذي يتقن تلك اللعبه باحتراف وصالح يجلس مقابلهم يتابع :
_مش انت كسبت دورين جبتلك الا مابيرحمش.
_صاح صالح ضاحكاً.....جلست حنين تتابعهم بشغف وهدى التي أحضرت الحلوى مع مشروب الكاكاو المثلج....قالت حنين مبتسمة:
_دره أخبارها ايه يا اونكل نفسي اشوفها.
*دمدمت هدى بسعاده :
_زمانها كبرت وبيقت عروسه حلوه...
*مد رأفت المنشغل بلعب الطاوله هاتفه إلى حنين يقل لها :
_ليها صور كتير على موبايلي.....شوفيها بيقت جميله زيك ياحنين.
*فتحت حنين شاشه الهاتف وبدأت تتطلع على بعض الصور الي دره جميله العينان بانبهار شديد ودمدمت وهي تقترب بجانب هدى المتلهفة لرؤية
دره :
_شوفي ياماما دره ماشاء الله جميله جدا.
*اتسعت عينان هدى بانبهار أشد وظلت تفحص الصور بعينان شغوفة متعجبه من جمال الصغيره ذات العينان الساحره والملامح الناعمة....راقبت حنين والدتها بفضول وهي تفكر بأن دره بالتأكيد وقع عليها الاختيار.... ابتسمت ترمق اخيها الغير
واعي بالمره.......و ازداد تأكيدها حينما قفزت هدى بجانب ابنها تقل له بلهفة :
_محمد شوف دره بنت عمك جميله ازاي....
_ثواني ياماما.
*قال محمد بلا مبالاه وهو يرمي النرد الأخير ولكن هدى صاحت فيه:
_يابني شوف القمر ديه....ماشاء الله عليها يا رأفت.
*التفت محمد إلى والدته ينظر إلى صوره الفتاه بلا أهمية ولكنه تفاجي بأجمل عينان يمكن أن يراهم
عينان تفنن الخالق في خلقهم.....ابتلع ريقه الجاف
وسحب الهاتف بهدوء يتطلع على تلك الجميله صهباء البشره....ناعمة الوجه ظل يتطلع إلى الصورة بشرود تام....تحت أنظار هدى المتراقبه
وابتسمت حنين التي لاحظت شرود اخيها الذي
لا يتأثر عاده باي فتاه....
*خرج محمد عن شروده عندما صاح رأفت بفرحة :
_يك يا حلو ان الا كسبت الدور.
*التفت محمد إلى رأفت بملامح مبهمة وتحركت عضلة فكه قليلا يقل :
_اسف يا عمي بتقول ايه.
               *************************
*بالصباح  طرق محمد باب غرفه شقيقته التي كانت مستيقظة وتقوم بتجهيز ابنتها قبل وصول باص مدرستها....طل برأسه مبتسم :
_صباح الخير يانونه.....مريرمه حبيبتي صباح السكر.
*ركضت الصغيره تعانقه بقوة وهي تتعلق به.... ليبادلها محمد الاحضان بقوة...ليقل لها بعد ان طبع قبله علي وجنتها بمرح:
_تعرفي يامريومه انا بحبك قد ايه.
*فتحت الصغيره ذراعيها وهي تضحك سعيده:
_قد البحر خالو.
*ابتسم لها محمد إحدى ابتساماته الأسرة واخد يربت على شعر الصغيره الناعم:
_خلاص يبقا لازم اتجوز وحده جميله زيك وتكون شبهك.
*اقتربت منه حنين وحملت مريم من يده وهمست سريعا وهي تبتسم لأخيها:
_انت بتتلكك بقى....خلاص نشوفلك واحدة من مدرسه مريم....الميس بتاعتها مثلا.
*قبلت خد ابنتها المكتنز بحمرة الخوخ تهمس لها'
_يلا ماما روحي افطري  تيته حضرت الفطار الجميل بتاع مريومه.
*ركضت مريم سريعا.....لتلتفت حنين تنظر لأخيها التي وجدته يخرج من سترته ورقه صغيرة و يهمس لها:
_خدي ياستي ده رقم تليفون وعنوان عيادة دكتوره متخصص في حالة مريم كنت كلمت صديق ليا دكتور ولقيته امبارح اتصل بيا ونصحني بدكتوره ديه....
محبيتش افتحك باليل قولت خلينا الصبح أفضل وعلى فكره قبل ما تفتحي بقك وتعترضي لازم تروحي ياحنين وتشوفي الدكتورة وتناقشي معاها في حاله مريم وشوفي هتقولك ايه.
*نظرت حنين لرقم بيدها وأخذت نفساً عميقاً قبل أن ترفع راسها له.....وترتمي فوق صدره تهمس:
_ربنا يخليك ليا يامحمد
*****************************
*بنفس صباح المشرق وبداخل منزل الحاج صالح تجمع الكل حول الطاولة المعدة بأشهى الأكلات بدايه من طبق الفول الاسكندراني الأصيل والطعمية الحار المنزلية.... والتي تعدها الحاجه هدي والذي جعلت رافت ياكلب بنهم واشتياق:
*لحظات ووقف محمد يلاقي التحيه على الجميع قائلا :
_طيب استأذن انا بقى.....علشان اروح على الورشة
دقدق واقف هناك من بدري.
*ليقترب من امه يطبع قبلته المعتادة فوق راسها ثم اقترب من ابيه يقبل يده....لتغمره والدته بالدعاء والخير كله:
*نظرات الإعجاب المطلة من عينان رأفت ظلت تتابع ذلك الشاب البار....كم كان يتمنى أن يكن له ولد من صلبه يحمله عند الكبر ويحافظ على تلك الصغيره الجامحة:
*اخرجه من حالة التمني صوت صالح وهو يقول له :
_قوم بينا احنا يارافت نشرب القهوة في التراس برة الجو حلو النهارده....والشمس طالعه.
*تنحنح رأفت قليلا وهو يهتف:
_امشي انا بقا ياصالح يا خويا....انت عندك شغل ولازم أهل بيتك....
*تهجمت ملامح صالح قليلا وصاح فيه بنزق :
_لو قولت الكلام ده تاني هزعل منك يا رأفت ده بيتك لو عايز انزل....هنزل واسيبك بس انا ماصدقت شوفتك وهعقد معاك تعالى نعقد نتكلم شويه....لحد ماتش محمد صلاح ما يبدا اوعي تقولي مش متابع.
*ضحك رأفت باستمتاع وهو يحمل كوب القهوة الصغير فهو أيضا مثل صديقه يفضل احتساء قوته داخل الكوب الصغير:
_ده ولد ممتاز حقيقي فخر.....ربنا يحفظه لأهله ويحفظلك محمد.
*بعد لحظات وهم يجلسوا سوايا يتحدثون استلام رافت رساله نصية علي هاتفه... ليجدها من مودامزيل سناء مربيه ابنته تقل فيها:
_رأفت بيه.....درة وصلت من نص ساعه البيت انا حبيت اقولك زي ما حضرتك أمرت....وسألتني بابا
كلمني ولا لاه.....قولتلها انك لسه زعلان منها ورفض تتكلم معاها.
*اتسعت عينيه بألم وبحركة سريعة منه رفع ساعه يده ينظر للوقت...الساعة الحاديه عشر ظهرا بتوقيت مصر...... اي بروما الثامنة صباحاً....ابنته تعود في الثامنة صباحا هذه الفتاه تعدت حدودها ويجب عليه وقفها قبل أن تتمادى في حماقتها:
زفر انفاسه بحدة وتمتم بصوت هادي لم يصل صالح الجالس مقابله:
_البنت دي مش حتتعدل....ماشي يادرة.
*ربت صالح على ساقه بقلق لقد تهجم وجهه وأصبح شاحب:
_ايه يارافت مالك ياخويا فيك حاجه..... الرسالة اللي جتلك فيها حاجه ضيقتك....دره بخير.
*اشار رافت له براسه وهمس بتعب:
_لا ابدا انا كويس ياصالح.....دي مربيه درة بتطمني عنها.
*اجاب الاخر سريعا فور سماعه لاسم ابنت صديقه:
_البنت بخير....اصل انت وشك متغير .
*تنهد رأفت يفرك مقدمه راسه وقال بصوت مجهد:
_الحمد لله....لحد دلوقتي كويسه....الخوف من الا جاي يا صالح:
*قطب الحاج صالح حاجبيه في محاوله منه للفهم..... ماذا يحدث مع صديقه وابنته الصغيره هكذا
تسأل صالح....والذي قال بهدوء وصوت يكاد يكون
خافت:
_لو عندك حاجه محتاج تقولها....ياريت تفضفض معايا انا موجود يا رأفت...
*وقف رأفت منتفض....وهمس من بين أسنانه :
_انا محتاج اتكلم معاك في حاجات كتير....كتير جدا ياصالح....حاجات مش هتنفع تتقال غير ليك انت وبس...لكن انا لازم امشي دلوقتي هخلص شغلي واعدي عليك المغرب في الوكالة أن شاء الله.
*لم يضغط عليه في الحديث هكذا قرر صالح وهو يوامئ برأسه قائلا له :
_في انتظارك أن شاء الله.
*وهو في اتجه إلى الخروج من باب الشقة....استوقفته هدى معترضه كعادتها:
_على فين يا رأفت ده انا بعملك محشي ورق العنب مخصوص....صالح انت سايبة يمشي.
*رمقها زوجها بتحذير مبطن استوعبته هدى مباشره....وهز صالح راسه قائلا لها:
_خليه على راحته يا حاجه....انا نازل معاك يا رأفت استناني لحظه احط العباية عليا....
*استغلت هدى اختفاء زوجها داخل الغرفة واقتربت من رأفت المهموم قليلاً بالتفكير....الا ان
صوت هدى الذي تحدث ببعض الكلمات جعله يخرج من دائرة تلك الأفكار إلى دائرة أخرى أكثر تفكيراً....حينما همهمت هدى قائله :
_رأفت كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع كده؟
*سألها رأفت باهتمام:
_خير يا هدى في حاجه؟
*أجلت هدى حلقها هامسة بارتباك:
_لا لا خير ان شاء الله يا رأفت....بصراحه الموضوع يخص محمد ابني....و دره....بنتك.
                  **********************
*بنفس اليوم وبعد مرور عدة ساعات في عمله التفت محمد براسه يبحث عن الصبي الصغير دقدق وحينما وجده......كان يحمل دقدق احدي كتبه المدرسية ويجلس خلف مكتبه يستذكر دروسه:
*فبعد موت ابيه قرر ان يكون هو رجل منزلهم ورفض اي احسان من اي شخص.....وذات يوم تفاجي محمد بذلك الطفل الصغير الذي لم يتعدى الحادي عشر من عمره يأتي لعنده ويطلب منه العمل بالروشة.......وبالفعل قبل محمد عمل دقدق بالروشة حتى لا يستهين بقدره:
*وساعده على العمل والدراسة معاً والان دقدق على وشك اجتياز اختبار الصف الثالث الإعدادي:
*اقترب محمد منه يرمقه باهتمام ثم  همس له:
_لو وقفت حاجه معاك متتحرجش زي المرة اللي فاتت وتيجي تسالني فاهم.....الامتحانات قربت ومن بكرة تشتغل نص يوم وبس....وقبل الامتحان بيومين هتاخد اجازه فاهم.
*حاول الفتي الصغير أن يقف و يعترض الا ان محمد رب عمله اوقفه بزغره قويه من عينيه الواسعه ذات النظرة الصقرية:
*جلس بعدها محمد يحتسي قدح قهوته ولكن شيء ما جعله يتذكر تلك الاعين الملائكية الواسعة والوجه الناعم كالحرير.....والشفايف المكتنزة بحمرة الفراولة الشهية.
*ماذا حدث له صوره للفتاه صغيره لم تتعدى العشرين من عمرها....تقلب ذلك الكيان الساكن داخله:
*تمتم بابتسامه ساخرة بعد ان استعاد وعيه:
_جري ايه يامحمد....ارجع يابشمهندس انت حصلك ايه....ديه بنت صغيره حتى أصغر من حنين....اعقل
يامحمد.
*بالمساء وبعد ان انهي عمله دلف لداخل المنزل يلقي السلام على الجميع:
*خرجت هدى من غرفتها تردد السلام على ابنها الشارد:
_وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته....اهلا يا حبيبي امال فين ابوك.
*تمتم محمد وهو يجلس فوق الاريكة قائلا:
_لا يا ماما لسه في الوكالة عشان في بضايع استلامها النهارده من الجمرك.
*جلست هدى بجانب ابنها تربت فوق ظهره تهمهم بانبساط:
ياقلب امك....حماتك بتحبك عملتلك رقاق بالحمة المفرومة اللي بتحبه ياله ادخل خدلك دش بسرعه وتعالي يكون الاكل اتحضر عشان عوزاك في موضوع مهم.
_موضوع ايه يا ماما.
*غمرت له هدى وأمسكت بمؤخره ذقنه المرتبة تقبلها بهدوء:
_قوم بس غير هدومك....ونتكلم بعدين.
*وبعد ان تناول طعامه التقط هاتفه وتوجه لغرفه المعيشة التي كانت تجلس بها شقيقته وابنتها التي كانت تلعب ببعض العبها أمامهم:
*جلس للحظات يتحدث مع شقيقته ويلهو مع مريم ابنتها......حتي دلفت امه إلى داخل الغرفة وجلست بجانبه تقل:
_محمد حبيبي....عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم ومش عايزه من اولها اعتراض فاهم:
*حاولت حنين اخفاء ابتسامتها....وهي تغمز إلى شقيقها إلى هز راسه لها مستفسرا ولكن صوت هدى الجاد....جعلها تكتم ابتسامتها:
_حنين وبعدين....هقولك أخرجي بره.
*همست حنين بخفوت وهي مازالت تضحك:
_خلاص ياماما....اسفه.
نظر لها وهمس بصوت اجش رجولي.....يبدو خطير:
_خير يا ماما دخلتك مش مطمئنة بالمرة....اوعي يكون الحاج صالح مزعلك.
*صفعته بخفه فوق يده وهي تنظر له قاطبه حاجبيها:
_اتلم يا واد.... هو في زي ابوك ده مفيش زيه اصلا
*قاطعتها حنين بمرح:
_في دي عندك حق يا هدهد بابا حبيبي مفيش زيه ابدا....روح قلبي.
*زفرت هدى باختناق....ودفعت ابنتها من كتفها بخفه...وهي تهتف بنفاذ صبر:
_قومي ياحنين انشري الغسيل....عشان كلثوم نزلت تشتري حاجات من السوبر ماركت....قومي ياختي
ربنا يرضى عليكي 
*وقفت حنين وهي تضع يدها حول خصرها و غمغمت بشفايف مقلوبه.
_طرقيني....عارفه انا الحركات ديه....غسيل قال.
*حاولت هدي اخفاء ابتسامتها لمزاح ابنتها وهي تزغرها بعينيها.... وبعد لحظات من خروج حنين  التفتت هدي لابنها قرة عيونها وقالت بدون مقدمات:
_ايه رائيك في دره....بنت عمك رأفت.
*انتفض بخفة وهو يقف امامها بعد ان شعر بقشعريرة تسري بكامل جسده فور سماعه لاسمها الذي جعله يتذكر هاتان العينان الفيروزية الرائعة التي لم تفارقه اليوم بطوله..... حاول  التماسك قليلا امام والدته وتحدث بنبرة غاضبه:
_انتي بتقولي مين؟ايه يا أمي انتي نويه تجوزيني عيله صغيرة.....انا مش ناوي اربي عيال.
*شهقت هدى وهي تحاول تهدئته قليلا وجذبته من ذراعه المتشنج تهمس له برفق:
_الاول اهدي كدة يابني....ووحد الله.
_لا إله إلا الله محمد رسول الله.
*تمتم بخفوت وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعره
_اسمع ياحبيبي البنت مش صغيرة ولا حاجه ديه 19 سنه ودخله على العشرين انا اتجوزت ابوك وفي فرق بيني وبينه 7 سنين....
*قاطعها سريعا وصوته اصبح أكثر هجوماً:
_سبع سنين ياماما مش عشره.....وبعدين انتي مش شايفه طريقه لبسها شورتات وحاجات قصيره ومفتوحه شكلها مدلعه اوي وانا مش ناقص نفخ.
*اعتلت شفتي هدى بابتسامه قليله وهي ترمقه بمكر شديد وتهمس لنفسها:
_اخدت بالك من لبسها حته حته يابن صالح....اه منك.
*لاحظ محمد تهوره في الحديث عن وصف ملابسها ونظرات أمه الصاخبة....ليكمل لتغير مجاري الحديث لصالحه:
_زمنكم غير زمنا يا أمي ...بصراحه مع احترامي لعمي رأفت بس بنته مدلعة زياده عن اللزوم ازاي بنت تفضل لوحدها في بلد زي ديه....لازم تكون معاه خطوه بخطوه.
_يابني ماهي عندها جامعه ومعاها المربية بتاعتها.
_مش مبرر بردو....غلط....ماما ابوس ايدك شيلي الموضوع من راسك....مش عايز اتجوز.
*تمتم محمد وهو يحاول ايجاد مبرر لنفسه.....يقل:
_وبعدين دي لسه بتدرس انا بقي اتجوزها ولا اكون مدرس الخصوصي بتاعها.....ولا اخد بالي منها وكمان دي عاشت مع الاجانب واخدت طباعهم وعمرها ماعرفت طباع المصريين.....انسي يا امي مش هتنفع مش فاهم انتي ازاي تفكري فيها فين عقلك الا يوزن بلد.
*اشار براسه لها وهو يرفضها امامها ليجلس مرة أخرى في مكانه مكتوف الأيدي وكأنه طفل صغير متردد..... لكن تلك المرة تحدثت هدي بصوت مختنق باكي:
_بقي كدة يامحمد يعني انت عاوز تقول اني خلاص كبرت وخرفت وبنقيلك عرايس مش من سنك....اخص عليك يابن بطني.
*اتسعت عين محمد لما تقوله امه فهو لم ولن يستطع قول ذلك....قاطعهم دخول حنين تحمل و لكنها توقفت عندما لاحظت دموع امها وصياحها بغضب بشقيقها لتهتف بقلق:
_خير ياماما ليه بتعيطي بس.
*شهقت هدي ودموعها التي بدءت تنساب بغزارة امامهم حتي ان مريم التفتت تنظر لهم مذعورة:
_خلاص يامحمد حقك عليا يابني...انا مش هدخل تاني في حياتك..... ابقى نقي العروسة الا على مزاجك لما اموت وترتاح مني.
*شهقت حنين بخوف تدمدم:
_بعد الشر عنك ياماما حبيبتي....
*بينما جثم محمد أمامها فوق ركبتيه وأخذ يقبل يدها و وركيها وهو يهتف بقلب مفطور :
_انا اسف ياامي لو كنتي فهمتي كلامي غلط بس والله وحياتك عندي انا مقصديش حاجه من الا في دماغك ديه..... طيب خلاص كفايه متعيطيش واللي انتي عايزه انا حعملهولك....بس متقوليش كده تاني ابدا.
*رفعت هدي نظراتها تنظر لابنتها حنين التي وقفت تشاهد ما يحدث امامها بذهول فهي تعلم جيدا بان شقيقها لن يستطيع قول ذلك وأنه لا يتحمل أن تطرف عين امه بدمعه واحده حزينه........لكنها لمحت ابتسامه خفيفة تحاول امها اخفائها لتفهم بعدها خطت امها المتقنة جيدا تلك المرة:
_بص يابني انا مش حغصبك علي حاجه بس علي الاقل شوفها واعد اتكلم معاها.
*وقفت سريعا وبلحظه كانت تلك الدموع قد اختفت من عينيها وقالت:
_عموما هي جيه اخر الاسبوع وحتشوفها أن شاء الله.
*رحلت هدي من امامه بعد ان جعلته يجلس متسع الأعين..... مذهول بما فعلته امه منذ قليلا وايقاعها به تلك المرة بكل سهولة.....
                *********************
*شهقت درة وهي تبكي وتنوح بقلق:
_يعني دادي تعبان وانت عارفه وخبيتي عني.
*جلست سناء مربيتها على حافة الفراش ترتب ملابسها بحقيبة سفرها وغمغمت بحزن:
_يعني انتي الا كنتي مهتمة يا دره..... كنتي مشغولة عن ابوكي بسهرك كل ليله مع اصحابك ورافت بيه قالي مقلقكيش.
*مسحت دره دموعها الندية برقة وتمتمت :
_ياحبيبي يا دادي.....انا لازم اعتذرله واقوله مكنش قصدي ازعله....هروح اكلمه حالا.
*خرجت درة سريعا من غرفتها وهي تحمل هاتفها للاتصال بوالدها والاعتذار له....في حين أمسكت سناء بهاتفها ترسل رساله سريعا إلى رأفت المنتظر على أحر من الجمر المشتعل قائله باختصار:
_رأفت بيه الخطة نجحت.
*بعينان متسعة سعيدة قراء رأفت رساله سناء المختصرة وهو مبتسم ببشاشة تنير وجهه.....الفضل يرجع لهدي والتي اقنعته ان يأتي بدره إلى مصر.....بعد حديثها معه عن ارتباط محمد بدره والذي تمنى أن يحدث من صميم قلبه.....وعندما جلس مع نفسه وفكر كثيرا بالأمر
لاحت على ذهنه تلك الفكرة الجهنمية ابنته لن تتحمل خبر مرضه وستاتي إلى مصر سريعاً دون تردد وها قد حدث ما توقعه من صغيرته.....رنين هاتفه باسم دره الغالية نفض قلبه من بين طياته
ابنته لازلت تخشى عليه من المرض وتقلق:
                 ***********************
*انحني اسلام أمام صغيره الملهو ببعثرت خصلات شعر والده الناعمه....وهو يساعده في ارتداء حذائه يقل في عجله من أمره:
_مالك حبيبي العب في شعري لما نرجع....يلا بسرعه عشان اتخرنا.
*اقترب منه ابيه يغمغم له بعد ان لاحظ توتره واسراعه بالتقاط اشيائه:
_مالك يا اسلام يابني مستعجل كده.....اصبر شويه الدنيا مش هطير.
*التفت اسلام إلى والده وقال سريعا وهو يقبل جبهته:
_المفروض يابابا ان عندي محكمه الساعة 2 يادوب اروح بمالك الجلسة بتاعته وأجرى على المحكمة النهارده ان شاء الله عندي حكم نهائي.....ادعيلي.
*هتف ابيه بالدعاء من قلبه :
_ربنا معاك ويكرمك ياحبيبي....خلاص انا اروح اجيب مالك يابني متتعبش نفسك..... ولا اقولك
روح انت شغلك وانا هروح بمالك جلسته واعد استناه.
*حمل اسلام حقيبة ابنه الصغيره وقبل يد والده قائلا:
_ربنا ميحرمنا منك ابدا يا سياده اللواء....ارتاح انت حبيبي انا هروح.
*انحني الجد يقبل حفيده ويداعب خصلات شعره الناعمه هامسا له:
_ متتاخرش على جدو حبيبك......حستناك عشان نلعب سوا بالفيديو جيم.
*اشار مالك براسه لجده ثم طبع علي وجنته قبله حنونه من طفل لا يعلم شيء عن تلك الحياه الا القليل....وخرج برافقة والده الذي يحبه أكثر من نفسه وحياته القاتمة:
*كانت تجلس حنين بنفس المركز تنتظر دور طفلتها التي كانت تجلس بجوارها تحمل بين يدها عروستها الباربي وتداعبها....ابتسمت لها حنين وجلست تعدل من وضع طوقها الوردي وانحنت تطبع قبله فوق قمه راسها وهي تهمس بجانب اذنيها'
_بحبك يامريومه.
*بنفس اللحظة كان يدلف اسلام وبيده طفله مالك الذي فور دخوله وقعت عينه علي ما تلهو به الصغيره مريم التي التفتت تنظر له..... هي الآخر بطفوليه وهي تملس علي عروستها مبتسمة:
_صباح خير....من فضلك مالك اسلام  عنده جلسه مع الدكتورة ابتسام النهارده...
*تمتم اسلام سريعا:
*اجابته السكرتيرة وهي تقوم بتسجيل حضور مالك:
_ايوة يافندم بعد الجلسة اللي جوه ان شاء الله مالك حيدخل.....اتفضل استريح.
*اقترب اسلام من مقعد مقابل لحنين يرفع يده و ينظر بساعته الأنيقة وهو يعدل من كنزه صغيره ويقبله...
*مر من وقت عدة دقائق وإسلام يتفقد هاتفه....وفجاه انتبه كل من اسلام وحنين معا بقرب الصغيره مريم من مالك.....المبتسم هو الآخر وهي تمد له بعروستها الباربي قائله بطفوليه ناعمة:
_تلعب بعروستي....اسمها حنين على اسم مامتي ديه.
*أشارت الصغيره على حنين التي تنحنت بخجل تضع خصلة شارده من شعرها الناعم خلف اذنيها
عينان فضولية...ارتفعت ترمق تلك الباربي الآخري
والتي تجلس بخجل:
*مد مالك يده والتقطها منها وملس علي شعرها بنفس طريقتها ثم همس لها:
_شكرا.... عروستك حلوة جدا....بس بابا قال انا ولد
والولد مش يلعب بالعروسة.
*هزت مريم رأسها تبتسم برقة....بينما جذب مالك
ذراع والده يهمس له بأحدي الكلمات....ملس اسلام فوق وجهه وأخرج من حقيبة ظهره بسكويت بشكولاتة...واعطها لطفله الذي هو الآخر مد يده
إلى مريم قائلا بهدوء:
_اتفضلي...
*ابتعدت الصغيره قليلا....ورمقت امها بحذر وتحسب شديد....وهنا قال اسلام بصوته الرجولي الجاد:
_روح يا مالك حبيبي....ادي صديقتك البسكويت بتاعها.
*هزت حنين رأسها إلى مريم وهي تهمهم لها:
_خدي يا مريومه من مالك وقولي ميرسي.
*قلبها اصبح يخفق بقوة صغيرتها تتحدث وتبتسم وتتبادل الحديث.....وايضا اسلام شعر بالارتياح مالك تحدث دون ضيق أو خوف.....كان يجلس متسع الاعين ينظر لابنه الذي يراه امام عينه يتحدث مع تلك الطفلة الملائكية الجميله....
*تنحنح قليلا وهمس وهو ينظر لها بجديه:
_مريم اول مره تيجي هنا...
*تخصب وجهها بالاحمرار الشهي...ارتجفت أصابعها
وهمست بتلبك وهي تخفض عيناها:
_اول مره....سمعت ان دكتوره ابتسام ممتازة.
*أجاب بخشونة كعادته مع صنف النساء:
_ممتازة جدا....ومالك اتحسن....ان شاء الله مريم
تبقا كويسه...
*نظرت له بتمنى يناقض خجلها تقل:
_يارب....ان شاء الله مالك كمان يتحسن....ثم جثمت فوق كعبي حذائها العالي أمام الصغير القابع بهدوء بجانب ابنتها لترتفع تنورتها السوداء أكثر وتتعدي ركبتيها....ساقيها جميلتان ناعمتان ابعد عيناه عنها سريعا....ولكن صوتها الناعم جذب اهتمامه مره اخري حينما همست لمالك وهي تداعب خصلات شعره قائله :
_مالك حبيبي انت جميل جدا على فكره....انت ومريم هتكونوا أصدقاء.
*هز الصغير راسه وهو يتوارى خلف والده بتحفظ
ولكن ابتسامة حنين الناعمه الحنونه جعلت الصغير يخرج من خلف والده ويرتمي فوق صدرها:
*ضحكت حنين وضمته إلى صدرها وطفلتها أيضا
بينما تراجع اسلام قليلا وهو مذهول يشعر بأنه في حلم جميل....مالك صغيره لأول مره يفعل تلك الأمر
وبهذه السرعة....اي امرأه تلك التي جعلت الصغير يقبع فوق صدرها بهدوء:
              ************************
انتهى الفصل
إلى اللقاء مع الفصل الرابع...

الجميله والشهم  (بقلم.. واماني رامي)فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن