#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكاية_الثانية {الفصل السادس}
*مرت عشرة أيام كاملين على إتمام الخطبة....التي تمت في فيلا رأفت في احتفال عائلي بسيط قدم فيه العريس طقم كامل من ألماس الحر إلى خطيبته الجميلة المغرورة.
*وبعدها لم يلتقيا الا مرات قليلة عندما كانت تأتي درة برفقة والدها لتجهيز شقة الزوجيه والتي تم تجهيزها على ذوق واختيارات درة....
*كل شئ تم سريعا وسط فرحة عارمة من الجميع إلا محمد الذي كان يشعر أنه على أبواب خوض تجربة فاشلة لن تستمر طويلاً....
_ودرة التي كانت تعقد المؤامرات بينها وبين حالها.....وقد تعهدت لنفسها بان تنتقم منه أشد انتقام وتستفذه حتى يقوم بتطليقها.....وبذلك تبقا حرة تستطيع السفر مرة أخرى إلى روما وبدء حياتها بعيدا عن تسلط والدها وتعنته:
*وبفيلا والدها الذي فور رؤيته لها بثوب زفافها الأبيض غامت عيناه بالدموع ....كانت جميلة رائعة تبدو كالاميرات في كتب الحكايات:
*قبلها رأفت من جبهتها وهو يحتضن وجهها بكفيه وغمغم والدموع تترقرق داخل عيناه:
_بنتي حبيبتي وروح قلبي....الحمد لله اني شوفتك أجمل عروسه في الدنيا وقلبي اطمن عليكي.
*ابتسمت برقة وهي تضمه وتهمس:
_بحبك يا بابا....اوعدنى تكون جنبي دايما.
*ربت فوق وجنتيها بحنان يقل:
_أن شاء الله هفضل جنبك حبيبتي طول ما فيا نفس وليا عمر....انتي حته من قلب ابوكي يا درة.
*طرقت باب الغرفة مودامزيل سناء وطلت برأسها تقول:
_جاهزة يادرة عريسك وصل...
*ارتجف قلبها....وشعرت بالخجل والخوف ولكنها يجب أن تبقا قويه حتى تستطيع تنفيذ خطتها على اكمل وجه:
*وبالاسفل كان ينتظرها وبجانبه حنين وصغيرتها مريم والتي كانت ترتدي ثوب عرس ابيض...لمعت عيناه ببريق الانبهار والإعجاب وهو يرها تطل عليه وذراعها يعانق ذراع والدها وفوق وجهها الوشاح الأبيض الناعم....ومن أسفله تظهر بوضوح زمردة عيونها الواسعة لتسحره وتأخذ ماتبقى لديه من عقل:
*تذكر لقائهم الأخير قبل الزفاف بيومان حينما ارتفع صوتها عليه بسبب تحذيره القاسي بشأن ثوب الزفاف....وحينما بدت جامحة متمردة بفم يثرثر لم يكن لديه الا غلق فمها الثرثار بفمه
يلتهم حروف كلماتها الغبية بين شفتاه....ظلت تقاوم قبلته بشراسة قطة ناعمة المخالب ولكنها بالاخير استسلمت له وبادلته قبلته بخبرة ضئيلة تنبئ انها قبلتها الأولى:
*وبعد وقت قصير وصلت سياره العروسين الذي كان كل منهم يجلس بداخلها في صمت رهيب إلى
مدخل أكبر فنادق الاسكندريه.....وقد تم دعوة أكبر رجال الأعمال والمستثمرين في مصر وبعض البلدان العربية من قبل والد العروسه رأفت.....واكبر تجار الاسكندريه من قبل والد العريس الحاج صالح...
*بدءت الطبول والدفوف بالطرق وتعالت الزغاريد من حولهم فور دخولهم القاعة........شعر بالتوتر يجتاح جسده كانت اميرة جميلة صاحبه اجمل عيون رأها في حياته......حينما التقط ذراعها بين يده كانت خفقات قلبها تدوي بقوة...فهو أيضا كان وسيم إلى حد الجنون بجسده العريض وطولة الشاهق وابتسامته المتحفظه:
*وبداخل القاعه الكبيرة جلس كل من رافت والحاج صالح امام بعضهم بطاوله بمنتصف القاعه ليتم عقد القرآن بحضور مآذون العائلة......امام الاهل والاقارب ولم يمر وقت حتي بدء الجميع بالتوافد عليهم لتقديم التهاني والمباركات بالزواج لتبدء الموسيقي تصدوا بارجاء القاعه بافتتاح العروسين
رقصتهم الأولى معاً:
*كان يرشقها بنظراته المبهمة لا قاسية هي ولا حنونه.....شعرت بانها سيغشي عليها امام لمسات أصابعه لخصرها....شعرت ببشرتها تحترق انه وقح يحرك أصابعه بطريقه تشعرها بالذوبان نظراته الجريئة إلى شفتيها جعلتها تلقائيا تضمهم وتتذكر قبلته الهمجية المتوحشة:
_الف مبروك ياعروسه...
*تمتم بصوت اجش حارق....بينما همست وهي تشيح بوجهها عنه:
_شكرا ...!!
*قال بصوت داكن خالي من ألوان البهجة والفرح:
_ياريت تحسني كلامك علي الاقل قدام ناس ولا انتي حبيتي لمسه ايدي علي خدك....معنديش مانع على فكره نجربها تاني.
*اتسعت عينيها بقلق وتململ جسدها بين يده لكنه ع الفور احتضنها وثبتها بين ذراعيه لينحني و يهمس مرة اخري:
_متخفيش الليله حعدي اي حاجه ياعروسه من قلة أدبك....عريس بقا وعايز افرح مع عروستي مش قادر اقولك....انا مستعجل قد ايه عشان نبقا في بيتنا....وبراحة اخلع فستانك ده من عليكي واتمتع.
*اقترب أكثر وهمس بجانب اذنيها المشتعلة من الخجل:
_واخد حقي بسرعه.....مشتاق..
*عبست بحاجبين معقودين.....وعيناها الفيروزية
تشتعل بجمر متوهج:
_نجوم السما اقربلك....ملكش عندي اي حقوق لحد هنا وخلصنا.
*غرز أسنانه بشفتاه وملامحه تتنغص بالغضب وبدا
كرجل....يقاوم نفسه وكانه وصل إلى نهاية حافة السيطرة على ذاته....عندما استغل إضاءة القاعه الهادئه وارتفعت يده ببطء شديد من خصرها حتى
معدتها واخيرا إلى صدرها المكتنز....وهنا شهقت وقبل أن تثرثر نطق:
_شوفتي بقا اقدر اخد حقي في أي مكان ازاي...اياك تفكري تتحديني هتخسري كتير جدا
انتي مراتي والا مش هاخذه بالذوق هاخذه بالعافيه.
*تمتمت باكية:
_وقح....قليل الادب.
*ضحك بسخريه وغرس أصابعه بقوة في لحم خصرها...حتى انها تاوهت:
_وانتي مش متربية....مدلعة مغروره.....مقام جزمتي أعلى من مقامك....يا مراتي ياقلبي.
*استفزازه لم يكن في صالحها ابدا....لقد الجامها بقسوة وجبروته وجعلها تشهق من البكاء ودموعها
بدأت تببل وجنتيها بغزارة......
*جلست هدى فوق طاوله عائلة العريس الخاصة وهمست إلى حنين التي كانت تنظر إلى شقيقها و
زوجته بعينين مبهورتان....ولكن عقلها مع آخر لا
تعرف لماذا فكرت به في تلك اللحظات:
_شوفتي بقا ياحنين امك كان عندها حق....الاثتين
ليقين على بعض ازاي....اخيرا يا محمد.
*تمتمت حنين إلتي ترمق درة وهي تجفف وجنتيها....من بعيد وقد انتهت الرقصه وتوجه العروسين إلى مقاعدهم:
_مش عارفه يا ماما قلبي مش مطمئن.......حاسه ان كل واحد فيهم ماسك في خناق التاني يا ماما.
*نظرت هدى إليهما وقد بدأ محمد يبتسم إلى بعض أصدقائه ويتحدث معهم....ودرة تساعدها سناء في الجلوس بثوبها الضخم:
_مالهم يابنتي ماهما زي الفل اهو اخوكي بيضحك ومبسوط وهي جميله وهاديه.
*هزت حنين اكتافها تقل:
_يمكن...ع العموم ربنا يسعدهم....هروح اشوف مريم راحت فين.
*تحركت حنين وكل عضلة بجسدها تتحرك معاها
وركيها الممتلئان....وخصرها المنحوت ثم صدرها العريض كانت فينوس الجمال في فستانها الأسود
الحريري ذات مقدمة الصدر والاكمام الشبكية التي تظهر نقاء بشرتها البرونزية....وشعرها البنى مسافر في رحلة طويلة حتى منتصف ظهرها...في لفائف
حريرية...
********************
*ارسل الحاج صالح دعوة زفاف والده الوحيده الي محاميه الأستاذ اسلام..... والذي شعر ناحيته بالارتياح وببشاشه وسماحه الوجه:
وقف اسلام بجانب سيارته ينظر بتجاه باب القاعه حتي وجد عميله الحاج صالح يقف بحديقة القاعة يتحدث مع بعض المدعوين:
*أغلق ازرار حلته الرمادية العلويه وبخطوات ثابته اتجاه ناحية الحاج صالح يصافحه ويهنئه بمودة وهو يحمل بين يده شنطة كرتونية ذهبية مدون عليها..........ماركة أكبر محلات المجوهرات بالإسكندرية:
_الف مبروك ياحاج صالح بالرفاء والبنين ان شاء الله.
*صافحه الحاج صالح وبادله التهنئه بالعناق الحار وهو سعيد بقدومه.
_الله يبارك فيك يابني.....عقبال منفرح بيك انت كمان ان شاء الله عن قريب.
*ابتسم اسلام وهز راسه بهدوء وهو يقدم الهدية بيده قائلا بخجل:
_هدية بسيطة للعرسان...
*زم الحاج صالح شفتاه وقال بعتاب:
_مكنش له لزوم تتعب نفسك يابني انت مش ضيف انت صاحب الفرح....ع العموم نردهلك في الأفراح أن شاء الله.
*وضع الحاج صالح ذراعاه بذراع اسلام وكأنه يعرفه من سنين وتعود على لقائه....وغمغم له وهو يؤشر على رأفت صديقه:
_تعالي اعرفك على اخويا وصاحب عمري رأفت علم الدين وكمان حما ابني محمد.
*مد اسلام يده يصافح رأفت.....وقال مبتسم:
_تشرفت بحضرتك يارأفت بيه.....مش حضرتك برضوا رجل الاعمال اللي فتح مركز تاهيل للاطفال المشردين ودار رعايه مسنين من شهرين.
*هز رأفت راسه بابتسامه متواضعه تعبر عن قمة التواضع:
_اهلا بيك يااستاذ اسلام نورتنا......ايوة انا رافت علم الدين
*بعد مناقشه طويلة بين الثلاث رجال في بعض امور القضية....وبعد مدح صالح في نزاهة و تفوق اسلام في عمله....
_اقترح رأفت على اسلام أن يكون المحامي الخاص بمجموعة علم الدين جروب....تردد اسلام في بدايه الأمر ولكن الحاج صالح بسماحة وجهه
وطيبه كلماته..... جعل اسلام يقتنع فورا:
جلس اسلام على الطاولة الخاصه برافت والحاج صالح مع بعض المقربين والأصدقاء.....نظر إلى العروسين وابتسم....العروس جميله...جميلة جدا والعريس أيضا وسيم جدا ويبدو أنه يمارس بعض التمارين الرياضية....لضخامة جسده وبروز عضلاته
كان زفاف راقي وفخم جدااا.....تهجم وجهه حينما تذكر رفض صغيره الحضور معه وبكائه على صديقته مريم والأخرى التي تنتظره بالمنزل بكل بجاحة.....تنهد وهو يطرق باصابعه الطويلة المنسقة فوق الطاوله ويتذكرها:
*انتبه على صوت الحاج صالح وهو يضحك ويقف قائلا:
_حبيبه جدها الحلوة....تعرفي انك انتي اجمل عروسة في الفرح ده يا مريومة.
*صاحت الصغيرة وهي تدور بثوبها:
_حلو جدو فستان عروسه....وفستاني....الروج راح.
*ابتسم لها جدها وقبلها بنهم....وفجاة صرخت الصغيرة بفرحة حينما لمحت اسلام الجالس بزواية الطاولة.....وركضت عليه:
_اونكل اسلام انت هنا....فين مالك....جدو....جدو ده اونكل اسلام بابا مالك زميلي.
*ابتلع ريقه وهو لايصدق.....الحاج صالح جد مريم
يعني والدها.....والد حنين.... إذا هي هنا سيراها سيشبع عيناه ويكحلها من رؤيتها.....لا يصدق:
*اندهش صالح وإسلام ينحني ويقبل مريم التي بدورها تعلقت به وهي سعيدة:
_بقا انت ابو مالك.....ابنك الا مع مريم في المركز يادي الصدف السعيدة....عايز اقولك اسم مالك مش
بقا محفوظ عندنا في البيت من كتر تعلق مريم بيه
ياسبحان الله...
*ابتسم بارتباك وهمس:
_نفس اللي عندي انا سايبه في البيت بيعيط عايز مريم....اصله افتكر انها مش هتيجي المركز تاني.
*ركضت الصغيره على امها التي كانت تطلق الضحكات مع بعض بنات العائلة وعيون الرجال تلاحقها وتلاحق جسدها المتراقص برقة....جذبتها
مريم وهي تقفز بسعاده:
_مامي....حنين....حنين.
*احنت حنين رأسها إلى طفلتها اللاحوحة....من بداية الزفاف وهي تزن على وضع الروج وهي ترفض
لقد جعلت زوجه خالها العروس تقبلها فوق شفتيها
حتى تطبع لها.....احمر الشفاه القاني فوق شفتيها
والان تريد وضع المزيد:
_نعم.... افندم خلاص مفيش روج مش درة حطتلك
يبقا انتهينا.
*طرقعت الصغيره بشفتيها المنمنمة:
_تؤ تؤ تؤ....مش روج بقا....اونكل أسلام هنا....مع جدو.
*حركت حنين رأسها وهمست إلى طفلتها مبتسمة:
_اونكل اسلام مين؟ خيالك بقا واسع جدا....
*ابتسمت مريم وداعبت خصلات امها الناعمة وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا....وتؤشر بيدها الصغيره إلى اتجاه جدها:
_حنين....هو ده اونكل اسلام....بس مالك مش معاه.
*رفعت عيناها الواسعة بشك لتصطدم بزوج من العيون الرمادية تحدق فيها باهتمام.....سعلت بشدة وتلون وجهها بألوان السماء السابعة عندما أشار لها والدها أن تقترب.....
*تعثرت في ثوبها وهي تحاول الهروب من نظراته الصاخبة.....إصابتها القشعريرة كيف ينظر لها هكذا الا يلاحظ وجود والدها....من دعاه إلى الزفاف:
_استاذ اسلام اهلا وسهلا.
* رحبت به و حاولت أن تتماسك وتبدو طبيعة حتى لا يلاحظ تلبكها ووالدها أيضا....جمال نظراتها اغرقته فيما لا نهاية....رقيقة هي وجميلة رسم ابتسامة هادئة فوق شفتاه وحرك راسه يحيها:
_اهلا بيكي مدام حنين.
_حنين شوفتي الصدف يابنتي استاذ اسلام يبقا المحامي الا ماسك قضية أرض الساحل....وكمان طلعتم معرفة.
*في صوت واحد وكأنهم على موعد اجابوا بنفس واحد:
_ايوه نعرف بعض.....
*تنحنح هو....وتسمرت هي....حتي هتف رأفت على صديقه من بعيد:
_صالح تعالى في ناس عايزه تشوفك.
*ربت على ذراع اسلام واستأذن الحاج صالح منه وابتعد قليلا...تمتمت وهي تؤشر له:
_اتفضل أعقد....مالك اخباره ايه وحشني جدا...
_وانتي كمان وحشتيه....اقصد مريم....اقصد انتم الاثتين.
*تلبك بشدة وهو يشعر بأنه يمر باختبار صعب لم يمر به من قبل ....وبجراءة لا يعرفها من قبل سألها بلهفة:
_مجتيش ليه المركز 3 جلسات؟
*احمرت وجنتيها وابتسمت تؤشر على شقيقها:
_كنت مشغولة مع محمد....ان شاء الله هروح جلسة يوم الأحد.
*اخذ يتاملها ونظرت هي في عيونه فتاهوا في بحر عميق من النظرات...واخيرا قال بصوت اجش:
_هستناكي.....انتي ومريم.
_حنين....يا حنين.
*التفت حنين إلى والدتها التي كانت تقف خلفها مباشرة....وقالت لها بخجل:
_ماما...
*همست هدى وهي تنظر إلى اسلام بتمعن شديد من راسه حتى قدماه وهمست لابنتها:
_مين ده يا حنين؟
*مطت حنين شفتيها واحمر وجهها وارتبكت من نظرات امها المتفحصة للرجل:
_ماما...استاذ اسلام يبقى المحامي الا ماسك قضية أرض بابا....وكمان يبقى بابا مالك صديق مريم في
الجلسات.
*شهقت هدي وقالت بتلقائية حنونه:
_والله اهلا وسهلا ياحبيبي نورت الدنيا....ديه مريم
دايما بتكلم عن ابنك الله يخلهولك...ويرحم أمه.
*سعل اسلام بشدة.....بينما همست حنين من بين اسنانها:
_ماااااما.
*همست هدى إلى ابنتها وهي مازالت تنظر إلى اسلام وتضعه في قائمة كشف الهيئة كما يقولون:
_ده عينه هتطلع عليكي يا حنين....اخده بالي من هناك ربنا يجعله من نصيبك يابنتي.
*جزت حنين فوق شفتيها ورمقت الآخر الذي يتحدث مع والدها وفوق شفتاه ابتسامة عريضة
وجميله وهمهمت بخفوت:
_ايه الكلام ده ياماما.
*ثم أكملت بخفوت أكثر ونبرة ضعيفة:
_وبعدين شكله كان بيحب مراته الله يرحمها.
***********************
*مازال الجميع يتوافد بالتهاني علي العروسين يرى
بعيناه الجميع وهم يتهامسون عن....وسامة العريس و جمال العروس وعينيها الجميلتان بانبهار....
*مما جعله يرفض بإصرار انضمامها إلى الفتيات في ساحة الرقص أو التحرك من جانبه......وبشدة امرها بالجلوس بجانبه والغريب انها لم تعترض أو تمانع ظلت جالسه بتقطيبه بدء البعض يلاحظه....
حتي التفت ينظر لها واقترب منها يقل:
_ياريت تفردي بوزك ده شويه.... الناس حتقول ايه وخدك غصب لاسمح الله.....متنسيش انك انتي اللي وفقتي علي الجواز مني.
*رمقته بنظرة غاضبه وهي تتمتم من بين اسنانها:
_يقولوا اللي يقولوه ميهمنيش حد...... وبعدين يعني ايه بوز ديه....انا معنديش بوز.
*ابتسم وهو يرفع حاجبيه بسخرية....فقالت مزعوجة منه:
_وحتى لو عندي....ملكش دعوة ببوزي افرده و لاه شئ ميخصكش.
*قضم شفتيه باسنانه وتمتم بالاستغفار وقبل ان يتحدث إليها.... لامح ابنة عمته مها تقترب منهم بفستانها السيمون الذي اشترته خصيصا بعد سمعها بزواجه.....وهيئ لها عقلها الغير ناضج انها ستجعله يشتاط غيظا علي فقدانها فضلت ان تظهر بابهي حله لها....ولكن مافاجئها هو جمال العروس الرائع وتذكرت جملة زوجة خالها لها عندما رفضت الزواج منه بيوم من الايام بسبب بحجة لا معنى لها وهي حدة تصرفاته:
_الجواز قسمه ونصيب يامها يابنتي بس خليكي فاكرة انا ابني ميترفضش.....ابني تتمناه اجمل واحسن بنت في الدنيا.
*رسمت ابتسامة باردة فوق شفتيها واقتربت تتمايع في مشيتها فوق كعبي حذائها الذهبي:
_الف مبروك يا حمودي حبيبي......فرحتلك من قلبي.
*اندهش محمد من تحدثها معه بلهجه لم يعتاد عليها مع مها الصغيره من قبل.......لجهه تملئها الغيرة والحقد ليجدها تمد يدها وتصافح العروس والتي نظرت لها بلا مبالاه في البداية....ثم توهجت وجنتيها بالاحمرار وهي تسمعها تدلال زوجها وتدعوه حبيبي:
_الف مبروك ياعروسه.........مش حوصيكي بقي علي ابن خالي اوعي اسمع في يوم انك زعلتيه
ازعل منك جدا....وماما كمان اصل متعرفيش محمد
غالي عندنا ازاي.
*قطبت درة حاجبيها بندهاش من حديث تلك الواقفه أمامها.........تتقصع بميوعة وتحدثها من اطراف انفها.........و لكن ليس عليها فهي تتفوق علي الجميع بالتعالي والكبرياء لتقل لها وهي تصافحها بأطراف اناملها:
_المفروض ان الكلام ده تقوليه لمحمد مش ليا
هو المفروض يخلي باله مني مش العكس....
*اعتلت شفتيها أجمل ابتسامة رائها في حياته وتفاجي بها تشبك أصابعها الصغيرة باصابعة الكبيرة....وتنظر له قائلة:
_متقلقيش انا ومحمد متفاهمين ومش حنكون زي اي اتنين.....اوعدك.
*ارتجف قلبه بين ضلوعه وهو يشعر بنيران لمسة أصابعها لاصابعه تحرقه.......وشعر بنظرات الغيرة والغل تنضحان من عينان مها التي ضمت شفتيها بحنق شديد والغيرة تفتك بها:
*اقترب من زوجته يضع ذراعاه فوق اكتافها العارية قليلا مما جعل درة تلتفت براسها تنظر له بحيرة.......ووجدته يهمس امام شفتيها المنفرجة تلقائيا وكأنها تنتظر منه قبلته القاسية:
_عقبالك يامها لما نفرح بيكي........مع عريس طيب وابن حلال.....ومتقلقيش انا ربنا كرمني وأنعم عليا بدرتي حبيبتي.
*نظرت درة بداخل عينيه التي تلمع لها ببريق اخاذ يخطف العقول.....لمعة جعلتها تشعر بالقشعريرة تدب باوصالها والاحمرار يغزو وجنتيها مما زادها جمالا أكثر اثارة.....وامام مها انحني وهمس بجانب اذنيها:
_ممكن ابوسك من خدودك اللي زي التفاح.....ومش ابوسهم وبس انا عايز اكلهم اكل.
*اخفضت درة رأسها تنظر بخجل لباقه الورود بيدها و أحست بان كلماته رغم وقحتها الا انها تشعرها بأنها امرأة متكاملة الانوثه:
*التفتت مها دون ان تتفوه باي كلمه اخري وهي تشتعل بنيران الغيرة..........اين كان عقلها عندما رفضت الزواج من ابن خالها الذي تتمناه اي عائلة لابنتهم رفضته من أجل آخر...........تلاعب بها وبمشاعرها وعدها بالزواج والاستقرار واغواها بكلماته المعسولة.....وبعدها تركها وتزوج من أخرى
قائلا لها بحقارة:
_انا متجوزيش وحدة مشيت معاها ولفيت ودرت.
*وها هي تعض اناملها غيظا وندماً.....
َ ***********************
*وبنفس الوقت كانت تجلس عمة محمد ووالدة مها السيدة نجوى بجانب الحاجه هدى زوجه شقيقها الحاج صالح.......كانت تتغمز وتتلمز بكلمات سامة
إلى هدى التي التزمت الصمت:
_بقي كدة ياهدي وانا اللي قولت مها زي حنين عند خالها ومرات خالها.....ده عمر اخويا الحاج صالح ما فرق بينهم بس يظهر اني كنت غلطانه.
*شهقت هدى بعدم فهم وتمتمت قائله:
_اخص عليكي يانجوي....من أمتي انا ولا صالح فرقنا بين مها وحنين ومحمد......ماانتي عارفه انا وصالح بنحب مها ازاي رغم اللي عملته بنتك قبل كدة بس عمري انا وخالها مازعلنا منها ابدا.
*حركت نجوى شفتيها بسخرية :
_اه مهو واضح اهو...
_تقصدي ايه بقا أن شاء الله....ايه الا واضح.
*صاحت هدى بغضب وقد بدأت تفقد أعصابها من حديث نجوى الماكر.....اقتربت نجوى بمقعدها من هدي حتي تستطيع التحدث معاها بصوت واضح:
_اديكي قولتي انتي انها زي حنين بنتك.....بقا بنتك لما تغلط ياحاجه بدل ما تفهميها غلطتها تعقبيها بالطريقه دي....انا بنتي هتتقهر ياعين امها.
*حركت هدى رأسها باستغراب عن أي عقاب تتحدث تلك المرأة الغبية......لتجدها تلتفت تنظر بتجاه العروسان وتغمغم:
_اخرتها يا هدى انت واخويا....تجوزي بشمهندس قد الدنيا لخوجايه لامننا ولا تعرف حاجه عننا وعن عوايدنا.....اش عرفك انها بنت بنوت.
*تهجمت ملامح الحاجة هدى وقالت بعنف:
_عيب الكلام ده يانجوي....درة متربية احسن تربية كفاية انها بنت رأفت اللي متربي معانا.....وبعدين بدلا ماتقولي مبروك جايه تقولي الكلام ده حرام وعيب....اخوكي لو سمعك هيزعل اوي.
*اصطتنعت نجوى البكاء....وصاحت متأثرة:
_ياعيني عليكي يابنتي ربنا يصبر قلبك.
*ابتسمت الحاجه هدي ورفعت يدها تربت بها علي يد نجوي الجالسه بجانبها....وهي تهمس بكلمات راضية تجبر الخواطر:
_ربنا يعوض عليها بالإحسن من محمد........بس متزعليش مني يانجوي الكلام ده تقوليه لبنتك اللي رفضت ابني واتعوجت عليه.....وانتي عارفه طبع ابن اخوكي...
_وبعدين مين اللي قال ان مرات ابني خوجايه هي عشان متربيه بره يبقي خلاص خلتوها خوجايه ما هي قدامك ايه زي الفل......و زي ماقولتلك قبل كدة انتي وبنتك يانجوي كل شي قسمه ونصيب و ربنا يفرحك ويفرحنا بيها هي وحنين.
*ألقت هدى بكلماتها ثم وقفت تغمغم إلى شقيقة زوجها وهي مبتسمة:
_عن اذنك.....اصل سعاد بنت خالك وعيالها وصلوا.
*لوت نجوى شفتيها بنزق ونظرت إلى درة التي تبتسم وتتحدث إلى والدها و سناء....وهتفت حانقة:
_انشالله ما تشوف الهنا بعيونها اللي تندب فيهم رصاصه.....زي ماقهرت بنتي كل منها بنت الجزمة الصايعة ياما قولتلها الموكوس اللي تعرفيه هيضحك عليكي وادي اخرتها.....اعقدة في اربيزي
زي البيت الوقف.
***********************
*انتهى الزفاف ووصل العروسين إلى منزل الحاج صالح...حملت درة ثوبها الضخم وصعدت الدرج الواسع ببطء شديد وهي ترتجف بشدة من الخوف والقلق وسط صيحات حنين وكلثوم بالزغريط التي كانت تصدح في أركان المنزل.......لقد وصلت إلى منزلها الجديد وحياتها الجديدة وهي تفكر هل ستنتهي قريباً من هذا الواثق.....ام ستعاني الأمرين مع هذا الشخص والتي تشعر بأنه يريد الانتقام منها هو الآخر:
*وأمام شقة حمويها وقفت تتشبث بحلة والدها وهي تبكي بخفوت:
_بابا ارجوك خليك معايا شوية.....بابا متسبنيش.
*ادمعت عينان رأفت وأخذ يقبلها بالهفة وهي تتمسك بذراعيه:
_خلاص انتي في بيتك مع جوزك....بيقتي مسئولة منه حبيبتي.... وبعدين كلها يومين واشوفك قبل ماتسافري....اجمدي كده وارفعي رأس ابوكي و متقلقيش انتي بين اهلك...
*هزت رأسها وقد تعالت شهقات بكائها وهي تهمس له:
_أنا...انا....خايفه.
*انتبه الآخر الواقف أعلى الدرج المؤدي إلى شقة الزوجية إلى صوت حماه وهو يقول لها بطمانينة:
_متخافيش بكره تتعودي على حياتك الجديدة.
*دمدمت هدى وهي تفتح باب شقتها على مصرعيه:
_ادخلوا طيب بدل الوقفه ع السلالم....اتفضلي ياست سناء....ادخل يارافت انت و درة.
*رمقها صالح بجدية وهو يهز راسه:
_درة تدخل فين خلاص تطلع على شقتها مع جوزها....يلا يامحمد يابني خد عروستك وتوكل على الله..
_طيب يتعشوا ع الاقل يا حاج....ثواني ويكون العشا جاهز.
*قالت هدى بإلحاح....ولكن الحاج صالح هتف بتصميم:
_خد يابني مراتك وتوكل على الله....يتعشوا في شقتهم ياستي.
*لوت هدى شفتيها بنزق من تحكمات زوجها....هي أيضا تريد أن يبقا قرة عينيها بجانبها قليلا تشعر بأنه ينعزل عنها وهذا مؤلم بالنسبة لام تتعلق بابنها الوحيد..
*ابتسم رأفت وهو يضع كف ابنته في يد زوجها الواقف في مكانه لم يتحرك.....يتاملها وهي تبكي بين أحضان والدها بخفوت.....استفاق من تامله على رأفت وهو يخرج من جيب حلته....تذاكر الطيران ويقول:
_انا لاغيت رحلة تركيا عشان خاطرك يا عريس وحجزت في دهب عشر تيام زي ما طلبت....رحلتكم أن شاء الله بعد بكره الساعه 2 الظهر.
*مد محمد كفه الآخر الحر وابتسم بامتتان إلى حماه المتفاهم لظروف عمله وهتف بشكر:
_شكرا يا عمي....منحرمش منك.
*ربت رأفت على راسه بحنان يقبله وهمس له بلهفة اب حنون:
_درة....امانة في رقبتك.....خالي بالك منها يابني.
*نظر إليها قليلا ثم قال بعد أن أطلق تنهيدة حارة:
_في عيوني يا عمي....
*احتضنتها سناء بقوة و لاول مرة تلمح الخوف والانكسار بعينان صغيرتها الجميله.....قالت لها وهي تملس فوق وجهها:
_الف مبروك يا بنتي حبيبتي....درتي الغاليه.
_خدي بالك من بابا يا مودامزيل سناء.
*ذهلت سناء من طلب درة الغريب.....لم تعتاد منها هذا الضعف والتعلق الشديد بوالدها.
*أومأت لها برأسها وهي تكبح دموعها من الانهيار............. في حين كانت هدى تتسلل بخفه من خلفهم وتقبل ابنها بنهم....قائله :
_انا هطلع معاهم اساعد درة.
_جوزها هيساعدها ياستي.....اعقدي هنا.
*صاح صالح معترض وهو يمسك بذراعها....ولكنها قالت بتصميم:
_ايوه عليك هطلع اوصل ابني وعروسته يا راجل.
*تهجم وجهه صالح وهتف:
_لاحول ولا قوة الا بالله....لا ادخلي حضري العشاء.
_لا عشاء ايه مفيش داعي.
*غمغم رأفت وهو يبتسم.....لتخرج حنين سريعا والتي كانت تبدل حذائها العالي بخف منزلي مريح وخرجت طفلتها حافيه خلفها تركض:
_طيب هطلع معاهم انا.....وانا كمان يا ماما هطلع أعقد مع خالو.
*صاح الحاج صالح فيهم بقوة وهو يحلق عليهم وسط ضحكات سناء و رأفت معا:
_مفيش طلوع منك ليها....وانتي يا مريم خالو عايز ينام....وبعدين معاكم هما رايحين المريخ جرى ايه لستات دول يا عم رأفت....ادخلوا جوه حضروا العشاء اكل الفنادق ده ميشبعش.... احنا جعانين.
*ظل النقاش قام بينهم خرج الشقة....حتي صدح صوت كلثوم التي ضحكت قائله بخجل:
_خلاص ياحاج البشمهندس وعروسته طلعوا من بدري.
*التفت الجميع ليتفاجوا بمحمد و درة صعدوا إلى شقتهم.....من وقت طويل أثناء هذا العرض السخي على مساعدة العروس....
*ضحكوا جميعا ودلفوا إلى داخل شقة الحاج صالح
لتناول طعام العشاء الشهي والتي أعدته الحاجه هدى:
****************************
*عندما دخلا كلاهما من باب شقتهم الجديدة التي كانت رائحة عطور الزهور تملأ جدرانها....توقفت جامدة كالتمثال في مكانها تنظر لظهره العريض وهو يخلع جاكيت حلته ويلقي به بعيداً.....ثم ربطة عنقه الصغيرة "الببيون" يلقيها هي الأخرى فوق جاكيت الحلة....نظرت بغموض إلى عضلات اكتافه الصلبة وهي تتحرك ببطء وعندها شهقت بخجل فقد خلع قميصه الأبيض أيضا وبقا عاري الجسد من أعلى :
*التفت على صوت شهقاتها وقال ببرود لا يتماثل مع نيران الرغبة داخل عيناه:
_هتفضلي وقفة عندك كده....انتي مش محتاجه عزومة ده بيتك.
*خفق قلبها كثيرا لدرجة المتها عندما اقترب منها بوسامته المهلكة وصدره العاري الصلب كرخام ونظرت لوجهه المتهجم.....وتملكها احساس قوي برغبة بالبكاء.....لينظر لها وتنشق شفتاه بابتسامة
ساخرة....وهو يمر من جانبها ويفتح زجاج الشرفة الجرار ليدخل الهواء القوى المحمل برائحة البحر يحرك الستائر التحريرية ويتلاعب بخصلات شعرها الناعمة:
_انا جعان جدا.....حضري الاكل لحد ما غير هدومي.
*قال بخشونة وهو يدلف إلى غرفة النوم دون أن يعايرها اي اهتمام.....مجنون هو.....سألت نفسها أين اهتمامه ولهفته عليها بالقاعة ومنذ قليلا حينما سحبها خلفه سريعا وصعد بها.....اتسعت عيناها وهي تتذكر انها حتى لا تعرف كيف يعمل مسخن الطعام "الميكرويف" كيف ستحضره إذا:
*تحركت اخيرا من مكانها وجلست على أقرب مقعد تخلع حذائها الأبيض وتفرك أصابعها الصغيره الملونة بالون الأحمر الساطع رفعت رأسها عندما سمعت صوته الخشن يقول:
_انتي لسه هنا بقولك جعان.....واظن انتي كمان زيي بسرعة حضري السفرة.
_مش بعرف....
*همست بخفوت وهي تحاول نزع وشاحها الأبيض المثبت بتاج فوق مقدمة رأسها.....رفع حاجبيه باستهزاء وجلس أمامها فوق ذراع الاريكة وقد بدل ملابسه بسروال قطني رمادي.....وتيشرت ابيض حمالات وكان حافي القدمين:
_الله أكبر....متعرفيش تسخني الاكل وتحطي أطباق ع السفرة ايه المعضلة في كده هو انا بقولك اعمليلي حلة محشي مثلا.....ايه تحبي انزل اكل عند امي ولا اناديها تطلع تحضر السفرة هي.
_قومي يا درة وبلاش دلع....
*أين قوتها وصلابتها عندما اتخذت قرارها بالموافقة على الزواج منه.......حتي تكسر أنفه المرتفع وتعمل على اذلاله.....لقد تم العكس بأول لياليها معه فكانت على وشك البكاء عندما قالت بصوت متحشرج:
_صدقني معرفش والله.....وبعدين ع الاقل اغير هدومي زيك حتى لو بعرف.....ازاي ادخل المطبخ بالفستان ده كله.
*هتفت بعلو وهي تضرب بيدها فوق ثوب زفافها المنساب حولها......حرك راسه موافقا وكان يستوعب ما قالته ثم حك مؤخرة راسه يهتف:
_اه في ديه عندك حق انا كنت حاسس اساسا وانا أعقد جنبك في العربية اني هقع.....نفسي افهم ازاي بتستحملوا فستان طن على جسمكم طول الوقت ده.
*ابتسمت على طريقته التلقائية في التعبير وقد شعرت بالفخر يبدو أنها هي المنتصرة الان....ولكن هناك شيء يعوق انتصارها هذا التاج المثبت بطرحة الزفاف في خصلات شعرها.....وان تخصلت من التاج والطرحة....كيف ستتخلص من هذا الثوب فقد ساعدتها موزامزيل سناء في ارتدائه من سيساعدها الان:
*يبدو من شرودها انه فهم ما تفكر به..... قال بنبرة تبدو أكثر لين ورقة:
_تحبي اساعدك تقلعي فستانك...
_لا لا..ش..ش..ك..را
*صاحت بتلعثم وهي تقف منتفضه تهرول إلى غرفة النوم.....ويالا حظها السئ الذي يلاحقها فقد تعثرت بقوة وسقطت في منتصف الصالة الواسعة فوق ركبتيها وافترش الثوب حولها بهمجية.....ظل يضحك بقوة....يضحك وهو مغمض العينان أسنانه البيضاء المستوية كحفت المشط تظهر بوضوح.....يا الله وسيم هو الي حد الجنون لأول مرة تراه يضحك بتلك الطريقه الجميلة انتبهت على حالها وقالت بنزق:
_من فضلك بطل ضحك وياريت تيجي تساعدني عشان أقف.....من فضلك من غير ضحك.
*انحني أمامها ونظر داخل عيناها الزمردية المكحلة بالكحل الأسود الغطيس وقد ثمل من نظراتها وكأنه ارتشف قانينة خمر قوي التركيز وهمس وهو يفرد ذراعيه ويحملها بلمح البصر:
_انتي تؤمري يادرة هانم.....اشيلك واساعدك كمان تقلعي فستانك..
*تلبكت شفتيها وارتجفت وما كان منها إلا أنها تعلقت بعنقه مستسلمة إلى صوته الاجش وانفاسه الدافئة التي تلفحها:
*كانت ترتجف كطفلة صغيرة بين يده....جف حلقها
حينما أحست به يفتح سحاب ثوبها ببطء شديد واصابعه الخشنة قليلا....تلمس بشرة ظهرها الناعمة حتي آخرها.....الثوب على وشك السقوط هكذا فكرت....وانفزعت والتفتت سريعا وهي تحكم
الفستان بذراعيها حتى لا يسقط:
_ااا...ن....ا...شك...ر
*زمت شفتيها وامتنعت عن الكلام وقد ضاقت أنفاسها داخل صدرها وهو يكمل ما بدأه دون أن يتوقف أو ترجف عيناه....ازاح ذراعيها وأكمل....
*لكنها صاحت وهي تدفعه في صدره:
_ابعد عني.....انا هعرف اغير هدومي لوحدي.
*تبادل معاها النظرات المحمومة بالعاطفة كان جرئ النظرات وقح اللمسات....متلهف القرب منها فقد استطعت تلك الصغيرة نحيلة الجسد أن تسيطر على عقله.......ويبدو سيطرت على قلبه أيضا:
_ابعد عنك....ازاي يعني انتي ناسيه انها ليلة دخلتنا يعني مفيش بعد يا درة.
*تحدث وهو يمسح عنقها المكشوف أمامه بشفتاه فهمست اخيرا بعد أن عثرت على بقايا صوتها:
_محمد ارجوك ابعد عني....انا وانت عارفين كويس احنا اتجوزنا ليه....وعشان ايه؟
*ابتعد عنها وقد تصلب جسده بقوة.....يسالها:
_تقصدي ايه بكلامك ده...... مش فاهم؟
*اخيرا حررها واستطعت أن تفلت من بين ذراعيه وجلست على حافة السرير تقل بصلابة:
_اقصد انك انت اتجوزتني عشان تذلني.....وانا اتجوزتك عشان انتقم منك و زهقك في عيشتك لحد ما طلقني واتحرر منك ومن قيود بابا.
*لولا الفضائح والشائعات التي بالتأكيد ساتمس عمه رأفت ووالده وهو أيضا.....لكان الان طلقها وطردها من بيته شر طردة كما هي عارية مكشوفة الجسد.
*تصلب فكه وضم قبضة يده بقوة....الغبية الحقيره تتحدث بمنتهى البساطة عن الانتقام والتحرر وكأنها اتخذت منه سلمة للوصول إلى انحرافها وحقارتها.....ازدادت رغبته فيها ولكن قد تحولت هذه الرغبه من رغبة حميمية بين زوجان الي رغبة أخرى..... يريد أن يكشف بها أن كانت بنت الحسب والنسب عذراء لم يمسسها احد ام انها......
*جن جنونه لهذة الفكرة.....ولم يشعر بنفسه الا وهو يخلع كنزته ويرميها بعيدا.....وقفت سريعا تحاول أن تخفي جسدها عنه وتخرج من الغرفة ولكنه كان كنمر شرس يتربص بها......سد باب الغرفة بجسده وصاح من بين أسنانه:
_على فين هو دخول الحمام زي خروجه.....مش لازم اخد التمن عشان احررك بالاصول.
_محمد...محمد انا مقصدتش اللي قولتله والله.... انت فاهم غلط....انا كنت..
_اخررررررررررسي....يا حقيرة.
*صرخ بقوة اجفلتها ونشفت الدماء في عروقها....وبقدمه أغلق باب الغرفة وبيده القوية نزع فستانها عنها..........فصرخت وقفزت فوق
السرير لتختبي منه......غبية هي فقد أوقعت نفسها في مأزق لا خروج منه فقد تحول بوجهه الشاب وعيناه الجاحظة وشفتاه التي ترتعش وجسده المتصلب إلى وحش جائع على وشك التهم فريسته
بحركة سريعة كان يسحبها من ساقيها لتقع فوق الفراش وهي تصرخ وتتلوي بين يده.....كتم صرخاتها بفمه عندما انهال عليها بقبلاته الشرسة....وبكل قوته وعنفوان غضبه أشرف عليها بجسده الكبير ليمتلكها بقوة دون رحمة أو تفكير صم أذنيه عن صرخاتها ورجائها.....حتي سكنت بين ذراعاه........وبعد دقائق معدودة ابتعد عنها وهو يلهث ويتصبب بالعرق....ونظر لها بغضب برغم انه اكتشف انها.................................كانت عذراء.
********************* ******
انتهى الفصل
إلى اللقاء مع الفصل السابع.