________________________________________لم تكن ميلودي تتوقع رؤية جايمس مرة أخرى ، خاصة ظهوره في متجرها في الأسبوع التالي بصحبة عضو مجلس التشريع في المدينة تشارلز رينز الذي كان أحد أصدقاء جدها . ومن الطريقة التي وقف فيها جايمس وهو ينظر فوق رأسها ، استنتجت أنه كان مجبراً على الحضور رغماً عنه . وحاولت مرغمة أن تتجاهله ما أمكنها محولة نظراتها المتسائلة إلى تشارلز .
ابتسم لها الرجل العجوز وهو يهز رأسه مجيباً عن سؤالها الذي لم تنطق به: "كلا. إنني لست هنا اليوم لأستأجر أي شيء من متجرك يا ميلودي ، ولكنني جئت لأتحدث عن عمل من نوع آخر.ذلك أنك قد جئتنا بالخطوط الأولى ،أيتها السيدة الشابة لمشروعك ذاك بإنشاء مركز تجمع للجيران ،وقد أصبح مدار اهتمام العمداء في المدينة وكان مثار اهتمام مجلس التشريع أثناء جلسة يوم الاثنين التي كرست لدراسة تفاصيله ومساندته .
رمقت ميلودي جايمس بنظرة عدائية وهي تسوي من أشرطة قبعة قش وتشبكها إلى وسادة مخملية سوداء .وقالت: "من خلال من ترافقهم هذه الأيام يا تشارلز فإنني أظنك ضد هذه الفكرة ."
أجاب وهو يجلس على كرسي عالٍ: " في الحقيقة، عن كل إنسان في هذا المدينة أصبح يساندك."
قالت بقنوط: "ولكنني اسمع كلمة(ولكن)."
لقد أصبحت الحياة بالنسبة إليها ،مليئة بكلمات (ولكن) خصوصاً في وجود جايمس .
قال تشارلز: "ليس تماماً .ولكن انتخابات البلدية تجري هذه السنة وأكثرنا يعمل لتجميع الأصوات .وبطبيعة الحال ،فإننا لن نساند أي مشروع يسيء إلى الناس."
نفضت شالاً عاجي اللون ثم علقته بجانب القبعة وهي تقول : "ما هي المشكلة أذن يا تشارلز؟ "
قال: " إن المجلس يقدم عرضاً باستئجار المكان لمدة تسع وتسعين سنة وذلك بأجر رمزي ،فلو استطعت أن ترفعي من المبلغ الذي جمعته لضمان انتهاء المشروع لغدت مساعدتك لنا أكثر فعالية."
قالت : "هذه هي نيتنا في الواقع."
تنحنح بينما بقيت أسارير جايمس حيادية . وقال تشارلز: "ثمة شيء أخر ."
تأكدت ميلودي من أن ثمة شيئاً في الأفق ولكنها قالت : "إنني أعرف أنه لابد أن يكون ثمة شيء."
قال: " المسألة هي أن سنة الانتخابات قد بدأت. وعلينا أن نقنع الناخبين بأننا لا نساند المشروعات عديمة الفائدة وندفع فيها أموال دافعي الضرائب. وتعرفين طبعاً أن موقع المشروع المختار هو بناية موروثة وأن هناك شروطاً صارمة بالنسبة إلى استعماله."
قالت: "لقد توقعنا ذلك."
أختار جايمس تلك اللحظة ليقول: "لا شك في أنها تتوقع أن تشق طريقها بالرشوة." كان يعاملها بنفس الطريقة التي عاملها بها أثناء المقابلة التلفزيونية، أي كأنها غير موجودة.
حسناً ...أي شخصان هما كافيان للقيام بهذه اللعبة. وقالت تسأل تشارلز: "لماذا هو هنا؟ "
أجاب: "لكي نحصل على الأخضر لهذا المشروع، عليك أن توافقي على العمل مع شخص يملك عدة خبرات منها الهندسة. شخص من إدارة التخطيط في المدينة ومهندس بناء ويكون طبعاً ممثلاً عن تلك الطبقة."
قالت: "أنه مهندس بحري فما الذي يعرفه عن هندسة البناء ؟ "
قال تشارلز بارتباك: "إن اللجنة تصر على ذلك ،إذ أن والده سيث لوغان ،لما أصبح له شعبية بسبب الحادث الذي تعرض له ،فقد اختير من قبل اللجنة ليكون المتحدث باسم المستفيدين من المشروع ،وكذلك ..."وتنحنح مرة أخرى وهو يتابع : "حسناً يا عزيزتي ."
تنهدت ميلودي وهي تقول : " هاهي كلمة (ولكن ) تفرض نفسها مرة أخرى يا تشارلز ؟ "
شد عقدة ربطة عنقه، مع أنها تكاد تخنقه وهو يقول: " ربما. إنني أخشى أن ثمة كثيرون قد رأوا برنامج التلفزيون ذاك يا عزيزتي . ولسوء الحظ ظن البعض أن الغرض الحقيقي من جمع المساعدة المطلوبة بشكل ملح، قد انتفى بعد الشجار الذي حدث بين الشخصين اللذين ظهرت علاقتهما الشخصية بشكل سيئ. ولكي نحصل على المساندة من المجلس، على المجلس ذاك أن يتمكن من إثبات أن التعاون بين الطرفين... قد علا فوق الخلافات التافهة . إننا نريد أن نراك و جايمس تعملان معاً في هذا المشروع للخير العام."
أنت تقرأ
513 - كوني لي سيدتي - كاترين سبنسر ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
Diversosالملخص كانت ميلودي وورث لطيفة ومهذبة . وقد شاء قدرها أن تولد ثرية وهذا حتى الآن لم يكن يبدو لها مشكلة ،ثم ظهر جايمس لوغان في حياتها ليطلب منها أن تتوقف عن مساعدة الناس الذين لا يريدون إحسانها كيف يجرؤ على ذلك ؟حسناً ، عليها أن تتحمل رؤية الابن لأن...