________________________________________لم تكن قليلة تلك المناسبات الاحتفالية التي حضرها جايمس أثناء تسلقه سلم الارتقاء في مهنته ولكنه لم يشهد من قبل قط تجمعاً تجلى فيه ذلك العرض الباهر للثراء والإسراف ، كالذي تجلى في الاحتفال السنوي بالربيع في بورت ارمسترونغ .وهمس لسيث وهما يدخلان قاعة الرقص الكبرى في فندق امباسادور: " أن أي نشال مجوهرات يمكنه أن يتقاعد إن وفـّق هذه الليلة."
هتف سيث متقطع الأنفاس: " أنظر إلى ملابسهم ." ملوحاً بعصاه ذات المقبض الفضي.
قال جايمس : " لا تلوّح بالعصا هكذا فقد تصيب رأس أحدهم .دعنا نجد مكاناً بعيداً عن الزحام."
قال سيث : "أبحث أولاً عن ميلودي."قال جايمس: "ابحث أولاً عن ميلودي."
قال جايمس : " ان الجموع تملأ قاعتين يا سيث. وقد لا نتمكن من العثور عليها."
قال سيث : " لماذا لم تتصل بها هاتفياً أذن لكي تأتي معنا منذ البداية؟ أريد أن أجلس معها وأرى ماذا ترتدي." ولوّح بعصاه مرة أخرى مشيراً إلى من حوله وهو يتابع قوله: " انها ستغطي على كل هؤلاء."
خوفاً من أن يكون قول سيث صحيحاً ، تمنى جايمس أن يتمكن من تجنب لقائها .إنه يريد أن يكون هذا المساء خاصاً به،يستطيع معه أبوه أن يستمتع بذكراه .فليستمتعا ، إذن بالموسيقى والشراب والتفرج على المجوهرات والثياب الأنيقة والوجوه المعروفة والمشهورة ،ولكن على أن تبقى ميلودي وتأثيرها المزعج صورة منسية فقط في زاوية من ذهنه .ذلك أن ثمة حدوداً لما يمكن أن يتحمله ، وهو الآن يتألم مسبقاً لدى التفكير في ما قد يكون ردة الفعل لهذه الليلة لدى والده ،صبح الغد.
من سخرية القدر أنه في هذا الوقت المتأخر أخذت الروابط العائلية تلتئم بين الرجلين اللذين كانت أهدافهما أكثر اختلافاً مما هي عليه الآن ، ومنازعاتهما أكثر حدة رغم أن جايمس أخذ يعاني أحياناً من وخز في ضميره بعد أن وضع تصميماً نهائياً لحياته الخاصة.كان يشعر في أعماقه بالندم وبنوع من الحزن لذكرى الأيام التي كان يعيشها مع والده . كما أن سماحه لنفسه بتطوير علاقته مع ميلودي، حمّله عبئاً فوق طاقته في المشاعر وهدّد عزلته الرائعة تلك التي شكلت حدود حياته التي وضعها.
كان فندق امباسادور قديم البناء ، وكانت قاعات الرقص والجلوس وغرفة الاستقبال مبطنة الجدران بألواح الزجاج والثريات من البلور الصافي ،وكان الأثاث أثرياً ،كما كانت الأرضية من الخشب المتين اللامع ،وبدا كل شيء رائعاً لجلسة مسائية شاعرية .
تساءلت ميلودي وهي في غرفة السيدات في الفندق ،تصلح زينتها ، عما يدعوها إلى الشعور بالحزن وبأنها غريبة اللباس .كان ثوبها أنيقاً من الساتان العاجي اللون موشحاً باللون الوردي، وكان يشد خصرها ،ثم ينحدر بشلال من الأزهار إلى كاحليها .كانت الألوان تناسب شعرها الأسود وبشرتها العاجية .فما هو الخطأ الذي حدث الآن ليثير فيها هذا الشعور؟
مهما يكن الأمر ، فقد أنتقل هذا الشعور إلى مرافقها هو أيضاً .وهو رجل كانت تخرج معه أحياناً لأكثر من سنة. كان روبرت رجلاً رقيقاً مثقفاً أنيقاً اجتماعياً، ومتفهماً.
يا للعزيز روبرت ،لقد تعب والداه في تنشئته وتثقيفه ،فلماذا لم تعرف قدره ولماذا لا تفتأ تقارنه بينها وبين نفسها ، بجايمس لوغان؟ ربما لو ظهر جايمس وجدت سبباً للتفكير بشكل مختلف .وربما جلوسها إلى جانب رجل ممتاز مثل روبرت، يجعل عيوب جايمس أكثر بروزاً ، وتأثيره عليها أقل .وربما عدم لمحها له هذه الليلة ، هو السبب في شعورها الحالي بالإحباط.
أخيراً رسمت ابتسامة على شفتيها .ستكون هذه الليلة طويلة مجهدة .ولكنها تعتمد على روبرت في عدم إظهارها لشعورها هذا ،فهناك عشرات من النساء يتمنين أن يكنّ مكانها إلى جانبه إذا وجدن الفرصة ، كما أنه يستحق أن تجعله يتساءل عما قد يكون أقترفه ليكون حظه مع هذه الفتاة التي تتمنى لو كانت مع رجل آخر في مكان آخر.
قالت لروبرت الذي كان ينتظرها، بصبر في الردهة: " آسفة لجعلك تنتظرني."
ابتسم وهو يمسك يدها: " لا بأس ،فأنت تستحقين أن ينتظرك المرء .بالمناسبة آل فريزر هنا قد حجزوا لنا مقعدين على مائدتهم."
قالت: "هذا حسن." وانتفضت فجأة ...هذه الكلمة ،حسن،تتبادر إلى ذهنها على الدوام حين لا تكون مع جايمس .لا شك في أنها إن نظرت في أمره بواقعية، ستكون حياتها، أحسن كثيراً بدونه.
قال روبرت: "ثمة وجوه كثيرة جديدة ،هذه السنة."
وأشار إلى الحشد حولهما ينبهها إلى احتمال أن يدوس أحد على أطراف ثوبها.
مدت عنقها آملة أن ترى وجهاً معيناً بين هذه الجموع ولكنها لم تستطع رغم كعب حذائها العالي.
أنت تقرأ
513 - كوني لي سيدتي - كاترين سبنسر ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
Randomالملخص كانت ميلودي وورث لطيفة ومهذبة . وقد شاء قدرها أن تولد ثرية وهذا حتى الآن لم يكن يبدو لها مشكلة ،ثم ظهر جايمس لوغان في حياتها ليطلب منها أن تتوقف عن مساعدة الناس الذين لا يريدون إحسانها كيف يجرؤ على ذلك ؟حسناً ، عليها أن تتحمل رؤية الابن لأن...