الفصل السابع

6.1K 129 1
                                    


وصلت ميلودي إلى منزل سيث في الوقت الذي كان فيه جايمس ينزل مشترياته من البقالة. أطل من السيارة وقال: "دعيني أساعدك في هذا."وأخذ من يدها شجيرات زهور الأضاليا الكبيرة الحجم وتابع يقول: "وسأنقل بقية الأشياء قي ما بعد."
دفع جايمس بوابة أحدثت صريراً عالياً،ثم تابع السير في ممر يشطر قطعة أرض معشوشبة.
دفع بكتفيه الباب الأمامي الذي يقود إلى غرفة الجلوس مباشرة وهو ينادي "سيث."
كان سيث جالساً على كرسيه ذي العجلات قرب المدفأة .وقال وهو ينظر إلى الشجيرات عابساً: "لماذا أحضرت هذه الشجيرات الجافة؟"

قال جايمس وهو يتقدم ميلودي: "أن ميلودي هي التي أحضرتها وليس أنا."
امتلأت عينا الرجل العجوز بسرور خفي وهو يعلن قائلاً: "إنها أجمل أزهار رأيتها في حياتي، سأضعها هناك بحيث أتمكن من رؤيتها على الدوام."
نظر إليها جايمس وقد بدت في وجهه خيبة أمل وهو يقول: "هل رأيت ؟مهما فعلت لأجله يبقى غير راضي عني."
قال له سيث آمراً: "هيا أدخل وأغلق الباب قبل أن يقودني البرد إلى الموت. وأجلسي أنت هنا يا ميلودي بجانب النار وادفئي نفسك."
قالت دون أن تنظر حولها: "ما زال هناك أشياء في السيارة عليّ أن أحضرها." كان البيت من الداخل مكتمل النظافة والترتيب .ولكنه يبدو كئيباً كالسجن ،وكان الأثاث قليلاً بدائياً مؤلفاً من أريكة قديمة قدمها سيث إلى ميلودي،ومنضدة خشبية عليها غطاء مشجر،وكرسيين ومصبح أرضي .وفي فجوة في الجدار حوض للغسيل وثلاجة أثرية . وفي زاوية من الغرفة تلفزيون وفي زاوية أخرى كان هناك سلم يقود إلى الطابق العلوي الذي لابد أنه ليس أفضل من بقية هذا الكوخ.وكان ثمة باب يواجه المدخل،يبدو منه طرف سرير فردي .
لم يكن يزين الجدران أية صورة أو رسم .وكانت الزينة الوحيدة هي إكليل من الشرائط الرخيصة المتسخة قائمة فوق رف المدفأة وكان كل ذلك يترك في النفس معنى للوحشية والفقر مما لم تستطع ميلودي معه أن تحتمل النظر إليه .ولم تشأ أن تفكر كيف يمضي سيث عيد الميلاد ،وهو العيد الذي يمضيه المرء عادة مع أسرته .
قال جايمس: "أعطني مفتاح سيارتك لأحضر بقية الحاجيات."
هزت رأسها قائلة : "يمكنني إحضارها بنفسي."
قال جايمس: "لا حاجة بك لذلك لأنني أنا أيضاً عليّ أن أحضر بقية الحاجيات التي أحضرتها .ولعل سيث يريد أن تبقي بجانبه طوال وقت زيارتك له. إلا إذا كنت لا تريدينني أن أفتح سيارتك."
كان هذا ما تريده حقاً.فقد تصورت نظرة الازدراء في عينيه إما من ناحية معاملتها لأبيه أو من ناحية ما أحضرته من أطعمة مثل لحوم الطير مع المايونيز والحلويات وغيرها.
"لماذا يبدو الذعر على وجهك؟ هل تراك تخفين جثة في المقعد الخلفي في سيارتك ؟أو شيئاً سرياً؟ "
أطلقت ضحكة باهتة وهي تقول: "لا تكن سخيفاً."
وناولته المفتاح.لقد فات الأوان الآن على الادعاء بأن كل ما أحضرته هو نبات أضاليا فقط. وبعد دقائق قليلة ،دخل جايمس حاملاً ملء ذراعيه الأكياس والسلال المعلقة بمرفقيه.
قال سيث مستطلعاً: "ما الذي أحضرته؟ " أفرغ جايمس محتويات الأكياس على المنضدة وهو يقول باختصار: "تموين.علب حساء ولحم مطبوخ ،ومعكرونه واجبان وبسكويت وخبز وحليب قهوة . ثم هذا." وأشار إلى السلال الملونة وأخذ يقرأ البطاقات المرفقة بها (أشهى المختارات من "غورميت اليت""بورت ارمسترونغ".) وقال لها: "إنك في حاجة إلى شهادة في اللغات لتستطيعي لفظ أسماء كل هذه الأشياء التي أحضرتها." 
قالت: "افتح هذه السلال لأرى ما تحويه."
قال هازئاً: "هذا ما توقعته .مواد من أرقى محلات البقالة وهذا هو مستواك بالضبط،مخللات،بيض،فاكهة ،حيوانات بحرية..."
أقترب سيث بكرسيه قائلاً: "أي نوع من الحيوانات البحرية؟" 
قال جايمس ضاحكاً : "حلزون."
فقالت: "ليس ثمة حيوانات بحرية بينها."
ابتعد سيث بسرعة وهو يقول: "هذا أفضل ،قد لا أكون مليونيراً،ولكنني لست من الفقر بحيث آكل الحلزون.ما الذي تفكرين فيه يا فتاتي ميلودي؟ "

513 - كوني لي سيدتي - كاترين سبنسر ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن