قال جايمس مستغلاً ،دون خجل كونها أصبحت أسيرته: "إنني اسلم بأنك مضللة في افتراضك، انك تعرفين ماهو الأفضل بالنسبة إلى أناس لم تحاولي فهمهم .كما أعترف بأن أول ما خطر لي حين سمعت عن الحادث الذي وقع لسيث، هو أن أرفع دعوى قضائية ضدك وضد كل من له علاقة بقضية جمع المال لذلك المشروع الأحمق . ولكن ذلك قبل أن...." وتوقف عن الكلام وهو يبلل شفتيه، ثم هزها بخفة قائلاً: "كفي عن النظر إليّ بهذا الشكل يا ميلودي ،وإلا دفعتني إلى اقتراف شيء سأمضي العمر في الندم عليه."
لكنها إزاء صوته العميق الأجش ،لم تستطع تمالك مشاعرها وبدلاً من أن تستمع إلى كلامه ،أخذت تحدق في فمه مأخوذة بحركات شفتيه وهو يتحدث وفي الحقيقة كانت هناك كلمة واحدة يمكن تصف جايمس لوغان وهي ليست كلمة (بغيض )ولا (متعجرف)ولا ::::::::كما كانت تحاول أن تقنع نفسها بذلك مؤخراً ،بل هي كلمة (عاطفي ( .
كان كل ما قاله أو فعله نابعاً من هذه الصفة، والعجيب في هذا الأمر، أو الخطر على الأصح، هو أنه إما أن يكون لا يعرف ذلك، وإما أنه لا يهتم به. كما أن اهتمامه بعدم التورط معها جعله يغفل عن التأثير الذي أحدثه فيها.
اعترفت مرغمة بأن ذلك كان أكثر ما لاحظته، وكلما طال أمد معرفتها به، أزداد سحره عليها، ولم يكن هو ذلك الرجل الذي يمكن أن تتخيل نفسها واقعة في حبه، كما أنه لم يكن الرجل الذي كانت تتصوره زوجاً لها يوماً. ومع ذلك بالإضافة إلى إغضابه لها إلى هذه الدرجة، كان الرجل الوحيد الذي تآمر ضدها وتحداها إلى درجة خافت معها أن يستغرق ذلك كل حياتها هنا على هذه الأرض قبل أن تشعر بالملل منه، وسألته بنعومة: " ما هو الشيء الذي قد تفعله يا جايمس فتمضي بقية عمرك نادماً عليه؟ "أمسك بكتفيها يدنيها نحوه حتى لم يبق لديها شك في العمل الذي يريد أن يقوم به والذي سيمضي العمر نادماً عليه كما قال، وشعرت برغبة نحوه أفزعتها، فأغمضت عينيها بسرعة قبل أن تفضحاها.
قال مهدداً بغضب: "قد أقبلك."
فتحت عينيها مذهولة وهي تقول: " ماذا؟ "
قال: "إذن كفي عن ألاعيبك هذه وافتحي هذه العلبة اللعينة."
ألاعيبها ؟ إنها لم تكن يوماً في حياتها بمثل الجد الذي هي عليه الآن فقالت معترضة: "إنني لم أقم بألاعيب."
لكنه كان قد أبتعد عنها، تاركاً صقيعاً بارداً بدل الدفء الذي كان ينبعث من جسده.
أجاب: "بل كنت تفعلين.كنت تمثلين دور سيدة محترمة تلهو بعواطف أولئك الأجلاف القرويين . حسناً ،إنك لست في حاجة إلى القلق ،ذلك سبق وأخبرتك أنني لن أقاضيك ،ولو كنت بقيت أثناء ذلك البرنامج ،وسمعت كلامي ،بدلاً من أن تهربي خارجاً، لكنت أخبرتك بذلك، ونصف سكان هذه المدينة شهود عليّ، وكان ذلك الرجل الأحمق قد أبقى فمه مقفلاً إلى أن أخرج من ذلك الأستوديو دون أن أشعر بالحاجة إلى ضربه."
قالت: " الذنب ذنبي إذن في عدم استطاعتك ضبط نفسك؟"
تنهد بعمق قائلاً: " يا سيدتي العزيزة لو كانت هذه هي الشكوى الوحيدة لي منك، لكنت دعوتك إلى العشاء هذه الليلة، لذلك فإن أفضل شيء بالنسبة إليّ، هو أن أخرج بسرعة من مطبخك هذا وأتركك تستمتعين وحدك بالبازلاء والخبز المحمص."
لم يكن ثمة شيء بالعالم يجعلها تكشف أمامه عن مقدار شوقها لبقائه، وهكذا قالت بغطرسة: "لا بأس على كل حال، فالطعام هذا لا يكفي أثنين."
قال بحدة: " وكذلك لا أظنك معتادة على إشراك الآخرين معك."
تركها خارجاً من الباب الأمامي مجتازاً المسافة إلى سيارته في ثوان، وأدار محرك سيارته بسرعة قبل أن يفقد عقله.
لم يصدق أنه كان على وشك أن يفعلها مرة أخرى. إذ لو بقي دقيقة واحدة لكان قبلها حتماً وربما أكثر.لا بأس، إن كل هذا يذكره بأنهما من بيئتين مختلفتين.ولا بأس ، كذلك إذ حصلت له فرصة يختلط فيها بالطبقة الراقية .وهذا لا يغير من حقيقة نسبها الأصيل، كان يعلم منذ زمن طويل،أن الدم الأحمر لا يمكن أن يمتزج بالدم الأزرق الأرستقراطي. وبدأت معرفته تلك عندما كان في الحادية عشرة من عمره مبتدئاً بأول عمل له كصبي بقال يأخذ البضائع للزبائن، إذ قالت له سيدة المنزل وقد بان الألم في ملامحها: "لماذا تأتي من الباب الأمامي؟ أستعمل الباب الخلفي في المرة القادمة."
أدار راديو السيارة لكنه سرعان ما أقفله إذ تعالت أغنية (عينا ملاك) التي لابد أنها الفت خصيصاً لميلودي وورث. وفي الواقع جعلته عيناها على أتم استعداد للغرق في أعماق نعومتهما المخملية وهما اللتان جعلتا عقله وجسده يكادان يحيدان عن الطريق المستقيم.
ما لبث أن حول اتجاه أفكاره إلى مجرى أكثر نفعاً.مثلاً، ما الذي سيفعله بالنسبة لسيث في الأسابيع القليلة المقبلة؟ وكان الخبر السار هو أن والده سيسمح بالخروج من المستشفى. أما الخبر السيء فكان أن والده سيكون في حاجة إلى عناية كاملة بعد ذلك، لمدة شهر على الأقل. أو حتى الوقت الذي يستطيع هو رعاية نفسه بنفسه. وهذا لن يكون قبل أن يتعود على المشي على العكازين.
كانت هناك نظريتان الأولى هي أن سيث في إمكانه استعمال كرسي بعجلات.والثانية هي أن يسمح لامرأة تمتهن المساعدة في المنازل، بأن تتردد على أبيه يومياً لمدة بضعة أسابيع. ولكن بالنسبة إلى طبيعة والده، فهو سيرفض النظرية الأولى وقد لا يقبل بالأخرى، مما يجعل جايمس مرغماً على تمديد أقامته في المدينة. والأسوأ من ذلك أنه كان عليه أن يمضيا خمس دقائق في نفس الغرفة، دون أن يتشاجرا.ولا يعلم كيف ستكون الحال حين يعيشان تحت سقف واحد.
أنت تقرأ
513 - كوني لي سيدتي - كاترين سبنسر ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
Ngẫu nhiênالملخص كانت ميلودي وورث لطيفة ومهذبة . وقد شاء قدرها أن تولد ثرية وهذا حتى الآن لم يكن يبدو لها مشكلة ،ثم ظهر جايمس لوغان في حياتها ليطلب منها أن تتوقف عن مساعدة الناس الذين لا يريدون إحسانها كيف يجرؤ على ذلك ؟حسناً ، عليها أن تتحمل رؤية الابن لأن...