مدينة آيلنبورغ، ألمانيا
الواحد و العشرون من مارس ٢٠١٩
حبيبي...
اتتسائل ما الذي افعله اليوم؟ أو الآن؟ في الوقت الحالي أنا منشغلة جداً بكتابة رسائلي إليك لعل و عسى يأتي ذلك اليوم الذي ستقرأ به روايتنا، كذلك نهايتها...
في طريقي إلى مدرستي التي تبعد ساعة، اراك بجانبي و اطيافك تدور حولي، ابتسامتي منقطعة، غارقة في خيال أنا بدراية عن نهايته.
اتسائل ما الذي تفعله؟ هل استيقظت؟ هل تفكر بمحادثتي اليوم؟ أم لن تفكر بي كالعادة؟ كعادتي اليوم سأمشي العشرون دقيقة المعتادة إلى ثانويتي و انت تملئ تفكيري.
كما وعدتك، تحدثت مع ابي يوم الاثنين الماضي و ليتني لم افعل.الاثنين ١٧ مارس عام ألفان و تسعة عشر
جميعنا نكره المواجهة بكل أنواعها حتى و ان كانت بادرة عن إرادتنا، ها أنا الان اقف أمام ابي و الندم يأكلني، احاول تذكر السبب الذي دفعني للقيام بهذا في المقام الأول، كل هذا لأجلك يا حبيبي...
"ما الشئ الذي اردتي التحدث به؟ ما هو الشئ المهم لهذه الدرجة؟"
قاطع ابي تفكيري، أردت التحدث و أنا غافلة عن طريقة بدء حديثٍ كهذا، أردت البدء بمشاعري لعله يفهمني، ابي شخص مرهف بالأحاسيس، رغم شهرته بالهيبة و القسوة، الا انه يمتلك قلب ملاك، لا أظن انه سيمارس علي غضبه أليس كذلك؟
"ماذا حدث يا ابنتي؟"
للمرة الثانية يقاطع ابي حديثي و أتجرء أنا في النظر إلى عيناه. لماذا أردت التحدث مرة أخرى؟
نظرت في عيناه مصممة على التحدث، على هذه المهزلة ان تنتهي هنا. نظرت لأبي ثم للأرض، مرة أخرى لأبي و بنفس عميق قررت التحدث
"أبي" نطقت بقلة حيلة قبل ان اردف "ماذا ستكون ردة فعلك عندما تعلم ان شخص ما يصغر ابنتك بعام يريدها و يحبها؟"
نطقت بسرعة و دون مقاطعة، نظرت آلى الأسفل. الآن لا مجال للعودة، لا يمكنني فقط الابتعاد و ان اتعامل كأن شئ لم يكن، علي فقط ان أتكلم و انهي هذه المهزلة التي جعلت مني جريحة، و ليس أي جرح، انه جرح القلب الذي لا يشفى ولا يغلق.
"ماذا تعنين؟ هل لازال في المدرسة؟"
سؤال ابي كان بسيط جداً، أما أنا فأخذته كالهدوء ما قبل العاصفة دب الرعب بقلبي، انا خائفة. الغريب بالأمر أنني لست خائفة من ابي، خائفة من خسارتك، الخسارة التي لم اكن أتوقع ان تكن انت سببها.
"أمم، لا هو ليس في مدرستي، في الواقع انت تعرفه مسبقًا، بل و تحبه و تحترمه"
"لكنني لم اسأل ان كان بمدرستك، سألتك ان كان لازال يدرس"
لاحظت كمية غبائي المفرط من شدة توتري، و كم تمنيت ان يعود الزمن بي للوراء و اتراجع عن التحدث، لا اريد خسارتك. و مرة اخرى لاحظت ان افكاري سافرت بي الى عالمٍ آخر بحيث انني لازلت لم اجب
"اوه، نعم مازال يكمل دراسته"
"من هو هل هو مارت؟"
نظرت الى ابي بأعين تملؤها الصدمة، كلا هذا خاطئ، تخمين خاطئ، جواب خاطئ، فقط انا اعرف ما الذي دفعه لنطق اسمه في المقام الاول، لقد سمعني اتحدث برفقة ابنة عمتي، و تظاهر كأن شئ لم يكن. اكان ينتظرني لأقول له الحقيقة؟ ام ماذا؟ ذلك اليوم و لأول مرة لم افهم ابي.
هززت رأسي بكلا، لم يكن مارت من حطم كل الجدران التي بنيتها حول قلبي.
بل انت!
و بصوت كدت انا ان اسمعه نطقت اسمك و نظري معلق على الارضية، حتى انني حفظت خطوطها خطًا خطًا.
"بل آدم"
ماذا؟ من؟ لم افهم"
"آدم، اخاه"
تجمعت الدموع بعيناي لسبب ما لا اعرفه، اهو بسبب الاشتياق؟ ام سبب التوتر المفرط، ام هو بسبب انني لا اعلم ما ردة فعل ابي تحديدًا؟
"لا يمكنكن ان تكونا سويًا بينما تعلمين حق المعرفة ان اخاه أراد الدخول معك بعلاقة أليس كذلك؟"
كان ذلك صوت امي الذي ارجع بي من أحلامي الوردية الى ارض الواقع. اعلم امي كانت على حق، تمتلك افكارك، لكنني في مرحلة نسيت بها ما هو المنطق و المناسب اتفهمني؟
بالطبع لا!
"امي، اخاه اراد أن يخوض معي تجربة العلاقة، لكنه لم يحبني"
"لم اعد افهم شئ، هل يمكنك ان تشرحي؟"
في هذه اللحظة، كرهت كونني مضطرة على تفسير الكثير و الكثير لأبي. رغبتك كانت في المقام الاول ان اقول الحقيقة، لكنني خائفة بحق الجحيم. أكرر خائفة من خسارتك. كرهت كون كلماتي تبعثرت كالبخار، و انني لا استطيع ايجاد سطر البداية لموضوعي. كرهت كوني فتاة مرهفة بالحياة، مراوغة و تمازح الجميع. اردت ان تحبني وحدك، أردت ان امحي كل للحدود التي تقف بيننا.
"ابي" نطقت بقلة حيلة، علي التفسير. الان ام ابدًا "الامر برمته.." ضاعت كلماتي مرة اخرة. أخذت أبحث هنا و هناك عن كلمات لأفسر بها ما يحدث، فلم أجد ما يعبر أو ما يشرح على الأقل.
اخذت نفسًا عميقًا مشجعتًا نفسي على الاكمال، ابي سيتفهم حبنا،
اليس كذلك؟
"مارت، اي اخاه، ارادني كزوجة له، أرارد أن يخوض معي علاقة أمام الجميع، اعني كان هذا منذ سنتان، اي منذ زمن، لكنه كان مازال صغيرٌ جدًا، كما كنت انا، اظن، لا بل متأكدة ان الامر برمته قد انتهى، فهو يعرف ما يدور بيني و بين اخاه، اقسم هو لا يريدني الان"
أنت تقرأ
رسائلي لك📜🥀
Romanceريما يقرأ البعض رسائلي، لكنني اخاف الإعتراف بأنها كتبت لشخص واحد، لغريبٌ يحمل جميع اسراري... في العلاقات، عليك تحمل الم الفراق و نعومة الحب، تحمل قوة الحب و الاستسلام. لربما يتبين لنا ايضًا من خلال ذلك، أن ليس كل ما يُسمى حب، يكن الحب فعليًا... ان...