الرسالة السادسة📜🥀

21 3 0
                                    

الثامنة عشر من مارس الفان و عشرون
بايلغودا، المانيا
حمقاء نحن ام حمقاء؟ نعيش في عالم يتنظرنا الموت به في كل ثانية ومازلنا نلاحق من نحب! سفهاء نحن. نربط كل شئ بالشخص الذي نريد و الحال هو، الشعور بالضياع حال ذهابه. الحقيقة هي اننا نحن من نقرر، نحن نستطيع ان نسعد و نحزن كيفما نشاء.
لن اربط كل شئ بك بعد الآن يا عزيزي، هذا هو الألم بحد ذاته، هذا الألم الذي ينهك بي و يقل لي قعي ارضًا، اما انا؟ فأغلقت اذناي جيدًا كي لا اسمع هذه المرة.

الخامسة من مايو الفان و تاسعة عشر
بايلغودا، المانيا
هنا على هذه الكنبة انتظرتك انا في عيد مولدي الثامن عشر. أتذكر؟ انا لم انسى و لن انسى. رسائل نصية متبادلة بيننا في الصباح، ما بين النقاش ستأتي ام لا. أبي حادث اباك بالفعل، أظنك ستأتي.
الكثير من المدعوين و ما يهمني هو حضورك؟ من انت ايها السارق، سارق قلبي الذي تاب و اعاده دون رحمة بعد ان احتل نبضه.
ثلاثة الوان، احمر، اسود و ابيض، أتذكر؟ الوانك المفضلة؟ الوانك الثلاث التي صبغت ثيابي لكي اسعدك. حمقاء معتوهة، هذا ما انا عليه.
وقت طويل من الإنتظار، رن جرس المنزل يعلن عن حضور ابنتا عمتي، و المفاجئة الكبرى كان ابن عمتي الذي حضر أيضًا. أتذكره؟ ذلك نفسه الذي كن لي بعض المشاعر و أنا بكل جبروت عني أبعدته. لأجلك...
كيف سأنظم كل شئ الآن؟
ضياع!
هذا ما أشعر به، لم اعرف انه سيأتي، ستشتعل نيران الغيرة هنا.
غيرتك انت!
الهي اعطني القليل من الحكمة و والصبر.
صديقتي جيسيكا، كانت شاهدة على كل ذرة توتر تواجدت، على كل رجفة، على كل ابتسامة، على كل نبضة و كل شعور. الكثير من الأحاديث هنا و هناك، و نظري انا مشتت. أنظر الى هاتفي بين الحين و الآخر انتظر رسالة "نحن وصلنا".
لطالما كان لدي عدوان: الصبر و الانتظار. و يبدو يا عزيزي ان الله يحب امتحاني بهما. فراشات تتلاعب بمعدتي، ترسلها في جميع انحاء جسدي، تدغدغه و تلعب على أوتار أعصابي. سأراك، سأراك مجددًا بعد مدة طالت الشهر. شهر من الاشتياق و العذاب، شهر من مذاق الحب و كلمات الغزل، شهر من حلاوة العشق. لا أصدق هذا، سبحان مغير الأحوال.
أذكر انني رفضت المشاركة في الأكل مع الآخرين في عيد مولدي، لأنني أردت أن تكون انت من يشاركني، كل هذا لأنكن تأرختن قليلًا، أرأيت أحدًا بحماقتي؟ فضلتك كما فضل الاله لبني اسرائيل على العالمين، رغم معرفته بعصيانهم. و كل ما نلته كان العذاب بعد الكثير و الكثير من الحب.

عندما سمعت صوت محرك السيارة، نظرت من النفاذة، و ها انت ذاك، يا من تجلس على عرش قلبي. قلبي بدأ بالخفقان بشكل أسرع، يداي بدأتا ترجفا مجددًا، و كأنهما توقفا قط. أنظر هنا و هناك و لا أعرف ما الذي يجب علي فعله و كأن العالم توقف هنا، اتتسائل أي حماقة هذه؟ انها حماقة الحب التي لا تعرف عنها شئ يا عزيزي.
لو تسألني اليوم لما قررت إرتداء حذاء المنزل آنذاك الى الشراع لإستقبالكن، سيكون جوابي عبارة عن سؤالبين: "من؟ أنا؟". تصرفي ذالك الوقت لم يكن أحمق، لكنني حقًا لم اكن بدارية عما أفعله، كل ما اردته هو رؤيتك مرة أخرى، رؤية مالك قلبي مرة أخرى.
عانقت أختك عناقين طويلين، لأنني أردت أن اعانقك ولو لمرة واحدة و لم أستطع، فعانقت أختك ثم أمك و انا أراك تنزل من السيارة برفقة اخاك. ابتسامتي لم تغب عن وجهي في ذلك الوقت. عيناك العسلية مرة أخرى، تلك العينان الساحرتان ببريقهما الأخاذ. ماذا فعلت بي؟ رأيتك تبتسم، و بإبتسامة واحدة بنيت انت عالمي من جديد. صففت أنت شعرك بحرية، بكنزة بيضاء تبرز عضلاتك المرسومة، لم تزدك الا جمالًا و سروال جينز لم يزدك الا هيبة و رجولة.
صعدنا الى الأعلى و انا أسترق النظر اليك بين الحين و الآخر، أراك تبتسم لي فيشتعل خداي من الخجل، أي تعويذة القيتني بها يا انت؟
بعد دخولنا للمنزل رأيت بعيناك الكثير من الأسألة فيما يخص ابن عمتي، لكنني لم أملك الجواب لإحدها حتى. نظراتك، نظرات الغيرة، لقد صدقتها حينها، كيف لها ان لا تتواجد اليوم؟ تناولنا الغداء، و بعد القليل من الرقص هنا وهناك بينما أحاول التهرب من نظراتك قررنا تقطع قالب الحلوة، بحيث كانت جميع الأنظار تحدق بي، كل هذا لم يؤثر بي، لم يؤثر بي أحد مما أثرت بي نظراتك لأكن صادقة. و بينما أحدق بك، كيف تصفق لي.
بعد تقطيع قالب الحلوة تفاجئت بأختي التي غطت وجهي بالكريمة،
تبًا!
يا له من موقف طفولي محرج لي أمامك. كيف أبدو اللآن؟ لا بد أن مستحضرات الجميل التي قضيت يومي بوضعها قد سالت الآن. لا بد أنني أبدو كدب الباندا الآن. ركضت الى المرحاض، و حين نظرت في المرآة لم اجد شئ سوا الخوف، الخوف في ان احرج أمامك و القليل من الكريمة أسفل عيناي. نظفتها بهدوء و عدت الى مكاني المفضل، بحيث أمكنني استراق النظر للمسؤول الوحيد عن نبض قلبي.
حبيبي...
أذكر بعدها ان المدعوين اتخذوا  يتوزعون في الزوايا يتداولن الأحاديث، و أذكر انني خصصت زاوية بالقرب منك لتبادل بعض الأحاديث مع ابنة عمتي و شقيقتك. بينما أخذوا موضوعًا ليتحدثوا به، استغليت الفرصة و قمت بإرسال رسالة نصية لك لسؤالك عن ما يزعجك.
"أكل شئ على ما يرام؟"
"نعم، بأفضل حال"
"ما بك اذًا؟"
"انا أتمالك نفسي بصعوبة الا أقوم باحتضانك الآن"
بعد تلقي هذه الرسالة، تركت هاتفي ليختبئ في حضني بينما أنظر في كل زوايا الغرفة الا عينيك. أقسم أنك أشعلت نيرانًا لا تخمد في قلبي. لقد استطعت حينها تفادي الأنظار بسهولة، لكنني لم أتستطع ان اتفادى قلبي العاشق يا عزيزي، أشكرك لكمية السعادة المصحوبة بالألم.

رسائلي لك📜🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن