تورغاو، ألمانيا
التاسعة و العشرون من يانيور ٢٠٢٠محطمة،
حتى هذه الكلمة، لا يمكن ان تصف ما أشعر به الآن!
قطار بإزعاج عقلي، قهوة بمرارة قلبي، طريق بطول صبري، ناهية بجسد منهك! نعم، أنا أتجه إلى مدرستي الآن، اتخذت الكثير من الوقت للبدء بالرسالة الخامسة، رسالة نهايتي الخامسة، لأنك تعرف، أنني بكل مرة راسلتك بها، كنت محطمة، مهلكة، مبعثرة، و هادئة كهدوء المحيط حيث تكمن الصرخة الغامضة!
و رغم انني اتخذت جميع هذا الوقت للبداية، الا أنني أتوقف في نهاية جميع الجمل، مرسلتًا عقلي إلى الأفق، أفكر بماذا سأبدأ. محادثتنا الأخيرة، لم يمر عليها التسعة و العشرون ساعة بعد، لكن الثمانية و العشرون ساعة التي مرت، كانت كفيلة بأن تنهي ما تبقى من قلبي. ثمانية و عشرون ساعة من التفكير المستمر دون إتجاه محدد. أين أنت أيها السعيد الذي يكمن قلبي؟ أبهذا البعد أرسلتك؟ أبهذا الحقد غذيتك؟ أبهذا الكره ملئتك؟
محطمة،
لكنني و بكل أسف، ألوم نفسي وحدها اليوم، أنا من بعث بك إلى حيث أنت الآن، رغم أنك أنت من تخليت.
أتذكر كلمات أبي منذ يومان إلى قريبتي،
هو محق، مسعى الرجل الشرقي هو مسعى واحد في المرأة، كل ما يريده هو أن تعبده كأنه الإله. يريدها أن تطيعه، يريدها أن تصمت حتى إن كانت على حق، يريدها أن تكن أنثى ضعيفة، أن يسيطر عليها فتشعر بضعفها، و يشعر هو بسيطرته و رجولته. يريدها خادمة للأعمال و لكبريائه، يريدها ان تمزق كبريائها و تبتسم. يريدها ان تكن دمية في حين يتخلى عنها تكن جاهزة لأن ترمى و تنفى.
يريدها مجردة من المشاعر، ان يشتمها، ان يقسى عليها، يضربها، يرمي بكرامتها بعرض الحائط، ان يشعل نار غيرتها و تملكها، فتبتسم.
هذه الحقيقة التي ثابرنا على تغطيتها، هذه جريمة مجتمعنا التي مازلنا نحاول إلى الآن بحل قضاياها، رغم معرفتنا انها صحيحة.السابعة و العشرون من فيبراير، عام الفان و عشرون
ماذا لو أن النهاية لم تكن نهاية، ماذا يحدث ان باتت المشاعر مغلقة في القلب، تنتشر في الأرجاء كلما حاولت فتح نافذة؟
في كل مرة حاولت بها الوطء قدمًا الى الأمام، لاحظت بها خطواتي العشر التي تتراجع الى قلبك، الى نفس المكان مجددًا، و ربما أعمق بقليل.
ماذا ان لم أردها ان تكن النهاية؟ ماذا ان كانت كلماتي عبارة عن كلمات مكسورة لأراك متمسك بي؟ ماذا ان أردت أن أسمعها منك مرة أخرى؟ لكنك تخليت عني بكل مرة كان لديك الخيار.
ييدو ان التعبير عن المشاعر أصعب مما تخيلت بالنسبة اليك، قرأت ببرودة كلماتك الكثير من "لا تذهبي"، لكنك لم تنطقها ولو لمرة واحدة. لماذا لم تمسك بيدي، لماذا لم تحسسني بكمية المشاعر التي تكنها لي؟ لما عليك دائمًا أن تريني أني منعدمة، أني غير مهمة، أنه يمكنك بكل سهولة تخطيتي؟
أعشق الوقت الذي امضيته برفقتك، لكنني حقًا اضررت لإختيار سعادتك، على الأقل، عند سعادتك تكمن سعادتي. فما بالي ان كنت ممسك بيدي و العبوس على وجهك؟ كيف لك أن تسعد و تسعدني حينها؟ أأفعل هذا بحق قلبينا؟ الأمر مؤلم بحق الجحيم، انا الذي قضيت أقص على العالم قصة حبي أفشل أول الطريق، واضح عن أي حب نتحدث هنا. أيسكنني الخطأ؟ أم يسكنك؟ أم عسا الناس ألقت تعاويذ كلماتها الحسودة، أم ترى القدر يعاقبنا على جرائمنا؟
الواضح هنا أنني لا أستطيع التوقف عن الكتابه. جل ما أريده هو ان اصرخ، لكن صرختي صامتة لا تعبر عن ذرة مما أشعر.
هل أضعنا الحب؟ دعنا نبحث عنه، هو كالنفس المنعش و انا اكاد اختنق هنا. حبيبي قل لي، أين مسعانا، قل لي إلقيني فألقاك، لا ترمني و تذهب، أردتك أن تكون سعيد، فقل لي ان في أوصالي تكمن سعادتك. أو على الأقل هذا ما أتمناه انا.
أكاد أبكي، أريد أن أفعل، لكن الدموع تأبى الهطول. تسكن قلبي و تخنقه، تسد أوصال أي تنفس دون رحمة، تحبسه حتى أكاد التنفس. ثم تعطيني لحظة لإستنشاق الهوء. هي لا تريد موتي، فهي تعرف أن موتي لن يكون صعبًا. مهمتها أن تدعني أطلب الموت ولا أحصله.
أنت تقرأ
رسائلي لك📜🥀
Romanceريما يقرأ البعض رسائلي، لكنني اخاف الإعتراف بأنها كتبت لشخص واحد، لغريبٌ يحمل جميع اسراري... في العلاقات، عليك تحمل الم الفراق و نعومة الحب، تحمل قوة الحب و الاستسلام. لربما يتبين لنا ايضًا من خلال ذلك، أن ليس كل ما يُسمى حب، يكن الحب فعليًا... ان...