" كما تعلمين تَضُم المُستشفى قسم علاج نَفسي و جسدي و عصبي في أَنٍ واحِد، لِذَلِك لا تتعجبي مِن وجود حالات ذات صحة عضوية جيدة، لأنهم.." صمت ليترك لها مساحة للإكمال
" مرضى نفسيًا"
" و كُلنا مرضى نفسيين حقيقة و لكن البعض يستطيع الإعتراف و الأخر لا" قالها بينما يُشير لأحد العجائِز في غرفة ٢٠١
" السيدة لوسي ، صاحبة ٨٠ عامًا أحضرها أبنها الأكبر مُنذُ عامين بِحجة إغترابْه و سفره ، تزعم أن لديها طفلان و بعض الأحيان تبكي لأن طفليها توفيا في حادِث مع زوجها"
" حادِث مؤلم" قالتها بينما كادت تبكي
" لا ليس كَذَلِك ، هي مريضة بالألزهيمار ، في كُل خَميس يأتي زوجها و أبنها الثاني لزيارتها و هي ترفض و تقول لن أُقابِل خونة ، تزعم بخيانتهم كَذَلِك " قالها بينما تَرَك الغُرفة و إتجه لأُخرى ٢٥٦
" دايفيد، مريض سرطان، يُحِب الإلكترونيات أو بمعنى أصح عاشِق و مهوس بِها ، ذات يوم جائت حبيبته السابقة - على حد فِهمي - و ظلت توبخه و تسبّه و تلعنه ثم بصقت في وجهه و رحلت" قالها و قهقه قليلًا على تذكُره ثم إبتعَد.
" إذًا تعرف كثيرًا عن قصص المرضى هُنا"
" بالتأكيد فأنا مُدير المكان هُنا و أهتم بِتلك التفاصيل ، نُفضل إخراج مُتعافي جسديًا و نفسيًا لِذَلِك راعِ كُل تَصروف لَكِ هُنا، و كُل توصية من المرضى او عليكِ او تقييم جيد يُضاف لكِ بأجر كتحفيز للمعاملة الطيبة" قالها بينما يجلس على مكتبِه.
" و ساعات الدوام و أوقات الإستراحة؟"
" لاحظتُ إنشغالِك صباحًا لِذَلِك ستتولين العمل المسائى مع كارلوس، هو مُتغيب حاليًا لَكِن سيعود بعد أسبوع ، تستلمين عملَكِ مِن اليوم تفضلِ" قالها و أشار لها بالخروج بينما يجمع أغراضهُ كَذَلِك للرحيل
" مَكتبُكِ بِجانب الإستقبال ، إتجاه الطوارئ"
" رائع!" قالتها بملل و ذهبت، بينما لاحظته يخرج مِن مَكتبِه.
~~~~~~~~~~~~~
" أردتُ إخبارك بإستلامي العمل اليوم في المشفى" قالتها ليخرُج صوت ذكوري مِن الناحية الأُخرى
" فخور بِكِ إبنتي ، أتمنى لكِ التوفيق" قالها و أغلق الخط معها.
أصدر جرس الإسعافات صوتًا دليلًا على حضور عضو جديد ضمن المرضى.
تحمست أخيرًا شئ ممتع !
أعادت تعديل مِعطفها و جَرت بإتجاه السرير المُتنقِل سائِلة " ماذا حَدث" بينما لاحظت الدماء التي تنذِف مِنهُ و لطخ جُزء مِنها الأرضيات مِن كَثرتِها.
نَظرت لَهُ لِلحظات، تُرى أين رأت هَذا الوَجهُ سابقًا؟ و هل الوقت مُناسِب للتذَكُر ؟ ، إستفاقت مِن شرودها مُتجها نحو غُرفة العمليات.
بدأت تُخرِج الأدوات بِمُساعدة المُمرضات و التي تَعرفن على هويته مُنذُ اللحظات الأولى ، أخذن يتبادلن الأنظار بينما الأُخرى مُنشغِلة بإخراج قطع الزُجاج مِن بين جِلدِه و تَطهير أثارها، و بين الوهلة و الأخرى تَرفع رأسها للسماء ، ثُم تعود لِتنظُر لِجهاز النَبض و تُكمِل ما كانت تَفعلهُ.
إنتَهَت مِن عَملِها و خَرجت بِسُرعة مُتجهة للمِرحاض.
أَخذت تبكي و تبكي ، تكتم صوتِها ثُم غَسلت وجهها و خَرجَت، لِتُقابِلها عين أحد المُمرضات المُتسائِلة.
" مَرحبًا؟" قالتها الطبيبة
" أهلًا بِكِ، أنا نيكولا رئيسة المُمرضات" قالتها و أبتسمت إبتسامة مُكلفة ، لِتُقابِلها الأخرى بِمثلها، بينما تنسحب بهدوء لتلحق بِها الثانية
" هل تَعرفين ذاك المريض مِن قَبل؟" سألتها بخبث.
" لا، لم أعرِفه ، هل هو شخصية معروفة او شئ كهذا ؟" سألت بإستنكار لتنظُر لَها الأُخرى و تُلصِقُها في الحائط مِن كَثرة قُربها منها
" إذًا لِماذا كُنتِ تبكين في مِرحاض ، هل تَذكرتي علاقة عابِرة قَضيتِها مَعهُ ؟ هَل أيقظكِ وجوده في الحادِث من ألامِك ؟ " قالتها الأُخرى بينما صوتها يعلو ليتلفت لها البعض .
صفعتها الأِخرى على وجنتها
" أولًا أنا لستُ عاهرة لأتذكر ما تقوليه يا أنتِ ، ثانيًا لا تفكِر في تعدِ حدودك معي ، أنا هُنا طبيبة و أنتِ مُمرضة" قالتها بينما دفعتها بخفة لتبتعد عنها و تذهب لِمكتبها مرة أُخرى.
.
.
مَرّ اليوم بِسلام .
.
.
٢:٣٠ ظُهرًا
أخذت عينيه تُفتح و تُغلِق عدة مَرات، جَرَت الأُخرى نَحُوه و هي تَبتسِم.
نَظر لها بنظرة إستفهام تُغرِق وجهه، لِتضحك الأُخرى ببساطة على ردة فِعلها .
" حمدًا لله على سلامتك، سعيدة أنك بخير" قالتها و لم تختفِ الأبتسامة من إعتلاء وجهها.
بينما تحولت نَظرَات الثانِ للغضب " أين أنا ؟"
" في المَشفى ، أنقذوا حياتك." قالتها بإستنكار لردة فعله الغير مُبررة .
" و لِما و اللعنة أنقذوها ؟ " قالها بينما يَنهض مِن فوق السرير، لِتحاول هي إيقافهُ و ساعدتها محاليله و الوصلات في جسدِه
" فقط ، فقط إثبت قليلًا ، هَذا سيكون جَيد لَك ثم أنهي هَذه المحاليل و إرحل حيثما شِئت ، حتى هذا الحين أرجوك حافِظ على سلامتِك."
قالت جُملتِها بسُرعة ، كائنها تحاول اللحاق بثورانه.
" و هل يوجد من يهتم لسلامتي حقًا؟" قالها بنظرة مُستهزِئة
" أنا أهتم." أكتفت بها
" ماذا ؟"
" حقًا أَهتَم ، و إهتمامًا لا يوصف !" قالتها و ابتسمت ليتنهد هو ، هي مُجامِلة عظيمة.
" إنتهى دوامي مُنذ مُدة ، فعليًا ٧ ساعات و حان موعِد نومي و لكن إحذِر ماذا ؟ لما أهتم لِذَلك الشأن و بقيت هُنا بجانِبك حتى أطمئن على سلامتِك، ليست مُجاملة أنا فعلًا أهتم ، و الأن هل تعدني أن تبقى هُنا حتى أعود في الليل ؟" قالتها و لم تجِد الإبتسامة على وجهها مَهبطًا.
" أعدُك" رد بإستسلام.
" و أن تحفظ سلامتُك؟"
" إعدك أيضًا."
" أشكرك ، الأن وداعًا" قالتها بينما تُربت على كَتِفه ليقابِلها بإبتسامة .
.
.
٤:٤٥ عصرًا
"لِما لا تَعمل ؟" قالها بينما يُحاول فتح المِذياع.
خَرَج مِن الغُرفة مُتجِهًا للإستقبال " هاي چولي هل يُِمكنني قتح المِذياع ؟"
نظرت له بِلا مُبالاة " لا يهم" قالتها و أتجهت لغُرفة ما خلفها ليفتح المذياع، لا إشارة هُنا أيضًا.
حاول هُنا و هُناك لا فائِدة فَقَد الأمل.
.
.
٥:٠٠ المغرب
دَخلت واحدة مِن المُمرِضات إلى غُرفتِه و أبتسمت.
" إِشتَقت إليّ بالتأكيد" قالتها و هي تَقترب أكثر و أكثر
" لورين إسمعيّ ، لم أعِدُكِ بِشئ لِتظلي هَكَذا ، أو لِتأتي إلى هُنا الأَن" قالها بهدوء بينما يَنظُر لِعينيها.
" لَكِن عينيك وعدتني ، لمساتِك و .." تنهدت بينما دَمعَت عينيها
" لَم أُجبِركِ على التَقرُب مِني ، لا تلوميني !" قال جُملتهُ الأخيرة و هو يُمسِك يدها ، يُحاول تهدأتها ، لِتسحب هي يدها بسرعة
" لا تلمسني ، لا أحتملك ، ظننت الحادِث قد أفاقك ، و أَصبَحت تشعر، تشعر بِمَن أَحبَتك و تنازلت لِأَجلك على الأَقَل !" قالتها مِحاولة تجميع شتاتِها و لَكِن لا تستطيع مسحت دموعها و أخذَت سبيلها خارِج الغِرفة ليلحق هو بِها
" و أيووو سااامم روووتوووو عادت مِن جَديد نَعتذِر لِما حدث مِن أعطال " سَمِعها ليبتسم و يعود لغُرفتِه تاركًا تِلك لورين .
———————
شخباااركممم ❤️❤️
رائيكوا في التشابتررر ؟
بتتوقعوا أيه الأحداث للقصة الفصول الجاية ؟
اههه نسيت
في الحلقات القادمة
" أعتقد أَنّكَ تشعر بالملل هُنا لِذَلِك " قالتها بينما تُخرِج أوراق اللعب من جَعبتِها
" فريدي أنت رائع "
" الإنفصال لم يكُن حَلًا "
" لم أُحِبَكَ يومًا "
أنت تقرأ
•~أَعرِفُ العِلاج~•
Romanceأَملِكُ الدواء ولا أستطيع مَنحَك آياه لرغبتي في بقائِك ✨ ~ قِصة قصيرة 💕✨ [ كُل الحقوق محفوظة] بدء { ٨/٤/٢٠١٩}