في إحدى القُرى على حدُود العاصمة , هُناك حيث أعتلى الخضَار الاراضي و نبتت زهُورٌ جميلة مُعلنة أن الربيع قد أتى بعد شتاءٍ بارد كالصقيع , الاجواء في النهار شديد البُرود حيثُ قد أعلنت الشمس حضُورها للتو , يستيقظ الفلَاحون ذوِي القلوب البيضاء الجميلة حيث لا وجود للأحقاد ما بينهم , كعائلةٍ واحدة كبيرة , كلٌ أتجه لحقله او لمتجره الصغير , يبيع ما لديه من بضائع لهذا اليوم الجميل البارد .
ذلِك المنزل متوسط الحجم في إحدى أركان القرية , هُناك نبدأ بقِصتنا الدافئة , منزلٌ يُشع بجمالٍ وبساطة , أصوات ضحكات الصغار منه و تذمرات الاستيقاظ باكرًا , نطق صوتٌ طفولي بعبوسٍ ونفخٍ لخديه المحمرين بخفة أثر برودة الطقس "أمي , أريد كعكةً بالتُفاح اليوم أو سأعود للنوم مُضربًا عن النهوض !".
قهقهة الام بخِفة لتنحني لطول صغيرها اللطيف , ومدة يدها لتمسح الطحين على يدِها بوجنة اللطيف المُتذمر , شهق هو ليتراجع للخلف ونطق بأنزعاجٍ خفيف " أميي" . سمع صوتًا هادِئًا من خلفه "إير , يالك من طفل ". نطق صغيرٌ مُشابه له بشدة , عدا أن جسده كان أهزل من الاخير بقليل .
حل الصمت على المكان في حين إتجه الجسر الاصغر للطاولة , وجلس على كُرسيه أمام أخيه الاكبر سنًا , والذِي كان يستمع للحديث , نطق الاكبر مُؤنِبًا "رِيان لا تقول هذا لتوأمك , إنظر إليه لقد أحزنته " لم تتغير تعابير رِيان بل مد يده ليُمسك بكوب الحليب الساخن , وكان ليرتشف بعضا منه لولا أن كُرسيه فقد توازنه ليسقط أرضًا مع كوب الحليب السخن الذي أنسكب فوقه , عض على شفته الصغيرة مانعًا نفسه من الصُراخ أثر ما سُكب على جلده .
وقف إيرين جانبًا بعد ان دفع الكرسي في وسط نظرات والدته المصدومة من فعل الاصغر سنًا و نظرات الاكبر الهادئة وهو يرى أخاه الاصغر فعل فعلًا شنيعًا , لم يكُن هذا غريبًا في هذه العائلة , التوأم الاكبر رِيان بارد المشاعر بشكلٍ مخيف , تصرفاته مُريبة رغم أنه لم يبلغ السادسة سوى قبل مُدة قصيرة , أما الاصغر سنًا فقد كان طفلًا طبيعيًا بالكامل , لذا وبلا إحساسٍ من أحد , حصل على كل الاهتمام.
إرتفع بصر رِيان ليُحدق بتوأمه بحقد وكان ليفتح فاهه ليتشاجر معه كم إعتاد لكن صوت والدته المُؤنب أصمته , "رِيان يجب أن تتصرف كأخٍ أكبر جيد ! , أنظر ماذا فعل أخاك بسببك؟" عض على شفته لينهض من مكانه بحركةٍ سريعة ويُغادر الحُجرة مُسرعًا بخطواته للأعلى , التأنيب ! التأنيب هو دائِمًا ما يحصل عليه! , ماذا عن إيرين؟ إنه يفعل الاسوء , إنه طفلٌ مدلل لا يكاد يفعل شيئًا بلا والدته العزيزة .
لما لا يفهمه أحد ؟ ليس وكأنه اراد سوءًا لقد كان أمرًا غير واعٍ منه لفتح حديثٍ طبيعي مع شقيقه الاصغر , و ذلك المُدلل قام بفعلٍ واعٍ تمامًا ولم يؤنبه أحد .
أغلق باب حُجرته بقوة خلفه ليرمي بجسده على سريره الصغير , عبوسٌ على وجهه وتقطيبة حاجبين في جبينه , يُحدق بالسقف بجحود , نطق بنبرة هادئة "لما لا يفهمني أحد ؟ أنا لستُ مجنونًا بحق ,كله بسبب مدلل العائلة المزعج" وأكمل شتمه تحت أنفاسه , حتى هدأ أخيرًا و رفع جسده عن السرير ليجلس القُرفصاء بيديه في حُجره , حرك ببصره للجزء الفارغ من الحُجرة ليزداد عبًوسه بشدة .
أنت تقرأ
||When He Was Alone||
Mystery / Thrillerفي يومٍ ما، تُرك وحيدًا، مرةً بعد اخرى، من الاقرب فالاقرب، ترك لترأمه الشبيه وجُهِل نسبه، خجل منه الكثيرين وقد ظُلم بشدة، لكن إن أتي هذَا اليوم وظهرت الحقيقة وعلم ما حصل.. اسيبقى طيبًا ومرحًا؟ 'الغلاف مؤقت'.