الصمت مخيبمٌ عليهم في تلك السيارة الرياضية السوداء , حيث قد اخذه جو بعيدًا عن مكان القرية المحترقة , و التزم ريان الصمت حتى لا يسقط باكيًا وواهنًا امام اكثر من يكره في الوقت الحالي , اشار جُو على السائق ليغادر السيارة ويتركه مع ابنه لبرهة , ليومئ له و يغادر من فوره , تاركًا المجال للأثنين وحدهما .
"إذا ؟ " تحدث جو قاطعًا الصمت , بعينه تحدق لإبن زوجته السابقة , اراح ريان ظهره قليلًا على المقعد و سأل بصوت خافت ومهتز "إذا ماذا ؟" تنهد جو لينطق مجددًا وهو يعدل جلسته " يمكنني تركك قليلًا حتى تستعيد شتات نفسك , و ترتب اسئلتك فكونك قد اتيت لهنا هذا يعني ان لديك الاطنان منها " لم يجب عليه ريان فأنزل جو رأسه ثم غادر السيارة مغلقا بابها خلفه واشار للسائق بالاقتراب ثم همس في اذنه " راقبه من بعيد , لا تدعه يبتعد عن عينيك ولا تدعه يراك ايضا ". اومأ له السائق و غادر جو ليمشي قليلًا مبتعدًا عن المكان.
عض الاشقر على شفته و ضغط على قبضته بشدة , لن يبكي هنا بطبيعة الحال , لكن ماذا يحصل ؟ لما كل هذه الاحداث ؟ في البداية كان عليه ان يحضر حفيدًا لجده من قصرٍ مغلق لساديٍ جلّاد , ثم تطور الامر ليذهب في مهمة مجهولة للأن ولا يعلم سببها , و ثم يكتشف مؤامرة ما تحصل لخالته التي ربته وتخطيطًا لإنفجارٍ ما؟ ثم ماذا ؟ تموت هي و هاهو في سيارة والده , تمتم تحت انفاسه "جيمي .." نعم صديق طفولته و إبن خالته التي توفيت , لابد انه لا يعلم للأن عن أيٍ ممَّ حصل .. حدق للساعة في يده , على الاغلب هو نائِمٌ الان..
"لكنها ماتت .. حقًا " قال بصوتٍ سرعان ما اهتز مجددًا و عينه قد امتلأت بالدموع , لم يعد يستطيع إمساكها بعد الان , إنهمرت دموعه على وجنتيه المحمرتين أثر برود الطقس , رفع يداها ليغطي على عينيه بكفيه المرتجفين , شعر بالوحدة الشديدة لأول مره , شعور انه ليس لديه مكان يعود إليه عندما تشتد الامور صعوبة , لم يحزن هكذا على فقدان امه الحقيقة , هي لم تكن تعطيه الشعور الدافئ الذي يشعر به بين احضان جيسيكا .. ولقد فقدها الان .
عانق نفسه علّه يخفف من ارتجافه الذي لم يتوقف , بكِي لفترة طويلة حتى شعر بجفاف عينيه , و صُداع في رأسه , مسح ما تبقى من دموعه ثم شد قبضته على معطفه , "لا يمكنني البقاء هنا " حدّث ذاته وهو مُحق , إن بقي هنا سيأخذه جو معه في النهاية , سواء اراد او لم يريد , نظر عبر نافذة السيارة ليرى ان جو قد ابتعد كثيرا و سائقه .. غير موجود ؟ هذه هي اللحظة الحاسمة , سيمكنه الهرب منهم الان .
نزل من السيارة و رفع هاتفه ليرى أين هو , يبعد 10 كيلومترات عن القرية , مسافة لا بأس بها , شق طريقه عبر الغابة التي تجاورهم اخذًا طريقًا لتلك القرية في الضواحي , سيعود للنزل , ثم سيتصل برئيسته ليلغي مهمته , لم يعد يريد ان يقوم بأي شيء الان , ولا حتى مهمة مراقبة .
-
"اوه , الفتى الغريب قد عاد " حدّثه ريو ممازحًا بإبتسامة لكن سرعان ما إختفت إبتسامته عندما رأى فوضوية شكل ريان والمختلف بشدة عن الشكل الذي غادر به , شعره مبعثر و هناك خصلات محترقة , ثيابه متسخة وبشدة كأنه جلس على الارض لفترة , وعينه المحمرة ايضًا .. لقد حصل شيء ما . لكنه لم يسأل , وصعد ريان بلا ان ينظر له حتى .
![](https://img.wattpad.com/cover/186439909-288-k733323.jpg)
أنت تقرأ
||When He Was Alone||
Mystery / Thrillerفي يومٍ ما، تُرك وحيدًا، مرةً بعد اخرى، من الاقرب فالاقرب، ترك لترأمه الشبيه وجُهِل نسبه، خجل منه الكثيرين وقد ظُلم بشدة، لكن إن أتي هذَا اليوم وظهرت الحقيقة وعلم ما حصل.. اسيبقى طيبًا ومرحًا؟ 'الغلاف مؤقت'.