19

1.2K 127 22
                                    

الموقع الحالي :قرية على الضواحي، بعد اسبوعين من الترحال، الساعة السابعة والنصف صباحًا، نهاية الأسبوع.

تتوقف عربة نقل جانبًا لينزل منه صديقنا الأشقر والذي اندمج معهم برتدائه ملابس عادية غير السواد الكامل الذي كان يرتديه، ارتدى بنطالًا بُني داكن مع قميص طويل بعض الشيء ابيض اللون ويعطيه معطف ثقيل، نحن في الشتاء الان. والجو ينذر بعاصفةٍ ما على الأبواب.

مد رِيان بقشيشًا لسائق العربة الذي حدق به من الأعلى للأسفل ثم غادر بلا نطق شيء، لم يبالي بشأنه الأشقر بل شق طريقه بحقيبته الصغيرة على ظهره، يحمل القليل من الحاجيات كما تعلَم من معلمته، عليه أن يبقى خفيفًا ومستعدًا دائمًا، ينزل قبعته على عينه قليلًا و يحرك اعينه حول المكان يحدق بمن يخرج في هذا الوقت، كلهم من البائعين الذين خرجو مبكرًا لفتح محلاتهم، للأن لا دليل على هدفٍ ما، نعم لم يحصل للأن على أي احداثيات.

رأى لوحة نزلٍ من بعيد، ليقفز لذهنه جيمي فورًا، لم يتواصل معه منذ حوالي الاربع اسابيع ربما، زفر بخفة ثم خطى لذلك النزل، يدعو داخله ان يجد حجرةً خاوية، فلا ينوي ان يبقى متجولًا لباقي اليوم، فتح الباب الذي أصدر صوتًا يعلن دخول نزيلٍ جديد، الوضع ابتسم في وجهه شابٌ مريب الشكل يقف في مكان صاحب النزل المحتمل، ما كان مريبًا تحديدًا هو خُبث ملامحه و اعينه شديدة الحِدة ذات اللون الاسود التي طابقت لون شعره، و ذلك الجرح القديم الذي يعبر من وجنته اليُسرى حتى حاجبه الأيسر، لك يبدو مجرد شاب.

"اذا يا فتى، بماذا اخدمك؟" تحدث بابتسامته الخبيثة، يبدو أن لديه معرفةً من نوعٍ ما، يوضح انه ليس جاهلًا او عاديًا بالتأكيد، زاد ريان من دافعه لينطق وهو يحاول عدم فعل اي شي يثير الغريبة ويخشن صوته قليلًا "غرفة." هز له الشاب رأسه و التفت للخلف ليرى ايًا من الحجر فارغة وعاد له سريعا ليجيبه "حسنا لدينا واحدة شاغرة، حتى إن كانت هذه قرية عادية في الضواحي فلازال يأتينا الكثير جدا من النزلاء، اذا الحجرة رقم 34D ستكون جيدة, انها في الدور الثاني، نهاية الممر على اليسار " مد له المفتاح.

أخذه ريان و سأله عن السعر، كان غريبًا انه لم يطلب منه الدفع اولا ما زاد خشية ريان منه.." كم ثمنها؟ " قهقه له الشاب و أجاب فورًا ساخرًا" لا عليك انها على حسابي، لقد أعجبتني و كما ترى انا المالك هنا لذا افعل ما يحلو لي؟ ". قطب ريان حاجبيه وسأله "كم ثمنها؟، لن أخذها مجانًا!"

سمع ضحكاتٍ من خلفه ليلتفت بإنزعاج، ورأى شخصًا يبدو مريبا أيضا، بحق الجحيم ماذا يحصل.. كأنما دخل إلى عش الثعابين بنفسه وبقدميه. تحدث الضاحِك بابتسامه كبيرة على شفتيه" بحقك يا فتى لا تصبح متصلبًا هكذا، رفيقي هناك لن يأكلك و احيانا يجب عليك أن تقبل هذه العروض" مرحبا اجابه ريان واضعًا المفتاح على سطح الطاولة التي يقف خلفها الاخر "كما ترى، لست في وضعٍ يسمح لي بقبول معروفٍ من غريب".

||When He Was Alone||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن