غَادر الاثنين المدرسة وودعا أوليفر الذي ذهب مع سائق عائلتهم ليتجها هُما سيرًا على الاقدام لأقرب حافلة تُقلهم لنزل الذي يقطنان به , كَان الصمت مُخيمًا عليهما كالعادة , في حقيقة الامر منذ إنتقلا لهُنا قل حديثهم بشكلٍ ملحوظ , بالكاد يجلسان معًا , فمن جهة جيمي فهو يبقى في النُزل أما صديقه فيتسكع كم يَقول طوال الوقت أو يذهب لعمله المجهول للأن .
أصبح روتينًا , يدخُلان للنزل , يُحيان العجُوز ويحظيان بتأنيبٍ مجهول السبب , يسخر منهما جيرو قبل أن تؤنبه العجوز هو الاخر ويذهب مُسرعًا ليكمل دراسته , يتجه كلاهما لحُجرتهما , يُبدل ريان ثيابه ويستلقي جيمي على السرير , يُودع رِيان جيمي و يذهب لعمله , يعود في.. مهلًا متى يعود؟ لا أحد يعلم , فالجميع نائمون عندما يأتي .
هذا هو روتينهم الغريب , بالنسبة لرسائل جيسيكا فقد توقفت من زمنٍ طويل , هي فقط راسلتهم في أول اسبوع ثم توقفت الرسائل, بالنسبة لشقيق رِيان الاكبر فلا أحد يعلم أين هو الان فقط قُطع الاتصال معه , وهكذَا هُما يعودان فقط , بالنسبة للنظرات والهمسات التي يحظيان بها ممن في النزل ؟ لا تفسير لها للأن .
همسات عن إشاعات سمع رِيان أحدها , بل سمع بعض التفاصيل كَـ لِيوت , عائلة , كذِب , لون أحمر , فقط هذه التفاصيل التافهة بلا اي تفاصيل مُكملة .
"أستذهب الان؟" سأل جيمي بنبرة روتينية وهو يرمي بثقله على السرير , ليحظى بإيماءة صغيرة من صديقه الذي شق طريقه للباب "لا تتأخر" نطقها بنبرة خافتة ليتوقف رِيان مكانه لبُرهة ثم غادر فحسب. زفر بثقلٍ وهو يُفكر ببعض الاشياء كَـ "ماذا أحظر إيرين لِتلك المدرسة ؟."
-
خطى بخطواتٍ هادئة لداخل ذلك المبنى الطويل المهجور، حيث حتى الأبواب محطمة و الاضواء لا تعمل، خطواته كانت تسمع على طول الممر، وصل بعد برهة للمكان الذي يقصده ليمد يده فاتحًا الباب،. لقد كانت الغرفة الوحيدة التي تملك بابًا.
"اوه أهلًا ريري، كيف كان أول يومٍ لك؟" خطت إليه فتاةٌ بقامة قصيرة، بدت كطفلة في العاشرة، بشعرٍ زهري جميل ينسدل على كتفها، وزوج اعينٍ زرقاء تستقر على وجهها الطفولي، لتقف أمامه وهي تبتسم له بلطف، حظيت بإجابة منه "بخير، على ما اعتقد".
همهمت له وكانت لتغرقه بحجمٍ من الأسئلة لو لم يمتلكَا اي عمل لكن للأسف هما بالفعل يملكان الكثير من العمل في المقر. "أيها الرئيس !" إلتفت الاثنين لِذلك الصوت الصاخب , قابلهم شابٌ في العشرينات من عُمره , أحنى رأسه لِريان الذي إبتسم بخفةٍ له , رفع الشَاب رأسه لتتضح ملامحه الهادئة عكس تصرفاته تمامًا , نطق الشاب بإبتسامة واسعة على شفتيه مُحدثًا رِيان "أين كُنت طوال هذا الشهر أيها الرئيس؟ لقد إشتقت لك حقًا !"
"حسنًا بعض التجهيز للدراسة وسيدة مُسنة ما كانت تقف في طريقي طوال الوقت " قالها وهو يعبثر خُصلاته الشقراء مُتذكرًا ثُقل هذا الشهر عليه منذ إكتشفت المُسنة جُروحًا عليه وبدا الاستجواب وبشكلٍ ما إنتهى به الامر ممنوعًا من الخروج سوى مع جيمي .
أنت تقرأ
||When He Was Alone||
Tajemnica / Thrillerفي يومٍ ما، تُرك وحيدًا، مرةً بعد اخرى، من الاقرب فالاقرب، ترك لترأمه الشبيه وجُهِل نسبه، خجل منه الكثيرين وقد ظُلم بشدة، لكن إن أتي هذَا اليوم وظهرت الحقيقة وعلم ما حصل.. اسيبقى طيبًا ومرحًا؟ 'الغلاف مؤقت'.