إستلقى على فِراشه بكل تعب , فقد كان الطريق طويلًا للعودة سيرًا بالاقدام , حرك زوج أعينه الحمرَاء لصديقه الذي بدا غارقًا في أفكاره , ومنذ متى ؟ منذ قدموا لهنا وهو يبدو كما لو أنه في عالمٍ أخر " رِي .." نادى عليه بنبرة خافتة , ليلتفت له الاشقر , الذي أردف وهو ينهض من مكانه "لدي أمرٌ مهم لأفعله , غطي على غيابي قليلًا ".
وقبل أن يعترض جيمي , صديقه فقط غادر الحُجرة مُغلقًا الباب خلفه , زفر بثقلٍ لينطق بغير رِضى "أسيستمر بدفعي بعيدًا هكذا ؟" وما عناه أن رِيان قل حديثه و إحتل عليه الصمت , أصبح غامضًا و مُريبًا , نظراته للمكان , هدوءه الغامض , و مزاجه المتقلب فتارةً يبدو كطفلٍ في السابعة وتارة أخرى كعجوزٍ عفى عنه الزمن .
"أكل شيء حقا سيكون بخير؟ أمي " تمتم لذاته وهو يدفع بجسده ليعود للأستلقاء على السرير , راميُا بثقله على الوسادة ويداه أسفل رأسه وعينه أخيرًا ترتكز على السقف بعبوسٍ على شفتيه , لا ينفي أنه إشتاق لوالدته بل في الحقيقة لما تطهوه لهم من طعام , إشتاق لأطباقها الشهية وإبتسماتها الودودة , صوتها المُرتفع الذي يُوقظه من بحر أحلامه و أخيرًا حنانها المفاجئ.
لكنه يشك حقًا بمدى إشتياق رِيان للحياة هُناك , فمنذ حطت أقدامهم العاصمة بدا أن حملًا ثقيلًا إنزح عن صدره , كأنه هرب من شيءٍ ما , وهو يجهله بالتأكيد .
-
"لماذا تأخرت ؟"نطق بصوتٍ نعس بعض الشيء , وهو لم يفتح عينه بالكامل بعد لقد سمع ضجيجًا فحسب وهذا ما أيقظه من نومه ليخمن على الفور أنه رِيان , سمع صوت رفيقه "كان لدي عمل ما , عُد للنوم ".
لم ينتظر جيمي من رِيان أن يكمل حديثه فقد وقع في نومه بالفعل , ليزفر الاشقر بثقل ثم حمل ثيابه في الظلام ليفتح باب الحمام ويدخل به مُغلقًا الباب خلفه , إلتفت ليساره حيث وقعت المرآة الكبيرة , عبس بإستياء وهو يُحدق لثيابه المُمزقة , الدماء لونت قميصه الابيض, بل وبعضه قد تمزق أيضًا ليُظهر شناعة ما خلفه , وجهه خُدش قليلًا وأثار ضربٍ وضحت عليه , خدُه مُنتفخ قليلًا وعينه لا يستطيع أن يفتحها بعد الان .
يده من جهةٍ أخرى تنتفض وترتجف وحدها , لا يستطيع التحكم بها جيدًا كأن عِظامه قد كُسرت بل وتحطمت !, سار لأمامها ونزع ثيابه , الدماء لوثته ولوثت صدره , بعضها له , فقط بعضها , لكن البقية ؟ والتي لوثت أكبر قدرٍ من جسده؟ ليست له , تجنب النظر لما علي وأنهى نزع ثيابه ليذهب لأسفل الدُش و قام بفتحه على أبرد درجة من المياه , التي عبرت جسده من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه , بعض الدماء والجروح إحتاجت لتنظيفٍ خاص , كونها قد جفت .
إستغرق منه نصف ساعة لينهي تنظيف جسده المُلوث , ثم إرتدى ثيابًا مُريحة , من بنطالٍ قُطني أسود اللون , مع قميصٍ رمادي قُطني عليه , ليغادر الحمام ووجد أن رفيقه لم ينهض للتو لذا إستفاد من هذا , و حمل عِدة الاسعافات الاولية الموجودة في كل حُجرة و غادر حُجرتهما المُشتركة ليقوم بتنظيف جُروحه وتعقيمها جيدًا قبل أن يخلد للنوم .
أنت تقرأ
||When He Was Alone||
Mystery / Thrillerفي يومٍ ما، تُرك وحيدًا، مرةً بعد اخرى، من الاقرب فالاقرب، ترك لترأمه الشبيه وجُهِل نسبه، خجل منه الكثيرين وقد ظُلم بشدة، لكن إن أتي هذَا اليوم وظهرت الحقيقة وعلم ما حصل.. اسيبقى طيبًا ومرحًا؟ 'الغلاف مؤقت'.