1. المقدمة

54.4K 1.2K 210
                                    

بِداية :

هذهِ الرِواية لا تمتلِك أي جانِب عنصري ,
وان ظهرت دونَ قصد , فالنية واضِحة .

ملاحظة :

أحداث الرِواية , في زَمن الجاهِلية ,
زمَن أنصر أخاكَ ظالِما أو مظلوما !

تمتزِج الرواية بالاحداث الواقعية والقادِمة من مخيلتي !

في قرية فقيرة , حيث الأرواح كانَت بِها سعيدة , يتراقصون على أصوات غِنائِهم والبسمة لا تفارِق وجوههم , كانَ حينها كل شيئ مثَالِي , حتَّى الفِقر في الوطن كان مِثالي بالنسبة لهم , ولكِن انقلبت الأحوال بِدخول أشخاص مسلحين , كانو مِنهم وفيهم , بذاتِ بشرتِهِم , يصرخون عليهم أن يصطفو , وأن لا يحاوِلو الهرب , وضعو على أعناقهم الحبال , كل مجموعة تسير مع الأخرى بذاتِ الحبل الموضوعة على أعناقِهِم , ليأخذوهم , مع الأطفال نحو سِجن خشبي , كانَ الهلع يتملكهم , ما بالهم هؤلاء , ولِماذا فعلو هكذا ؟ , ومرَّت الأيام , حتَّى فتحو عليهم السِجن , واضعين نفسَ الحبل على الاعناق , وكأن الواحِد منهم من المواشي , يوجهونها الى وجهتها , ويخافون مِن أن تهرب , علموا بكونِهِم وصلوا الى وجهتِهم حينما صَرخ أحد المسلحين عليهم بأن يتوقفوا , وفعلوا , نَظروا الى وجود أشخاص , مِن الواضِح عليهم بكونِهم ليسوا من هنا , ثيابِهم , أبدانهم الممتلِئة , لا تدل بتاتا على الفِقر كحالتهم , وخصوصا لون بشرتهم التي تنفي بكونِهم مِن هنا , نَظروا الى زعيم القرية كيْف يتفاوض معهم , على الأسلحة , مقابِل أرواحهم هم , وكأنهم سلعة وليست روح , واستمرت المفاوَضة حتى اتفقوا , نَظر الرجل الغريب , اليهم فردا فردا , ليقول جملة لم يفقهوها , وسرعان ما قام المترجم الذي منهم وفيهم بترجمة أقوالهِ , لسيدهم , ليدركوا حينها بكونهِ يريد أن يفحصهم جيدا , كما لو أنهم سُلعة , وليست روح , وفِعلا قاموا المسلحين بِجعلهم يصطفون , في خط مستقيم , ليأتوا الرجال الغرباء , بفتح أعينهم , ورفع ذراعيهم , وسماع دقات قلبِهِم , لم يدركوا هؤلاء المساكين ما الأحداث الكئيبة التي تنتظِرهم , كل ما تجول في أدمِغتِهم , " ما الذي يحدث الان " ! , وأصبح ذلِك الرجل الغريب بالاختيار , مَن يريده يضعه بِجهة معينة , ومَن لا يريده , يأخذه المسلحين في جِهة معينة كي يعود الى السِجن , واختاروا الغرباء من يريدون , لم يكتفوا بذلِك بل قاموا بلسعهم بالنار , كعلامة لِكونِهم ملكهم .

وها هم مربوطة أعناقهم بالحبال يتوجهون نحو البحر، راكِبين على سفينة، ستبعِدهم عن موطِنِهم، كان كل شيء، رهيبا، ومخيفا، بأن تذهب الى المكان المجهول، ويتم معاملَتك كالسلعة، في ليلة وضحاها لم تعد لكَ أي حَق أن تتخِذ قراراتكَ الشخصية، وابداءِ رأيِك وفِعلِ ما تحِب !

ساسندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن