14

13K 575 127
                                    

🌻 صلو على النبي 🌻

إحم بارت راح يبرِّد قلوبكم ..
استمتعو ❤

بعد مرور ثلاثة أيَّام ...

كانَت جالِسة على الفِراش تراقِب السقف , كَما لو أنَّها تحاوِل أن تتجاهل وَجع قدميها , الذي لم يكف عنْ الوَجع ولو لِثانية , سمِعت صوت قدوم خطوات نَحوها , بَدَت كما لو أنَّها متردِّدة , لم تنظر ساسندرا الى القادِم لتعرفه , ولكِن الصوت الناعِم الرقيق , المصاحِب للطفولة , جعلها تلتفِت لتِرى ابنة فانا , تنظر اليها بِخجل وتردد , ابتسَمت لها ساسندرا بابتسامة قد أجبرت ذاتها على رسمِها , لتقول لها متسائلة :

-ما هو اسمكِ ؟

لِتقول الفتاة بخجل , وتردد :

-حليمة .

لتبتسِم لها ساسندرا , قائِلة :

-اسم جميل .

لتقول الفتاة بتردد :

-بعثتني والدتي , لِتخبركِ أن تأتي الى المطبَخ لتعدِّي الطعام .

ومِن ثمَّ أكملت بِهمس :

-وتقول لكِ بأنَّها أوامِر السيد أشهب .

تنهَّدت ساسندرا بِقلَّة حيلة , فهِي منذ ثلاثة أيَّام لَم تترك فِراشها , مِن فرطِ وجعها , ولم يأتي أحد لِيطالبها بالعمل , فقط كانَت تنهض ليلا لِكي تتناول الطعام , وتشرب مِن المياه , مِن أجلِ أن لا ترى أحد , ولا أحد يراها .

نَهضت مِن على الفِراش بصعوبة , لتتأوَّه حينها لامست قدماها ألارض , لِتمشي مع الفتاة نحوَ المطبخ , لِتقول لها فانا بِجمود :

-يأمركِ السيد أشهب , باعداد الطعام .

لتومأ ساسندرا برأسها ببرود , ففِي هذهِ الفترات تخلَّت ساسندرا عَن التمرد , وباتت فتاة ضعيفة , خائِرة , لا حولَ لها ولا قوَّة , فالعقوبات التي باتَت تنالها بدأت تزداد ألما , وشراسة , وهِيَ الان ليسَت مستعدَّة على أن تغامِر بالمرَّة , لِتقوم باعداد الطعام بِشرود , وحسرة تكتمها في قلبها , لِتخاطب ذاتها متسائلة :

-أينَ أنتما الان ؟ هل وصلتما الى ألوَطن بٍسلام ؟

لتتنهَّد بصوت مسموع , ومِن ثمَّ حاولت التركيز على ما تَصنع يداها , وأن تتناسى قضِيَّة اشتياقها لوالديها , ولكِن نظرات حليمة الشغوفة لم تسْمَح لها بالتركيز فقط باعداد الطعام , لِتنظر اليها مبتسِمة , قائِلة بحنان :

-ما بكِ تنظرين هكذا ؟

نظرت اليها الطِفلة بتردد :

-أودُّ أن أتعلَّم كل شيئ , كي أصبِح عبدة جيِّدة .

تنهَّدت ساسندرا , لتنزِل الى مستوى الطِفلة , قائِلة بحب :

ساسندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن