19

12.8K 542 121
                                    

يخدَعان بعضهما , هِي تحتضنه ظانَّة الانتِصار , وهو يحتضنها بِصبر وانتِظار , يبتسِم هو بجوار عنقهها بِمكر , لكونهِ يدرِك تمثيلها والخداع , بينما هِي تظن بكونَ خطوات حبِّهِ ايَّاها بدأت مِن بِداية الخطوات .

.....

ابتعدت هِي عن أحضانهِ معتذِرة :

-أسِفة سيدي , لَقد تماديت دونَ ادراكٍ مِنِّي .

أكمل أشهب تمثيله قائِلا :
-لا بأس , نحن الأن كأشخاص متقارِبين , بعيدين عن السيد والعبدة .

سألته ساسندرا مدَّعِية :

-الى أيِّ درجة متقاربين ؟

ادَّعي أشهب الارتِباك والتفكير :

-لربَّما كالاخوة ... كلا كلا .. بل لربما كالاب وابنتِه .... مممم .... أو كالاصدقاء !

أجابته ساسندرا بِمكر مخفِي :

-ولكِنَّ الاب لا يستعبِد ابنته , والصديق والاخ كذلِك .

أجابها أشهب بِفطنة :

-ومَن قالَ ذلِك ؟ انظري الى عنترة فهو عبد لِوالده .

-ولكنَّه قد حرره .

-حرره لِغاية الانتِصار , وليسَ بِسبب الابوَّة .

صَمتت ساسندرا قليلا , لكونَ الاحاديث في داخِلها قد جفَّت وشارفت على الذبلان , لِيقول أشهب :

-الوَقت قد تأخَّر سأذهب الى النوم .

لِتومأ له ساسندرا , قائِلة :

-تصبح على خير .

لِيجيبها :

-تصبحين عَلى خير .

أعطاها ظهره راحِلا الى غرفته , وحينما فَتَح الباب , وجَدَ والِده جالِسا على الفِراش الارضِيَّة , لِيستغرِب أشهب , قائِلا بِتعجُّب :

-أبي !!! , هل كلّ شيئ على ما يرام ؟

نَظر فهيم الى أشهب بارتِباك , وبَدت على ملامِحهِ التردد والقلق , لِيعيد أشهب سؤاله قلِقا :

-أبي هل حدث أمرٌ سيئ ؟

ربَّتَ فهيم الى جانِبهِ قائِلا :

-تعالَ واجلِس بِحانِبي .

لِيفعل أشهب , والقلق قد تفاقَم بِداخلهِ , لِينظر الى والِده الذي كانَ شارِدا ويفكِّر بالعديد مِن ألامور , ومِن أبرزها , كيفَ سيفكِّر ولده عنه الان ؟ , هل سينعته " بالخروف " التي تتحكَّم بِهِ امرأة ؟ وهو طولَ عمرهِ كانَت كلِمته كحدَّة السيف أمام زوجته خيريَّة , هل سينعته بالعجوز الخرِف الذي يسعى لارضاء زوجته الشابَّة كي لا تتخلَّى عنه ؟ , يا ترى هل سيسقط فهيم مِن عيْنَا أشهب , لِيتصوَّره أشهب بالرجل الذليل , المسكين , الذي سيشمئِز منه ويقرف ؟

ساسندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن