يخدَعان بعضهما , هِي تحتضنه ظانَّة الانتِصار , وهو يحتضنها بِصبر وانتِظار , يبتسِم هو بجوار عنقهها بِمكر , لكونهِ يدرِك تمثيلها والخداع , بينما هِي تظن بكونَ خطوات حبِّهِ ايَّاها بدأت مِن بِداية الخطوات .
.....
ابتعدت هِي عن أحضانهِ معتذِرة :
-أسِفة سيدي , لَقد تماديت دونَ ادراكٍ مِنِّي .
أكمل أشهب تمثيله قائِلا :
-لا بأس , نحن الأن كأشخاص متقارِبين , بعيدين عن السيد والعبدة .سألته ساسندرا مدَّعِية :
-الى أيِّ درجة متقاربين ؟
ادَّعي أشهب الارتِباك والتفكير :
-لربَّما كالاخوة ... كلا كلا .. بل لربما كالاب وابنتِه .... مممم .... أو كالاصدقاء !
أجابته ساسندرا بِمكر مخفِي :
-ولكِنَّ الاب لا يستعبِد ابنته , والصديق والاخ كذلِك .
أجابها أشهب بِفطنة :
-ومَن قالَ ذلِك ؟ انظري الى عنترة فهو عبد لِوالده .
-ولكنَّه قد حرره .
-حرره لِغاية الانتِصار , وليسَ بِسبب الابوَّة .
صَمتت ساسندرا قليلا , لكونَ الاحاديث في داخِلها قد جفَّت وشارفت على الذبلان , لِيقول أشهب :
-الوَقت قد تأخَّر سأذهب الى النوم .
لِتومأ له ساسندرا , قائِلة :
-تصبح على خير .
لِيجيبها :
-تصبحين عَلى خير .
أعطاها ظهره راحِلا الى غرفته , وحينما فَتَح الباب , وجَدَ والِده جالِسا على الفِراش الارضِيَّة , لِيستغرِب أشهب , قائِلا بِتعجُّب :
-أبي !!! , هل كلّ شيئ على ما يرام ؟
نَظر فهيم الى أشهب بارتِباك , وبَدت على ملامِحهِ التردد والقلق , لِيعيد أشهب سؤاله قلِقا :
-أبي هل حدث أمرٌ سيئ ؟
ربَّتَ فهيم الى جانِبهِ قائِلا :
-تعالَ واجلِس بِحانِبي .
لِيفعل أشهب , والقلق قد تفاقَم بِداخلهِ , لِينظر الى والِده الذي كانَ شارِدا ويفكِّر بالعديد مِن ألامور , ومِن أبرزها , كيفَ سيفكِّر ولده عنه الان ؟ , هل سينعته " بالخروف " التي تتحكَّم بِهِ امرأة ؟ وهو طولَ عمرهِ كانَت كلِمته كحدَّة السيف أمام زوجته خيريَّة , هل سينعته بالعجوز الخرِف الذي يسعى لارضاء زوجته الشابَّة كي لا تتخلَّى عنه ؟ , يا ترى هل سيسقط فهيم مِن عيْنَا أشهب , لِيتصوَّره أشهب بالرجل الذليل , المسكين , الذي سيشمئِز منه ويقرف ؟
أنت تقرأ
ساسندرا
Historical Fictionلقد كانت جنينا في رحم والدتها ، مقرر عليها مصيرها بكونها عبدة ، لإبن أسياد والديها ، لم يكن هذا خيارها ، ولا رغبتها ، أن يتحكم بِها شخصا أخر ، بملابسها ، بتصفيفة شعرِها ، بأفكارها ، بمعرفتها ، لقد كانَ هو يختلِط ما بين ألطيبة ، والقسوة ، لقد كبِرت ع...