تَصنعين العجائِب بتمردكِ , تقتلين ألأرواح مع عيناكِ الذارِفة , مِن أينَ أتيتِ ؟ , مِنْ أيَّ كوكب هربتِ ؟ , وقلبي النابِض لأجلكِ يوبخكِ , حضرتكِ بدأتي باثارة العجائِب في قلبي , كلا أنا لا أحبكِ , كلا , أنا لنْ أفعل , وقلبي يا ساسندرا ! , ماذا عن قلبي الذي يدق بجنون كلَّما أراكِ , يا خالقي ما الذي يحدث لي , فؤادي منذ أيَّام بدأ يركض الاف الأميال كما لو أنَّه قد امتلَكَ قدمان لِيفعلها , وعيناي المتلهِّفة لِأجلها ! , هل أصبتِ بالمرض , هل في قلبي مشكِلة , أمَ أنَّه ؟!!
توسَّعت عينا أشهب , لِيقول بِسرعة بينما هو يفكِّر وحده في غرفتهِ بِمنتصِف الليل :
-كلا , كلا , مستحيل , أنا لا أكِن لها الحب , انَّها عبدة , لقد كانَت عبدتي , وكيفَ يحب السيد عبدته ؟
دقَّ قلبه بِخوف , لِيضربه بعصبية , قائِلا بِحنق :
-يا أيها الأحمق , متى فعلت ؟ متى أوقعتني ذليلا بالحب , ولِماذا فعلت لِماذا ؟
تذكَّر أشهب , بتنهيدة عميقة , حينما أخبرته قبل أسبوع ونصف بكونها لن تنسى , ويبدو بكونها حقا لَن تغفر , ولكِن العجيب بالأمر بكونها ازدادت تقربا منه , تتلمَّس يده تدعي البراءة , وبكونها افتعلت ذلِك دونَ قصد , كانَ يزداد غضبا مِنها , فهو خائِف , بل يموت مِن الخوف , أنْ يحبها , أن يصبح ذليلا لها كما والده الذليل لزوجته الثانِية , ولكنَّها كانَت تزداد تقربا , تستعطِفه بِصفة ألأب المفقود لا غير , تشتكي اليهِ عنه , وعن كلَّ العذاب الذي مرَّت بِهِ , تخبره بكونهِ الملجأ والجحيم , تتودد اليهِ كطِفلة ترغب باحتضان والدها , وما كانَ نتيحة كلَّ ذلِك سوى حبه لها , لقد أحبَّها , ها هو اليوم قد اكتَشف ذلِك , بعدما كانَ يتجاهل دقَّات قلبِهِ كلَّما يراها , لِيتنهَّد بِحزن بِما ورَّط نفسه , لِيتمتِم قائِلا :
" لقد أسرت نفسِي بالحب "
.....
كانَت ساسندرا تجلِس في غرفتها تضحك مع زيزي , عن نجاح الخطَّة , لِتقول ساسندرا بِنبرة ضاحِكة :
-لو تريهِ كيفَ يرتبِك كلَّما رأني , وكيفَ يود أن أبتعِد عنه ألأف ألأميال , ولكنَّنِي أدَّعِي البراءة فأقترِب .
لِتضحك زيزي , قائِلا :
-أحسنتِ تلميذتي الرائِعة , حقا بِت أستمتع كلَّما أراقِب ردَّات فعلهِ نحوكِ , لقد نجحت خطتنا يا فتاة , وبقِيت لحظاتنا الأخيرة هنا .
ارتبكَت ساسندرا حينما قالت زيزي بكونَ وداع هذا المكَان قد أنْ , لِتنظر اليها زيزي نظرة شك , قائِلة بحَذر :
-ايَّاكِ أن تخبرينني بكونكِ لا ترغبينَ الرحيل !
صَمتت ساسندرا دونَ جواب , لِتنظر اليها زيزي قائِلة بِنبرة هادِئة عكس الهَلع الذي يسكن قلبها :
أنت تقرأ
ساسندرا
Historical Fictionلقد كانت جنينا في رحم والدتها ، مقرر عليها مصيرها بكونها عبدة ، لإبن أسياد والديها ، لم يكن هذا خيارها ، ولا رغبتها ، أن يتحكم بِها شخصا أخر ، بملابسها ، بتصفيفة شعرِها ، بأفكارها ، بمعرفتها ، لقد كانَ هو يختلِط ما بين ألطيبة ، والقسوة ، لقد كبِرت ع...