تسير بِخطواتٍ متردِّدة , قلبها يخبرها بالتراجع عن مخططها , ولكِن عقلها الذي أكثرت عليهِ زيزي بالنصائِح كان يشجِّعها , ويذكِّرها بذكريات السوء التي كانَت تحتوي عن ِتعذيب أشهب لساسندرا , لِتكمل ساسندرا بذاتِ الخطوات المتردِّدّة , لتتذَكَّر جملة زيزي الحادَّة :
" أتذكرين حينما بكيتِ بينَ أحضاني , لكونكِ أصبحتِ أنثى ضعيفة !! , ها هِيَ الفرصة قد جائت لأجلكِ ساسندرا , انتقِمي لكلِّ شيئ , اذهبي وانتقِمي "
احتدَّت عينا ساسندرا , وهِي تتذكَّر جيدا كيفَ كانت ساسندرا القديمة , التِي كانت قويَّة لا تهاب شيئا , وكيفَ أصبحت تِلكَ الفتاة الضعيفة , التِي نشرو هم بِداخلها الخوف , والرهبة , لِتسير بِخطواتٍ أسرع , لِتصل الى باب غرفته , لِتطرق الباب بِأدب , لِتستمِع بعدها الى صوته الأذِن لها بالدخول .
تصنَّعت ساسندرا النظرات الحزينة , التي كانت تكتم الدموع في عيناها , لِتفتح الباب بِهدوء , لِينظر اليها أشهب الذي كان يجلِس بِجوار سبأ على الفِراش الأرضية , لِيسألها بتساؤل :
-لِماذا أنتِ هنا ؟ ما الذي حدث ؟
حَاولت أن تخرِج ساسندرا صوتها حزينا , لِتقول :
-أيمكننا التحدث بانفِراد .
نظر أشهب الى ساسندرا باستغراب , ليشير لِذاته واليها :
-أنا , وأنتِ ! بانفِراد ؟؟
لِتومئ له ساسندرا بينما عيناها كانت تتصنع الحزن , لِيتنهَّد أشهب بِحدَّة , بينما ينظر الى ساسندرا بِحذر , ومِن ثم ألقى بنظراتِهِ نحوَ سبأ , لِيقول لها بِلطف :
-أيمكنكِ أن تتركيننا لِوحدنا لبعضِ الوقت ؟
رَفعت ساسندرا حاجبها بِضيق , لكونهِ يستأذنها بكلِّ بطف , ونبرة اللطف تِلكَ , بتاتا لم تعتادها مِنه !!
ابتسمَت سبأ لِأشهب , لِتقول بصوت أنثوي :
-بالطبع .
لِتنهض مِن على الفِراش , ناظرة نحو ساسندرا وهِي تحاول أن تكتم ضحكتها , والتِي شكَّت ساسندرا بِكونَ سبأ قد أدركت خطَّتها , لِتخرج سبأ , بينَما أشهب نظر نحوَ ساسندرا , سائِلا ايَّاها باستغراب :
-وها نحن ذا لِوحدنا , ماذا تريدين ؟
تقدَّمت ساسندرا نحوَ أشهب , لِتجلِس مكان سبأ , أي بِجانِب أشهب , لِتذرِف الدموع مِن عيناها , لِكونها أجبرت ذاتها على تذكٌّر لحظاتها السيئة , وغِياب والِداها عنها , مِن أجل أن تمثِّل عليهِ جيدا , لِتقول بنبرة باكِية :
-أشهب .
نَظر اليها أشهب باستِغراب , لِيسألها قائِلا :
أنت تقرأ
ساسندرا
Historical Fictionلقد كانت جنينا في رحم والدتها ، مقرر عليها مصيرها بكونها عبدة ، لإبن أسياد والديها ، لم يكن هذا خيارها ، ولا رغبتها ، أن يتحكم بِها شخصا أخر ، بملابسها ، بتصفيفة شعرِها ، بأفكارها ، بمعرفتها ، لقد كانَ هو يختلِط ما بين ألطيبة ، والقسوة ، لقد كبِرت ع...