18

13.1K 578 201
                                    


تسير بِخطواتٍ متردِّدة , قلبها يخبرها بالتراجع عن مخططها , ولكِن عقلها الذي أكثرت عليهِ زيزي بالنصائِح كان يشجِّعها , ويذكِّرها بذكريات السوء التي كانَت تحتوي عن ِتعذيب أشهب لساسندرا , لِتكمل ساسندرا بذاتِ الخطوات المتردِّدّة , لتتذَكَّر جملة زيزي الحادَّة :

" أتذكرين حينما بكيتِ بينَ أحضاني , لكونكِ أصبحتِ أنثى ضعيفة !! , ها هِيَ الفرصة قد جائت لأجلكِ ساسندرا , انتقِمي لكلِّ شيئ , اذهبي وانتقِمي "

احتدَّت عينا ساسندرا , وهِي تتذكَّر جيدا كيفَ كانت ساسندرا القديمة , التِي كانت قويَّة لا تهاب شيئا , وكيفَ أصبحت تِلكَ الفتاة الضعيفة , التِي نشرو هم بِداخلها الخوف , والرهبة , لِتسير بِخطواتٍ أسرع , لِتصل الى باب غرفته , لِتطرق الباب بِأدب , لِتستمِع بعدها الى صوته الأذِن لها بالدخول .

تصنَّعت ساسندرا النظرات الحزينة , التي كانت تكتم الدموع في عيناها , لِتفتح الباب بِهدوء , لِينظر اليها أشهب الذي كان يجلِس بِجوار سبأ على الفِراش الأرضية , لِيسألها بتساؤل :

-لِماذا أنتِ هنا ؟ ما الذي حدث ؟

حَاولت أن تخرِج ساسندرا صوتها حزينا , لِتقول :

-أيمكننا التحدث بانفِراد .

نظر أشهب الى ساسندرا باستغراب , ليشير لِذاته واليها :

-أنا , وأنتِ ! بانفِراد ؟؟

لِتومئ له ساسندرا بينما عيناها كانت تتصنع الحزن , لِيتنهَّد أشهب بِحدَّة , بينما ينظر الى ساسندرا بِحذر , ومِن ثم ألقى بنظراتِهِ نحوَ سبأ , لِيقول لها بِلطف :

-أيمكنكِ أن تتركيننا لِوحدنا لبعضِ الوقت ؟

رَفعت ساسندرا حاجبها بِضيق , لكونهِ يستأذنها بكلِّ بطف , ونبرة اللطف تِلكَ , بتاتا لم تعتادها مِنه !!

ابتسمَت سبأ لِأشهب , لِتقول بصوت أنثوي :

-بالطبع .

 لِتنهض مِن على الفِراش , ناظرة نحو ساسندرا وهِي تحاول أن تكتم ضحكتها , والتِي شكَّت ساسندرا بِكونَ سبأ قد أدركت خطَّتها , لِتخرج سبأ , بينَما أشهب نظر نحوَ ساسندرا , سائِلا ايَّاها باستغراب :

-وها نحن ذا لِوحدنا , ماذا تريدين ؟

تقدَّمت ساسندرا نحوَ أشهب , لِتجلِس مكان سبأ , أي بِجانِب أشهب , لِتذرِف الدموع مِن عيناها , لِكونها أجبرت ذاتها على تذكٌّر لحظاتها السيئة , وغِياب والِداها عنها , مِن أجل أن تمثِّل عليهِ جيدا , لِتقول بنبرة باكِية :

-أشهب .

نَظر اليها أشهب باستِغراب , لِيسألها قائِلا :

ساسندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن