أسفة عالتأخير .
مرَّت يومان على نفسِ الحال , ساسندرا مربَّطة على جذعِ النخلةِ عاجِزة , مرهقة , تكاد لا تتنفس , ولم تعد تشعر بجسدها , باتَت لا تستشعِر بقدميها , والأرض التِّي تضعهن عليها , حتَّى يداها المربَّطة أصبحن بِلا شعور , ولكِن لِماذا أعضاء جسدها بلا شعور , بينَما هِيَ كثيرة الشعور والحزن !؟
ما كَان يخفِّف عنها جميع تِلكَ الاحداث هوَ " وَطَن " , بحيث كانَ يأتي بالخَفاء متسلِّلا , محضِرا اليها الطعام والشراب , يخفِّف عنها بالكثير مِن العِبارات , قائِلا بِصرامة أنَّ غدا انْ لم تنفك رِباطها سوف يهربان مهما كانَ الثمن , كانَ كثيرا ما يمازِحها , يزيح خصلات شعرها التِّي كانَت تضايقها عن وجهها , حتَّى قَطرات العرق التِي كانت تتصبب مِن على جبينها بسبب أشِعة الشمس ,كانَ هو يزيلها بكمِ قميصه , وكثيرا ما أزال الحبل مِن على جسدها مِن أجلِ ان تستريح , ووقتها كانَ يرجوها أن يهربا ألان دونَ انتظار , ولكِنَّها كانَت خائفة , قلبها كانَ يخبرها بأنَّه ليسَ الوقت المناسِب , بَل يجِب عليها أن تنتظِر , حتَّى تنجح خطَّة الهرب , وحينما ترفض , يقوم بربط الحبل على جسدها حينما يحين وقت الرحيل , ولكنَّه حينما يربطه لا يجعله ضيِّق , بل يجعله بطريقة ترتاح هِيَ بهِ !
في بِداية الفجر , كانَت ساسندرا ما بينَ النائِمة واليقِظة بسبب ألمها مِن الوقوف على قدميها , وعجزها عن الحَركة , شعرت بوقوع خطوات أقدام قريبة مِنها , فتحت عيناها ببطئ , لتجِد أمامه أشهب ,ينظر اليها بِجمود , بينما الخنجَر كان يتوسَّط خاصِرته , والرِمح على ظهره , لكونهِ عادَ مِن الحرب ما بينَ القبائِل , سمِعته يقول لها بجمود , وعيناه مليئة بالغضب :
-مَن فعلَ بكِ هذا ؟
تأمَّلته ساسندرا بِنظرات شِبه غائِبة عن الوعي , لكونها تظن نفسها بِأنَّها تحلم :
-هههه مَن أنت ؟
صرخ بصوت جمهوري :
-ساسندرا .
لِتفتح ساسندرا عيناها بتوسِّع , تنظر اليهِ بصدمة , لِتقول :
-السيِّد أشهب ؟!
لِيقول هو بنفاذ صبر :
-مَن فعلَ بكِ هذا ؟
ابتَلعت ساسندرا ريقها خوفا مِن القادِم , لكونها على غير استعداد لأن تواجِه مصاعِب أخرى بعد :
-السيدة خيرية .
ليجيبها هو بذاتِ الجمود :
-ولِماذا فعلت بكِ هذا ؟
-تظنني أعلم عَن مكان والداي ؟!
تحدَّث أشهب بسخرية :
-تظنّكِ ؟
لم تجيبه ساسندرا , لكونها مرهَقة , لِيبادِر هو بالسؤال :
أنت تقرأ
ساسندرا
Historical Fictionلقد كانت جنينا في رحم والدتها ، مقرر عليها مصيرها بكونها عبدة ، لإبن أسياد والديها ، لم يكن هذا خيارها ، ولا رغبتها ، أن يتحكم بِها شخصا أخر ، بملابسها ، بتصفيفة شعرِها ، بأفكارها ، بمعرفتها ، لقد كانَ هو يختلِط ما بين ألطيبة ، والقسوة ، لقد كبِرت ع...