13

13.6K 593 166
                                    

أسفة عالتأخير .

مرَّت يومان على نفسِ الحال , ساسندرا مربَّطة على جذعِ النخلةِ عاجِزة , مرهقة , تكاد لا تتنفس , ولم تعد تشعر بجسدها , باتَت لا تستشعِر بقدميها , والأرض التِّي تضعهن عليها , حتَّى يداها المربَّطة أصبحن بِلا شعور , ولكِن لِماذا أعضاء جسدها بلا شعور , بينَما هِيَ كثيرة الشعور والحزن !؟

ما كَان يخفِّف عنها جميع تِلكَ الاحداث هوَ " وَطَن " , بحيث كانَ يأتي بالخَفاء متسلِّلا , محضِرا اليها الطعام والشراب , يخفِّف عنها بالكثير مِن العِبارات , قائِلا بِصرامة أنَّ غدا انْ لم تنفك رِباطها سوف يهربان مهما كانَ الثمن , كانَ كثيرا ما يمازِحها , يزيح خصلات شعرها التِّي كانَت تضايقها عن وجهها , حتَّى قَطرات العرق التِي كانت تتصبب مِن على جبينها بسبب أشِعة الشمس ,كانَ هو يزيلها بكمِ قميصه , وكثيرا ما أزال الحبل مِن على جسدها مِن أجلِ ان تستريح , ووقتها كانَ يرجوها أن يهربا ألان دونَ انتظار , ولكِنَّها كانَت خائفة , قلبها كانَ يخبرها بأنَّه ليسَ الوقت المناسِب , بَل يجِب عليها أن تنتظِر , حتَّى تنجح خطَّة الهرب , وحينما ترفض , يقوم بربط الحبل على جسدها حينما يحين وقت الرحيل , ولكنَّه حينما يربطه لا يجعله ضيِّق , بل يجعله بطريقة ترتاح هِيَ بهِ !

في بِداية الفجر , كانَت ساسندرا ما بينَ النائِمة واليقِظة بسبب ألمها مِن الوقوف على قدميها , وعجزها عن الحَركة , شعرت بوقوع خطوات أقدام قريبة مِنها , فتحت عيناها ببطئ , لتجِد أمامه أشهب ,ينظر اليها بِجمود , بينما الخنجَر كان يتوسَّط خاصِرته , والرِمح على ظهره , لكونهِ عادَ مِن الحرب ما بينَ القبائِل , سمِعته يقول لها بجمود , وعيناه مليئة بالغضب :

-مَن فعلَ بكِ هذا ؟

تأمَّلته ساسندرا بِنظرات شِبه غائِبة عن الوعي , لكونها تظن نفسها بِأنَّها تحلم :

-هههه مَن أنت ؟

صرخ بصوت جمهوري :

-ساسندرا .

لِتفتح ساسندرا عيناها بتوسِّع , تنظر اليهِ بصدمة , لِتقول :

-السيِّد أشهب ؟!

لِيقول هو بنفاذ صبر :

-مَن فعلَ بكِ هذا ؟

ابتَلعت ساسندرا ريقها خوفا مِن القادِم , لكونها على غير استعداد لأن تواجِه مصاعِب أخرى بعد :

-السيدة خيرية .

ليجيبها هو بذاتِ الجمود :

-ولِماذا فعلت بكِ هذا ؟

-تظنني أعلم عَن مكان والداي ؟!

تحدَّث أشهب بسخرية :

-تظنّكِ ؟

لم تجيبه ساسندرا , لكونها مرهَقة , لِيبادِر هو بالسؤال :

ساسندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن