15

12.4K 599 192
                                    

نَظرت خيريَّة بِحقد الى تِلكَ التِي دخَلت بِخجَل الى منزِلها , كَزوجة لِزوجها , تأمَّلتها بثغرٍ مفتوح , أهذهِ التِي يفضِلها عنها ؟ , أتِلك العَبدة ؟ , كيفَ يحِبُّ عَبدة , سمراء , عليها هِيَ ؟! ... غرورها , وعنصريتها , كانَتا في صِدمة مريعة , لَم تظن بكونَ عشيقته ستكون سمراء , ومِن ذاتِ الوطن الذينَ مِن أصلهِ عبيدها ! , ظنَّتها أنثى بيضاء , ترتدي الخلخَال على قدميها , ملابِسها عارِية , ظاهِر عليها بكونها مِن أولئِكَ العا##رات تأمَّلها فهيم بِحذر , حينما كانَ يراقِب ردَّة فِعلها منذ البِداية , كانَ يريد أن يمسِك ألافعى الداخِل]َّة التِي تسكنها  ,قبْلَ أن تلسع مِن تحتِ الطاوِلة , فهو يعلَم خيريَّة جيدا , خصوصا حينما تعلَم بكونَ عشيقته ليسَت مِن بِلادهِ هو ! , بينَما ساسندرا كانَت تتأمَّل الأوضع بوجهٍ مبتسِم , كانَت تضع كفُّها على وجهها , مِن أجلِ أنْ لا تظِهر شماتتها , راقَبت ساسندرا ألاوضاع بِحذر , خصوصا حينما تقدَّمت الفتاة مِن خيريَّة , قائِلة بابتسامة :

-مرحبا أنا زيزي .

لِتقول خيرية بِسخرية :

-زيزي اذا ؟

نَظر اليها فَهيم بنظرات حامِلة للتهديد , لِتقول خيريَّة مرغمة , مع صوتٍ بارِد :

-وأنا خيريَّة .

أنْهَت خيريَّة  كلامها ومِن ثمَّ رحلت , دونَ أن تعطي مجال لزيزي بالحديث , لِتنظر زيزي نحوَ فهيم بتساؤل  ,ليقترِب فهيم محتضِنا ايَّاها قائِلا بِهمس :

-لا بأس , هِيَ فقط حزينة .

لتقول زيزي بِسخرية :

-وأنا أشد حزنا مِنها .

لِيقول فهيم بِتحذير :

-زيزي !

لِتقول هي بنفاذ صبر :

-ماذا ؟ هل أنكِر ؟ , بكونِكم تجلِبون بعض النِساء العبيدات , لِتمارسو الفواحِش معهن دونَ ارادتهن ؟

-ايَّاكِ وذِكر ذلِك , أنتِ أصبحتِ زوجتي , والطِفل الذي فِي رحمكِ هو طِفلي .

-ومَا هو مصير طِفلي هنا ؟ هل سيكون عَبدا ؟ أم مكروها بينَ قبيلتك ؟ هل سيعترفو بهِ بالرغم مِن بشرتهِ السوداء ؟ هل سيعاني كمِّيات مِن العنصرية , كَما أنا عانَيت .

لِتقول بنظرات مليئة بالتحدي :

-ما مصيره هنا فهيم ؟ هل ستفضِّل ابنكَ أشهب على جنيني ! لِكونَ دمائِهِ أصيلة مِنكم أنتم , ولكونِهِ أبيض لا أسود ؟

-كفاكِ سخافة , لا أتَعامَل مع هكّذا تفاهات , سأحبّ جميع أبنائِي بذاتِ الطريقة المنصِفة .

-أتأمَّل ذلِك .

لِيومئ فهيم برأسهِ , ومِن ثمَّ نَظر الى ساسندرا بالصدفة , التِي كانَت تدَّعي التنظيف بالقربِ مِنهم , فقط مِن أجلِ أن تستمِع الى أحاديثهم , لِينده عليها بِصوت حاد :

ساسندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن