6

16.5K 627 87
                                    


عَبلته الجميلة , عبلته الحبيبة , لَم تخرج مِن بالِهِ حتَّى في المعارِك , لم تفارِق طيفها ذِهنه , أو حتَّى فؤاده , وَقت الفروسِيَّة , فان حملَ السيف لِيقاتِل يبتسِم متخيلا , كيفَ سيحمِله دِفاعا عنها وعن حبِّهِ اليها , وانْ أرادَ أن يكتِب أشعاره , كلِماته تقوم بالتغزَّل بِها , أه يا عبلة أه , ماذا فعلتِ بي يا ابنة عمِّي , فقد زادّني الحب حُبَّا , فان لم تكوني لي , لن تكوني لغيري , أحبٌّكِ , وسأبقى حتَّى لو ماتَ جسدي , ستَبقى روحي لأجلِ حبُّكِ يا صغيرتي , هكذا كانَت أيَّامه وحياته , ما بينَ خَمرة تشارِكه لحظات الحُب , وكِتابة الشعر , وما بين فروسِية وشجاعة , وشهامة .

 تذَكَّر عنترة كيفَ أعجِبت بهِ عبلة , ها هو يبدأ بسكب كاسات الخمر , ما بَعد الحروبات التي خاذَها مع الأعداء , والسَيف الذي كانَ لامِع , باتَ مزينا بالدَّمِ , كعلامة للفِخر , مظهرا فروسية صاحبهِ , والذِكريات المحبَّبة له ها هِي تعود , في ذاتِ يوم كان يرْعى الأغنام لِوالدهِ حينما كانَ عبدا , فرأى عبد مِن عبيد الملِك قد ضرَب امرأة تسأله بسقِي مواشيها , فلَم يدافِع عنْها أي عبد مِن بينِ العبيد , الاّ عنترة الّذي هَجم على العبد , بارِحا إياه ضربا , ليهجمو عليهِ بقِيَّة العبيد , ملقين عليهِ بالحِجارة, ضارِبين ايَّاه , يَذكر كَم ذاقَ الألم حينها , وكَم توجّع مِن كدماتهِ التي طالَت حتَّى رحَلت , سامحه الملِك وقتها , مدرِكا فعلته , التي كانَت نابِعة مِن حسنِ نيَّة , فانتَشرت شهامته  بينَ نِساء القبائِل اللواتي  قد سميَّينَه , بالعبدِ الشهم , وباتَت حادِثة شجاعته على كلِّ لِسان , لتصل الى محبوبته عبلة ,التي حينما لاقته , أثنت عليهِ بكلمات الاعجاب , وحبُّها لشهامته , وشجاعته , وما بينَ أيام قد مرَّت , وجَد نفسه قَد وقَع في الحب , ومَن حب ؟, عبلته الحبيبة , التِّي تحول حبه اليها الى عِشق , باتَ مهووسا بِها , عاشِقا , وليسَ كأيِّ عاشِق !

 فَفِكرة الذهاب لخطبتها ما زَالت قابِعة في رأسهِ , ولكن مخاوِفه لا تتوقف , مِن رفضِ عمِّه , فهو يعلم جيدا عمه المحِب للمظاهِر ,  الذي ينفَخ نفسه كالطاووس على أسباب تافِهة , ما بينَ مظاهِر , وجمال , وامتِلاك , وهذا ما يخيفه , وما يُشعِل النيران في داخِلهِ , ولكنُّه الشجاع , كيفَ يهاب عمه وهو حارَب الفرسان , والأبطال , والشجعان ؟ , كيفَ يصبِح خائِرا , خائِفا , وهو مَن أثنت عليهِ عبلته بكلِمات الاعجاب مِن شهامته , لا بُد له أن يتقدَّم الى خطبتها , خصوصا لكونهِ يستمِع الى تقدَّم الخطَّاب الى منزِلها سائلين الزواجَ مِنها , لكونِها كانَت أجمل نِساء القبيلة , ليحمِد الاله وقتها بكونَ عمِّهِ مغرور لدرجة رفضهِ من كلِّ الخاطِبين , طالِبا الافضل , والأحسن الذي سيحسِّن من مقامهِ !

  

                                           *********

ساسندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن