(الفصل السادس)

7.5K 154 11
                                    

(الفصل السادس)
فى فيلا الدمنهورى وبالتحديد فى غرفة احمد .. كان هاتفه يرن باستمرار
احمد بنوم: السلام عليكم
الشخص :وعليكم السلام .. صاحب الفون ده عمل حادثه وهو حاليا فى المشفى
نظر احمد الى الهاتف بفزع : بابا .. انت جبت الفون ده منين .. وايه اللى حصل
الشخص : مش عارف ايه اللى حصل بس لقيت العربيه مقلوبه وبتطلع دخان وجواها اتنين طلعناهم واتنقلوا المشفى وهما حاليا فى العمليات
احمد باستغراب : هو فى حد تانى مع بابا
الشخص : هما اتنين
احمد : طب فى اسم المشفى ايه بسرعه
الشخص : ....
نهض احمد من على فراشه على عجل واتدى ملابسه وتناول مفاتيح سيارته بسرعه كبيره وتحرك الى غرفت اخويه وجعلهم يستيقظان بسرعه : قوم البس اخلص وهات مراد معاك وبسرعه على الجراج
ايمن:فى ابه بس يا احمد
- مفيش بس هات الكريدت معاك عشان نسيت بتاعتى فى المكتب
لحق به ايمن ومراد ورائه بسرعه واخبرهم بأن يلحق بهم الى مشفى ...
وعندما وصلوا قابلهم الشخص الذى هاتف احمد
جلس احمد على المقعد ووضع رأسه بين يديه : انا كنت حاسس ان فى حاجه غلط بتحصل من امبارح لما بابا خرج من الحفله بدرى
بعد وقت قليل خرج لهم طبيب واخبرهم ان احدهم توفى والاخر فى العنايه وحالته تزداد سوءا كل دقيقه
احمد بفزع : مستحيل بابا اللى يكون توفى لالا .. انا عاوز اشوف الشخص اللى عايش .. ارجوك
وبعد الحاح شديد من احمد سمح له الطبيب ولكن بوقت قصير
بعد ان رأى احمد المسطح على الفراش اطمأن قلبه قليلاوجرى عليه : بابا ... عشان خاطرى متسبناش .. ارجوك يابابا انا بجد محتاجك واخواتى .. قاوم ارجوك
تكلم عزت بصعوبه: اح.. م..د ..ارجوك خد...با..لك ..من اخواتك.... انا عارف انى سايب راجل ورايا .. خد بالك منهم انا خلاص عمرى انتهى
بدأ احمد دموعه تهبط بهدوء: بابا عمو محمد اتوفى .. وانا متأكد انك مش هتروح وراه يا بابا لا  انت هتفضل معانا
عزت بتألم: مش قادر يا احمد .. ار جوك  .. نفذ وصيتى ..
نطق بالشهاده وبعدها اعلن الجهاز عن توقف النبض
نظر اليه احمد بفزع : بابا ... بابا لا ارجوك ..بابااااااا عشان خاطرى لا...ايه هى وصيتك يا بابا قولى ..كلمنى
حضر الاطباء وحالولوا اخراج احمد ولكنه اصر على البقاء .. فحصه الطبيب ثم بعد قليل غطى وجهه.. امسك احمد يديه: انت بتعمل ايه اتجننت هو صاحى وكان بيكلمنى دلوقت
كانت دموعه منهمره بشده واخذ يردد" انا لله وانا اليه راجعون " ثم قبل رأس والده  قائلا: استودعك ابى الذى تركت بقلبى حبك قبل رحيلك
طلب منه الطبيب ان يذهب الى الاستعلامات ليخرج تصريح الدفن .. خرج احمد من غرفة والده  وكان مراد وايمن يبكيان
احمد : مش عاوز واحد فيكم ينزل دمعه احنا علينا ندعلهم وبس وبعدين لما اخواتكم يشفوكم كده هما هيبقوا ايه لازم نقف جنبهم ..يلا ياايمن  اتحرك اتصل بأسر وخليه ميقولش لاخواته البنات دلوقت
طلب ايمن من مراد محادثته لانه لا يقوى على فعل شىء حاليا .. فهو مذ ان كان صغير كان متعلق بأبيه الى حد كبير وخاصة بعد ان تركته امه وهو بعمر صغير ... كان ايمن يبكى بشده دون توقف
حدث مراد اسر وتخبره بأن عمه قد توفى ولكن كان الامر صعبا على اسر ..نزلت دمعه حاره من اسر تعبر عن حبه لعمه بل ابيه فهو اتخذه ابيه مذ ان توفى والديه فكان نعم السند له حتى كبر واصبح رجلا..
اسر بصوت مختنق : ماشى يامراد هجيب حازم ومازن وهاجى سلام
ارتدى ملابسه وتوجه الى حازم ومازن اللذان كانا مستيقظان بعد صلاة الفجر وبمجرد ان رأو اسر فزعوا من هيأته : مالك يا اسر فيك ايه
فتح اسر فى البكاء مره اخرى ووضع رأسه على كتف حازم : مكنتش عارف انه هيسبنى بدرى كده زى بابا وماما لوكنت اعرف مكنتش حبيته كل الحب ده عشان متعلقش بيه .. كان ابويا التانى بجد محستش بفرق .. اخر مره كنت مكلمه امبارح كان بيقولى لو الثفقه نجحت هنروح شرم شهر كامل
ادرك حازم ومازن ما يقوله اسر واخطلتط دموعهم سويا
توقف اسر عن البكاء قليلا فهو من المفترض ان يصمد اكثر من ذلك امام اخوته .. وعزم الا يخبر الفتايات الا بعد ذهابه الى المشفى اولا : مفيش حد لازم يعرف من البنات حاليا بالذات سما عشان دى لوعرفت ممكن تروح فيها
بعد وقت وصلوا الى المشفى وانهوا اجرائات الدفن ثم دخلوا الى والدهم وقبلوه ودعوا له ثم خرجوا ودموعهم تأبى التوقف كان الجميع يجلس فى الممر وفى حالة يثرى لها الا احمد كان يقف بعيدا عنهم  ساندا احدى رجليه عل  الحائط ولا يبكى اطلاقا يحاول ان يكون صامدا على الاقل امام اخوته وتنفيذا لكلام ابيه بأن يكون هو السند من بعده
مع شروق الشمس تكلم مازن: ياجماعه احنا لازم نقول للبنات كده كده هيعرفوا  ولازم يشوفوا بابا قبل التكفين
احمد : انا هجبهم واجى وانتوا حد منكم يروح يجيب اخواته بسرعه عشان التكفين
بعد ذهاب احمد مازن: هو احمد ماله
مراد : مش عارف بس كان عند بابا جوه ولما طلع بقى كده
هدأ ايمن قليلا ثم تحرك ذاهبا الى غرفة والده
وبعد وقت وصل احمد مع اخوته وبمجرد وصلهم للمشفى جرت نهاد محتضنه مراد ..فهى كانت نائمه واستيقظت فزعه والى الان غير مصدقه مايحدث كانت مرتدية ملابس قصيره وكان مازن يراقبها .. استغفر ربه واعطى شاكيته لمراد ليعطيه لها ،ونهال لا تختلف كثيرا عن اختها فقد خرجت ببجامة النوم ولكنها وضعت حجاب بطريقه غير مرتبه فكان شعرها ظاهر وفجأة سمعوا صوت صراخ يأتى من اخر الممر .. وأسر يحمل سما .. التف حوله الاطباء اخذين اياها الى غرفة للفحص
مازن بفزع : ايه اللى حصل يا اسر
اسر وهو يحاول ضبط انفاسه : مش عارف .. اول مارحت لفدقتهم خلصوا صلاة وداخلين يناموا قلت لهم الخبر بهدوء فجأه لقيت سما فى ايدى
خرجت الطبيبه من غرفة الفحص ورأت الجميع يجلس فى الممر وفى حالة يثر ى
لها  واسر واحمد يأخذان الممر ذهابا وايابا
الطبيبة : متقلقوش ياجماعة ...هى دخلت فى غيبوبه نتيجة لصدمة
اسر بحزن اكبر : طب هى هتفوق امتى
- على حسب ادتقبلها للصدمه ممكن يوم ،اسبوع،شهر ،سنه
ثم نظرت نظرة اخيره عليهم فى الممر : بس هو كلكم متواجدين هنا عشانها
اسر : لا احنا هنا عشان حالة وفاة
- البقاء لله
- البقاء والدوام لله
اتجه كلا منهم يلقى نظره اخيره لوالده قبل التكفين
وفى غرفه محمد كانت منار تتشبث فى والدها :انا مش هسيبك انت عارف انا بحبك اد ايه
قبلت مى رأسه ويده : انا مش هقدر اشوفه اكتر من كده انا هروح البيت ..
خرجت من الغرفة سريعا ومنها الى حازم وكانت تبكى بشده : حا.. زم بعد ازنك مفاتيح عربيتك
- بحالتك دى مينفعش طبعا .. اقعدى كده واتهدى بالله على مابابا يتكفن
صرخت بهستيريه : قلت لا انا عاوزه اروح
ثم جلست على الارض تبكى بشده : انا مش عاوزه اشوف حاجه انتوا كده بتموتونى .. كل الناس اللى بحبها سابتنى بابا وماما وابويا التانى ... انتكوا كلكم كدابين ..بتقولوا احنا معاكى وفجأه بتروحوا
حضر الطبيب على صوتها العالى وسمح له احمد بإعطائها مهدئ
وبعد التكفين اتجهوا الى المقابر للدفن وتم العزاء وانتشر الخبر فى الجرائد بعدها مباشرة ومر شهر على الوفاه
بينما سما مازالت فى غيبوبتها واتت صديقتها ياسمين وكانت ترافقها اغلب الاوقات وتهدئ مى ومنار ونهال ونهاد
كانوا يجلسن بصحبة سما ودموعهم تأبى التوقف
ياسمين: خلاص يامى استهدى بالله " لله ماأعطى ولله ما أخذ "
مى : ونعم بالله
نهال وهى تمسح دموعها  : الحمد لله ده قضاء وقدر واحنا مش معترضين يارب على امرك ،بس بجد الفراق طعمه وحش اوى
فجأه سمعوا صوت سما تنادى : بابا ...  با..با
اسرعت ياسمين بمناداة الطبيبة وطلبت منهم الخروج لفحصها وبعد وقت قصير خرجت: اطمنوا ياجماعة هى على وشك انها تفوق ويومين بالكتير هتخرج خالص
مى : الحمد لله، الحمد لله
مر اليومان بسلام ولكن كأنهم سنتان
اتى اسر ليحملها فمن المؤكد حازم ومازن لن يقويان على حملها يكفى خبر  وفاة والدهم
.. لم يعجب احمد بهذا
اتجهوا الى الفيلا  واستقبلتهم الداده وضعها اسر فى الفراش وذهب كلامن مى ومنار الى غرفتها
اسر : ياجماعه انا منمتش بقالى شهر كويس محدش يصحينى لو البيت بيتهد
قاطعهم احمد بدخوله من باب الفيلا .. ثم اعتذر على دخوله هكذا: المحامى كلمنى وقالى اجمعكم.. وبصراحة انا مستغرب شويه ليه استاذ صبحى يجمعنا  معاكم ومفيش بينا الا الثفقه اللى فاتت ؟!
حازم وهو يتثائب : خلاص نتجمع بكره ان شاء الله  يلا بقى انا عاوز انااام
احمد مودعهم : تمام ..والف سلامه على الانسه سما
اسر: الله يسلمك .. مع السلامة
ذهب كلا منهم الى غرفته وغطى فى نوم عميق
وذهب احمد الى منزله واطمأن على اخوته ثم اتجه الى غرفته وابدل ملابسه واخذ يفكر بما دار بينه وبين والده الى ان توقف عند " نفذ اللى فى الوصيه عشان خاطرى وخلى بالك من اخواتك"
تذكر هذه العباره وبدأت دموعه تهبط بغزاره فمنذ وفاة والده لم تنزل ولا دمعه واحده..انفجر فى البكاء حتى غطى فى نوم عميييق...
......    .   .  ..  ......       .....
وفى ذاك المكان المظلم نفسه الذى يتواجد به البوص دائما البوص: كويس اوى ...كده اخدنا خطوه كبيره بعد ماهما ماتوا
احد الرجال: الدور على الحلوه بقى
البوص : لااا دى تخصنى ،واللى يخصنى محدش ليه دعوه بيه ، عليكم بقى والثفقه ااجديده مش عاوز حاجه تتم فى اى  شركه من الاتنين .. انا عاوز الشركه دى تنام فى السوق
م: انت تؤمر يا باشا
........ ....  . ..............
صباح يوم جديد تسللت اشعة الشمس الذهبية داخل غرفة سما ..افاقت واردت ملابسها ملابسها التى لم تكن تحمل اللون الاسود فهى بحياتها لا تفضل الاسود واخرجت القلادة التى اعطاها لها والدها عندما كانت فى الثامنة عشر من عمرها نزلت الى اسفل ورأت منار ومى يرتديان ملابس رياضيه باللون الاسود
سما: صباح الخير
منار : صباح الخير
مى: حمد لله على سلامتك
سما : الله يسلمكم ..،انتوا مسودين عيشتكم كده ليه
منار : احنا ؟
بدأت سما بممارسه رياضتها: ايوه مسودنها
مى : لاحظى ان بابا لسه متوفى
سما بأمر: مشوفش واحده فيكم لابسه اللون ده .. مش الاسود اللى هيرجع بابا وبعدين ده عدا شهر يعنى خلاص
منار : بس ماين....
قاطعتها سما : مبسش.. لحظه واحده وتكونوا بدلتوا لبسكم
وبالفعل كما امرت فعلوا وبعد ذلك نزلوا الى اسفل وجدوا سما تبكى ....  ....
.........   .........  ..........
فى فيلا الدمنهورى ..
استيقظ احمد وارتدى بنطال قصير زيتى وتيشرت اسود وخرج من غرفته قابله مراد : صباح الخير
احمد : صباح الخير البس وحصلنى على بيت السيوفى عشان المحامى جاى كمان ساعة
ايمن : اوك هحصلك .. اجيب البنات؟
احمد : ايوه
ذهب اليهم مراد واخبرهم بأن يزلوا ليذهبوا جميعا الى منزل السيوفى
نهال: هو فى ايه
نهاد : تقريبا انكل صبحى عاوزنا بس مش عارفه ليه
نهال : تمام خلاص روحى انتى على ما البس حجابى
اتجهت نهاد الى اسفل وأت اخواتها عند الجراج : صباح الخير
ايمن : صباح الخير ،... ايه اللى انتى لبساه ده يا زفته
احمد بجديه:ايمن بعد ازنك ملكش دعوه بنهاد انت فاهم
ايمن: ما انا مش هسبها تخرج للناس كده
نهاد : على فكره عدا على وفاة بابا شهر اعتقد اقدر البس اى لون ... اصلا الحزن مش باللبس الحزن فى القلب يا بشمهندس
ايمن: مش بتكلم عن اللون .. انا بتكلم عن اللبس نفسه
اشار مراد لنهاد بأن تركب سيارتها: خلاص يا ايمن
ايمن : معدتش هتركب عربيه لوحدها انزلى يا انسه اركبى معايا
اشغلت نهاد سيارتها وكأنه لم يقل شىء : بعد ازنك يا مراد طلع عربيتك عشان عاوزه اطلع
تحركوا الى منزل السيوفى لمعرفة سر ذاك التجمع وفتح لهم الحارث البوابة  وبعد نزولهم اتجهوا الى المقاعد ولكن رأى احمد سما جالسه تبكى ومى ومنار يهدئانها
سما ببكاء: كان دايما بابا يقعد هنا صح ... صح يامى....
اه بابا كان بيقعد هنا ..
واخذت تبكى بشده حتى قطعهم صوت مراد وهو ينظر اليهم بتساؤل : خير
مى : اصلها افتكرت بابا  بالمكان بتاعه
.. اتجه الجميع للجلوس واستأذنت سما عشر دقائق
تحدث مراد موجها حديثه الى منار : عاملين ايه
مى ومنار: الحمد لله
بعد قليل حضر اسر وحازم ومازن وصافحوا الجالسين
رأو فتاه تهبط من سيارتها ذو حجاب ساتر وملابس واسعه والقت التحيه
وقف حازم معتقدا انها ليست من العائلتين:ايوه حضرتك عاوزه مين
نظرت نهال الى احمد ولكن تحدث ايمن بغيره : اختى نهال يا مازن
حازم: اه اهلا .. اتفضلى.. بس انا حازم مش مازن
ضحك ايمن : خلاص ياحازم ماانتوا شبه بعض اوى اعملكم ايه
اسر : ياجماعه انا كلمنى امبارح استاذ رأفت محامى الشركه وقالى برضوا اجمعكم
احمد : اه واستاذ صبحى برضوا
نهاد : حاجه غريبه اوى بصراحه
ايمن : المتر جه
وقف احمد مصافحا اياه :  اهلا يا متر اتفضل 
صبحى: اهلا بيكوا يا ولاد .. امال فين استاذ رأفت
رأفت وهو يتجه نحوهم :مين بيجيب فى سيرتى ياترى
صافحه حازم : ازيك يا انكل عامل ايه
رأفت بضحك : ايه يابنى هو انا كل اما اجى عندكم تقولى يا انكل .. انت لسه صغير يا مازن
حازم بغيظ :  انا حاازم وربنا
رأفت بإيجاز : خلاص خلاص اقعد.
ثم حضرت سما بعد قليل : يا جماعه احنا لازم نرجع الشركه من بكره كده بقالى شهر مرحتش
رأفت : ما انا جاى النهلرده عشان لو حابين تبدأوا شغل
اسر : خير يا استاذ رأفت .....
.......

عِشْق الهَوَىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن