القصه العاشره

6.4K 186 47
                                    

يوميات مجنونه ..... القصه العاشره

كانت عائده من عملها تجرر قدميها بتعب وهو يسير خلفها يحمل حقيبتها يسير على اثر خطواتها
كانت تتحامل على نفسها هى تكره ذلك العمل وتكره ذلك البيت وتكره ذلك الرجل الذى يجلس بالداخل وتتمنى الخلاص منه بقلمى ساره مجدى
وصلت امام الباب لتلتفت لمن خلفها وهى تمد يدها تاخذ منه الحقيبه قائله
- شكرا يا على روح انت
ليبتسم وهو ينظر لها بحب صادق
- شكرا على ايه يا ست الناس انا خدامك
لتبتسم له وهى تدلف الى الداخل وتغلق الباب ليظل ينظر الى الباب لدقيقه ثم تحرك خطوه واحده ليجلس ارضا بجانب الباب ويرجع ظهره للخلف ينتظر ان يستمع الى صراخها يعذب نفسه بذلك هو يعلم .....  تتلوى احشائه الما مع كل صرخه مع صوت يده التى تضرب وجنتها ومع كل لفظ بزيئ يقوله لها مع صوت صرخاتها المتزامن مع صوت تمزق ملابسها ... مع صوت تاوهاتها وصريخها المكتوم من اغتصابه لها
ثم خروجه وهو يترنح دون ان يلاحظه فى جلسته القريبه من الباب ... بقلمى ساره مجدى ليدخل اليها يجدها غائبه عن الوعى يستر جسدها العارى ويظل بجانبها يتأملها ثم يغادر عند بدايه اول ضوء للنهار ... وكل يوم يحضر فى معاده حتى يذهب معها الى الكباريه فهو حارسها الشخصى او بمعنى اخر
« بلطجى الرقاصه » يحميها من الزبائن السكارا يكون فى خدمتها متى احتاجت لذلك هو يرى نفسه خادمها المطيع وهى تراه سند وحمايه هكذا قالت له يوم حدث عراك كبير فى الكباريه ليحميها بين ضلوعه ويتلقى الضربات عنها حتى اخرجها من ذلك المكان
اتى فى موعده يقف امام الباب ينتظرها دون ان يطرق الباب هكذا كانت اوامر زوجها ... تذكر كلماته الاذعه له فى اول يوم عمل حين حضر وطرق الباب فتح له ونظر له بغل وشر
وهو يقول له بزدراء
- انت بتخبط ليه
لينظر له على ببلاهه وقال بهدوء
- علشان اعرف الست انى وصلت ومستنيها
ليجيبه باستهزاء
- انت لما تيجى تقف زى الكلب هنا والست لما تجهز هتخرج لوحدها فاهم ... احنى مش خدامين ابوك علشان نفتحلك الباب كل ما حضرتك تشرفنا ... انت هنا شبشب فر جل الست فاهم..... يعنى حته خدام فاهم يا كلب .

ليظل على ينظر اليه بهدوء عكس ما يشعر به من داخله ... بقلمى ساره مجدى يريد ان يقتله هو لم يقبل ذلك العمل الا من اجلها وسيظل من اجلها ليحنى رأسه قليلا وهو يقول
- حاضر .. انا اسف .
ليدخل ذلك المسخ المسمى زوجها الى الداخل وبعد قليل خرجت هى وهى تحمل حقيبتها التى تضع بها بدله الرقص والحذاء الخاص بها تقدم منها سريعا ليمسك الشنطه وهو يقول
- عنك يا ست الناس ... خدامك موجود وتشيلى انت الشنطه
لم تستطع ان تجيبه بشيء و ذلك المسخ يقف خلفها وحين بدأت فى التحرك قال لها بصوته الجهورى
- متنسيش تجيبى مزاجى وانت جايه .. وليا هم .
ثم اغلق الباب بشده انتفضت على اثرها تلك المسكينه ظلت واقفه فى مكانه لثوانى قليله ثم تحركت و خلفها صاحب القلب المتلهف لها بشده 
كان يسير خلفها كخادم مطيع نظرت اليه ثم قالت
- هو انت ماشى ورايه ليه ... تعالى جمبى
ليبتسم للحنان النابع من صوتها وهو يقول لها
- خدامك يا ست الناس .... و تحت رجليكى
لتقول له بحنان
- متقولش كده .. مد شويه كده وخليك جمبى
كان يقف خلف الستار يتابعها وهى تقوم برقصتها التى تشعل به النار  والغيره تنهش جسده من كل تلك العيون التى تتأملها 
كان يقف فى غرفتها يساعدها فى ارتداء ملابسها وهى خلف البرفان يعطيها الملابس وياخذ منها البدله
انتهت من ارتداء ملابسها لتخرج وتجلس على الكرسى لتجده يركع على ركبتيه امامها وهو يضع حذاءها فى قدميها لتنهره وهى تقول
- هو انا كل يوم هقولك متعملش كده يا على
لينظر لها بابتسامته الساحره بذلك الوجه الابيض ذات العيون الرماديه ولحيته المشذبه  وشعره الطويل ملامحه وسيمه للغايه لا يليق به ان يكون فى هذا العمل ولا ذلك المستوى بقلمى ساره مجدى
لتفيق من تاملها له على صوته المميز وهو يقول
- امرك يا ست الناس .
ويبتعد خطوه للوراء ولكنه يظل جاثيا على ركبتيه حتى تنتهى
وحين تقف يقف هو الاخر ليحمل الحقيبه ويسير خلفها فى صمت ككل يوم منذ أكثر من سنه نفس الاعمال نفس الأحاديث نفس العذاب
وككل يوم بعد ان تدخل يجلس فى مكانه ولكن اليوم لم يستمع لصوت صراخها لم يستمع لاتوهاتها ظل جالس فى مكانه مغمض العينين فى راحه حيث لم تتعذب حبيبته اليوم ولكن بعد عده دقائق استمع لصوت صراخها ولكنه صراخ مختلف صراخ استغاذه وخوف ليضرب الباب بكتفه ويدلف اليها ليراها جالسه ارضا تنظر امهامها بهلع
لينظر لما تنظر اليه ليجد جسد المسخ زوجها مسطح على السرير دون حراك لم يفهم ماذا حدث ليقترب منها فى هدوء وهو يضمها ويقول
- اهدى يا ست الناس فى ايه ... ايه الى حصل 
لتشير لجسد زوجها بيد مرتعشه وهى تقول
- ما.... مات
لينظر الى الجسد المسطح على السرير بتقزز ثم عاد اليها بكامل تركيزه ليمسك كتفيها ويوقفها وتحرك بها خارج المنزل ليجلسها على كرسى جانبى كان دائما فى موضعه ذلك ولكنه لم يفكر يوما فى الجلوس عليه .
جلس ارضا بجانب قدميها وهو يقول
- اول ما النهار يطلع نجيب الى يغسله وندفنه على طول

يوميات مجنونه.بقلم ساره مجدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن