سجن

51.2K 913 25
                                    


كورت نفسها وهي تبكي بحرقه متسطحه.. علي الارضيه البارده المليئه بالاتربه والرائحه النتنه.. الممزوجه بسحابه بقايا سيجاره قبل رحيله، حاولت تحريك يدها او ساقيها، ولكن يدها وساقيها مقيده بخشونه، بكت بحرقه اكثر قائله بصوت ضعيف: -بابا

شعور اليتم يؤلمها. موت عزيزها وغاليها يجعل قلبها يتمزق الما علي موته، خوفها.. تبخر منه.. ليتبدل بالحقد، اخذ اعز ما تملك قتله بدما بارد، ابشع الموت....كانت تتذكر كلماته التي طعنت قلبها بلا رحمه او شفقه

يس بصوت خشن وهو يتنفس سيجاره:
-ايوا قتلت ابوكي... تحبي اقولك قتلته ازاي كمان يااا نور

شهقت بصدمه قائله بصوت باكي:
-ابويا.. عملت فيه ايه.. ابويا فين

نفس سيجاره لتكون دوائر رماديه في الهواء.. قائلاً بصوت جامد :
-قتلته وحرقته بمية النار
وادفن وشبع موت كمان


لم تتمالك اعصابها لتصرخ بقوه
وبكاء يغرق وجهها قائله بهستيريا:
-لا ابويا لا انتا كداب... ابويا عايش
انتا كداب.. ابويا عايش. ابويا عايش

سمعت صوت صرير باب يفتح. ...
فأيقنت انه هو... لعنتة حاضرها البشع
صوت قدميه يداوي المخزن الواسع

اغمضت عيناها بقوه محاوله تصنع النوم
وهي تعتصر جفنيها محاوله السيطره علي شهقاتها الموجعه....

نظر لها بسخريه علي سذاجتها
وتقدم منها وهو ينفس سيجاره بهدوء
نزل لمستواها وهمس في اذنها وانفاسه الاهبه تلفح رقبتها واذنها:
-عارف انك صاحيه.. افتحي عينك ياحلوه

انهي جملته وهو يتحسس رقبتها بأنامله وصولا لكتفيها وهو يتفحصها بنظرات صارمه ممزوجه برغبه

فتحت عيناها ونظرة الغضب تتفاقم
ثم بصقت في وجهه بكل قوتها
قائله بصوت ضعيف متحشرجه:
-اوعي ايدك الو***عني...

اغمض عينيه بغضب قائلاً بصوت غاضب وهو يمسح وجهه :
-ماشي يانور.. انا هوريكي ايدي هتعمل فيكي ايه

انكمشت في نفسها محاوله فك يدها
ولكن لا فائده.. ليهجم عليها كالاسد البري
امسك خصلاتها بقوه لتصرخ هي بألم

ثم وقف واوقفها معه ثم تحدث بغضب هادر كسي عينيه وهزها بعنف:
-كان زمانك مرميه علي سرير واحد دلوقتي وروحك مفارقه الحياه وانا الي نجيتك وتقوليلي ايدي الو***

تحاملت علي وجعها وتكلمت بشجاعه جعلته يشدد قبضته علي خصلاتها:
-اه انتا اصلا*** ومش راجل
قتال قتله انا هبلغ عنك واشوفك بتدعدم قدام عيني ياو**

صفعه تلتها اخري لتسقط أرضاً
وانفها ينزف بغزاره...ليمسكها مره اخري قائلا بغضب عاصف:
-عيدي كلامك كدا انا ايه يا*** يابنت الحرامي

تكلمت بوهن وهي تعافر الاغماء ودموعها تغطي وجنتيها:
-ابويا مش حرامي يازباله انتا اوسخ من انك تتكلم عليه أصلاً

صفعه اخري لتجعل شفتيها تنزف هي الاخري وتسقط أرضاً وهي تصرخ بوجع
لتسمع صوته الغاضب:
-ان ما خليتك تتمني الموت ومتلاقيهوش يابنت عوض مبقاش يس

امسك يدها ساحبا اياها لتقف ولكن قواها خارت بالكامل
توجه الي الحائط ونظر الي الاساور الجديديه المعلقه به

ثم فك وثاق يدها وهي تتهاوي بين يديه
ووضع الاساور حول كفها وفعل المثل في الاخر فكانت معلقه علي الحائط
ورأسها منخفضه

ليمسك فكها بين يديه قائلاً بصوت شرس غاضب وهو يزيد من قبضته:
-شوفي نفسك عامله ازاي دلوقتي
متعلقه زي الحشره متكتفه

لم تستجب له بل سبحت في ظلام دامس غائبه عن الوعي بالكامل
غير باليه بقيدها الحديدي للذي يعتصر كفيها ,او بنظراته الحارقه وقسمات وجهه الغاضبه... سمحت لنفسها اخيرا ان تغرق في ظلام ضعفها

نظر لها بغضب لم يشفي بعد
ثم ترك وجهها وخرج من المخزن تاركاً اياها معلقه علي حائط لا تعلم مصيرها
لا تعلم سوا انها وقعت في براثنه ولن يخرجها منه سوا الموت...

قاسي ولكن أحبني "الجزء الثالث"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن