براثن قسوته

32.8K 746 9
                                    


جالس في حديقته يداعب نجمته الصغيره.. التي اسرت قلبه القاسي، لم يكن يعلم أنها ستكون ملجأه وقت غضبه... ضحكتها وهي تمسك اصبعه فس قبضتها الصغيره... عيناها التي تجعله يبتسم... تجعله ينسي غضبه من والدتها.

يحملها بين يديه ويبتسم بستمتاع، ليجد يد سميه توضع علي كتفه وتصحبها كلماتها قائله:
-بقيت ياأما في مكتبك او مع سيدرا حتي بتقعد معاها اكتر من تقي

اختفت الابتسامه لتحل محلها البرود
ليقول بصوت مرتفع :
-رحمه تعالي خدي سيدرا

دقائق وكانت سيدرا بين يدي رحمه
بينما سميه تتأمل ادم وتحاول تستشف ما يدور في رأسه

سميه بصوت جاد :
-مش كفايه عقاب لتقي,, انتا كدا بتكرها فيك ياادم.. بلاش تندمها علي صبرها دا

اخرج سيجاره ودخنها ببرود قائلاً :
-لا مش كفايه..

قالت بنبره غاضبه:
-بطل برودك دا وكلمني زي الناس
اول مره اشوفك زي احمد ياادم

لوي ثغره بسخريه لتكمل هي بحده:
-ومش هتفوق الا لما تقي تزهق وتسيبك
ساعتها هتندم الف مره علي قسوتك دي

تقلست قسمات وجهه ليرمقها بنظره شرسه قائلاً بصوت حاد:
-لما تسيبني هتكون ميته وبس ياسميه
ولو قولتي الكلمتين دول تاني هيبقا رد فعلي وحش وهنسي انك عمتي أصلاً

ثم وقف بغضب وصعد الي غرفته وهو يتذكر كلمات سميه وهواجس خوفه ان تقي تصبح نسخه مصغره من فريده يداهمه....لتتردد في عقله كلمه واحده
سيكون مصيرها الموت...ان ابتعدت انش واحد عنه

بينما سميه فتحت عيناها بصدمه جاليه علي ملامحها....قائله في نفسها:
-ادم القاسي احسن بكتير من ادم الوحش ربنا يستر ومتبقاش احمد بجد

كانت تتابعه من شرفة الغرفه وهو يداعب ابنتها الصغيره... رغم بكاؤها ابتسمت بحنو ان احدهما يبتسم
رغم عقابه لها بأنها لن تخرج من الغرفه مطلقاً وجفائه معها الا انها اشتاقت الي عناقه الذي يسحق عظامها

ولكن كبريائها يجعلها صامته
يجرحها في وضح النهار وفي غسق الليل يحتضنها وكأن شيئا لم يكن... وعندما تنير الشمس يبتعد عنها ببرود قاتل

تاركاً اياها تصارع دموعها مانعه اياها بالهطول والضعف امامه.. تلعن قلبها الساذج الذي يعشقه رغم افعاله بها

هبطت دموعها علي وجنتيها الشاحبه
وهي تراه يبتسم بتساع مع نجمتها
ولكن وخز في قلبها اشتد وهي تراه غاضب متجه الي مدخل القصر
وملامح سميه مصدومه

شعور بات يلازمها.. الخوف.. من ذاك الحبيب القاسي صاحب ردود الافعال الغير متوقعه ابدا

ثوانٍ وشعرت بباب الغرفه يفتح بقوه
فأيقنت انه هو ادم
التفتت له بوجه خالي من التعابير
بوجه فقد لذة الحياه وسعادتها...
ليقابلها هو بوجه متهجم غاضب

قاسي ولكن أحبني "الجزء الثالث"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن