قبلة عاصفة

34.7K 815 5
                                    


الضوء متسلسل في غرفتها وكأنه انهي حدادها من الظلام فكرر التدخل وبقوه وهي جالسه علي فراشها شارده! وسؤال يدور في مخيلتها بلا توقف وقلبها يرتعد من الاجابه...ايحبها ام لا؟

ملت من تكرار هذا السؤال لتغمض عيناها بقوه طالبه خروج تلك لافكار من رأسها

لا تريد ان يحبها...لا تريد ان يتنفسها عشقا..تريده بجانبها فقط...لا تطمع في المزيد..يكفيها ان تعيش بجوار قلب يحنو عليها بدون مقابل..يكفيها تلك القبله الحانيه التي يطبعها جبينها او تلك القبله الشغوفه التي تأخذ ثغرها وتشتت قلبها

تكفيها تلك الابتسامه التي تجعل بريق عيناها يتلألأ له فقط
يكفيها ذاك العناق الذي يدفئ قلبها البارد
ويكفيها شعور السعاده الذي يغمرها عن رؤيت...ه

افاقها من شرودها طرقاته علي باب غرفتها...لتقف وتتجه اليه وتفتح له
ليظهر من خلف الباب رجل قلبه ميت ووجهه علي قيد الحياه...يرتدي ملابس سوداء وملامحه مبهمه..نظراته جامده

انكمشت ملامحها بقلق لتقول:
-مالك ياغيث..فيك حاجه

لم تتغير ملامحه وانما تفوه بجديه:
-انا مش هاجي البيت انهارده..متستننيش

-طيب ماشي..بس مالك في حاجه

استدار وتنهد بقوه ودموع تلتمع في عينيه أبت ان تفضحه ليقول بصوت جاد:
- انهارده سنوية مراتي سنوية ملك

ارتخت ملامحها وهي تشعر بلفحة هواء ضربت قلبها بقوه لتبرد بشرتها وهي تقول بصوت هامس:
-اه...ربنا يرحمها..ويصبرك

انتهت الاغنيه والصمت يعم المكان
لتصدح كلمات فيروز مره اخري وهي
تشتت مشاعرهم وتتلاعب بهم

همهم بصوت منخفض لم تسمعه
ثم خرج من المنزل بسرعة البرق
تاركا خلفه فيروزتين تلتمع بدمع..وتخبر نفسها بأتفاقهم مسبقا..لاوجود للحب..هم احتياج لبعضهم فقط..ولكن اللعنه علي قلب تمرد وتعلق بقلب لم ينسي اخر ...

حزنه الذي رأته في عينيه أكد لها
ان قلبه سيظل لزوجته مهما مر الوقت
ستظل مالكته وأميرته..وحتي ان اخذها الموت...

ضحكت بسخريه وهي تتأمل نفسها وهي تحسد مرأه تحت التراب..تحسدها علي حب حبيبها لها ووفائه رغم موتها

اتجهت الي هاتفها وأطفأت هاتفها علي كلمات فيروز وهي تقول
بعدك علي بال-ي
ياقمر الحلوي-ن
يازهرة تشري-ن
يادهب الغال-ي
بعدك علي بال-ي
ياحلو يامغرور
ياحبأ ومنتور
علي سطح العال-ي

وجلست علي فراشها تتأمل فراغه
ودموع حزن له وعليه..

شرود يحتل عقلها منذ تلك الليله التي قبلها فيها..ورزع جنونه بها
منذ ان زرع التوجس داخلها
رفعت اناملها الي شفتيها لتتحسسهم ببطئ وعيناها محدقه في الفراغ
وهي تسعل بقوه محاوله شغل مرضها بأي شئ..لتسترجع تلك الذكري

قاسي ولكن أحبني "الجزء الثالث"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن