مرت سنه علي حال سماح وهي شاردة الذهن..منذ طلاقها لم تبكي لم تصدر اي ردة فعل ..سوا الشرود فقط، رجع والديها الي الاسكندريه مره اخري بناءا علي اصرارها الشديد
جلست والدتها جوارها في الشرفه
لتقول فاطمه بجديه:
-وبعدين ياسماح
نظرت لها سماح قائله بهدوء:
-وبعدين ايه ياماما
-وبعدين في حالك يابنت بطني..ايه ساكته مبترديش يعني
تنهدت سماح بقوه لتقول:
-ماما جه معاد المقابله بتاعة الشغل..انا مش هحط ايدي علي خدي واعيط
طلاقي كان الصح..ومش هوقف حياتي يعني عشان اسمي مطلقه...
وقفت والدتها لتقول بجديه:
-المرادي هسيبك تعملي الي عايزاه ياسماح عشان متقوليش اننا ظلمناكي
حدقت بوالدتها لتقف وتتجه الي غرفتها لتستعد لبداية حياه جديده...لا تريد ان تتزوج..لا تريد اي شئ سوا اثبات انها اقوي من غير احد...يكفيها ما عانته
ارتدت جيب رمادي وستره بيضاء وحجاب رمادي ثم نظرت لوجهها الذابل في المرآه وهي تبتسم بحزن
تنهدت بقوه قبل ان تأخذ حقيبتها وتخرج من منزلها تحت نظرات والدتها الحزينه
اتجهت الي شركة مقاوله صغيره نشأت منذ عامين..تحدثت معها صديقتها المقربه نهي عن العمل ..وهي جارتها في بنايتهم الجديده
وصلت سماح الي الشركه وهي تتنفس ببطئ داعيه ربها ان تقبل في عملها كاموظفة حسابات
دلفت البنايه وهي في غاية توترها
سارت في الممر الكبير لتري رجل جالس علي مكتب يتابع عمله بهتمام
تنحنحت سماح لتقول:
-لو سمحت
نظر لها الشاب ليقول:
-ايوا
-انا كنت جايه اقدم علي وظيفة المحاسبه
حرك الشاب رأسه بأيجاب ليقول لها:
-اتفضلي معايا للمدتسائلها-ت معه وهي تعتصر حقيبتها بتوتر
ليدلف الشاب بها بعد ان طرق الباب الي غرفه مكتب واسعه ويجلس بها شخص وجهه في الاوراق امامه
تنحنح الشاب ليقول:
-استاذ حسين دي الي اتصلت عشان الوظيفه
رفع حسين نظره ليجدها امامه تنظر له بتفاجأ..لم يحتاج للتعرف علي اسمها
فهو يعرفها جيدا ...او اكثر من الجيد
حدق بعيناها ليجد نظرة حزينه مليئه بالدهشه...والحنين
طال الصمت في الغرفه ليبتسم حسين ابتسامته المعتاده ليقول:
-اتفضلي اقعدي..
ثم وجه نظره للشاب:
-روح كمل شغلك ياشريف
غادر الشاب لينتشر الصمت مره اخري
ليقول حسين بنبره جاده ولكن بأبتسامه:
-ازيك
اجابت بصوت ضعيف:
-الحمدلله تمام
-ديما.. المهم دلوقتي انا عارف انك درستي تجاره..هتتعيني في الحسابات وهتدربي وبعد كدا نمضي عقد شغلك
حاولت اخفاء تلك الدموع التي تلتمع في عيناها ولكن فشلت فشل ذريع لتهبط دمعه علي وجنتيها وتمسحها سريعا
لاحظ دمعتها ليقف من كرسيه ويجلس علي الكرسي المقابل لها قائلا بتوجس:
-انا قولت حاجه غلط
هزت رأسها بنفي وهي تدمع مره اخري
ليقول مره اخري:
-طب بتعيطي ليه
انفجرت في البكاء وهي تتذكر منذ رفضها له وما حل بها بعده ...لم يحبها احد كما احبها ولكن..
اعاد مره اخري بقلق:
-في ايه يامدام سماح مالك
رفعت له انظارها لتقول بنبره ضعيفه:
-مش مدام
عقد حاجبيه ليقول:
-انسه
هزت رأسها نافيه ليقول محاولا التخفيف عنها:
-ماهو يامدام ياانسه منزلش حاجه جديده
ابتسمت وسط دموعها لترفع وجهها له وتقول بتنهيده:
-مطلقه في
ثم نظرت لتري يده فارغه هي الاخري
ليقول بعد تنهيده حاره خرجت من اعماق قلبه وقد لاحظ تسائلها ليقول بضحكه مزيفه:
-وانا لسه عانس
لحظات صمت وهما يحدقا ببعضهم بحنين وعتاب واسف...ليتدارك حسين نفسه ويغض بصره عنها
والف حكايه وحكايه تفتح في قلبيهما من جديد لعل لم يكن هناك خيرا في الماضي..ليصبح كل الخير في الحاضر
لتبدأ حكايه نسجت من نهايه اخري..