الفصل الثامن 🌸 عمل

2.5K 105 0
                                    

بعد أن انهكها التعب لم تعد رجلاها قادرة على حملها، لا يوجد محل ولا وكالة إلا وقد زارتها قصد العمل فيها لكن في كل مرة كان يقابل سؤالها بالرفض..
لا أحد يريد أن يشغل شخص بدون خبرة ولا شهادة. بعد خمسة ساعات من البحث يأست وقررت العودة الى المنزل لكن سرعان ما تذكرت رد فعل أخويها اذا ما علما أنها قضت كل هذه الساعات خارجا وهي تدور فقط دون أن تجد عمل فقررت أن تبحث في مكان آخر لعل هذه المرة تجد ظالتها .. دخلت إلى محل كبير للملابس و توجهت نحو المشرفة على المحل و سألتها بعد أن ألقت التحية عليها عن ما إذا كانت بحاجة إلى موظفين نظرت إليها بإزدراء و قالت "ومالذي تستطيعين ان تفعليه؟" اجابتها بحماس "كل شيء انا سريعة التعلم يمكنني القيام باي عمل تريدينه.."
قالت "امم وهل تعرفين مسح الأرضية و الارفف ؟"
لم تتوقع حياة أن يكون عملها هو مسح الأرضية و الأرفف لاطالما أرادت أن تحمل قلما لا منشفة لكن حين تذكرت أن هذه فرصتها الأخيرة لم يكن لديها خيار سوى أن توافق قائلاتا "أجل اعرف.. و يمكنني فعل هذا !"
قالت "إذا غدا سوف يبدأ دوامك.. سوف تكونين هنا في السابعة و النصف صباحا نحن نفتتح المحل في التاسعة في تلك المدة يجب أن تنهي تنظيف الأرفف و الأرضية و بعدها سوف تنتقيلين الى تنظيف غرف تبديل الملابس ثم سوف تمسحين الزجاج الخارجي للمحل بعدها سوف ترتبين المستودع وتنظيفه و هكذا.. كما يجب عليك الإهتمام بنظافة المحل كاملا طوال اليوم متى ما استلزم الامر سوف تنظفيه حسنا"
ثم سألتها حياة عن موعد انتهائها و انها لا يمكنها ان تعمل حتى ساعة متأخرة فأجابتها ساخرة "ابدأي أولا ثم اسئلي عن موعد الإنتهاء كما انه لا يمكنك أن تغادري اذا لم تكملي عملك لهذا اعملي جيدا كي تذهبي باكرا.. و بالنسبة للمال فأنا سوف أعطيك ما تستحقين لهذا لا تكوني طماعة حسنا.." وإبتسمت لها بإبتسامة مستفزة و باردة و غادرت أما عن حياة فلم تكن تعلم لما هي ليست سعيدة حتى بعد أن وجدت عملا ربما لأنها تعرف انها تمتلك مؤهلات تجعلها تعمل عملا أفضل من مسح الأرضية لكن لا يوجد خيار لها.. قالت لنفسها " الأفضل ان لا أكون طماعة ..كما قالت المشرفة"

عادت إلى المنزل و قد انهكها التعب لم تعد ركبتيها تتحملان ثقل جسدها ، فور أن وصلت ألقت نفسها على الأريكة.. رأتها أمها وقد كانت سعيدة لعودتها و متحمسة لتسمع حكاياتها عن الجامعة
سألتها والدتها بحماس ظاهر و بإبتسامة عريضة " كيف كان اول يوم لك في الجامعة" فتوترت و اجابتها بعد ان تلعثمت في كلامها
" اه .. لقد .. كانت جيدة يا أمي لقد تعبت كثيرا اليوم واريد ان أنام.."
قالت لها أمها "بالطبع سوف تتعبين يا إبنتي انه اول يوم لك لكن سوف تتعودين سريعا لا تقلقي..اه لقد حضرت لك الأكل هل أكلت شيئا اليوم؟"
كانت حياة قد نسيت موضوع الأكل تماما لم يكن لديها الوقت لتأكل لقد كانت مشغولة منذ أن غادرت في الصباح الباكر ..لكن كي لا توبخها أمها اخبرتها بأنها أكلت بعض الوجبات الخفيفة لكنها لا تزال جائعة قليلا ..

حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن