الفصل الحادي عشر 🌸 بداية التغيير

2.4K 108 8
                                    


مر أسبوع على لقائها بريان و يزن لكن أثر اللقاء بهم لازال يطلق مفعوله عليها لقد كانت سعيدة ونشيطة منذ لقائها بهم و كلما تذكرت ظرافة ريان تبتسم  مع نفسها وحين تصلها رسائله تسعد من أعماق قلبها، فحتى لو كان طفلا صغيرا لكن اثره على قلبها كان كبيرا جدا .. هو كالبلسم على جروحها إستطاعت بفضله أن تتجاوز ألم إبتعاد أخوها أحمد و قسوة أخويها عليها..

كانت السعادة و الحماس ظاهرين عليها فالإبتسامة لم  تفارق وجهها منذ ذلك اليوم،  الأمر الذي لاحظه أخويها و شككهم فيها ..فبعد ذهابها إلى العمل كعادتها توجه كريم خلفها يلاحقها دون أن تعلم ليرى إذا كانت ستذهب إلى مكان آخر غير عملها  لكن سرعان ما إنهار سقف توقعاته على رأسه حين رآها تدخل إلى المحل حيث تعمل.. أما لؤي فقد توجه بخفية عن أمه نحو غرفتها و أخذ يفتش بين أغراضها واحدا تلو الآخر ألقى نظرة على مكتبها الصغير وسرعان ما رأى شيئا غير اعتيادي.. إنه قلم للذكور بل إنه للأطفال يحمل صورة باتمان و لأنه قد أعجب به أخذه ليلقي نظرة عليه.. ثم في حركة لا مبالية أراد أن يعيده إلى  مكانه لكن سرعان ما رآى حرف "R" محفورا عليه بكتابة فخمة..
استغرب من وجود قلم كهذا عند أخته
ولأنه كان يبحث عن أبسط سبب ليثبت شكوكه المريضة و ليرضي شيطانه اللعين قام بعملية حسابية في رأسه إنه قلم للذكور صحيح أنه يلائم الأطفال لكنه ليس لحياة ربما هو من أهداه لها قال في نفسه اجل انه هو يريد أن يعيدها إلى مرحلة الطفولة  حتى أن إسمه يبدأ بحرف الراء

أقنع نفسه بدلائل أحمق منه صدق كذبته وعرضها على أخيه كريم الذي سرعان ما إقتنع بكلامه الذي لم يحمل ذرة من العقلانية ..

لقد كانوا مدركيين أنه ثمة حلقة مفقودة لإستنتاجاتهم البلهاء لكنهم تجاهلوها فقط ليثبتوا لأنفسهم أنهم على حق حين يعنفوها ولكي يجدوا سببا عقلانيا لعدم سماحهم لها لا بالدراسة ولا بالعمل .

أرادوا أن يثبتوا لأنفسهم أنهم ليسوا مخطئيين وأكثر من ذلك أرادو أن يفضحوها أمام أمهم كي ترى ماذا تفعل ابنتها و أن يجعلوا أحمد يفقد ثقته فيها..

عادوا الى المنزل و الشرر يتطاير من أعينهم لقد كان كريم في إجازة ذلك اليوم أما لؤي فهو لا يهتم بأمر العمل كثيرا وفرصة كهذه لمعاقبة حياة لن يفوتها من أجل العمل
لاحظت أمهم الغضب العارم الذي يحملونه سألتهم قائلة (ماذا حدث لماذا تبدوون غاضبين؟) أجابها لؤي (اسألي ابنتك الحقيرة ماذا تفعل خلف ظهرك) نهرته بحدة قائلة: ( اعرف ماذا ربيت ابنتي لم ولن تفعل شيئا خلف ظهري) اجابها كريم بنبرة إستهزاء ( بل فعلت يا أمي فعلت و سوف تفعل إذا لم نوقفها) صرخت عليه ( ما الذي فعلته اخبرني؟) قال وكأنه يخبرها عن اخبار الطقس (لديها عشيق ) شهقت أمها و صرخت فيهم (ماهذا البهتان الذي اطلقتموه عنها ) قال لؤي بحدة و صراخ ( نحن لا نتهم أحدا بالباطل انظري لقد وجدته في غرفتها انظري جيدا يوجد حرف الراء هنا .. ) قالت ( و ماذا اذن ..؟ كما ان هذا قلم اطفال) اجابها كريم بثقة وكأنه المحقق كونان ( أجل لكن هذا له مغزى أكيد أن عشيقها في طفولته كان يحب شخصية باتمان وأكيد أنه حدثها عن هذا او أنه يريد أن يعيدها الى مرحلة الطفولة أو حتى انه يريد أن يظهر لها أنها طفلته او لما لا نقول انه يريد ان يكون رجلها الخارق الذي يحميها فاهداها هذا القلم الذي يحمل حرف إسمه و صورة هذه الشخصية الخارقة إن هذا الأمر اصبح شائعا بين الشباب .. )

حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن