الفصل الرابع عشر 🌸 فرصة أخرى

2.2K 89 14
                                    

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

لقد كانت حياة مشغولة بالقيام بأعمال المنزل وبعد أن أنهت جميع أعمالها أخذت روايتها المفضلة وباشرت بقراءتها لقد كانت تفكر بين الفينة والأخرى بريان و يزن لاطالما ظنت أن يزن والد ريان لكن حقيقة أن يزن يعد خاله أثارت استغرابها هي لم تسمعه يوما يتحدث عن والديه حتى في اليوم الذي اختطف فيه كان يزن متواجدا لوحده .. لقد رأت في عينيه خوف الأب على إبنه  لهذا اعتقدت انه والده..

بعد مرور عدة أيام كان الأمر روتينيا بالنسبة لحياة و ريان و يزن فبين اتصالاتهم المتكررة و تواصلهم الدائم ومشاغلهم لم يكن هناك جديد آخر فقد كانت الأيام تمر برتابة ووتيرة متشابهة ..

كانت منهمكة في العمل لقد تعودت عليه و أصبحت تتقنه أكثر من ماكانت تتقنه قبل فهي قد تعودت على طبيعة العمل و نظرات الزبائن والتي تشعرها بأنها لا شيء أمامهم في الأيام الأولى كانت تشعر بصعوبة تقبل معاملة الزبائن لها بتكبر لكن مع مرور الأيام أصبح الأمر  عاديا ولم تعد تهتم بهم كما أنها  قد تعودت على قسوة مشرفتها و صرامتها إلى جانب قسوة اخويها و صرامتهم و شدتهم معها...

أما هو فقد كان متوجها نحو المركز التجاري وهو يفكر في أي هدية سيهديها لأمه لقد كان ذهنه شاردا فهو يتجول منذ ساعة بين المحلات التجارية لكنه لايزال يواجه صعوبة في إختيار ما ستعجب به امه.. كما انه كان محتارا في أي هدية ترحيب سيهديها لسارة خصوصا أن امه شددت على ضرورة اقتنائه هدية ترحيب بها ...
هو لا يعلم لما لم يرتاح لطلب أمه أو بل الأحرى كانت لديه فكرة عن الموضوع لكنه لم يهتم ولم يشأ أن يتعمق في الموضوع فضل أن يعتبر الأمر عاديا على أن يأخذه محمل الجد ...
أثناء تنقله بين المحلات التجارية رأى من بعيد حياة والتي كانت منهمكة في تنظيف الزجاج الخارجي للمحل كانت تبدوا عليها علامات التعب ، استغرب لتواجدها هناك حاول التمعن في النظر لعله قد اخطأ في الرؤيا لكنه لم يكن كذلك سأل نفسه بحيرة ( هل هذا هو العمل الذي تعمله!) لم يتوقع أن عملها هو هذا لقد كان يظن أنها موظفة أو معلمة أطفال  نظرا لخبرتها في التعامل مع طفله  ... استغرابه لم يكن نابعا من استحقار او ازدراء لعملها
بل فقط لأنها لم تقبل عرضه بمكافئتها بالمال ظن أنها تمتلك المال الكافي لرفض المزيد كما أنها لم تشتكي قط لريان من صعوبة عملها لهذا هو قد بنى تصورات خاطئة .. لكن في داخله كان فخورا بها لقد شعر بقوتها و كرامتها و عزة نفسها وجهدها لكسب مال الحلال قال في نفسه ( لقد كبرت في عيني اكثر ) كان يواصل النظر إليها بخفية يراقب اتقانها لعملها وكيف أنها تقوم به بسعادة و رضى .. أراد أن يسحب نفسه ويذهب لكن وفور أن أدار ظهره سمع صوت صراخ مخالط بصوت إنكسار ..

حين إنتهت حياة من تنظيف الزجاج الخارجي أرادت أن تدخل الى المحل كي تباشر بأعمال اخرى في الداخل لكن وأثناء دخولها إرتطمت بغير عمد بسيدة كانت تمشي في اتجاهها وأثناء إرتطامها بها حاولت السيدة إبعادها ودفعها بعيدا عنها الأمر الذي جعل حياة و تتمسك بأي شيء كان إلى جانبها لتثبت توازنها وتمنع نفسها من السقوط على الأرض ولكن لسوء حظها ما حاولت التمسك به كانت المزهرية الكبيرة التي تعتز بها رئيستها ودائما ما تخشى أن تنكسر نظرا لثمنها الغالي .... لقد حدث الأمر في لحظة واحدة وسط صراخ السيدة عليها و دفعها و تحقيرها بحجة أنها قذرة من جراء تنظيفها للحمامات والزجاج و الارضية ، إنكسرت المزهرية و وقعت حياة على الأرض  .. تجمع الناس حولها أما بالنسبة للسيدة فقد استمرت في الصراخ عليها قائلة بغضب : ( أيتها الحقيرة كيف تصطدمين بي ألا تملكين عينين ألا تري أنك متسخة بالكامل ومليئة بالجراثيم و القذارة لقد كنت تنظفين الأرضية و الحمامات و تمسحين الزجاج كيف لك أن تصطدمي بي لقد دمرتي ملابسي الغالية أيتها الحقيرة) واصلت استنكارها وصراخها طلبا لحضور مديرة المحل لطردها .. أما حياة فقد نهضت دون أن تعطي قيمة للجرح الذي في يدها جراء الزجاج المتناثر..  حاولت الإعتذار منها وطلب سماحها، أخبرتها بأنها لم تقصد وبأنه كان حادثا فقط كما إعتذرت لمديرتها قائلة (سيدتي انا اعتذر حقا لقد اصطدمت بالسيدة بغير قصد وقد دفعتني حاولت التمسك بأي شيء جانبي لكي لا اسقط لم اعرف انني سوف اسبب في كسر المزهرية انا اعتذر حقا )

حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن