حياة

الفصل الثلاثون 🌸 خطة

        🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

كان في مكتبه مشغولا بعمله لازال موضوع البارحة يؤرق عقله و يستحوذ على تفكيره و إلى جانب ذلك فهو يشعر بألم فضيع في رأسه نتيجة لعدم نومه بشكل جيد ..

لقد كان مزاجه معكرا ..

إتصل بمساعدته السيدة وفاء طالبا منها إحضار فنجان قهوة له ، لكن للأسف ذلك لم يساعده في تخطي ألم رأسه، ولا حتى في تحسين مزاجه ...

لذا فقد كان يبحث في درجه عن مسكن للألم حين دقت باب غرفته حياة أخبرها أن تتفضل دون أن يعلم بأنها هي .. لقد كان يخشى أن يضعف أمام فضوله و يسألها عن شيء لا يخصه حسب رأيه ،  أو حتى أن يسمع إجابة يخشاها ، لذا فهو كان يتجنبها منذ الصباح ، حتى أنه غادر إلى العمل قبل أن تأتي إلى منزله ولم يراها منذ البارحة ..

قالت بنبرة حذرة : ( صباح الخير سيد يزن ، كيف حالك اليوم .. أحتاج إلى توقيعك على هذا الملف ..)

فور أن سمع صوتها إرتبك قليلا لكنه أكمل البحث عن مسكن مجيبا إياها بنبرة باردة دون أن ينظر إليها : ( أتركيه على المكتب..)

أخبرته وهي تضعه أمامه : ( حسنا ... بعد أن توقعه أخبرني لأعود لأخذه )

أجابها وهو مستمر في بحثه : ( لا بأس ، سوف تجلبه لك الآنسة صفاء )

إستغربت معاملته الجافة لها فقد كانت واضحة جدا لكنها لم تعلق ولم تفكر بالموضوع كثيرا لكنها سألته قائلة بعد أن لاحظت بحثه المستمر في أدراج مكتبه : ( هل تريدني أن أساعدك في البحث عن شيء ما؟ )

أجابها بنفس النبرة الباردة بعد أن أغلق درجه وتوقف عن البحث : ( لا ، إذا إنتهيت يمكنك المغادرة .. )

إرتبكت من طريقة تعامله معها أجابته قائلة : ( حسنا عن إذنك .. )

أخذ نفسا طويلا محاولا السيطرة عن غضبه الذي يجهل مصدره ..

هل هذه غيرة .. أو قلق ..

من يعلم ..

ألقى برأسه إلى ظهر مقعده بيأس ثم أغلق عنيه في محاولة لتحسين مزاجه ، و إستجماع نفسه ..

   🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

توجهت الآنسة صفاء بغضب نحو مكتب حياة حيث كانت جالسة تعمل بصمت وتفكر في سبب غضب و تعامل السيد يزن معها بجفاء 

وضعت الملف أمامها بطريقة همجية أو بالأحرى رمته على مكتبها .. رفعت حياة رأسها لتنظر إليها بنظرات متسائلة حول سبب طريقة تصرفها وقبل أن تنطق بشيء إقتربت منها صفاء قائلة بنبرة غاضبة : ( أنا لست خادمتك هل فهمتي ، مرة أخرى إذهبي أنت لجلب الملف،  هذا عملك وهذا أقصى شيء يمكن لشخص مثلك دون شهادة ولا خبرة أن يفعله )