الفصل التاسع و السبعون 🌸 خطة

817 61 21
                                    

❤️ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ❤️

لقد كانت حياة سعيدة جدا، لقد كانت تشعر وأنها في حلم جميل لا ترغب في الإستيقاظ منه مطلقا.. لكن ورغم مشاعر الفرح التي كانت تغمرها كانت تشعر بالخوف يسيطر على قلبها ويتملك دواخلها لقد كانت قلقة من أن تكون سعادتها مؤقتة و أن تختفي في لحظة واحدة كالسراب.. لقد كانت خائفة جدا وقلقة أيضا، هي لم تكن قد تعودت بعد على مشاعر الفرحة هذه فقد كانت غائبة عنها لمدة طويلة..طويلة جدا.. لدرجة أنها قد نسيت طعمها.. لذا فقد كانت خائفة من أن تفقد تلك السعادة مرة أخرى بعد أن وجدتها أخيرا و أن تعود مشاعر الحزن و الإحباط و الضعف لتسيطر على قلبها مرة أخرى ..

لكن ورغم شعورها بالتوتر و القلق إلا انها لم تسمح لتلك الأفكار أن تسيطر عليها أكثر من ذلك لذا نفضتها من رأسها بشدة و قررت بأن تسمح للفرحة بأن تتسلل نحو قلبها في أعظم يوم تعيشه في حياتها ..

لقد كانت تشعر بالفراشات تُحلق بها و ترفرف في قلبها .. لقد كانت متأثرة جدا بتفاصيل الحفل  لكن ما كان يجعل قلبها يركض بسعادة هو حبيب قلبها و خطيبها .. إبتسمت بسذاجة وهي تردد تلك الكلمة بصمت " خطيبي " لقد كانت سعيدة جدا فبعد ساعات قليلة سيصبح رسميا خطيبها .. شردت بوله وهي تتذكر طلة حبيب قلبها يزن التي قد أسرتها وجعلت نبضات قلبها تتسابق وكأنها في سباق للسرعة.. و ما زاد تأثرها أكثر هو إهتمامه بتفاصيل ملابسه و ملابس طفله  لتتناسب مع فستانها .. لقد كانت تشعر و لأول مرة في حياتها بأنها محظوظة كما لم تكن من قبل وذلك ما جعل الإبتسامة لا تفارق ثغرها .. شعورها الآن وهي في غرفة يزن لأول مرة وهي تحضر نفسها لحفل خطبتهما و تحقق حلمها الذي لم تتجرأ على أن تتمناه يوما كانت كلها أمور تجعلها تطير من فرط سعادتها لقد كانت ممتنة ممتنة جدا لهذه اللحظة و متوترة جدا بسببها
ببساطة لقد كان قلبها يرفرف فرحا ..

لقد كان ريان يقف إلى جانبها بهدوء ويراقب ما تفعله خبيرة التجميل لقد كان ينظر بإهتمام و كأنه يتسائل ما الداعي لمساحيق التجميل هذه فهي لم تكن بحاجة إليها مطلقة .. لكن ذلك لم يمنعه من إشباع فضوله الصغير و مراقبة كل تفاصيل حياة .. بينما كانت حياة تراقبه من مرآتها وتنظر إليه و هي تبتسم بسعادة على حبه و تعلقه بها ..

لقد كانت ممتنة لحبه لها كثيرا.. كما أنها كانت تحبه كثيرا ..

وقفت أمام المرآة بعد أن إرتدت فستانها الذي كان يبدوا رائعا عليها و أنهت آخر لمسات زينتها لقد كانت تبدوا رائعة إعترف الجميع بذلك بداية من خبيرة التجميل مرورا بمصففة الشعر و ريان و أروى و لارا و حتى نهى التي اشتعل قلبها حقدا و شعرت فجأة برغبة أكبر في تنفيذ خطتها ..

لقد كانت تبدوا رائعة كنجمة متلئلئة في سماء ليلة هادئة، كوردة تحيط بها أشعة الشمس الدافئة ، كقمر منير في ليلة مظلمة لقد كانت تبدوا جميلة رغم أنها لم تسمح بوضع الكثير من مساحيق التجميل ولم تبالغ في تصفيف شعرها إلا أنها كانت تبدوا جميلة كلحن يطرب الآذان كلوحة فنية مرسومة بعناية.. كإحدى أميرات القصص الخيالية كنسمة هواء باردة في ليالي الصيف الحارة ..

حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن